رموز صورة القدّيسة رفقا
الراهبة اللبنانيّة المارونيّة
(1832-1914)
تظهر القدّيسة رفقا في هذه الصورة واقفة على أرض وطنها لبنان، مجلّلة بأنوار المجد السّماوي، والوقوف رمز للقيامة بعد معاناة الألم، ومعانقة صليب الأوجاع.
الوجه: وجه رفقا كقلبها يشعّ حبّاً وفرحاً وحناناً وقداسة: احتملت في طفولتها اليتم والضيق والغربة، وفي تكرّسها تعب الرسالة، وفي توحّدها ونسكها الأمراض والآلام والأوجاع مدّة تسعٍ وعشرين سنةً. أشركت آلامها بآلام المخلّص، واتّحدت به بالصبر والفرح، فاستحقّت أن تتمجّد معه.
انحناءة الرأس: فيها الكثير من الخشوع والتواضع.
العينان: إخضرار وفرح في العينين، نظرة تأمّليّة تتخطّى فيها رفقا العالم المادي إلى عالم ترجوه بالصلاة الدائمة.
اليدان: أتت حركة اليدين لتكمّل ما في الوجه من تعابير، متكمّشة بسبحة الورديّة وكذلك كتاب الصلاة، الذي يحمل بُعداً إيمانيّا وبُعداً تربويّاً، فهي المربّية والمعلّمة والمصلّية والمتأمّلة بسرّ فاديها يسوع المسيح.
والقدّيسة رفقا المصلّية سبحة العذراء مريم تذكّرنا بعيد سيدّة الورديّة 1885 ، يوم قدّمت ذاتها للمسيح يسوع، لتكون عروسة الألم، وطلبت منه نعمة مشاركته حمل الصليب، وكان لها هذا الصليب طرقًا للمجد والقيامة.
الصليب (في أعلى اللوحة إلى يمينها): رسم صليب الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، مغموراً بأنوار المجد، ورفقا هي إبنة هذه الرهبانيّة. إنّه صليب الفداء الذي عانقته رفقا، فكان فخرها، ومجدها، وسرّ قداستها.
إيقونة العذراء (في أعلى اللوحة إلى يسارها): أمّا تكريم رفقا للبتول مريم، فمعبّر عنه بإيقونة سيدة إيليج، أم الله، "العذراءُ المُرشِدَةُ إلى الطريق"، عذراء الموارنة، تحملُ الطّفل يسوع فوق ذراعها الأيسر.
الخبز والخمر (في أسفل اللوحة إلى يمين رفقا): يرتاحان على صخرة لن تقوى عليها أبواب الجحيم. رمزٌ إلى إكرام رفقا الخاص للقربان الأقدس، قوتُها ومصدر فرحها في الآلام والأوجاع.
أرز لبنان: أرز الرّب ورمز وطن رفقا الذي أحبّت. خالد في وجه الأعاصير.
الدير: (جهة الشمال في أسفل اللوحة)، هو دير مار يوسف - جربتا، الذي كانت رفقا إحدى أهمّ مؤسِّساته، والذي يحوي ضريحها المبارك. فيه واصلت السير في طريق الجلجلة، في حياة مستترة مع المسيح، في صلاة وتأمّل واتحاد دائم به، فاستحقّت أن تتمجّد معه وتُرفع قدّيسة على مذابح الكنيسة الجامعة في 10 حزيران 2001.