يأخذنا الخميس العظيم إلى سر الفصح. إنّه يستحضر ويستذكر القسم الأول من هذا السر، القسم الذي انكشف في العليّة.
لا توجد خدمة "ختن" لهذا اليوم. ففي صلاة السَحَر وبعد المزامير الستة نرتل طروبارية اليوم. أما رواية الأحداث، بدءاً من لقاء يهوذا السري بالكهنة وحتى لحظة مغادرة يسوع العليّة متوجهاً إلى جبل الزيتون فتُقرأ من إنجيل لوقا (22/1-39). ثم نرّتل القانون. ثمّة قراءة في خدمة الساعة الأولى من كتاب النبي إرمياء (11/18-12/15)، نلحظ فيها الآيات التالية: "..أنا كخروف بريء من الشّر سيق إلى الذبح...رعاة كثيرون أفسدوا كرمي وداسوا ميراثي الخصيب...وبعد أن أقتلعهم أعود وأرحمهم وأعيدهم كلاً إلى ميراثه وإلى أرضه".
نقيم صلاة الغروب قبل القدّاس. ونتابع قراءة كتاب الخروج (19/10-19)؛ النص الذي يتحدّث عن نزول الله على جبل سيناء بنار ودخان، ولم يسلّم الوصايا بعد. يحذِّر موسى الشعب كي "يكونوا مستعدين لليوم الثالث". فيغسلون ثيابهم ويطّهرون أنفسهم. هناك صور لقيامة المسيح في اليوم الثالث، وكشفه عن نفسه بعد الفصح، والطهارة التي بها نقارب سر الفصح. نتابع القراءة من كتاب أيوب (38/1-23، 42/1-5)، حيث يتكلّم الله مع أيوب ويسأله قائلاً: "أسألك أنا وأجبني أنت". فيتكلّم أيوب بدوره مع الله، مستخدماً نفس العبارات: "استمعني يا رب حتى أتكلّم وأنا أسألك وعلّمني أنت". هذا نموذج حوار تبادلي مدهش، نموذج حوار حميمي يجب أن يتم، ويمكن أن يتم، بين الله والإنسان. كذلك يصل أيوب إلى نهاية محنه، ويبقى أميناً. يقول الرب ما ترغب كل نفس في أن تقوله يوماً ما (وما تستطيع أن تقوله كثير من النفوس المُحبّة والمصّلية): "كنتُ أسمع بك أولاً سماع الأذن والآن قد أبصرَتك عيني". أمّا القراءة الثالثة والأخيرة فبضعة آيات من كتاب النبي إشعياء(1/4-11). يخاطب الله إسرائيل: "ويل للأمّة الخاطئة، الشعب المُثقَل بالإثم"، ويصرخ بأنّه تعب من الذبائح المقدَّمة له: "شبعتُ من محرقات الكباش وشحم المسّمنات. دم العجول والكباش والتيوس ما عاد يرضيني". سوف تُقدَّم له ذبيحة أفضل. خذنا الخميس العظيم إلى سر الفصح. إنه يستحضر ويستذكر القسم الأول من السر
نقرأ في القدّاس مقاطع من الرسالة الأولى إلى كورنثوس (11/23-32) التي يستعرض فيها بولس الرسول تأسيس الإفخارستيا. "إنّ الرّب في الليلة التي أُسلم فيها أخذ خبزاً وشكر...". قراءة إنجيلية طويلة ومؤلفة من عدد من النصوص المختارة (مت26/2-20؛ يو13/3-7؛ مت 26/21-39؛ لو22/43-44؛ مت26/40-27/2). يخبرنا عن اجتماع الكهنة، والمسح في بيت عنيا، والاستعداد للفصح وغسل الأرجل، وتأسيس الإفخارستيا، والنزاع في جثسماني، وقبلة يهوذا، والقبض على يسوع، واستجواب رئيس الكهنة، ونكران بطرس. وينتهي بتسليم يسوع للحاكم الروماني. تبدأ البركة الختامية هكذا: "يا من لإفراط صلاحه أوضح الاتضاع طريقاً فاضلاً عند غسل أرجل التلاميذ..".
*****
وفي الكاتدرائيات، يقيم الأسقف، بعد القداس الإلهي، رتبة غسل الأرجل، التي يمثّل فيها اثنا عشر كاهناً التلاميذ الإثني عشر.
أمّا خدمة الأناجيل الإثني عشر التي يُظن عادةً أنّها تعود ليوم الخميس المقدس فإنها، في الواقع، تنتمي إلى يوم الجمعة العظيمة. لذلك سنتكلّم عنها لاحقاً.
