البيت المشرق
ليس أجمل وأروع من ان يكون البيت بيتًا تَعمهُ السعادة والفرح.
فهذا يجعلهُ بيتًا يبتسم ويبعث إشراقة خاصة وبهجة تجذب الآخرين إليه.
إنّهُ بيت تسودهُ أجواء المحبة والسلام والتفاهُم والانسجام والتناغُم والوحدة والخضوع.
فعندما تتَزَيَّن بيوتنا بهذه الأجواء يُصبح بيتًا أشبه ببستان جميل تملؤُهُ ورود متعدّدة الألوان،
ويعبَق برائحةٍ عطرةٍ فتانةٍ تُنعش الجميع. لقد كَرّم الرب الزواج حتى يُنشِئ عائلة تُحبهُ وتُكرمهُ.
يخبرنا سفر نشيد الأنشاد عن العريس الذي يَنظُر لعروسهِ الجميلة،
والمسيح هو العريس ونحن العروس.
فمن الجدير بنا أن نُحافظ على نقاوة حياتنا وبيوتنا حتى يفرح هذا العريس
ويأتي إلى جنتهِ ويأكل ثمرها النفيس(عدد16)،
وسيقول لكل منّا "كلك جميل يا حبيتي ليس فيك عيبة"(نشيد الأنشاد7:4).
حتى نُحافظ على جمال ونقاوة بيوتنا ينبغي أن يتميّز بيتنا بخمس سمات يذكرها سفر نشيد الأنشاد:
بيت مُخصّص ومُكرّس للرب (عدد 12). بيت مُلك للرب وحدهُ
، مختوم لا يوجد لإبليس أي مكان فيه وله سور يفصله عن العالم.
إنهُ بيت مُرتبط بالرب وشعارهُ "أما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يشوع 15:24).
دَعي بيتكِ مؤسس على الإيمان لأنه بدون إيمان لا يوجد أساس ثابت (لوقا 47:6-48)،
وإن لم يبنِ الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون (مز1:127). بيت مـُثمر (عدد 13).
كما أن للكرمة أغصان وثمر، هكذا يجب أن تكون حياتنا مُثمرة.
دعونا نتخيّل جنّة بدون ثمر! فقد تكون جنة عقيمة (يوحنا 5:15).
ونحنُ نستطيع أن نُثمر عندما نطلب وجه الرب (مز 8:27) ونقرأ كلمتهُ لأنها تُغذينا.
نستطيع أن نُثمِر عندما نمتلئ من نعمته ومن روحه القدوس (غلاطيه 22:5).
بيت ينتشر منه رائحة عطِرة (عدد14 و2 كو15:2).
لا نستطيع أن نرى الرائحة ولكن نستطيع أن نستنشقها وهذا يدعونا أن نحيا بشفافية،
أي أن نحيا الحياة الحقّة وهي حياة القداسة العملية فنكون قدوة في التصرف،
في المحبة، في الروح، في الإيمان وفي الطهارة (1تيم12:4).
مُبتعدات عن النميمة والانتقاد وكل سلبية. بيت مملوء بالشبع والإرتواء (عدد15).
لا تقدر أن تجد النفس شبعها، بهجتها وكفايتها إلا في الحبيب يسوع (مز9:107).
أما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة(1تيم 6:6)، كونوا مُكتفين بما عندكم (عب5:13).
ليتنا نحيا حياة الشكر والامتنان على ما وَهَبنا إياه الرب لأن الشكر والحمد يجلب البركة لحياتنا.
بيت يثبت وقت التجربة (عدد16).
فهنالك تجارب كثيرة نمّر بها ومثال على ذلك ممكن أن يكون إضطهاد،
أو أزمات وجروح، أو ضيقات ولربما تهُب علينا عواصف من كل الجهات أو مرض.
فما علينا سوى أن نتمسّك بالرب وأن نجعل من الظروف الصعبه أن تُقطِر الأطياب (يع2:1)
ويتمجد الرب وحده من خلال هذه الظروف.
علينا أن ندرك بأن الله سيّحول كل الأمور لخيرنا (رومية28:8).
ثقي أنهُ مهما عبرعلى بيتك من صِعاب فشل أو حُطام فالرب قادر أن يحوّل بيتك إلى جنة،
مُبدل كل فشل بنجاح وهو قادر أن يعوِّض عن كل سنين التعب (يوئيل 25:2).
هو يريد أن تدعيه وتؤمني بقوة التغيير، فمهما كان البيت سواء أكان كبيرًا أم صغيرأ
عندما يملك الرب عليه فهو يحولهُ الى قصر (مز 13:45).