خطوات قافزة(لقاء الأحد2)

لقاء الأحد (2)

خطوات قافزة

أمسكت بيدى اليمنى .. برأيك تهدينى .. وبعد إلى مجد تأخذنى .. من لى فى السماء ..

ومعك لا أريد شيئا .. فى الأرض ..

مز73

كلما طوى عام من عمرى..

لملم منذ أيام أوراقه .. ليتيح مكانه للقادم الذى قد يسمح به الرب ..

وهكذا حال دنيانا .. تسليم وتسلم .. مغادرة وإتيان ..  

للأيام والسنين والأعمار

ولكل شيئ تحت السموات وقت

وكثيرا ما يشغلنى فى هذه المناسبات ..

هو وقت المغادرة !!

فله تجهز كل الحسابات

........

بدأت فى كتابة السطور الأولى من هذا اللقاء

بتذكر ما أبلغنى به الأطباء منذ سنوات ربما تزيد عن العشرة

فى تقرير حزين ومزعج وبعد مراجعات وحوارات

ما مفاده أن حياتى فى دائرة الخطر ومهددة بالموت الفجائى بأى لحظة

وما تبقى من شهورها فهو قليل ..

لم أظهر وقتها بطولة مصطنعة

وأدعى أننى لم أنزعج

حدث..ولكنى لا أنسى أننى

سألت وقتها ساخرا ودامعا ..

محاولا التمالك والثبات

حسبتوها صح ؟؟

وكم يكون هذا القليل ؟

قالو لا نعلم . هذا بيد الله .

قلت وبثقة

وما دام بيد الله

إذن فتقريركم لا يلزمنى..

خاضع لحساباتكم ولأجهزتكم ..

ومزقته ..

ما دمتم لا تؤكدون .. فمعرفتكم أراها مقصرة أمام معرفة إلهى

معطى الحياة وآخذها ..

وخرجت .. وإن كنت دامعا .. لكنى أخفيت دموعى عن زوجتى

وفى الطريق ..توقفت قليلا  لإحساسى بشيئ من الضعف ..

.. غير أنى لم أخطئ سماع الصوت الخافت الهامس

الرفيق الصديق

وقت كل ضيق

يسوع

أسمعنى

هذه الكلمات  

لا تخف ..إنى أحبك .. وأثق أنك تحبنى وتثق بى .. ولن أتركك فصداقتى تظل لك مستمرة ..

ونحن نسير معا كل الطريق..

لاتخف ..

ولن يفصلك أبدا عنى إحساس يائس

ولكن دعنى أنصف أطبائك ..

لا تقسو عليهم

قالوا شيئا قرأوه علميا صحيحا  ..

ولكنه ليس بقدرتى ..

فكن حليما فى غضبتك  

إحفظ كلمة صبرى

وسأعطيك البصر والبصيرة لترى مشيئتى  وقدرتى

تكفيك نعمتى

سأكون برفقتك طيلة ما تحياه بالأرض .. وممسكا إياك بيدى وحتى  الوصول  تظل يدك بيدى .. لن تفلت منى أبدا ..

أيامك أنا فقط من يعرف عددها .. وهى محصاة أمامى ..فلا تسأل عنها

..........

لم أشعر بنهر الطريق المكدس بالمارة وبالسيارات .. ولا بصيحات التحذير عند عبورى للناحية الأخرى ..

ولا بخطواتى وهى تطير بى قافزة فوق الأرض  

ناسيا كل ضعف

تجددت فى القوة وهرب الضعف وتوارى اليأس

هكذا كان حالى وقتها ..

ماأذهل زوجتى ..

ماذا حدث !!

……..

إبنى الحبيب .. إبنتى الغالية ..

كان لهذا العنوان الذى إخترته للقاء خلفية أردت أن

يكون معناها أمامى وأنا أحاول أن أوصل لكم المعنى الجميل ..

 قدر إستطاعتى ..فى لقاء أرجوه طيبا ومقبولا لدى القدير..

......  

شتان بين ما

ما يقوله العالم .. وما يعلنه يسوع ؟؟؟

أنا هو القيامة والحياة .. من آمن بى ولو مات فسيحيا ..

هو ما يعلنه كل يوم

لك ولى ولكل نفس  

.ثق بى ..

مهما كانت حالة ضعفك ومرضك ويأسك ..

مهما كانت خطاياك تهدد أبديتك..

.. فأنا أعلم كيف أقيمك فوق الضعف ..

ثق أن نعمتى تكفى إلى الأبد وتزيد .

. فهى للخائر وللمعيى قوة ..

لا تخشى الظلام ؟؟

لا تخافه ..

من جوفه ينبع النور  

وينبلج صباح فأنا نور العالم ..

نعم

يسوع نور العالم

لا تخشى سهم النهار ولا من وباء الدجى ..

من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة

لا تنسى ترنيمة صباك

.خطية إنك تهتم ... خطية وتعول الهم

خطية يسوع تنساه ... وف لحظة تطلب سواه ..