*****
تُسّمى إحدى تراتيل خدمة السَحَر "البيت"، وهي تختصر ،بدقة، معنى طقوس الخميس العظيم. "لنتقدَّم جميعنا بخوف إلى المائدة السرية ونقتبل الخبز المقدس بنفوس طاهرة ونلبث مقيمين مع السّيد لننظر كيف يرحض أقدام التلاميذ وينّشفها بالمنديل، ونعمل كما نعاين، خاضعين بعضنا لبعض وراحضين أقدام بعضنا بعضاً، لأنّ المسيح ذاته هكذا أمر تلاميذه وتقدّم فقال لهم. إلا أنّ يهوذا ذاك العبد الغاش الدافع لم يسمع ولبث عادم التقويم". تتم الإضاءة هنا على ثلاثة وجوه من الخميس المقدّس: غسل الأرجل، عشاء الرّب وخيانة يهوذا. فلنركّز قليلاً على كلّ من هذه الوجوه.
العلّية
لكن، وقبل أن ندرس ما حدث في العليّة، دعونا نفكر بالعليّة ذاتها. أرسل يسوع كلمة إلى صاحب البيت: "عندك أصنع الفصح مع تلاميذي.. أين غرفتي التي آكل فيها الفصح مع تلاميذي..". تتوجّه هذه الكلمات إلى كلّ منّا. يرغب يسوع، بشكل خاصّ في كلّ عيد فصح، في أن يأتي إلينا ليحتفل، روحياً، بالفصح في قلوبنا. وحتّى عندما لا يكون زمن الفصح، وفي كلّ زمن، يتقاسم الرّب يسوع، على مائدته، الخبز الذي هو شركة جسده والخمر التي هي شركة دمه، ويحتفل بهذه الوليمة في عليّة نفوسنا في الوقت الذي يحدث فيه الاحتفال بالسّر خارجياً. ولكن هناك ما هو أكثر. ليس فقط في عيد الفصح، وليس فقط في الإفخارستيا المنظورة، بل في كلّ يوم، وفي كلّ لحظة، لدينا إمكانية الاحتفال بفصح صامت وغير منظور في عليّة نفوسنا. يكون فصحنا في كلّ وقت نرغب فيه في استقبال الرّب يسوع فينا بالإيمان والمحبّة، وترك الأمر له ليغّذينا روحياً. وفي هذه الوليمة، أيضاً، التي هي داخلية وروحية كليّاً، يقول لنا يسوع: "كم اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم..". ولكن أين هي الغرفة التي سنستقبله فيها؟ هل كلّ شيء جاهز؟ ما من غرفة في نفسي نظيفة ولائقة بزيارة كهذه. إضافة إلى ذلك، ليس كافياً، أن أهييء زاوية في نفسي، وأخفي عنها الفوضى الموجودة في أجزاء أخرى. فنفسي بكاملها يجب أن تُغسَل، لأكون نظيفاً. وليست لي القوة لفعل ذلك. لذلك، يجب أن أسألك يا رب أن تهيء غرفة لنفسك فيّ. أَقمْ فيَّ لفترة أطول من مجرّد زيارة يا رّب. كن ضيف نفسي الدائم، صِرْ سّيدها، ها المفاتيح التي تفتح جميع الأبواب، أنا هو الضيف الآن، في بيتك.
إذا ما رغبتَ في المجيء إليّ مع تلاميذك، فهذا يعني يا رّب إنّه يتوجب عليَّ أن استقبلك في نفسي "الجامعة". لا أستطيع الادعاء بفصلك عن أعضاء جسدك السّري في استقبالك. أنا أستقبل روحياً كلّ جماعة تلاميذك، كنيستك كلّها. يجب على نفسي أن تفتح ذاتها بمحبّة وتنضّم إلى صلاة الذين يؤمنون بك، جميع الذين يحبّونك وجميع الذين يدعونك. عسى، بذلك، أصير واحداً معهم جميعاً، هؤلاء الذين يعيشون فيك، أولئك الذين ماتوا فيك، مع أمّك الفائقة البركات ورسلك وشهدائك وقدّيسيك البارحة واليوم وغداً. تعال إليّ يا رّب مع تلاميذك.
