الرد على "كيف يجلس المسيح عن يمين الله ويكون هو الله. هل سيجلس يمين نفسه؟"
***************
هذه الحقيقة سجلها الوحي الإلهي في مواضع كثيرة، نذكر منها:
1- قول السيد المسيح لأعضاء مجمع السنهدريم أثناء محاكمته:
"من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء"
(متى 26 : 64).
2- قول القديس اسطفانوس أثناء استشهاده:
"ها أنا أرى السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائما عن يمين الله" (أع 7 : 56).
3- قول القديس الإنجيلي في قصة الصعود:
"ثم أن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله"
(مر 16: 16).
4- قول القديس بولس الرسول عن السيد المسيح:
"بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس عن يمين العظمة في الأعالي"
(عب 1 : 2، 3).
"اجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك" (عب 1 : 13).
***
فماذا يفهم من جلوس المسيح عن يمين الآب؟
الآب ليس له يمين ولا شمال، لأنه غير محدود. كما أنه مالئ الكل.
لا يوجد فراغ عن يمينه لكي يجلس فيه أحد.
إن كلمة اليمين ترمز إلى القوة وإلى البر وإلى العظمة.
كما قيل "يمين الرب صنعت قوة يمين. الرب رفعتني.
يمين الرب صنعت قوة فلن أموت بعد بل أحيا" (مز 117).
ويعني أن قوة الله صنعت هذا وهنا يمين الآب وبر الآب وعظمته.
ولذلك قيل أيضا عن الابن إنه جلس عن يمين القوة حينا، وعن يمين العظمة حينا آخر.
وكلمة جلس هنا تعني استقر ...
ومعنى هذا أن الابن الذي في إخلائه لذاته كان يبدو أمامكم في ضعف،
تلطمونه وتجلدونه، وتصلبونه، هذا بالصعود قد دخل في قوته.
ولم تعودوا ترونه ضعيفا فيما بعد ... حتى أنه في مجيئه الثاني سيأتي على السحاب،
في مجده، محاطا بالملائكة والقديسين (متى 25 : 31).
لأنه في المجيء الثاني سيأتي "بقوة ومجد كثير" (متى 24 : 30).
كذلك فإن الابن الذي وقف أمامكم كخاطئ ومذنب، ووقف أمام الآب حاملا كل خطايا العالم ...
هذا سيجلس عن يمين أبيه، أي في بره، لا يجرؤ أحد أن يتهمه فيما بعد.
إن عبارة الجلوس عن يمين الآب، تعني أن مرحلة إخلاء الذات قد انتهت ودخل الابن في مجده.
ولهذا قيل في جيئة الثاني إنه يأتي "بمجده ومجد الآب"
(لو 9 : 26).
وقيل "إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته" (متى 16: 27)
هذا المجد هو الجلوس عن يمين الآب!
*****
هذا الشرح لا يصف حقيقة الله لأنه أعلى من ان ندركه ولهذا قال المسيح
(يوحنا 3 : 12)
"إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات؟"
فالروح القدس هو الذي ارشد الاباء في هذه الشروحات لأن
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 10)
فأعلنه الله لنا نحن بروحه. لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله.
ولكن كل هذا فقط ندرك بعض الادراك ونعرف بعض المعرفه اما كل المعرفه
فستكون في ملكوت السموات لأن الله غير محدود ولا ادراك الله الغير محدود سنحتاج زمن لا محدود
لمعرفة الغير محدود. فمعرفة الله هو اجمل واحلى
واعظم متعه وهي التي سنقضي فيها الأبدية الغير محدودة.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †