إن البشرية تنزف وهى في حاجة لا إلى نقل دم بل إلى نقل عطف وحب وحنان!
فكيف نحيا والحب هو الجو الروحي الذي يمكن للنفس البشرية أن تتنفس فيه،
وإلا اختنقت بدخان الحقد والحسد والغيرة والكراهية؟
إنه الماء العذب الذي يروى شجرة الإنسان ولولاه لجفت أغصان البشر!
فبدون حب لا حياة ولا أمل فى حياة ولا نمو ولا إخضرار إنما يعم القحط قلوبنا،
وهكذا نظل نزرع ونحصد بين الأشواك والأحجار إلى أن تمتليء قلوبنا بتلك العاطفة السامية،
التى هى أشبه بقطعة سكر ما أن تذوب فى ماء حياتنا المائح
فسرعان ما تجعله حلوا نشرب منه فترتوى قلوبنا وتستقر نفوسنا
نعترف بأن الإنسان خُلق وفي داخله يحمل أسمى غريزة ألا وهى غريزة الحب،
فإن لم يُشبعها اختل توازنه، وصار نهباً للأمراض النفسية، ولكي يحيا إنسانيته،
يجب أن يُحِِب ويُحَب، وإلا تحولت الحياة إلى ميداناً للحرب أو سوقاً للتنافس الآدمي!
وكم كنا نتمنى أن يستبدل الإنسان حب المال أو الشهرة أو اللذة...
بأعظم قوة ألا وهى: قوة الحب
لكن رحلة الحب وإن كانت أعظم مسيرة في الحياة إلا أنها رحلة تطول أميالها وقد تتعب فيها،
وما على البشر إلا أن يترفقوا في مسيرتهم ، فالإنسان عندما يُحِِِب
كثيراً ما يصدم بعوائق كثيرة منها نقص إمكانات المحبوب أو ضعفه…
ولكن هذا لا يمنعنا من العمل بأمانة من أجل من أحببناهم،
محتملين بصبر تلك الجروح التي تفرضها علينا عوامل الضعف وعدم التفاهم،
وما إلى ذلك من سلبيات وضعفات بشـرية..! وإلا تحولت الحياة إلى معبد جنائزي،
وصارت سيمفونية الوجود نشاز مكروه لا يطرب النفس، بل يزيدها خوفاً وقلقاً من الوجود
فما هي أسباب أزمة الحب المعاصرة؟
وما هو مفهوم الحب الحقيقي؟
وهل يمكن للإنسان أن يحيا بدون حب؟
ثم كيف يتكون الحب ؟
وما هو دور الفضيلة في نمو الحب؟
وهل يمكن للشخص الأنانى أن يدخل فى علاقة حميمة مركزها الحب؟
أسئلة تحتاج لإجاباتكم