"لن تجني شيء سوى ما زرعت"!
********
المؤمن الحقيقي والمؤمن المزيف!
مكتوب في إنجيل متى: "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب، يدخل ملكوت السموات".
ومكتوب أيضا في رسالة كورنثوس: "وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس".
فكيف "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات"؟
*****
في الآية الأولى المذكورة في إنجيل متى، يقول السيد المسيح: "
ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات".
فهنا يحذرنا المسيح من أن تكون لنا صورة التقوى من الخارج، بينما نحن ننكر قوتها من الداخل،
فتكون التقوى بالنسبة لنا هي مجرد كلام، يا رب يا رب.
فهذه التقوى باطلة لأن التقوى الحقيقية لا تظهر إلا بفعل وتتميم إرادة الآب السماوي.
وقد أكمل المسيح تحذيره قائلا: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب،
أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟
فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم".
وهنا نرى أمرين:
1- إن كثيرين سيفاجئون في ذلك اليوم أنه ليس لهم مكان في ملكوت المسيح،
لأن حياتهم على الأرض لم تكن للمسيح. فمع أنهم كانوا يتكلمون باسمه، ويصنعون القوات باسمه،
لكنهم كانوا في الحقيقة فاعلي إثم، أولاد إبليس. وإبليس قد زرعهم بين المؤمنين الحقيقيين، ولهم صورة التقوى "
ولكن ليس لهم أصل
في ذواتهم بل هم إلى حين". وليس لهم علاقة حية بالمسيح، لذلك هم يتكلمون كثيرا عن أنفسهم وحياتهم ممتلئة بالكلام، لكنها خالية من الثمر.
والمسيح قد أوضح ذلك قائلا: "لأن من الثمر تعرف الشجرة" فمن ثمر الإنسان يعرف جوهره وليس من كلامه.
لذلك يقول المسيح أيضا عن غير المؤمنين الذي يتكلمون بغير ما يبطنون: "
يا أولاد الأفاعي! كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار؟ فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم.
الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات، والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور".
ويقول أيضا: "ولماذا تدعونني يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله".
وهؤلاء الناس هم منذ القديم، فقد تكلم عنهم إشعياء النبي: "
فقال السيد لأن هذا الشعب قد اقترب إلي بفمه وأكرمني بشفتيه وأما قلبه فأبعده عني،
وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة".
وهوشع النبي يؤكد ذات المعنى: "لأنهم قد تجاوزوا عهدي وتعدوا على شريعتي.
إلي يصرخون: يا إلهي، نعرفك نحن ..."
***
2- إن المسيح هو الديان كما قرأنا أن كثيرين سيوجهون كلامهم للمسيح في ذلك اليوم لأنه الديان.
ومكتوب "لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن.
لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب".
***
أما الآية الثانية التي وردت في رسالة كورنثوس فتقول: "
ليس أحد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما.
وليس أحد يقدر أن يقول: يسوع رب إلا بالروح القدس".
والحديث هنا عن مؤمنين حقيقيين اختبروا "الخليقة الجديدة"، واستمتعوا بالخلاص،
وانسكبت محبة الله في قلوبهم بالروح القدس المعطى لهم، فشهدوا بالقول: "إن يسوع رب".
*****
يا ليتنا نفحص قلوبنا أمام الله، هل إيماننا بالله حقيقي أم إيمان مزيف؟
والسؤال هو هل أنا هو الذي يحبه الرب؟
لنعطي للرب دائما القيادة في أن يتفحصنا من كل الخطايا المستتيرات في أعماقنا وقلعها منا
ولنأت إليه بكل اتضاع ليغمرنا بنعمته ونستمتع بيقين الخلاص في شخص المسيح،
ولإلهنا كل المجد إلى الأبد، آمين!
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †