البطريرك الرّاعي يفتتح غداً السّنة اليوبيليّة للقديسة رفقا صلوات يوميّة وجولة لذخائرها في المناطق

هناك في أسفل الجبل حيث تربض بلدة جربتا، يتدحرج الوقت مسرعاً نحو الوراء، الى مئة سنة خلت، لينتشي باللحظات الأخيرة التي سجلت فيها رفقا عشقها غير المشروط للمسيح على فراش الألم. ويتداخل الزمن الأول بالثاني، فالزمن الأوّل يختصر علاقة ثنائية جمعت راهبة بإله، لتتحوّل الراهبة الى قديسة في الزمن الثاني وصلة وصل بين إله وشعب يتقلب على فراش ألم أمني وسياسي واجتماعي واقتصادي، عسى أن يكون يوبيلك رفقا افتتاحاً لزمن ثالث يذوق فيه لبنان طعم السلام.

وتحتفل الكنيسة المارونية غداً بيوبيل القديسة رفقا الذي يأتي في الذكرى المئوية لوفاتها "وهو دعوة لقراءة حياتنا المسيحية على ضوء ما عاشته وما شهدت له وحققته رفقا، إبنة أرضنا ووطننا ومجتمعنا وكنيستنا كراهبة لبنانية مارونية، رفعتها الكنيسة قديسة على المذابح، وقد قدمتها لكل مؤمن قدوة ومثالاً للاتحاد بالله". هذا ما أكدته المسؤولة عن إدارة الدير والرئيسة السابقة لدير مار يوسف جربتا الأخت ميلاني مقصود لـ"النهار"، مشيرة الى أن الدير كله "كان في انتظار المئوية لأنها ذكرى انتقال رفقا من هذه الدنيا الى المجد السماوي، بعد مرور 100 عام على ميلادها في السماء، وقد منحنا الرب خلال هذا الوقت الكثير من النعم والشفاءات بشفاعتها".

سنة حافلة بالنشاطات
تفتتح السنة اليوبيلية وفق مقصود غداً بقداس احتفالي يترأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الساعة 11:00 قبل الظهر في بازيليك القديسة رفقا في جربتا. وسوف يتخلل السنة صلوات يومية نقيمها كجماعة رهبانية ضمن الأديار، نطلب فيها شفاعة رفقا للمرضى وإحلال السلام والأمان في كل المنطقة، ونشكر فيها الرب على نعمة قداستها". أضافت: "ننظم الى ذلك جولة لذخائر القديسة على كل المناطق والقرى التي مرت فيها وعلى كل أديارها وقريتها حملايا. وسوف تبقى ذخائرها في كل مكان وطأته نحو يومين حتى يتسنى للناس زيارتها والتبرّك منها". وتختتم السنة اليوبيلية بعودة الذخائر الى دير جربتا بقداس احتفالي، موضحة أن "جثمان رفقا سيبقى في الدير، أما الذخائر التي ستجول على المناطق فهي عبارة عن فك القديسة الذي أخذ الى روما يوم تقديسها".

بازيليك القديسة رفقا
"كان تشييد بازيليك على إسم رفقا هاجسي" وفق مقصود وقالت: "كنا في القداسات والتجمعات الكبيرة ننصب خيمة للقاء عندما تسلمت رئاسة الدير في العام 2000 قمت بالتحضير لتقديس رفقا، وبعدها بات كل همي كيفية تشييد كنيسة كبيرة على إسمها، وبدأت عملية البناء من فلس الأرملة، حتى أن المهندس قال لي أن المبلغ الذي قدمته له لا يكفي لإنجاز الحفريات. لكنني اتكلت على عناية رفقا، ورفعنا كجماعة الصلوات لمار يوسف شفيع الدير، وبعد بضعة أيام زارنا رجل لا أعرفه، اسمه جوزف نعمان وقال لي: "يا ابنتي خذي هذا الشيك على نية أولادي وتذكري أن يعقوب الكبوشي بدأ ورشته بخمس ليرات". اتصلت فوراً بالمهندس وبدأنا شيئاً فشيئاً، والحمد لله وصلنا الى ما نحن عليه اليوم من دون صعوبات". أضافت "هذا الدير قام على العناية الإلهية ومساعدات المحسنين، ونحن نذكرهم يومياً في صلواتنا وقداساتنا".
وشارفت بازيليك القديسة رفقا على الانتهاء "إنها مكوّنة من طبقتين، يبلغ الطابق السفلي 3800 متراً ويضم قاعات محاضرات ومسرح ومكتبة. أما الكنيسة فتتسع لنحو 3000 شخص ينقصها بعد دراسة الكهرباء والبلاط وتلبيس الحجر من الداخل والخارج والتجهيزات الداخلية". وقد صمم البازيليك كلود أبي سعد وجورج أبي خليل "وهي تشبه السفينة إذ إنها مستوحاة من قبر القديسة رفقا، والسفينة ترمز لكنيسة المسيح الصامدة في خضم العالم، والصليب هو رائدها". وختمت "نستقبل غداً زوارنا على الباطون والكراسي البلاستيكية مع ستائر النايلون السميك على الشبابيك تحسباً للهواء والشتاء".

زائر

» صلاة للقديسة رفقا
» صلاة للقديسة رفقا
» صلاة للقديسة رفقا
» أنا هو الرّاعي الصّالح
» صلاة للقديسة رفقة