ألقلم والكَاتب..

زائر

ألقلم والكَاتب..

عن الأدبِ والأخلاقِ والجمالِ والُحبْ :

الأدبُ والأخلاقُ والجمالْ هي قيمٌ مترابطة ممزوجة بالمجتمعِ البشري

الذي نعيشُ فيه ،تنبعُ من أعماقِ التربيةِ وحُسنِ التوجيه

وهي زادٌ و وقوتٌ يومي نتلقفهُ في حياتنا من خلالِ مُجتمعنا الصغير

أعني بهِ المنزلْ ومجتمعنا المتوسط

وأعني بهِ البشرْ المحيطينَ بنا ضمنِ حياتنا اليومية

والمجتمعِ الكبير الذي يشملُ العالمَ كلهُ..

القلم: وماذا يمكنني أن اخطَ يا سيدي عن الأدبِ والأخلاقِ أو الجمالْ و الحُب..؟؟

الكاتب: هنا يكمنُ السرْ وتختلفْ الروايات.

إذ لا يمكننا أن نصفَ الأدبَ والأخلاقَ والجمالْ بكلمة أو عبارة أو حتى دفترٍ أو مجلدٍ و قاموسْ!!!

القلم: عفواً.. أعتذرُ عن المقاطعة و لكن لم أفهم أيها الكاتبْ......

هل لك أن توضحَ أكثر... ؟؟؟؟

الكاتب: بكلامٍ آخر الجمالُ يولدُ الاحترام والاحترام يولدُ الأدبْ

وهنا اقصدُ بالجمالِ جمالَ النفسِ وبالأدبِ السلوّكَ والتصرفْ

في حياتنا اليومية مع من نعيشِ معهم و من نختلطَ بهم .

القلم: ولكنْ يا سيدي هل هناكَ مدرسةٌ أو جامعة

تُدَّرسُ قوةَ هذهِ المعاني و الكلمات ؟؟؟

الكاتب: يا قلمي العزيز الأدبُ والأخلاقُ والجمالْ و الحُب

روابطٌ مترابطة لا تكتبُ على ورقة أو في دفترْ.

المدرسةُ والجامعةُ الوحيدة هي المنزلْ وحياتكُ اليومية مع الآخرين..

لا يمكننا ربطُ هكذا قوةَ بورقةٍ ما، بمعنى آخر الأدبُ والأخلاقُ والجمالْ و الحُب

ليسَ لها شهاداتٌ أو جامعاتْ ولا تشترى بالمالِ أو بالمناصبْ..

كثيرونْ يملكونَ شهاداتٍ وخبراتٍ عالية وليس لديهم أدنى مستوى

من الاحترامِ والأدبْ والعكسُ صحيح .

هنا تختلطُ الأوراقْ والورقةُ الرابحة هي معدنُ كلِ إنسانْ على حدِ سواءْ ....

القلم: ولكن كلنا ننظر بان الجمالَ قمةٌ وكمالْ ...فمـــا رأيكْ ؟؟؟

الكاتب: نعم صحيح الجمالُ يشدكَ ويجذبكَ وتمجدُ الخالقَ على خلقِ عظماتهِ

ولكن دعني أقولُ لكَ باختصار وبكلِ بساطة إنَ الجمالَ الروحي واشددُ هنا

(الجمالَ الروحي) يوَّلدُ الأدبَ والاحترامَ بشكلٍ مطلقْ ..

ولكنْ الجمالُ الطبيعي صحيح أنهُ يسحركَ ويجذبكَ،

ولكن في أغلبِ الأحيانْ يوَّلدُ التكبرَ ورفعةَ النفسْ

وبالتالي انعدامُ الأدبِ والاحترامْ وأقولُ هنا (في أغلبِ الأحيانْ)..

إذاً الجمالُ الروحي والنفسي مطلوبْ وهذا الجمالُ يصنعهُ كل فردٍ لوحدهِ وبمفرده..

القلم: التقديرُ والاحترام مطلوبٌ منا..

ماذا عن الكبارِ في السن ؟؟؟

هل يجب أن أحني رأسي واحترمهم لأنهم كبارٌ فقط مهما فعلوا..!!!!،

حتى لو جرحوا واستهزؤوا بك ؟؟ ماذا تقول ؟؟؟

الكاتب: الكبارُ هم شعلةٌ تضيءُ لنا الدربَ والطريق.

هم البركةُ والخيرُ والعطاء.هم من جعلوا منا كباراً وغذوّنا

وغرَسوا فينا ثمارَ وسلوكَ وأدبِ هذهِ الحياة. من خبرتهم اقتنصنا وتنورنا.

وبفضلهم أصبحنا كباراً ..ولكن في الأدبِ والاحترام،

نعم يا قلمي تحترمُ الكبيرَ وتقدرهُ وترفعُ من شانهِ من ناحية

ومن ناحيةٍ أُخرى هم علمونا أن من لا يحترمكَ ولا يقدركَ..

