العطاء في المسيحية شرطا لدخول الملكوت وليس أمرا ثانويا
*************************************
لنرى معا شرط الدخول إلى ملكوت السموات حسب مقياس السيد الرب
{متى25: 31-46}ففي يوم الدين إذ يميز الديان العادل الخراف من
الجداء يقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار ثم يقول الملك للذين عن
يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني
جعت فأطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فآويتموني عريانا
فكسوتموني مريضا فزرتموني محبوسا فأتيتم إلي وحسب نص الانجيل هذا
العطاء أو هذه الخدمات إذا قدمت لأحد إخوة السيد الرب الأصاغر تكون قد قدمت لله
وهكذا نرى أن شرط الدخول إلى ملكوت السموات هو العطاء المتجلي
بخدمة الضعيف أو الصغير وبعبارة أخرى المحتاج أما الذين لم
يخدموا المحتاج حسب ما سبق يقول لهم السيد الرب اذهبوا عني ياملاعين
إلى النار الأبدية المعدة لابليس وملائكته لأني جعت فلم تطعموني ++ الخ
العطاء دون شرط أو تمييز
عندما يعطي البعض أو يخدم بمعنى آخر قد يفتكر في نفسه هل من
أخدمهم او أعطيهم هم مستحقين لهذا العطاء؟
هل خدمتي لهم أو عطائي لهم هما بمكانهما؟
وتساؤلات كثيرة أخرى قد تتبادر لذهن المعطي وفي هذا الشأن
عدنا إلى الوراء قليلا لنرى حالتنا عندما أعطانا السيد ذاته القدسية لغفران خطايانا هل كنا أنقياء؟
هل كنا أبرياء؟
أم ترانا كنا أتقياء خالين من الخطايا لذلك أعطانا السيد عطاياه الثمينة؟
لا لم نكن كذلك بل بعكس ذلك تماما فهذا هو رسول الأمم بولس يصف
حالتنا تلك فيقول لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار
{رؤ 5: 6}
إذا كنا ضعفاء وفجار ولم نكن أقوياء أنقياء ورغم ذلك أتى
السيد ليفدينا وبنفس المعنى يقول لنا الرسول
ولكن اللة بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا
{رؤ 5: 8}
لم نكن أبرارا بل خطاة ولم
يرد نفسه السيد المسيح عنا بل مات لأجلنا فلنتمثل بعطائه
إذا أردنا العطاء غير مميزين ناظرين إلى قدوتنا القدوس الذي يشرق شمسه
على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين {مت 5 :45}