غسل الأرجل
تأتي إليّ يا رّب لكي تغسل قدمي، فلا تسمح لي أن أحتّج على تواضعك المفرط الذي يجعلك تركع أمامي لتغسلني. وتقول لي: "إنْ كنت لا أغسلك فلا نصيب لك معي". يشير يسوع، بهذه الكلمات، إلى أمرين. الأول، يجب أن نسمح لأنفسنا بأن تتطهّر من خطاياها، تتطهّر من غبار الطريق اليومي كما من الأدناس العظمى. "ليس رجلي فقط يا رّب بل يدي ورأسي أيضاً"، كما قال بطرس. حتى يكون للإنسان نصيب حقاً مع الرّب، يجب أن يساهم فيه بتواضعه واستسلامه للرّب. أن يكون لك نصيب مع المسيح يعني أن يكون لك نصيب مع الله - الإنسان الذي يغسل أرجل البشر. سيكون لي نصيب مع المسيح الذي يغسل الأرجل إذا سمحتُ له أن يغسل قدمي وإذا كنتُ، أنا نفسي، على مثاله، أغسل أرجل الآخرين. "وإذا كنتُ أنا الرّب والمعلّم غسلت أرجلكم، فيجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أرجل بعض". ما الذي يعنيه غسل أرجل الآخرين؟ قبل أن نسكب الماء على أرجلهم، يجب، أولاً وقبل أيّ شيء، أن نتموضع في المكان الذي منه نكون قادرين على فعل الغسل، نكون في موقف تواضع كامل. يجب أن نكون عند مستواهم ونركع أمامهم. باختصار، يجب أن نُخلي أنفسنا. يشير الإخلاء إلى قيمة عظيمة لمجمل حياتنا الروحية. نستطيع الذهاب باتجاه الله إمّا بواسطة رفع أنفسنا إلى فوق أو بواسطة خفضها، بفعل صعود أو بفعل نزول. يغزونا الجفاف في أوقات معينة، كما لو كنّا دون أجنحة فيستحيل علينا الارتفاع نحو الله. في هذه الأوقات، عندما لا نستطيع أن نجد الله فوقنا، أو ربّما لم نعد نجده في داخلنا على الإطلاق، قد نجده في ما هو أخفض منّا. عند ذاك يمكننا التوقف عند الألم الذي تسبّبه الخطيئة أو البؤس الأخلاقي [لا نتوقفن عند ما هو أسوأ من خطيئتنا، لأنّنا إذا ما فحصنا ذواتنا بوضوح، ندرك أنّ خطايانا تصل إلى أعماق الهاوية]، بل عند الألم الذي يبدو صارخاً، الألم الذي لا يمكن تغييبه، أو الناجم من فاجعة مادية لم نجزها من قبل. ففي خبرة كهذه وفي رغبة تروم تخفيف هذا الألم، أو في حالة انسحاق، سوف نجد الله. أن نغسل أرجل البشر يعني أن نرّوح عن المتألمين أو نسعفهم. كما يعني أيضاً أن نحاول فصل الخاطيء عن خطيئته. إنّ منهج "غسل الأرجل" الذي يمكن استخدامه مع الخاطيء إنّما هو خاصّ ورهيف. ما من نفع يمكن أن يقّدمه التوبيخ، أو الوصفات الأخلاقية. ما من مكان لصوت السلطة التي هي شرعية أحياناً في العلاقة مع الخاطيء. موقف الخدمة والتواضع هو المطلوب فقط. يجب أن يحرّك التواضع والمحبّة نوعاً من الضغط على الخاطيء، ضغطاً يدفعه بعيداً عن الخطيئة بشكل لا يُدحض، دون نقاش من أيّ نوع. تفتح حادثة غسل الأرجل الإنجيلية آفاقاً صعبة وعميقة كهذه أمامنا.
العشاء السّريّ
العشاء الأخير هو سّر العليّة المركزي. ويظهر الرّب يسوع، حقاً، الموزِّع والموزَّع، الذي يعطي ذاته لنا في الإفخارستيا. إذ نستقبل في هذا السّر خبز الحياة، جسد ودم المخلّص، فكلّ المؤمنين الأرثوذكس الذين يقتربون من المائدة المقدسة يؤمنون أن هذه النقطة لا تحتاج إلى توسّع وشرح. لكن قد تكون بعض جوانب من سّر الإفخارستيا أقل حضوراً في تفكيرهم، وهذا ما سوف نعالجه باختصار. إنّ الإفخارستيا هي ذبيحة المسيح من أجلنا، قبل أن تكون حضور المسيح فينا. من المهمّ أن نتذكر، في يوم الخميس العظيم هذا، بشكل خاصّ، الرابط الذي أراد رّبنا أن يقيمه ما بين وجبة العشاء في العليّة والفصح اليهودي، وبين هذه الوجبة نفسها والآلام.
