درج كنيسة سانتا في العجيب
********************
عندما جاءت الراهبات ليستلمن كنيسة لوريتو في مدينة ( Santa Fe )
ولاية نيو مكسيكو في امريكا منذ مائة وثلاثين سنة .
فوجئن ان المعماريين الذين بنوا لهم الكنيسة قد نسوا أن يربطوا قسم الكورال بدرج خاص في داخل
الكنيسة . احتارت الراهبات بأمرهن ماذا يفعلن .
أحضرن عددا من المهندسين والنجارين ليحلوا لهن هذه المشكلة .
لكن الجميع أقر أن المشكلة صعبة وتتطلب وقتا ومبلغا كبيرا من المال غير متوفر لدى الراهبات حينذاك .
طلبت رئيسة الدير من الراهبات الصلاة بحرارة وأن تطلبن بإلحاح من القديس يوسف شفيعهن أن
يساعدنهن في مشكلتهن المستعصية .
بعد ايام من الصلاة الحارة والصادقة قرع باب الدير أحد النجارين وطلب مقابلة الرئيسة .
وطلب منها ان تسمح له ببناء الدرج .
سألته الرئيسة : كيف يمكنك بناء هذا الدرج ونحن لا نملك نقودا أو خشبا ولا حتى مساميرا,
لنقدمه بمقابل جهدك ,وتكاليف العمل. قال النجار : الرب سوف يساعدنا .
لا تحملن هما . عندما يعطيكن الرب ستعوضونني لا ريب بذلك, أنا متأكد..
كان النجار يعمل بمفرده , ويبني الدرج بهدوء واتقان ,وبعد أن انهى عمله,
طلب من الراهبات الحضور لاستلام درجهن .. وكم كانت مفاجأة للراهبات روعة الدرج وجماله .
لم يكنّ يتوقعن درجاً بهذا الكمال وهذا الرونق الكنسي البديع .
عمل كبير ومكلف ,مما يتوجب عليهن الكثير, وهن لا يملكن شيئا يدفعنه بالمقابل .
لكن النجار فاجأهن وتبرع بكامل العمل لديرهن وللكنيسة ولم يقبل منهن حتى مجرد هدية.
وغادرهن مبتسماُ دون أن يترك لهن عنوانه أو حتى اسمه.
جاء تدشين الكنيسة .أقاموا الصلوات الحارة شكرا للرب ,
وأحيوا الصلوات في الكنيسة ابتهاجا بما حصل وانشدت فرقة الكورال أحلى التراتيل الكنسية فرحا
وابتهاجا . التساؤل الكبير كان من المهندسين انفسهم الذين عاينوا الدرج واكتشفوا ان الدرج مبني
بطريقة رائعة تسمى التشابك بالتعشيق طريقة يعرفها النجارون.
درج بدون عمود استناد وبدون استخدام المسامير او الغراء ,
والأغرب من هذا كله , نوع الخشب المستخدم في بناء الدرج من النوع الفاخر غير المتوفر
أصلاً في منطقتهم .. مما أثار الدهشة والاستغراب وزاد بالتساؤلات ! نجار بهذه المقدرة .
وبهذا الاحتراف المهني , وبهذه الدقة والاتقان في العمل , وبهذه السرعة في الانجاز .
عمل يعجز عنه اشطر المحترفين , اندهش المهندسون وباتوا محتارين متعجبين.
وأرادوا التعرف بهذا الرجل ؟ من هو هذا الفنان العبقري الذي لا يعرفه أحد ولم يسمع عنه أحد ؟
أين يسكن, ومن أين جاء ؟ ومن أين أحضر الخشب؟ كيف عمل بمفرده ؟
عمل مستحيل أن ينجزه نجار واحد , وبهذه المدة الوجيزة .
فقط رئيسة الراهبات كانت تعرف السر . كانت تبتسم . كانت الغبطة تملأ قلبها .
وكم كانت فرحتها عظيمة بذلك الإنجاز .
وكم أقامت الصلوات لتشكر يسوع وأهل السماء على كرمهم وعطاءاتهم المجانية .
وتحت الحاح واصرار الجميع ,أباحت رئيسة الراهبات بالسر
وقالت: لقد كان ذلك النجار هو مار يوسف, نعم هو مار يوسف بنفسه .
يا للروعة .. بعدها أنا لم أسمع إن مار يوسف زار كنائس أخرى . ربما فعل .
وربما لم تعد توجد صلوات حارة . أو ربما هو يأتي ويذهب متخفيا كما فعل في كنيسة سانت في ,
التي يزورها ما يقارب 250 الف زائر سنويا , ليعاينوا ذلك الدرج الروعة .
ويشكرون الله على عطاءاته .