((صرخ أيوب الصديق......ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا ؟
صرخ أيوب الصديق من خلال معاناته وألامه قائلاً
في وسط الآلام والجروح والنكبات التي حلت بايوب ، يرفع وجهه الى الله ويقول في دهشة وعجب : يا رب " فهمني لماذا تخاصمني " ، لماذا يا رب تخاصمني .
وأضاف قائلاً "ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا. ليرفع عني عصاه ولا يبغتني رعبه" ( أيوب 9: 33، 34).
نعم نحتاج إلي مصالح يضع يده على كلينا!!!!!! لكن من هو؟ وأين هو؟
" لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا. " يبحث عن من يصالحه مع الله ، عمن يرفع عنه خصومة الله ، يبحث عن مصالح ولا يجد .
ويجري الزمن ويحل ملؤه ، ويأتي المسيح ليكون مصالحا ً لنا مع الله
يضع نفسه على الصليب ويفرد ذراعيه على الله وعلى الانسان ، وصالحنا الله لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة وكان الله في المسيح مصالحا ً العالم لنفسه.... واضعا ً فينا كلمة المصالحة ( 2 كورنثوس 5 :18 ، 19 ).
وهكذا ما لم يصل اليه ايوب وصلنا اليه نحن ، وما لم يحصل عليه ايوب في محنته حصلنا عليه نحن .
وبما أن الفدية يجب أن تكون على الأقل مساوية للمطلوب فداؤه، فلا يساوى الإنسان إلا إنسان مثله إذا أنا في حاجة إلى إنسان.. لكن هل يصلح أي إنسان؟؟
لهذا الإنسان شروط لابد أن تتوافر فيه:
• أن يكون بلا خطية حتى لا يكون تحت الحكم ذاته.
• أن يكون معصوماً منها فلا يخطئ أبداً.
• أن تكون نفسه ملكه حتى يستطيع أن يقدمها نيابةً عنا بمعنى أن يكون غير مخلوق.
• أن تكون قيمته على الأقل تساوي كل البشر في كل العصور حتى يكون نائباً عنهم.
• أن يكون غير محدود ليحمل الجزاء غير المحدود، لأننا نعرف أن جزاء الخطأ يتناسب تناسباً طردياً مع قيمة المخطئ في حقه. فمثلاً إذا ضرب جندي زميله عاقبه قائده بالضرب. أما إذا ضرب ذات الجندي ذات الضربة للقائد فإن العقوبة تكون أشد: مثلاً الحبس. أما إذا ضرب رئيس الدولة كانت العقوبة الإعدام بتهمة إهانة الدولة في شخص رئيسها.
• أن يكون قادراً على الخلق ليعيد خلقنا خليقة جديدة لا تحب الخطأ.
أين هذا الإنسان الذي يحمل كل هذه الصفات؟ لا يوجد بين البشر:
* "لأن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله ، ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد" ( رومية3: 12)
• لا يوجد إنسان معصوم من الخطية، فالعصمة لله وحده.
• لا يوجد إنسان تساوي قيمته كل البشر.
• لا يوجد إنسان غير محدود، الله وحده هو الغير محدود.
• لا يوجد إنسان غير مخلوق، فكلنا خليقة الله..
• لا يوجد إنسان قادر على الخلق، فهذه قدرة الله وحده ولم يعطها لآخر.
فظهر النور والأمل للأنسان لكي يخلص من هذا الوضع يقول الكتاب :
أعمال الرسل 12:4 وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».
هل تصدقوا الله لمحبته لنا تنازل وظهر بالجسد :
1 تيموثاوس 16:3 وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.
يوجنا 1 : 14 وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.
الله صالحنا من خلال أبنه الذي حمل كل أحمالنا وأخطائنا على الصليب وأكمل كل شئ "قد أكمل"
الأنسان ليس مطلوب منه شئ غير أن يقبل عمل الله ليدخل بشركة وعلاقة خاصه معه ، أنا لا أستطيع أن أصالحك مع الله ولا يوجد أي كائن مولود على هذه الأرض مهما كان من مركز أو قوه أو سلطان أو قداسه أن يصالحك مع الله الآ الرب يسوع المسيح لأنه هو الوحيد الذي دفع الثمن ، المصالح هو الذي يدفع الفديه