يُطرح موضوع الحياة الأبدية في كل الكتاب المقدس بشكل قوي جداً وخصوصاً في قصة الشاب الغني، بالتالي يجب أن تكون هدف حياتنا ومبتغاها ولتحقيقها ما علينا إلا أن نطبق الوصايا الإلهية “أيها المعلّم الصالح ماذا اعمل لأرث الحياة الأبدية…. انت تعرف الوصايا لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تسلب أكرم اباك وأمك” (مرقس17:10-19)، بالمعنى العام ليرث أي انسان مسيحي الحياة الأبدية عليه أن يطبق الوصايا التي تؤهله كي ينال الحياة الأبدية.
“ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله” الغنى ليس نقمة، أستطيع أن أكون غني وأدخل ملكوت السماوات، أما الغني الذي يستغني عن الله من أجل المال هو بإرادته لا يريد ملكوت الله.
المسيح يريد منّا أن نكون تلاميذ محبة، هذه المحبة تفرض عليِّ إن كنت غني بالخيرات الأرضية أن أري الأخرين محبتي هذه بالعطاء أو بالمشاركة للخيرات الأرضية، وبالمقابل إن احتفظت بكل الخيرات التي أغدقها الله عليِّ، أي أحببت نفسي فقط، فأنا لم أعد تلميذ محبة.
كل الخيرات الأرضية تُعطى لنا لنأكل ونؤمّن معيشتنا ولكن الذي يفيض عن حاجتنا ماذا سنفعل به؟ غداً سنموت ونكون استعملنا ما أغدق الله علينا أما الباقي فمن الواجب إعطائهم للفقراء لأنها أمانة لهم، نقول في القداس الإلهي “مما لك ونحن نقدمها لك…” هذا يعني أنني كل ما أملك هو لله وليس لي، فعلى ماذا أتعب؟ على ماذا أسهر؟ الغني الذي يستغني عن الله ليضع حب المال أو أملاك أو أولاد أو أي شيء آخر يكون قد استغنى عن الله ولا يريد أن يسكن في قلبه ولا يستطيع أن يكون تلميذ محبة.
تدعونا المسيحية أن نكون أبناء الله وأن نكون تلاميذ محبة، تلاميذ محبة بكل ما تعني الكلمة من معنى، أأنت مُحِبْ؟ دعني أرى هذه المحبة مترجمة بأفعال وأقوال ومواقف، ليس محبة الله أن تصلي وتصوم وتأتي للكنيسة فقط بل هي مواقف وأفعال، أتحب؟ قدّم وجه محبة وضحكة وابتسامة وسند ومساعدة وكلمات تعزية ومال… هذه هي المحبة، إن لم تقدم كل هذا أو أكثرها فمحبتك لا تصلح بل ستكون أنانية عاطفية.
في النهاية أتريد حياة أبدية؟ طبّق الوصايا، تريد أن تكون مثل يوحنا الحبيب، الذي تميز عن باقي التلاميذ بكونه الحبيب، استغني عن كل شيء من أجل الله، بأن تكون تلميذ محبة.
من له أذنان للسمع فليسمع