المعنى المسيحي للعلاقة الجنسية في الزواج
مقدمة
يُعبِّر الزواجان عن اتحادهما من خلال العلاقة الجنسية المتأصِّلة في الحب والمنفتحة بطبيعتها على الانجاب.
في هذا الاطار نستطيع ان نفهم قيمة هذه العلاقة ومعنى الحياة الجنسية التي غالباً ما تشوهها تيارات
تجعل من الجنس مجرد وسيلة مبتذلة لارضاء الرغبات.
ان تعميق معنى هذه العلاقة على ضوء الكتاب المقدس وانطلاقاً من الحب بين الاشخاص
والانجاب يساعد على فهم اكبر لقيمة الزواج وكرامته وعلى عيش افضل لشركة الحب والحياة بين الزوجين.
1. التمايز بين الرجل والمرأة
"خلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه، ذكراً وانثى خلقهم"(تك1/27).
شاء الله، عندما خلق الانسان، تمايزا على الصعيد الجنسي بين الرجل والمرأة،
وهذا يعني ان الله هو مصدر كل شخصهما وكل خصائصهما الجنسية و مصدر اللذة الجنسية.
لذلك كل شيء فيهما هو خير. نتذكر هنا كلمات سفر التكوين بعد ان أتم الله خلقه: "
ورأى الله جميع ما صنعه فاذا هو حسن جداً" ( تك1/31).
لا يقتصر هذا التمايز الجنسي على مستوى الجسد فحسب، بل يشمل ايضاً المستويين النفسي والروحي.
نقرأ في الوثيقة الصادرة عن المجلس الحبري من أجل العيلة سنة 1995 "
الانسان والجنس حقيقة ومدلول" (رقم13): "
ان الجنس يميز الرجل والمرأة ليس فقط على الصعيد الجسدي،
بل ايضاً على الصعيد النفسي والروحي. ويطبع كل تصرف عندهما.
مثل هذا الاختلاف المرتبط بالتكامل بين الجنسين، يتجاوب تجاوباً كلياً مع قصد الله وفقاً لدعوة كل منهما".
ان الجنس، اذا،ً يطبع ويميز كل الشخصية وكل الهوية. فالانسان يفكر، يشعر،
يصلي، يتحرك جسدياً بكونه رجلاً او امرأة: فالهوية الجنسية تؤثر على كل التصرفات لانها تتصل بعمق
الشخص البشري وليست شيئاً بيولوجياً صرفاً (راجع "الانسان والجنس حقيقة ومدلبول"،رقم3).
ان التمايز بين الرجل والمرأة لا يفرق بينهما بل هو عامل أساسي في انجذابهما المتبادل وتكاملهما
وحياتهما المشتركة في الزواج.
2. التكامل بين الرجل والمرأة
يظهر الانجذاب المتبادل والتكامل بين الرجل والمرأة في رواية الخلق الثانية في سفر التكوين
(2/18-24):
تك 2/18-20: تخبرنا هذه الآيات عن قصد الله بخلق عونٍ للانسان في رواية تُسلّط الضوء على طابع
الانسان الاجتماعي، وعلى انه مخلوق للتواصل مع الآخر.
تك 2/21: ان خلق المرأة أثناء نوم الرجل، أي انه لم يرَ كيف خُلقت،
يدل الى انها تبقى بالنسبة اليه سراً (mystère) يُكتشف طيلة الحياة.
وهذا يصح في الرجل بالنسبة للمرأة. والله خلق المرأة من ضلع الرجل،
أي انها من طبيعته وباستطاعتها ان تكون له عوناً.
تك 2/22-23: يقول الرجل ان المرأة هي عظم من عظمه ولحم من لحمه،
أي انه منجذب اليها وانها قريبة منه. بينهما انسجام كلي، فهي ليست غريبة عنه،
بل تفهمه جيداً، تفهم شعوره ورغبته وحاجاته.
وهو يستطيع ان يدخل معها في لقاء حميم يرتاح له القلب والفكر والجسد.
