أحد السجود للصليب المقدس:
فلتقدّم المسكونة بأسرها لصليبك السجود الذي به عرفت السجود لك أيها الكلمة المعبود
بحيث أننا بواسطة الصيام الأربعيني نحصل ونحن أيضاً كمصلوبين بأماتتنا عن الآلام ونشعر بمرارة متضجرين ومتراخين فلذا يُقدم الصليب الكريم المحيي مريحاً ومقوياً إيانا ليذكرنا بآلام ربنا يسوع المسيح ويعزينا ويشجعنا بأنه أن كان إلهنا صُلب من أجلنا فبكم من المقدار يجب أن نحتمل ونصنع لأجله ما علينا. ثم ويخفف أتعابنا بإظهاره لنا الأوجاع والأحزان السيدية وتذكار وأمل المجد الناتج بواسطة الصليب بحيث كما أن مخلصنا بصعوده على الصليب مُجد بواسطة الانقياد المهان والتمرمر كذلك نحن يجب علينا أن نفعل لكي نتمجد معه أيضاً وأن كان يحدث مرة أن يصيبنا أمر نكرهه.
وأيضاً كما أن الذين يسعون في طريق شاسعة وعرة عندما يعييهم السير يجلسون قليلاً حيث يجدون شجرة حسنة الظل ويستريحون وبعدما يتقوون جيداً يجيزون بقية الطريق هكذا والآن في زمان الصيام الذي هو كطريق شاسعة متعبة قد زُرع في الوسط من الآباء القديسين الصليب الحامل الحياة مانحاً إيانا راحة ومنشطاً ومخففاً الذين قد كلوا واعييوا إلى تكميل بقية سعيهم المتعب. أو كما أنه عند حضور أحد الملوك تتقدم علامته وصولجانه ثم يحضر هو فرحاً ومبتهجاً بالظفر وتفرح معه الرعية على هذه الصورة وربنا يسوع المسيح بما أنه عتيد بعد قليل أن ينشر علم ظفره على الموت ويحضر بمجد في يوم القيامة قدم صولجانه وعلمه الملوكي أعني الصليب الكريم ليملأنا بهجة وراحة عظيمة ويجعلنا مستعدين لاقتبال هذا الملك بعد مدة يسيرة ولمديحه والإثناء عليه لأجل ظفره على أعدائه.
وقد حصل في السبة الوسطى من الأربعين المقدسة لأن الأربعين المقدسة تشبه عين مران لأجل الانسحاق ولأجل ما يحصل لنا من التمرمر والملل من تلقاء الصيام فكما أن في وسط تلك ألقى موسى الإلهي ذاك العود وحلاها كذلك والإله الذي أجازنا البحر الأحمر العقلي ونجانا من فرعون قد يحلي بعود الصليب الكريم المحيي المرارة الناتجة من الأربعين المقدسة بواسطة الصيام ويعزينا ويشجعنا كجائزين في قفر إلى أن يبلغنا إلى أورشليم العقلية بواسطة قيامته. أو بحيث أن الصليب يُقال له عود الحياة كما وهو أيضاً بالحقيقة وذاك العود وُجد مغروساً في وسط فردوس عدن فلذلك بغاية اللياقة نصب آباؤنا الإلهيون عود الصليب في الأربعين المقدسة ليذكرونا بنهم آدم ثم مع ذلك أيضاً ليوضحوا نقض وإبطال ذاك العود بواسطة هذا لأننا إذا ذقنا من هذا لا نموت أصلاً بل نحيا على الدوام.
فبقوته أيها المسيح الإله صنا من أضرار الخبيث وأهلنا أن نجوز ميدان الأربعين بسلامة ونسجد لآلامك الإلهية وقيامتك المحيية وارحمنا بما أنك صالح وحدك ومحب البشر.