حيث يكون كنزك ، هناك يكون قلبك

خلال رحلة ملك من كبار الملوك عبر الصّحراء، وقع الجمل الذي كان يحمل الجواهر الثّمينة بسبب حمولته الثّقيلة، فتناثرت الجواهر في الرّمال. قال الملك للحاشية: من أراد ٱلتقاط الجواهر فليفعل، أمّا أنا فيجب ألاّ أتأخّر وسأتابع سيري، فالمملكة كلّها بٱنتظاري .''
لم يكد يُنهي الملك حديثه إلاّ وٱنقضّ الجميع كالطّيور الكاسرة، يفتّشون بين الرّمال علّهم يعثرون على ما يفرح قلوبهم من الجواهر الكريمة. وبينما كان الملك يتابع طريقه في هذه الصّحراء الواسعة الأطراف، وهو على شفير غيابه عن أنظار من يفتّشون على تلك الجواهر الثّمينة، ٱلتفت وراءه، فإذا برجل من حاشيته يركض مسرعاً كي يلحق به قبل أن يختفي عنه، فٱنتظر الملك قليلا لكي يستفسر عن الأمر، ولمّا وصل، قال له الملك: '' ماذا دهاك؟ .. ألا تريد أن تجمع الجواهر مثل الآخرين''؟ .. أجاب الرّجل وهو يلهث من التّعب: ''كلاّ يا سيّدي فأنا أريد أن أتبع ملكي'' .. !! أمّا من بقي يفتّش في الرّمال دون ٱكتراثهم بالملك، فقد جمعوا كثيرا من الجواهر الثّمينة وظنّوا أنّهم أصبحوا أثرياء .. !! ولكنّهم ظلّوا فريسة ضياع الطّريق وجفاف الصّحراء، فهلكوا جميعاً. إنّ حياة الإنسان، تتمحور حول الدّوافع التي تجعله يعمل ويكدّ ويجتهد. مالذي يحرّك حياتي ؟ .. الحياة من أجل المال، أم المال لأجل الحياة ؟ .. أنا في خدمة أموالي، أم هي في خدمتي ؟ ..

[size=21]لِأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًاً[/size]

متى 6 : 21