اليوم

أجدد لك الوعد..

إننا نسير جنبا لجنب موثقى الأيدى لنكتشف كل لحظة أشياء جديدة ..

مذهلة

تستحق أن تكون زادك ودواؤك فى عمر جديد

لا يقاس بما يقرره الخبراء والأطباء والعلماء بسنوات نقضيها .. ..

العالم يعمل بأجهزته وبعلومه ونظرياته

كثيرا ما تخطئ ..

والرب يعمل بقدرته وقوته  

وحده من يعلن

وفى التوقيت والميعاد

تعالوا يا مباركى أبى ..

رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم ..

..

دقائق ودواخل الحياة هو مكونها ..

دقائق خلاياها

هو صانعها

... فهل يعسر على الخالق  تجديد شبابها ..؟؟؟

ويظل الحوارقائما وممتدا بينى وبين الرفيق

متجددا عند كل صرخة وجع ..

ألم تختبرنى .. قبلا ..

ألم تختبر مراحمى السابقة لك إلى الآن ..!!

هل من شك فى قدرتى؟

إطرح الشك من حساباتك .. إن ما أقدمه لك هو الحق

  فأنا أزرع لك اليوم  

نبتة أمل جديد

إرعاها وإسقها من وعد كلمتى

لهذا أنا أدعوك  

أنفض عنك الهم وإنزع الغم .. وإبدأ فى رحلة التلذذ بمواعيدى ..

إن ما أريد أن أراه فيك ..

كخادم فى الكرم

ليس الإكتفاء بمشيئتى والتسليم الراكد البليد

بل اليقظة المتقدة .. ذات النظرة البعيدة ..

وأن تنظر إلى الحاضر .ونفسك مليئة بالغد الذى تراه معى بالإيمان ..

هنا الفارق العظيم .. بين حياة وحياة ..

لو كانت حياتك يوما واحدا .. فأنت بصداقتك لى ورفقتى لك تتخذ الحافز لتعيش به عمرا حافلا..

وليس لك فقط هذا الإمتيازالفريد .. بل إنك ستعمل على أن تنقل هذا الإحساس للغير .. ..

فالإشتياق الخفى لمن حولك من البشر

يهمهم أن يرو فيك يسوع

أبنائى الأحباء

  إن الإبن يعمل ماللآب بلا كلل  

فلا تضع النور الذى لك تحت المكيال لئلا يستحيل ظلاما ..

ولا تترك ملوحتك لرطوبة الأرض .. لتداس من الناس ..

بل ملح بها حياتك وحياة من حولك

ودعنى أقول لك أن قيمة إيمانك

وقوته

تزيد بهذا الإكتشاف المذهل عن قدرة الخالق المبدع لبقاء تلك الشعلة متوهجة فيك دوما ..

.......

أبنائى فى هذا الأحد الجميل

وأجد فى لقائنا اليوم فى هذا الصباح جوا صافيا طيبا

ينشر الأمل فى حياة متجددة مستبشرة واثق صاحبها أنه ليس وحيدا فى الطريق ..

معنى رائعا أرجو ألا يضيع أو يغيب عنا لحظة من العمر

أحاول أن أسجله لكم  .. وهو يعلن  تلك الحقيقة

ومن قلب كلمة الرب ومعناها الجميل ..

لكل حبيب يريد أن يسكن نفسه عند الرب

لا أهملك ولا أتركك

أنت لى

هل وصلك المعنى ياغالى ؟

أنك با إبنى .. لم تخلق إلا لتشبع بى .. فهل تكون الجبلة يوما مشيرة على بارئها وصانعها ؟؟

.. أنت لى منذ وضعت بك نسمة حياتى ..

لهذا لا يشبعك سوى ما أعطيه أنا لك ..

لن تشبعك السنين والأيام بطولها وعرضها .. نعم أنا أعطيها لك .. لا لتفرح بكثرتها وتحزن لقلتها ..

ليس هذا قصدى من إعطائك العمر المديد السعيد ..

بل كى تعيش عمرك معى ..

إنك تماما كالسمك خلق للماء .. والزهور لنور السماء .. والطير للهواء .

ولأبدية فى المجد .. معى

.وأنت تواجدنا معاهو حياة لك وعمرا حقيقيا .. وليت تاريخا ينسى أو قصة تطوى .. ..

فهل تبقى على صداقتى ؟؟

لقد عرفنى الملايين قبلك ..

وعرفوا كل الفنون والعلوم وشتى الإنجازات المذهلة ..

بل أنهم غالوا فى تخطى محدودياتهم

ظنوا أنهم نجحوا

لكن يبقى سلام صداقتى

وأمان عشرتى

وضمان أبديتى

مطلب غالى لا يتوارى أبدا  

يظل المعنى مرفوعا وقائما

أن فى معطى الحياة فقط تتواجد الحياة

لكل حبيب

ولكل مار بهذا اللقاء

إن فى قلبى ينبوع دائم ..  لإشباع نفسك الجائعة..