تك2/24: " فيصيران جسداً واحداً ". ان لقاء الرجل والمرأة في الزواج يوحدهما ويجعلهما يعيشان
شركة حياة. في مر10/9 ومتى19/6 يعيد يسوع المسيح قراءة هذه الآية (تك2/24)،
ويشرحها قائلاً: " ما جمعه الله لا يفرقه انسان".
وهذا يعني ان الله هو الذي أنشأ الزواج بما فيه من شركة حميمة ووضع قوانينه،
وهو الذي اراد ان يبلغ اتحاد الزوحين درجة يصيران فيها جسداً واحداً.
يعبّر هذا الاتحاد عن هبة الذات الكاملة والمتبادلة. وهبة الذات هذه، هي الحب.
لا بُدَّ هنا من التنبُّه الى مفهومين غير كاملَينِ للحب:
الأول هو ربط الحب بالعاطفة فقط، مما يحمل على الظن ان الحب ينشأ عندما تولد العاطفة،
ويخفُّ عندما تهمد. ان العاطفة مهمة وضرورية فهي تحرك التواصل بين الرجل والمرأة،
والحب الحقيقي يشملها، ولكنها لا تشكل كلية الحب.
والثاني هو حصر الحب بالانجذاب الجنسي فقط.
ان الحب الحقيقي يشمل هذا الانجذاب ويؤنسنه ولكنه لا يقتصر عليه.
الحب الحقيقي هو هبة الذات الكاملة للآخر من أجل خيره وسعادته.
تشمل هذه الهبة الفكر والقلب والوقت والجسد وكل الحياة، وتُظهر المعنى العميق للعلاقة الجنسية.
3. العلاقة الجنسية والحب
ان العلاقة الجنسية التي يتبادل فيها الرجل والمرأة هبة الأجساد عبر الافعال الخاصة والمقتصرة على
الزوجين ليست أمرا بيولوجيا محضا، بل شركة بينهما وتعبير عن هبة الذات الكاملة اي الحب الذي به
يلتزم كل من الرجل والمرأة بالآخر التزاماً كاملاً حتى الموت
(راجع "وظائف العائلة المسيحية" رقم11؛ "الانسان والجنس، حقيقة ومدلول" رقم 14؛
تعليم
الكنيسة الكاثوليكية رقم 2361). ترتبط العلاقة الجنسية ارتباطا عضويا بالحب،
وبالتحديد بالحب الزوجي، وهي تقتصر عليه، ولا تتحقق بطريقة بشرية حقاً الا اذا كانت جزءاً لا يتجزأ
منه (راجع "الانسان والجنس، حقيقة ومدلول" رقم 14؛ و" ظائف العائلة المسيحية " رقم 11).
نقرأ في "الانسان والجنس حقيقة ومدلول" رقم 11: "ان الجنس بما هو، وعلى قدر ما هو،
وسيلة للاتصال بالغير والانفتاح عليه انما غايته الجوهرية الحب عطاءً وقبولاً،
ان يعطي ويقبل. والعلاقة بين الرجل والمرأة هي بالاساس علاقة حب.
لا بد للجنس من ان يوجّه ويرفع ويُدمج بالحب، فوحده الحب يجعله بشرياً حقاً".
تنبع اذاً العلاقة الجنسية في الزواج من الحب وتعبِّر عنه وتغذيه.
هي علاقة حوارية تتألف من مضمون ولغة. مضمونها الحب ولغتها الجسد.
وكما ان اللغة تعبر عن المضمون وتنقله للآخر كذلك الجسد يعبر عن الحب وينقله للآخر.
ان مفهوم الجسد يُجلي بدوره معنى العلاقة الجنسية. فالجسد، بحسب الكتاب المقدس،
ليس شيئاً يمتلكه الانسان بل يمثّل كل الذات البشرية في واقعها الحسّي والتاريخي والاجتماعي.
في هذا المعنى ان هبة الاجساد بين الزوجين هي تعبير عن هبة الذات كلها، أي الحب،
بدون حدود في الوقت. لذلك ترتبط العلاقة الجنسية ارتباطاً لا ينفصم بفعل التزام شخصي وضميري
واجتماعي بعيش شركة المحبة مع الآخر لمدى الحياة.
