++الفرح++
"نحن مؤازِرون لفرحكم" (2 كو 1: 24).
أي نحن خُدَّامُ فرحِكُم، مشاركون في عمل فرحكم
هناك الأفراح الإجتماعيّة الجسدانيَّة (الأرضيّة)، وهناك الأفراح الفكريَّة،
وهناك الأفراح الروحيّة (السماويّة).
هناك فرق بين الَّلذَّة والفرَح. الفرحُ مرتبطٌ بالإنسان كلِّه وليس فقط بالحواس.
الفرح هو عطيّةٌ روحيّةٌ من الله،
ثمرُ الروح (غلاطية 5: 22). الفرح هو محبّة الله فينا. جوهر الفرح الخفيِّ هو المحبّة.
************************************************
نقيضُ الفرح هو الحزن. الحزنُ نوعان: الحزنُ السَّلبيُّ الذي يقود إلى اليأس،
والحزن الإيجابيُّ وهو الحزن المفرِح Χαρμολύπη -Kharmolypi))
الذي ربّما يأتي من ألمِ المحبّة، وهو يقود إلى الفرح.
بالصليب قد أتى الفرح لكلّ العالم. "أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحوّل إلى فرح" (يوحنا 16: 20).
الفرح الحقيقي يقود إلى الحرِّيَّة، الحرِّيَّة في المسيح.
"إفرحوا بالرَّبّ وأيضًا أقول افرحوا" (فيليبي 4:4).
القدّيس سيرافيم ساروف كان ينادي كلَّ من يقابلُه "يا فرحي".
الآخر يصبح فرحي وأنا فرحه، هو وأنا نصير ناقلَين للآخرِين الفرحَ الإلهيّ: "نحن مؤازِرون لفرحكم".
الفرح الحقيقيُّ الآتي من محبَّة الله، هذا الفرح الروحيُّ الإلهيُّ، يساهِمُ في الوحدة في ما بين الناس
*************************************
أخيرًا، هناك الحبُّ الإلهيُّ الداخليُّ (intra-divin) بين أشخاص الثالوث القدُّوس الواحد،
في المحبّة الإلهيَّة اللامتناهية.
المحبّة الحقيقيَّة لدى البشر هي، دائمًا، على مثال الحياة الثالوثيَّة.
الحبُّ الإلهيُّ ينعكسُ على الإنسان، على الطَّبيعة، على النُّفوس، وأيضًا على الشمس والكواكب:
إنَّهُ حبٌّ دينامِيٌّ كما في العلَّيقة الملتهِبَة غيرِ المحترِقَة.
الدخول في هذه العلَّيقَة يعني الموتَ فيها.
هذا"الفرحُ يُمِيت" العالم فيك لأنَّه يجعل الإنسان يشترك في الفرح الإلهيّ.
هذا يتطلّب ولادةً جديدةً، ولادةً روحيَّةً في المسيح.
هذه الولادة تتخطَّى فرح الملائكة في المجد الإلهيّ.
عندما يصبح المرءُ إنسانًا على شبه المسيح من أجل الآخَرين، يستطيع،
عندئذٍ، أن يقول بشكل تلقائيٍّ لكلِّ انسان:
"أنت فرحي" أو "يا فرحي".
كذلك ننشد مع الملائكة للميلاد الآتي:
"المجدُ لله في العُلى وعلى الأرضِ السَّلام وفي النَّاس المَسَرَّة"