تعظم نفسي الرب!
********
فقالت القديسة العذراء مريم:
"تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر الى إتضاع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال
تطوبني لأن القدير صنع بي عظائم وإسمه قدوس ورحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونه.
صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع التضعين أشبع الجياع
خيرات وصرف الأغنياء فارغين" (لوقا 1:46).
*****
حقاً ما أعذب هذا النشيد الرائع، وما أعظم الدروس التي نتعلمها منه:
1- القديسه العذراء مريم تترنم بالشكر:
"تعظم نفسي الرب". جميل ان نبدأ ترنيماتنا وصلواتنا بتعظيم الرب لأنه بالحق والحقيقة
هو عظيم في ذاته وممجد جداً.
وأن نبدأ عبادتنا لله بتقديم الشكر لجلاله "اشكروا في كل شيء" (1تس18:5)
وجميل أيضاً أن نبدأ كل حديث وكل عمل بالدعاء والشكر كما قال الكتاب المقدس: "
لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله" (في 6:4 ).
***
2- القديسه العذراء مريم تترنم لله مخلصها:
" تبتهج روحي بالله مخلصي". إنك لا تستطيع أن تدرك مقدار فرح القديسة العذراء مريم
ما لم يصبح الله مخلصك أنت من عبودية الخطية وسلطان إبليس ومنقذ حياتك من الجحيم الأبدي.
فليتك تفتح قلبك له الآن معترفاً بخطاياك ونادماً عليها وتائباً عنها فيغفرها لك بحسب وعده المبارك: "
من يكتم خطاياه لا ينجح و من يقر بها و يتركها يرحم" (أمثال28:13).
ويصبح نصيباً لنفسك مالكاً على قلبك مسيطراً على مشاعرك مغيراً لطبيعتك القديمة وعاملاً بك لمجده.
***
3- القديسة العذراء مريم تترنم في إتضاع:
" لأنه نظر الى إتضاع أمته". لقد أضاف إتضاع القديسه العذراء مريم الى أنشودتها الخالده
لحناً أجمل و أعذب.
يا صاحب القلب المنكسر بسبب خطاياك الكثيرة ويا صاحب الروح المسحق من تكرار سقوطك في الشر،
تعال الى الرب في إتضاع و ثقه لأن "القلب المنسحق والمنكسر لا يرزله الله.
وتأكد انه يتمم معك وعده القائل: "الى هذا أنظر الى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي" (إش 2:66).
***
4- القديسه العذراء مريم تترنم بإيمان:
"هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني". لم يكن في ذلك الوقت قد
ولد المخلص او ظهرت اي علامه ملموسه تدل على انه سيولد منها المخلص. لكنها آمنت أن كل شيء
مستطاع عند الله، وهكذا طفر قلبها بالفرح ولسانها بالترنم.
وحين نتأمل فيما صدقته، وكيف قبلت البشاره بالإيمان، لا يسعنا إلا أن نضعها في المقام الأول بين أبطال
الإيمان، ونلقبها بأم المؤمنين".
حقا إستحقت القول: "طوبى لمن آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب".
ولذلك كما أن سيدتنا ارضت الرب بإيمانها كذلك نحن
"فبدون ايمان لا يمكن ارضائه لأنه يجب أن الذي يأتي الى الله يؤمن انه موجود وانه يجازي الذين
يطلبونه" (عب11:6).
***
5- القديسه العذراء مريم تترنم بعظائم الله:
"لأن القدير صنع بي عظائم وإسمه قدوس، ورحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونه، صنع قوة بذراعه".
جدير بنا أن نردد إحسانات الرب لنا فنقول:
"إن من إحسانات الرب إننا لم نفن لأن مراحمه لا تزول فهي جديدة
لنا في كل صباح، كثيرة أمانتك"
وأن نذكر العظائم التي صنعها معنا، كيف حفظ حياتنا من الشرور وأنقذنا من الأخطار والمخاوف،
ونجانا من الموت، وشفانا من المرض.
يحق لنا أن نشارك مرنم إسرائيل الحلو ونقول:
"باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس.
باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك الذي يفدي من
الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة.
الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد كالنسر شبابك" (مز 103).
***
6- القديسة العذراء مريم تترنم بقداسة الله و عدله:
"إسمه قدوس ...شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء عن الكراسي ...
وصرف الأغنياء فارغين" ما أكثر الذين لا يستطيعون الترنم بقداسة الله لأنها تُظهر نجاستهم،
أو بعدل الله لأنه يٌدينهم.
أما السيده العذراء فقد جعلت من قداسة الله و عدله موضوعاً للترنم.
و هكذا الحال معنا، فمتى تصالحنا مع الله و إختبرنا حبه لنا نستطيع أن نفرح بقداسته التي كانت قبلاً
مصدر خوفنا. "بسمع الأذن سمعت عنك والآن رأتك عيناي" (اي42:5)
***
7- القديسة العذراء مريم تترنم بمراحم الله:
"رحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونه .. رفع المتضعين. أشبع الجياع خيرات".
كم هو مفرح ومبهج ان يمتزج العدل بالرحمة. إن كان عدل الله يديننا ويبكت ضمائرنا،
فإن رحمته الكثيرة تصفح عنا وتغفر لنا على أساس العمل الكفاري الكامل للرب يسوع على الصليب من
أجل كل البشرية عامة ومن اجلي أنا خاصةً الذي أكد هذا الحق الكتابي بأن قال "قد أكمل".
دعونا نتغن بمراحم الله القدوس لتكون حياتنا كلها انشودة عذبه للإله القدير الذي أحبنا.
"لما كان الموت في طريق خلاصنا إشتهى أن يجوز فيه حباً بنا.
وصعد الى الصليب عريانا ليكسونا بثوب بره و فتح جنبه بالحربه لكي ندخل اليه ونسكن في عرش نعمته
و لكي يسيل الدم من جسده لنغتسل من آثامنا واخيرا مات ودفن في القبر ليقيمنا من موت الخطية
ويحيينا حياة أبدية". "
هللويا. إحمدوا الرب لأنه صالحٌ لأن الى الأبد رحمته" (مز106).
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... 
الأربعاء أبريل 30, 2014 8:47 am