من ناحية علم النفس ان العلاقة الجنسية السليمة هي التي يبلغ فيها الفريقان الى المتعة الكاملة،
فعلى الذي يسبق أن يساعد الآخر للوصول اليها.
تبتدئ هذه العلاقة بطريقة تدريجية حتى تصل الى الذروة ثم تنتهي بطريقة تدريجية.
يجب ان تُراعى فيها الخصائص الجنسية عند الرجل والمرأة اللذين يملك كل منهما ميلا جنسيا
متمايزا عن الآخر لا أكثر ولا أقل من الآخر. فالحياة الجنسية عند الرجل أكثر تموضعا من المرأة،
في حين ان المرأة تتميز بحياة جنسية أكثر انتشارا في شخصها ونفسيتها.
فهي لا تفصل بين العلاقة الجسدية والحب العاطفي، بل ان الحب العاطفي يجد ذروته في العلاقة الجسدية.
لذلك تبدأ العلاقة الجنسية عند المرأة بالشعور انها محبوبة من الرجل.
في هذا السياق تحسن ملامسة الروح بالكلمة الجميلة والملاطفة الحنونة قبل ملامسة الجسد.
4. غاية العلاقة الجنسية
تهدف العلاقة الجنسية في الوقت معاً الى التعبير عن الحب وتغذيته، والى الانجاب.
لا تراتبية بين هذين الهدفين، الحب والانجاب،
فهما مرتبطان ببعضهما البعض على ما تظهره الشريعة الطبيعية اذ ان الحب الزوجي منفتح على نعمة
الحياة الآتية من الله.
ولكن اذا انتفى الانجاب لأسباب خارجة عن ارادة الزوجين،
يبقى للعلاقة الجنسية معناها الانساني لأنها مرتبطة أيضا بشكل أساسي بالحب.
نستخلص هدف شركة الحب والحياة بين الرجل والمرأة من روايتي الخلق في سفر التكوين.
فالرواية الاولى تركز على هدف الانجاب، اذ نقرأ في تك 1/28: "
وباركهم الله وقال لهم، انموا واكثروا واملأوا الارض وأخضعوها وتسلطوا على اسماك البحر وطيور السماء
وكل حيوان يدب على الارض".والرواية الثانية تركز على هدف الاتحاد بين الرجل والمرأة اذ نقرأ قي تك
2/18: وقال الرب الاله: "لا يحسن ان يكون الانسان وحده، فلأصنعن له عوناً يناسبه "؛
ومن ثم نقرأ الآيات تك 2/21-24 وخصوصاً تك2/24:"
ولذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتزم امرأته فيصيران جسداً واحداً".
نعرض في هذا الصدد مراجعة تاريخية عامة (panorama)
لمكانة هدفي الزواج في التقليد الروحي واللاهوتي المسيحي. تُقسم هذه المراجعة الى ثلاث حقبات.
الحقبة الاول
هي الحقبة التي تلت العصر الرسولي (بعد رسل المسيح يسوع الاثني عشر)
حتى القرون الوسطى ضمناً. ثمّ التشديد في هذه الحقبة على ان هدف العلاقة الجنسية الرئيس هو
الانجاب. اما اللذة فهي نتيجة الخطيئة ولكنها تكون محتملة (toléré) حين يكون الهدف الانجاب.
الحقبة الثانية
هي الحقبة التي تمتد من أواخر العصور الوسطى (حوالي القرن 15)
حتى ما قبل المجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني.
في هذه الحقبة تمت اعادة اعتبار الاتحاد الزوجي في العلاقة الجنسية؛
انما اقيمت تراتبية في اهداف الزواج؛ فالهدف الاول والاساسي هو الانجاب والهدف الثانوي هو الاتحاد.
الحقبة الثالثة
برزت هذه الحقبة خصوصاً في المجمع الفاتيكاني الثاني (فرح ورجاء 48 و49)
وفي كتابات البابا يوحنا بولس الثاني ( مثلاً " وظائف العائلة المسيحية" ؛
وفي تعليم الكنيسة الكاثوليكية راجع مثلاً فقرة رقم 1643)،
وفيها لم تعد هناك تراتبية بين هدفي الزواج بل تمّ التركيز على ان الاثنين مرتبطان بعضهما ببعض،
اي ان الحب او الاتحاد الزوجي يعبر عنه في العلاقة الجنسية التي هي منفتحة بطبيعتهما على الانجاب.
