يحكى عن القديس اسبريدون أنه كلما كان يقيم القداس الإلهي كانت الملائكة تحضر وتشاركه الخدمة وعندما كان يقول: " السلام لجم
عيكم " كان هؤلاء يجيبونه مرنمين: ولروحك
إن لفظة قدوس في النشيد ثلاث مرات هي نشيد الملائكة مأخوذة من اشعياء النبي من رؤيته إذ رأى عرش الله والملائكة محتفين به وهاتفين قدوس ، قدوس، قدوس رب الصباؤوت. أما باقي اﻷلفاظ الله ،القوي ،الذي لايموت هي مأخوذة من مزامير داود النبي (مزمور 42- 2) . جمعت الكنيسة المزمور والتسبيح الملائكي وأضافت طلبتهما ( ارحمنا) ليظهر التوافق العهدين القديم والجديد الملائكة والبشر داخل الكنيسة.
قال سمعان التسالونيكي في تفسيره عن الهيكل والقداس :" ان ترتيل التريصاجيون خارج الهيكل وداخله يشير إلى اتحاد الملائكة واتفاقهم مع البشر. لذلك يرتل من الكهنة داخلا ومن الإكليروس والمؤمنون خارجا لأنه صارت بالمسيح كنيسة واحدة للملائكة والبشر"
هذا النشيد قد اقتبلته الكنيسة من السماء كما يذكر ثاوفانوس ( القرن الخامس ): في زمن القديس بروكلس ، حدث في القسطنطينية ( استنبول ) سنة 447م. زلازل عظيمة مدة أربعة اشهر من غير انقطاع 0 فخاف أهل المدينة وخرجوا إلى الطرقات وكانوا مثابرين مع مطرانهم على الصلاة والبكاء نحو الله ، وفي أحد الأيام بينما كانت الأرض تموج بدأ الشعب يهتف بغير فتور قائلين :يارب ارحم وفي الساعة الثالثة فيه من ذاك النهار الجميع ينظر إذ خطف فجأة صبي بقوة إلهية إلى الجو وسمع صوتا إلهيا يأتي يأمر المطران وباقية الشعب بأن يرتلوا هكذا :
قدوس الله ، قدوس القوي ، قدوس الذي لا يموت ارحمنا
فأمر القديس بروكلس الشعب بت يرتلوا هكذا وللحين وقفت الزلزلة فأمر الملك والملكة بأن يرتل هذا التسبيح في كل الكنائس
وهذه الترتيلة أو الحادثة العجائبية صارت ﻹزالة تجديف القائلين بافتراء :
إن اللاهوت تألم. لأنهم كانوا يقولون بأن الله تألم بلاهوته. فلذلك كانوا يزيدون على هذه الترتيلة أو " التقديسات : قدوس الذي صلب ﻷجلنا "ولأجل ذلك اشلمت الكنسية من ذاك الحين ان تبتدئ صلواتها بهذا التسبيح المثلث التقديس وليس فقط في القداس الإلهي،بل وفي كل صلاة على مثال ما سمع في السماوات.
وهكذا يخبر نيكيفورس في الفصل السادس والاربعين من المجلد الرابع عشر من تاريخيه :" ان كنيسة المسيح اقتبلت هذا الامر ليس في كل يوم فقط، بل على الدوام، وفي بدء كل صلاة وتسبيحة يبتدئ بهذا التسبيح بلسان فصيح قبل كل شيء."..