أفكار الإنسان تدل على حالته الروحية

زائر

أفكار الإنسان تدل على حالته الروحية lol!

_ أيها الشيخ , كيف يحدث أن أمراً واحداً يراه شخصان بطريقتين مختلفتين ؟

و هل جميع العيون ترى بدرجة واحدة من الوضوح ؟

_ كي يرى الإنسان بوضوح يجب أن تكون عينا نفسه صحيحتين , لأنه هكذا يملك نقاوة داخلية .

_لماذا أيها الشيخ , أمام حدث ما يعتبره الواحد بركة والآخر يعتبره مصيبة ؟

_كل واحد يفسر الأمور بحسب فكره . وكل أمر يمكنك أن تريه إما من جانبه الحسن أو من جانبه السيء .

أفكار الإنسان تدل على حالته الروحية 4064028720

لقد سمعتُ الحادثة التالية : أفكار الإنسان تدل على حالته الروحية 4064028720

في أحد الأديار الكائنة ضمن المدينة كانوا يصلّون الغروب و السحر في منتصف الليل ,
و يأتي الناس لحضور الصلاة مع الرهبان , لأن بيوتهم تحيط بالدير ,
مرة دخلت امرأة إلى قلاية أحد الرهبان المبتدئين , لأنه نسي قلايته مفتوحة .
و عندما علم الراهب بالأمر تضايق و اعتبر أن قلايته قد تدنست , أخذ المعقم و صار يمسح الأرض و يشعل النار ,

أحرق أرض غرفته و كاد يحترق الدير , أما فكره فلم يحرقه . كان من الواجب أن يحرق فكره لأن الشر قائم فيه .

لو أنه وضع فكراً صالحاً و قال أن المرأة دخلت إلى القلاية بتقوى كي تحصل على نعمة

و تجاهد هي بدورها في بيتها , لكان تحوّل روحياً و مجّد الله .

من نوعية الأفكار لدى الإنسان تبدو حالته الروحية .
يحكم البشر على الأمور بحسب ما في داخلهم من مضمون .

فإذا لم يكن هذا المضمون روحياً يصِلون إلى نتائج خاطئة و يظلمون الآخرين .
فمثلاً , إذا وُجد إنسان ما يصنع الإحسان تحت جناح الظلام كي لا يراه أحد ,

و رأى إنساناً آخر في طريقه , لا يمكنه أن يفكر بالسوء تجاهه .

أما إذا وُجد إنسان عائد من فعل الخطيئة و صادف إنساناً آخر تحت جناح الظلام

فسوف يقول من يدري أين كان ساهراً , لأنه لدي مثل هذه الخبرة .

أو إذا سمع صوتاً من الطابق العلوي فإن صاحب الأفكار الصالحة يقول :
" لا بد أنه يصنع المطانيات".

أما من لديه أفكار سيئة فيقول :
"إنه يرقص طوال الليل ".

تذكّرن اللصين اللذين صُلبا مع المسيح , كلاهما رأى المسيح مصلوباً و الأرض تزلزلت إلخ ...

أحدهما على اليسار أخذ يجدف قائلاً :" إذا كنت المسيح خلص نفسك و خلصنا".

أما الآخر على اليمين فقال :
"أما نحن فبعدل نستحق ما فعلنا , أما هذا فلم يفعل شيئاً سيئاً ".

خلُص الواحد و هلك الآخر .

الشيخ باييسيوس الآثوسي