سنتوقف في ما يلي على معنى الاتحاد الزوجي.
5. العلاقة الجنسية هي فعل شخصي وعطاء كلي وشركة مع الآخر
- العلاقة الجنسية في الزواج هي فعل شخصي. فالشخص هو الكائن المميز بعقله وارادته.
لا يخضع للشهوة، ولا يتصرف بشكل غرائزي كالحيوان بل يقوم بجميع افعاله بشكل مسؤول اي بقرار حرّ
وواعٍ، أي انه سيد على ذاته؛ تعبِّر عن ذلك الآية في تك 2/25: "
وكانا كلاهما عريانين، الانسان وامرأته، وهما لا يخجلان".
تزعزع الخطيئة التي هذا الاتزان الداخلي.
ان حرية الزوجين ومسؤوليتهما ومحبتهما لبعضهما البعض تحملهما على اختيار الوقت المناسب للاثنين
معاً من أجل التعبير عن حبهما بهبة الأجساد.
- العلاقة الجنسية في الزواج تعبّر عن عطاء كلي ومتبادل.
انها هبة الجسد التي تدل على هبة الذات الكاملة للآخر بالفكر والجسد والقلب والعاطفة والارادة والوقت.
والعلاقة الجنسية الأولى، من الناحية القانونية،
تكمّل الزواج المقرر وتجعله غير قابل للانحلال الا بموت أحد الفريقين.
وهي أيضاً تحقِّقُ الاتحاد الزوجي، وتتضمَّنُ مفاعيل أسرارية لأنها تساهم في جعل الزواج على صورة
اتحاد المسيح يسوع بالكنيسة والذي هو اتحاد دائم لا ينفصم.
ان كلمة "نعم" التي تقال في رتبة الاكليل تعني أن كل فريق يقول للآخر: "
أعطيك كل ذاتي وكل حياتي بملء رضاي". تتحقق هذه " النعم "
في العلاقة الجنسية التي هي هبة الذات الكاملة والمتبادلة.
- العلاقة الجنسية في الزواج هي شركة روحية مع الآخر.
انها تعبِّّرُ عن هذه الشركة وتُنمِّيها لِما لها من بعد علائقي وتواصلي.
هي تتخطى الاتحاد الجسدي لتبلغ الى اتحاد القلوب والأرواح.
وهي تُنمِّي الحب لهذا الشخص بالذات التي تُقام معه العلاقة لأنها لا تُقام مع جسد الآخر فحسب بل مع
شخص الآخر الذي هو فريد بين البشر.
ويقتضي ذلك الاعتراف بقيمة الآخر وبخصوصيته وفرادته، اي بأنه آخر متميز عن غيره،
له أحاسيسه وحاجاته وتركيبته البيولوجية، وبالتالي يجب الاقتراب منه، من جسده،
باحترام وحنان.
غير ان الانانية قد تعترض العلاقة الجنسية وتشوهها وتجعلها من اجل اشباع الشهوة فقط.
وهذا يفرغ الجسد من بعده العلائفي ويجرد العلاقة الجنسية من هدفها الا وهو تعميق الوحدة الروحية،
ويجعل الآخر شيئاً يُستعمل ويُستغل ويُستخدم لارضاء اللذة الذاتية،
بدون مبالاة لا بحياته ولا بمشكلاته. وهنا تنعدم المسيرة من "الأنا " الى " النحن "
ويبقى فقط مركزان " للأنا " لا جامع بينهما.
ينتج عن ذلك تصرف عدواني ونزعة الى امتلاك الاخر واستخدامه استخداماً آلياَ بيولوجياً غرضياً لتبادل
مسلك جنسي خارجي بدون اية علاقة روحية. خطر الانانية هذا يهدّم الزواج.
لقد قلنا ان اللذة الجنسية الذاتية تصبح الهدف الاساسي في العلاقة الجنسية الانانية،
لكنها في العلاقة الجنسية السليمة تتمتع هذه اللذة بقيمة روحية انسانية يجدر بنا التوقف حول معناها.