لا شبع إلا مع خبز الحياة ..

يعلن الله

قدرته السرمدية الأبدية

هوالقدير وليس سواه

ليس فى بلسان تجلبه من أرض بعيدة

يكون شفاك  

.. ولا فى رقية نطاسى بارع  تتطوق بها

يأمن خوفك ويطيب طريقك

سيلاحقك الخوف والشك لأنك مخطئ فى الطريق ..

إبنى الحبيب ..

هو الطريق والحق والحياة هو الوحيد الذى يملك القدرة والسلطان

أن يعلن

أنا هو .. الماحى ذنوبك خطاياك لا أعود أذكرها ..

أطرحها وراء ظهرى ..

هل وجدتنى .. ؟؟

إن إمكاناتى المذهلة لك .. ولحياتك مهما كان فقرها وتعثرها .. ..

 كثف محبتك لى .. بقدر أمانتى ..

فما أبهج اليوم الذى فيه عرفتنى ووثقت بى  

أبنائى الأحباء

إن يسوع من يشبع أشواقنا الغير محدودة

ففى داخل كل منا توتر مرده إلى أننا محدودى القدرة بينما للنفس أشواق أخرى غير محدودة لا تشبع عن طريق الجسد ..

ونحن نتوق إلى الأكثر ولن تشبع تلك الإحتياجات الروحية بما تجود به قرائح مشاهير المعالجين

.. مهما كانت علومهم وثقافاتهم وحساباتهم  

يظل تعطش الجبلة ليد جابلها

والطينة إلى تشكيل الفخارى الأعظم

يعيد لها جمالها  

إن الفارق بين ما تريده نفوسنا من الأفق البعيد   ..  ويين ما يعرضه العالم ونتمناه بنظرة قصيرة عاجزة ..

هو شاغلنا

إذا من يشبع هذا ألأفق الروحى الكبير الذى نطمح إليه غيروعد الرب الصادق المعلن لنا كل يوم ..

هل نعيد معا هذا الهتاف الواثق لحياتنا

من لى فى السماء .. ومعك لا أريد شيئا .. فى الأرض ..

نعم

ومعه لا أريد شيئا  

أنت وأنا مدعوين كل يوم إلى مغنم الراحة

وفى كلمات نورانية .. يعلن فيها معلمنا بولس

أننى لا أحسب نفسى قد أدركت بل مازلت أسعى نحو الغرض ..

وهى فرصة الحياة الغالية

......

مازلت بالحياة .

وبيدى تقارير الأطباء

مضت السنوات .. ولم يعترينى أبدا يأس..

ضعف الجسد .. وكل البصر

نعم

قد يعصف الألم براحتك يوما

أو أياما

ولا يهزم الدواء الداء  

لكن تقوى روحك

وتبقى قافزة برفقة قائدك  

وكأنك تولد من جديد

أنت وأنا

على وعد أبدى

تكفيك نعمتى

أصدقاء الأحد الجميل

وكلما سعيت وراء خطوات سيدى ..

كلما إكتشفت أننى ما زلت لم أدرك طول وعرض النعمة التى إنتشلتنى من يأس وموت إلى حياة وخلود ..

وبعد ..

قارئى الحبيب

مهما آلمتك أشواك الجسد مهددة الحياة ..

ومهما بكيت خيانة الرفيق

وتباعد الصديق

يوجد من يناديك

يا قليل الإيمان .. لماذا شككت

هل تسمع..

هل وصلك معنى النداء؟؟

الرب معكم إخوتى وأولادى بالمنتدى .. ليكون لقاء الأحد لهذا الأسبوع مفيدا لكم ..

ثق

انه .. لا موت ولا حياة ولاأمور

حاضرة ولا مستقبلة تفصلنا عن التشبث بقوة باليد التى تمسك بنا

فهل من مردود روحى حى يعيش فى القلوب

.......

أكتبوا تعليقاتكم .. وشاركونى لقاء هذا الأحد

بمشاركتكم السخية وإسهاماتكم الروحية الغالية يعيش هذا القسم بالمنتدى ويكون حيا دائما ..

صلاتى أن يرفعكم الرب على أذرع محبته ويخطو بكم قافزا بكم فوق كل المرتغعات ...

فلا تكون لكم أبدا فى حياتكم خطوات متعثرة يائسة ..

بل بقفزات الفرح تحققون مساحات واسعة فى الإيمان

تكون أعماركم عامرة بأحلى الإنجازات ..

تسجلون فيها مشاهد مشرقة وتواريخ مشرفة   .. تبقى وتعيش وتحكى مع إشراقة كل شمس..

إلى هنا قد أعاننا الرب ..

دمتم بكل خير

بابا سمير

لأن لى الحياة هى المسيح .. والموت هو ربح .

(فيلبى 21:1)