مفهومي عن السعادة
علماء النفس يقولون: إنَّها فى اتزان الشخصية، والتوازن
بين قدرات الناس ومواهبهم.. ورغباتهم وطموحاتهم..
والمادّيون يقولون: إنَّ السعادة تتولّد عندما يتم إشباع حاجات
الإنسان المادية وغرائزه الطبيعية كالطعام والجنس..
والفلسفة البوذية تُعلن أننا لن نجد السعادة في الحياة مصدر الآلام والأحزان
ولا سبيل إليها إلا بدخول (النيرفانا) أو النعيم، الذي لا يدخله
إلاَّ من حارب أهواءه المادية، وترك المتع الدنياوية واللذات الجسدية..
والصوفية تقول: إنَّها في الاتصال الروحيّ المستمر بالله
والزهد في الماديات، والترفّع عن أغراض الدنيا الفانية..
فما هي السعادة التي يبحث عنها الإنسان منذ أن دب بقدميه علـى هذه الأرض ؟؟
ربَّما يقول المرضى أنَّها في الصحة الجيدة، فيرد الأصحاء:
لو كانت السعادة في الصحة لكانت الوحوش أسعد المخلوقات!
والفقراء يتوهّمون أنَّها في الغنى، لكن معظم الأغنياء
عاشوا وماتوا تعساء، وقد كانت أموالهم سبب تعاستهم..
والفاشلون يقولون أنَّها في النجاح والتفوق، فيُجيبهم الناجحون:
ما أبهظ الثمن الذي دفعناه من سعادتنا ثمناً لنجاحنا
لقد نجحنا ماديّاً ولكننا فشلنا روحياً!
والعُزَّاب يعتقدون أنَّها في الزواج والأولاد والدفء العائليّ
فيرد عليهم المتزوجون: إنَّ مشاكلنا أكبر من احتمالنا..
وما أكثر الذين بحثوا عن السعادة في الشهرة والسلطة والنفوذ..
وبعد أن حققوا هدفهم وذاع صيتهم كانت خيبة الأمل
فليس أشق على الإنسان في هذه الحياة من تكبير اسمه!!
إنَّ تعريفات السعادة كثيرة، وكل إنسان يستطيع أن يفهمها
بحسب نشأته وتديّنه وثقافته وفكره.. ولكن أقرب تعريف لعقلي هو:
إنَّها ذلك الشعور المتصل بالمحبة والفرح والسلام..
الذي يرافق الإنسان عندما يحيا مع الله ويعمل بوصاياه
رغم كل ما يعترض حياته من مشاكل أو أحزان أو آلام..
الراهب القمص كاراس المحرقي