التفتوا الي !
هذه الآية العظيمة ( إش 45: 21 ، 22) تحدثنا عن أربعة أشياء هامة جداً
إنها تحدثنا عن : أعظم بركة بأبسط وسيلة لأكبر تجمع من أعلى سلطة.
أما البركة العُظمى فهي أمر لا يتعلق بحياتك الوقتية
على هذه الأرض، بل بأبديتك التي لا تنتهي.
لا بأمر الإنسان الخارج الذي يفنى، بل بروحك وبنفسك الخالدة، إنها بركة الخلاص.
وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ ( مت 16: 26 ؛ لو9: 25)
والعجيب أن هذه البركة العُظمى مُقدمة إليك بالوسيلة الأبسط.
فالله لا يقول لك : افعل هذا لكي أُخلِّصك ولا يقول
لك اذهب أو ادفع بل وما أعجب قوله : التفتوا.
المطلوب هو أن تلتفت بالإيمان وكلمة (التفت) تتضمن أمرين :
أولاً: أن تكف النظر إلى داخلك، وأن تكف أيضاً عن النظر إلى الآخرين.
أن تتحول عن هذه النظرة وتلك، وانظر إليه هو.
هذا هو كل المطلوب منك أن تلتف إلى المسيح الذي صُلب ومات لأجلك.
الأمر الثالث هو أن هذا النداء العجيب عن البركة العظمى
وبالوسيلة الأبسط، موجَّه إلى التجمع الأكبر: جميع أقاصي الأرض .
وأنت واحدٌ ممن يشملهم النداء. فمهما كنت بعيداً
جغرافياً أو روحياً أو أدبياً، فإن الله يوجّه نداءه إليك.
إن التفاتك بالإيمان القلبي إلى المسيح يخلِّصك، لأن
نداءه العجيب موجّه إلى الجميع : جميع أقاصي الأرض.
وهل تعرف من هو الذي أطلق هذا النداء؟
إنه نداء من السلطة العليا.
إنه نداء من الله.
فهو يقول : لأني أنا الله وليس آخر.
وكم نشكر الرب لأن هذا النداء البسيط وصل إلى الملايين
عبر الأزمان فالتفتوا، وخلصوا فعلاً تغيَّرت حياتهم، تحرروا
من العبودية للخطية تكسرَّت أغلال الشيطان عنهم.
فإن الذي يقول ذلك هو الله الذي وحده يقوى على تحريرك من الشيطان.
وهذا النداء لا زال يوجَّه ولقد استمع الملايين إلى هذا
النداء، لكن ليس كل مَن يستمع إلى هذا النداء يخلص، بل
مَن يلتفت إلى المسيح المصلوب الذي مات لأجلك.
فليكن لك إيمان. انظر إليه نظرة الإيمان، ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمناً.
فإنك إن التفت إليه بالإيمان سيمنحك الخلاص.