لا يستحقُ الاحترامَ والتقديرْ. في الأدبِ والاحترام لا يوجد كبيرٌ وصغيرْ،

جاهلٌ ومثقفْ، عاملٌ وطبيبْ، رجلٌ أو امرأة، ذكرٌ أو أنثى..!!!

الاحترامْ تفرضهُ أنتَ على الآخرينْ بأعمالكَ وتصرفاتكَ ومراعاة شعورِ الآخرين.

إي بمعنى أخر لا يمكنكَ أن تضعَ القناع وتظهرَ محترماً تارة وتارةً أخرى تجرحُ و تهينْ..

إن محاباة الكبارِ واحترامهمْ رُغمَ أغلاطهم يُعتبرُ وكأنكَ تكذبُ عليهم ،

لا بل تكذبُ وتكَّذبُ نفسكَ وسلوككَ الأدبي والإنساني .

يقول افلاطون: قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه..!!!

القلم: هذا يعني أن نواجهَ الذي لا يحترمُنا.. أليس كذالك .؟؟؟

الكاتب: نعم..

أن تخاطبهُ وتقولَ له انكَ أخطأتْ .

أن تقولها لهُ وألا تذهبَ من خلفهِ وتتحدث وتتذمر وتجرح و تُجرح بهِ ،

وان تكونَ أمامهُ مثل ملاكٍ وإنسان تحترمه..وهنا يكمن دورُ قوةٍ عميقةٍ

وغزيرة تولدُ الصفات الثلاثة الأدبُ والأخلاقُ والجمال،

وتجمعها بقوة واحدة وهنا أعني الحبْ..

القلم: الحبْ..!!! وما علاقةُ الحبِ بكلِ هذا ؟؟؟؟؟؟؟

الكاتب: إنَ المحبة تُحرقُ أشواكَ الحقدِ وتذيبُ جليدَ الانتقام

وتجعلُ مياهَ النفسِ نقية وتُليِّنُ القلوبَ القاسية وتعكسُ من خلالها صورةَ جمال الروحِ الصافية،

فتنثرُ أعمالً وآداب وأخلاق يشاهدها لا بل يلمسها الجميعُ من تصرفاتنا...

القلم: كلامٌ جميل ما تقول يا سيدي..ولكن هل يوجد محبةٌ وأدبٌ وأخلاق في هذا الزمانِ المّر ؟؟؟

الكاتب:عزيزي القلم كي تخطَ الكلماتْ يجب أن أبريكَ قليلاً فيقصرَ طولكَ

وربما حجمك وتتألم لهذا الشيء ولكن عندها سوفَ تخطُ كلماتٍ وعبرٍ وجملٍ تفرّحُ

و تثلجُ صدورَ الناسِ ويتمتعونَ بجمالِ خطوطكَ و أناقتها. إذاً هناكَ تضحية،

كي تكونَ محبْ و محبوب يجب أن تخسرَ أشياء أخرى ،

لكنكَ في النهاية تكسبُ محبةَ وأدبِ وأخلاقِ وجمالِ نفسكَ

التي يقدرها الآخرون فيما بعد من خلالِ تصرفاتكَ و أعمالكَ ...

القلم: لا أريدُ أن أطيلَ أسئلتي..

وصلتْ الفكرة ولكن ماذا تنصحني في الأدبِ والأخلاقِ والجمالْ و الحُب ؟؟؟

الكاتب: أحببْ من كلِ قلبكْ وسامح من كلُ نفسكْ وازرع في حقلِ حياتكْ كلَ خيرٍ ومحبةَ.

تحصدُ محصولاً ثميناً يُغذي كل حياتكَ بالأدبِ والاحترامِ والجمالْ.

فقط بهذا الأسلوبْ يمكنكَ الحصولُ على هذا المحصولْ ..

لا تلتفتْ إلى الشهادات والمناصب الزائفة لأنها أوراقٌ تهترءْ وتذوب مع الزمان

بدونِ ربطها بمحبةِ و احترامِ الآخر ،

ولكن الأدبُ والأخلاقُ والجمالْ شعاعٌ ينيرُ لكَ وللذينَ من حولكَ في ظلامِ وقسوةِ هذهِ الحياة ...!!

الأدبُ والأخلاقُ والجمالْ و الحُب...!!

ليتَ كلُ البشر يمتلكها لأصبحَ عالمُنا جزءً منَ الكمال....

القلم: شكرا سيدي سأخُط واكتبُ عنهم مهما قَصُرَ وصغر حجمي علّ الناسَ تتعظْ وتتغذى من نبعهمِ الغزير...

الكاتب: على الرَحبِ والسِعا ،ولخطوطكَ كلُ الأدبِ والأخلاقِ والجمالْ و الحُب..محبتي ومودتي !!!

ألقلم والكَاتب.. Z