6. معنى اللذة في العلاقة الجنسية
اعتبر الكثير من اللاهوتيين في العصور الوسطى ان اللذة في العلاقة الزوجية هي نتيجة الخطيئة.
خالفهم في ذلك، في القرنين الثاني عشر والثالث عشر،Pierre Abelard و
Albert le grand . فقد اعتبر الاول ان البحث عن اللذة في الزواج هو أمر طبيعي،
واعتبرها الثاني انها تعبّر عن الفرح الروحي لحضور الشريك الآخر وقربه.
تطور الموقف السلبي من اللذة الجنسية ومعناها في الزواج في المراحل اللاحقة.
نذكر في هذا المجال ما قاله البابا بيوس الثاني عشر في حديث ملفت له، في 29 تشرين الاول 1956،
ومفاده ان الخالق نفسه هو الذي رتّب ان يشعر الازواج في وظيفة التوالد بلذَّة ورضى جسدي وروحي.
لذلك، لا يرتكب الازواج اي شرّ اذا بحثوا عن اللذة وفرحوا بها. انهم يقبلون ما أقامه الخالق لهم.
ولكن عليهم ان يحافظوا على الاعتدال (انظر تعليم الكنيسة الكاثوليكية رقم 2362).
ونقرأ ايضاً في "فرح ورجاء" رقم 49 فقرة 2: "وبالتالي ان الاعمال التي تحقق اتحاد المتزوجين
اتحاداً حميماً وعفيفاً، هي اعمال كريمة لا عيب فيها".
اللذة الجنسية هي اذاً من صنع الخالق و لا عيب فيها في الاتحاد الزوجي،
وهي تعبّر عن الفرح الروحي لحضور الآخر وعن فرح العطاء المتبادل بين الزوجين.
ولكن يجب التنبه الى الخطر المذكور آنفاً وهو ان تصبح اللذة الهدف الوحيد في العلاقة الجنسية لدرجة
تسخير الآخر بطريقة أنانية وبأي ثمن كان من اجل اشباعها. ان المحافظة على العفة الزوجية تساعد
الزوجين على تفادي هذا الخطر وعلى عيش العلاقة الجنسية بمعانيها السامية.
7. العفة الزوجية
تعني العفة الزوجية الامانة بين الزوجين، والعطاء الكلي والنهائي والمتبادل،
وهو عطاء بالفكر والقلب والروح والارادة والجسد بدون حدود في الزمن. لذلك،
تفترض هذه العفة تتميم العلاقة الجنسية في الزواج بحسب قصد الله وبطريقة انسانية تهدف الى التعبير
عن الحب والمساهمة في نموّه بعيداً عن الانانية مع بقائها منفتحة على عطية الحياة.
8. الانجاب
ربط الله في نظام الخلق بين الاتحاد الزوجي والانجاب، فلا يحق لأحد التلاعب بهذا الرباط كما يشاء.
ان فصل الاتحاد الزوجي عن الانجاب، عمداً، هو رفض للانفتاح على الحياة وهو يؤدي الى تقوقع الزوجين على ذاتهما.
الحديث عن الانجاب يقودنا ايضاًً الى التشديد على احترام حياة كل كائن بشري منذ اللحظة الاولى من تكوينه في حشا والدته. فيجب اعتباره منذ هذه اللحظة كائناً بشرياً على صورة الله ومثاله.
يدعوه الله بلا تراجع الى مشاركته في الحياة الابدية.
بكلام آخر تظلّ هذه الدعوة الى الحياة الابدية قائمة حتى ولو قُتل قبل ولادته.
والانجاب مرتبط بالتربية التي هي مساعدة الشخص البشري في نموّه الجسدي والنفسي والروحي حتى
يكوّن شخصيته الفريدة والخاصة به.
الخاتمة
نأمل ان يكون هذا الموضوع قد ساهم في تعميق مفهوم الاتحاد الزوجي بما له من علاقة بالحب والعطاء
الكلي والشركة الروحية مع الآخر وانفتاح على الحياة.
ان وعي هذه الابعاد يقود الى عيش افضل لشركة الحب والحياة في الزواج المقدس.