إنه اليوم الرابع من أسبوع الآلام، يوم "خميس الأسرار".
فيه احتفل يسوع بالعشاء السري وأسس سر
الإفخارستيا أو القربان، وسر الكهنوت بقوله: "اصنعوا هذا لذكري ..." (لو 22/19).
يسمى أيضا "خميس الغسل" إذ أن الكاهن يقوم، أثناء القداس برتبة
"غسل الأرجل" مقتديا بالمسيح الذي غسل أرجل تلاميذه.
في ختام هذا القداس، ينقل القربان من بيته في المذبح الكبير
إلى مكان معد ليكون سجنا للمسيح حيث يبقى فيه
حتى وقت المحاكمة يوم الجمعة العظيمة. بعدها، يزور المؤمنون سبع كنائس.
**
لماذا زيارة سبع كنائس؟
أن عدد " 7" يحتوى في كل ليتورجية الكنيسة، مثلا:
1- "أبانا الذي في السموات" مؤلفة من 7 طلبات.
2- قال 7 كلمات على الصليب.
3- في سفر أعمال الرؤية، يحكى عن 7 كنائس.
4- أسرار الكنيسة هي 7: المعمودية، التثبيت، الافخارستية، الاعتراف، الزواج،
الكهنوت، مسحة المرضى.
5 - مر المسيح ب 7 مراحل ليلة الآلام:
- علية العشاء السري،
- جتسمانية (بستان الزيتون)،
- في المجلس عند قيافا،
- في قلعة أنطونيا عند بيلاطس،
- عند هيرودس،
- عند بيلاطس مجددا،
- الجلجلة.
**
نشأت هذه العبادة القديمة في أورشليم - فلسطين، مع أولى
إطلالات المسيحية، حيث كان يجتمع المؤمنون
كل سنة في ليلة خميس الأسرار " عند الساعة
السابعة مساء في كنيسة الإيليونا وهي الكنيسة الواقعة في جبل الزيتون
يصلون ويرنمون، إلى أن ينطلقوا في الساعة الواحدة فجرا
بمسيرة مصلية نحو قمة جبل الإمبومون حيث
"خر يسوع على ركبتيه وجعل يصلي ..." (لو 22/41)
ويبقون هناك في الكنيسة مستمعين إلى الإنجيل حتى صياح الديك.
من ثم ينحدرون إلى جتسمانية حيث ألقي القبض على يسوع
ويصلون ويسمعون الإنجيل ثم يتوجهون إلى باب المدينة، فالمدينة حتى الصليب ..."
(كتاب إيجيريا، يوميات رحلة، من أقدم النصوص المسيحية، سنة 383).
لم تطل السنين حتى عرفتها كنيسة الشرق من خلال الرهبان
والكهنة الذين درسوا في روما ثم عادوا إلى وطنهم مزودين بعبادات مختلفة.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †