●●●●●══════════●●●●●.
●● ســـــبت لـعـــــــــــــازر ●●
●●●●●══════════●●●●●
ينتهي الصوم بمعناه الحصري, يوم الجمعة الذي يلي الأحد الخامس من الصوم, إذ تنتهي فترة الأربعين يوماً وتمتد فترة الآلام من نهاية الصوم هذه وحتى عيد القيامة, يوم السبت العظيم, وهكذا تشمل السبت الذي يلي الأحد الخامس من الصوم المدعو بـ"سبت لعازر" والأيام الستة الأولى من الأسبوع العظيم
يحتل سبت لعازر مكانة خاصة في السنة الليتورجية. إنه يقع خارج أيام الصوم الأربعيني, وكذلك خارج أيام الأسبوع العظيم الأليمة. يشكل هذا السبت مع أحد الشعانين الذي يليه مقدمة فرحة لأيام الآلام. ويجمعه هذا الموقع الجغرافي بأحد الشعانين, إذ أن بيت عنيا هو, في آن, مكان قيامة لعازر ونقطة انطلاق يسوع في صعوده إلى أورشليم. إنه مرتبط بصورة سرية بقيامة المسيح نفسه, ويلعب دور النبوءة المحققة. ويمكننا القول بأن لعازر يظهر لنا على عتبة أعياد الفصح كسابق ليسوع المسيح الغالب الموت, كما هو شأن يوحنا المعمدان, عشية عيد الظهور, بحيث ظهر كسابق للمسيح, وعلاوة على المدلول الأساسي لقيامة لعازر فإن مظاهر ثانوية يمكن التوقف عندها لتكون موضوعاً مفيداً للتأمل.
لا تمت الرسالة التي تتلى في القداس الإلهي بصلة لقيامة لعازر ولكن إحدى آياتها تنطبق على رأفة يسوع على لعازر. وتشمل الرسالة وصايا أخلاقية مختلفة: الاستمرار على المحبة الأخوية, استضافة الغرباء, عدم تدنيس الزواج, طاعة الرؤساء "إلهنا نار آكلة", "لا أخذلك ولا أهملك", "إن يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد", لأن أسمى الحقائق الرويحة لا تنفصل عن المقتضيات العملية البسيطة التي تنبثق عنها بالضرورة.
يسرد الانجيل حادث قيامة لعازر. وتعطينا أناشيد السحر تفسير الكنيسة لهذه القيامة :" سبقت يا مخلصي فحقق قيامتك المجيدة لما اعتقت من الجحيم لعازر.....", إنها حسب قول النشيد "تحقيق" مسبق لقيامة المسيح, وامتحان أولي لقدرة المسيح على الموت. ثم تربط الكنيسة بين غلبة المسيح هذه على الموت ودخوله الاحتفالي إلى أورشليم الذي سنحييه غداً.
تعلن أيضاً قيامة لعازر قيامة الموتى التي هي نتيجة لقيامة يسوع "لقد أقمته يا مانح الحياة مؤكداً بذلك قيامة العالم...". سبت لعازر هو بمعنى عيد لكل الأموات, إذ يعطينا المجال لنؤكد ونوضح إيماننا بالقيامة. وينبهنا السيد بكلامه الموجه إلى مرتا إلى تعليم مهم جداً متعلق بالأموات. فقال لها يسوع: "أنا هو القيامة". إن إيمان مرتا كان خاطئاً في ناحيتين: كانت تتكلم عن قيامة تتم في المستقبل فقط, ولم تدرك هذه القيامة إلا بالنسبة إلى نوع من القانون العام. لكن يسوع يؤكد أن القيامة هي حدث حاضر منذ الآن لأنه هو القيامة والحياة. يعيش الراقدون بالمسيح وفيه. وإذا أردنا الاتصال روحياً بأحد احبائنا الراقدين, فلا نسعين إلى أن نحييه في مخيلتنا, بل علينا أن نتصل مباشرة بيسوع, وهنالك ففي يسوع نجده.
إن قيامة لعازر تكوّن أيضاً تصويراً رائعاً للعقيدة بشخص المسيح, إذ تبين كيف تتحد في شخص يسوع الطبيعتان الإلهية والإنسانية بدون اندماج. وهكذا نجد أن الإنسان في يسوع يتأثر ويبكي لموت صديقه, ولكنه من جهة أخرى نرى أن الله في يسوع يأمر الموت بسلطان.
أخيراً تحث قيامة لعازر الخاطئ على الرجاء بأنه حتى لو مات روحياً, سيحيا من جديد. هذه القيامة الروحية كثيراً ما تبدو لنا كقيامة لعازر مستحيلة, لكن كل شيء ممكن بالنسبة ليسوع: إعادة الخاطئ, القاسي القلب, كما إقامة الموتى: "فقال يسوع: إرفعوا الحجر...."
نريد ملاقاة يسوع وأن نبدأ هذا الأسبوع العظيم برفقته. إنه يدعونا وينتظرنا. دعت مرتا أختها سراً قائلةً: "المعلم حضر وهو يدعوك" . المعلم يدعوني. يريد ألا افارقه في أيام آلامه. يريد أن يعلن ذاته في تلك الأيام إليَّ –وقد أكون أنتنت- بطريقة جديدة وسامية. هئنذا يا معلم!
☆▁▂▃▅▆█☰░▒{♥} ◄ وليم فهيم ►{♥} ▒░☰██▆▃▂▁☆