كلّ إفخارستيا هي وجبة ذبائحية. ففي كلّ مرّة نتناول جسد المسيح الذي يُكسر ودم المسيح الذي يُهراق، نكون في شركة مع آلامه، ونشترك في ذبيحته. علينا أن نكسر أنفسنا ورغباتنا الأنانية ومشيئتنا ونقّدمها، يجب أن نغمد سكين المذبوح في قلوبنا. المناولة هي كسر روحي. ولكن يجب أن لا ننسى أنّ الذبيحة الفعلية لا تستنفذ كامل مفهوم الأضحية، فقبول الله للضحيّة جزء تكميلي منها، فعشاء العليّة وليتورجياتنا الإفخارستية ليست سّر آلام الرب فقط، بل سّر تمجيده وسّر جواب الآب أيضاً، كما تكشف القيامة والصعود. ثمّة إفخارستيا سماوية وأبدية، تُبقينا إفخارستياتنا الأرضية على اتصال بها. هناك جانب آخر لعشاء الرّب قد لا يعيه المسيحيون بشكل كاف، وهو أنّه شركة مع كلّ أعضاء الجسد السّري، وليس مع المسيح الرأس فقط. فبتحقيقنا الشركة مع يسوع المسيح ندخل في شركة مع جميع البشر، بقدر ما يشتركون (بالطبيعة والنعمة) في الله الصائر إنساناً. لأنّ الإفخارستيا هي اندماج في شخص يسوع، اندماج في الكنيسة مع جميع إخوتنا وأخواتنا. وأخيراً، يجب أن نتذكر ما قلناه سابقاً عن عليّة نفوسنا. وكما أنّ هناك ذبيحة وشركة أسراريّة، هناك أيضاً فصح غير منظور، ذبيحة وشركة روحية خالصة نستطيع تقديمها واستقبالها دوماً في سّر نفوسنا، ويمكن لهذه الإفخارستيا الداخلية، التي نخدمها نحن ونستقبلها نحن، أن تثمر فينا ثمراً كثيراً. من الممكن أن نتغذّى بالخبز الحي النازل من السماء، ونستهلك جسد ودم المسيح بالروح. يقول لنا، يسوع المسيح، كاهننا الأبدي، في كلّ لحظة، كما يفعل الكاهن الذي يخدم ليتورجياتنا الأرضية، "بخوف الله وإيمان ومحبّة تقدموا".
خيانة يهوذا
يجعلنا الخميس العظيم نتأمل خيانة يهوذا أيضاً. خيانته التي حصلت قبل أن يتفق مع كهنة اليهود على تسليم معلّمه لهم. أظهرها الرّب في العشاء الأخير في العليّة بطريقة خصوصية أليمة. "الذي أكل خبزاً تمرّد عليّ...الحق الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني...هو الذي أناوله اللقمة التي أغمسها. وغمس يسوع لقمة ورفعها وناول يهوذا بن سمعان الإسخريوطي. فلما تناولها دخل الشيطان فيه". قبَل يهوذا اللقمة من يد يسوع، وقلبه ممتليء بالخيانة، وكم كان تصرّفه مقززاً وكريهاً! لقد دنّس مائدة الرب. ولكن، كم من المرات أخذنا مكاناً على هذه المائدة دون أن ننقي قلوبنا بشكل كاف؟ كم من المرات شاركنا في عشاء الرب، ونحن نفتح الطريق للخطيئة، جدياً وبإرادتنا الحرة؟ خان يهوذا معلّمه مرّة، بينما نحن نخون يسوع باستمرار. كون خيانتنا تتم في تفاصيل صغيرة، لا يبطل كونها خيانة. يقول يسوع ليهوذا: "اعمل ما أنت تعمله ولا تبطيء". فيخرج يهوذا ليتمّم عمله، عمل الموت "وكان الوقت ليلاً". كانت ساعة الظلام خارج العلية كما هي في قلب الخائن. إنّ كلمات يسوع ليهوذا بخصوص تتميم جريمته، لهي أعمق وأكثر رحمة مما تبدو للوهلة الأولى. فالتلاميذ، كما يخبرنا الإنجيلي الرابع، اعتقدوا أنّ يسوع قد أرسل يهوذا لكي يشتري بعض الحاجيات، أو ليعطي الفقراء شيئاً ما في العيد. وكان اعتقادهم صحيحاً ولكن ليس بالشكل الذي تصوروه. لقد أرسل يسوع يهوذا لكي يشتري حَمَل الفصح بثلاثين من الفضة، فسلّم سيده، حَمَلَ الفصح الحقيقي، وجعله، بذلك، أضحية الفصح الذي يكّفر عن كلّ خطايا العالم. إنّ الطيبة التي يكشفها يسوع في الفداء تهيمن على هول كلّ الخيانات.
نوجز، في الصلاة، معنى يوم الخميس العظيم. في طروبارية[1] اليوم التي نرّتلها في قدّاس اليوم بخشوع خاص، ونرّتلها في كلّ قدّاس عند تقدّم المؤمنين من المناولة المقدسة:
"اقبلني اليوم شريكاً لعشائك السّري يا ابن الله، فإني لست أقول سّرك لأعدائك، ولا أقّبلك قبلة غاشة مثل يهوذا، لكن كاللص أعترف لك هاتفاً: اذكرني يا رّب في ملكوتك".
من كتاب ( سنة الرب للأب ليف جيلله) فصل الاسبوع العظيم تعريب +المطران سابا اسبر