++موقف الكنيسة من التفجّع أمام الموت++
مَن لا يحسُ بفقدان أبٍ، أو أمٍ ، أو أخٍ ... أو قريب ! .
ولكن لماذا التفجع أمام الموت ؟
ألا يهزأ به الغير المؤمنون ،
فيرون في إيماننا مجرد أسطورة ؟ !
التفجّع أمام الموت يجعلهم يقولون :
" لا حقيقة للقيامة فالمسيحيون لا يُقيمون أدنى وزن لهذه العقيدة ،
وإلا لم تبكِ نساؤهم على الأموات ؟
فلو آمنَّ أن الميت لم يدخل حقيقة عالم الفناء ،
بل انتقل إلى حياة أفضل ،
لَمَا تَفجَّعنَ متفوهات بما يدل على عدم الإيمان بالحياة الأبدية :
" لن أعود إلى رؤيتك ، لن نلتقي بعد ! " .
كل شيء عندهم هو محض أسطورة ،
فإذا لم يؤمنوا بأعظم مافي دينهم من رجاء ،،
الذي هو القيامة ،، كيف يؤمنون بالباقي ؟ "
قيل لامرأةٍ إنَّ ابنها مات في القتال ، فسألت فوراً :
كيف حال الوطن ؟ أليس هذا مخجلاً لنا ؟
قد نرى أناساً يتصرفون بحكمة خيراً منه .
يجهلون كل شيء عن القيامة ، ويسلكون كأنهم يعرفونها ،
بينما يسلُك من يعرفها كأنه يجهلُها .
وكثيرون عن حياء بشري تردعهم اللياقة عن البكاء ولا يردعهم خوف الله .
تقولين :
" أحرامٌ أن أبكي على موت عزيز عليّ ؟
كلا ، لا أُحرم ذلك ، إنما أنهي عن التفجع .
لستُ صارماً ، ولا أجهل ضعف البشر ،
إذ لا يسعُنا التشدد في ضبط النفس ، فقد بكى المسيح على لعازر ،
ولكِ أيضاً أن تبكي ولكن بهدوء وحياء وخوف الله .
فهذا البكاء لا يعني أنكِ لا تؤمنين بالقيامة ، بل أنكِ تودعين بالدموع ،
كما نودّع المسافرين إلى مكان بعيد ، آملين أن نعود فنراهم .
إنَّ كرامة الميت لا تقوم بسكب العبرات وتصعُّد الزفرات ،
بل بإنشاد التراتيل والمزامير وكمال الحياة التقوية .
فالمؤمن يرحل ليحيا مع المسيح .
أتبغين تكريم عزيزكِ المتوفى ؟
اعتمدي وسائل أخرى :
تصدقي ، اعملي الخير ، ساعدي غيرك ، فالبكاء لا يُجديكِ نفعاً ،
واذكري دائماً في صلاتك عبيد الله الراقدين لكي يرحمهم الله.
القديس يوحنا الذهبي الفم