الطقوس الكنسية: من التنوع الى الوحدة
بقلم البطريرك يوحنا (العاشر) يازجي
الجزء الرابع
- الطقس الليتورجي الاورشليمي
الشكل الليتورجي الانطاكي اتخذ شكلا جديداً في اورشليم وتمكن بفعل رحلات الحج الى الأماكن المقدسة من التأثير في الاشكال الليتورجية الانطاكية الاخرى. وقد حملت ليتورجيا كنيسة اورشليم اسم «ليتورجيا القديس يعقوب اخي الرب»، وهي خضعت منذ القرن الرابع عشر لتأثيرات ليتورجيا العائلة الانطاكية والشكل البيزنطي في شكل خاص، وهي الليتورجيا الاكثر طولاً نسبة الى سائر الليتورجيات وقد انتشرت حتى خارج فلسطين حاملة السلطة الرسولية ( لانها تحمل اسم القديس يعقوب الرسول) وسلطة كنيسة ام الكنائس، وكان لها تأثير كبير في سائر الليتورجيات.
ب - الفرع السرياني الشرقي
وجاء بفعل انفصال مناطق سوريا الشرقية عن منطاق سوريا الغربية لأسباب سياسية وعقائدية، وقد أدى ذلك الى ظهور اشكال ليتورجية سريانية شرقية خاصة وهي: الشكل النسطوري والشكل الكلداني والشكل المالباري.
1- الليتورجيا النسطورية:
نمت في بلاد ما بين النهرين، واستعملت اللغة السريانية، وان كانت جذورها تعود الى العائلة الانطاكية، إلا أنها اتخذت اشكالاً خاصة بها ميزتها عن سائر الليتورجيات. اما الليتورجية الاساسية في الكنيسة النسطورية فهي ليتور جيا الرسولين ادي وماري التي تتميز أولاً بعدم ذكر كلمات التأسيس (خذوا كلو... اشربوا منها كلكم...) الموجود في الليتورجيات الاخرى، وثانياً ان الطلبة من اجل الكنيسة وكذلك الذبيحة الإلهية تأتيان قبل استدعاء الروح القدس خلافاً لكل ليتورجيات العائلة الانطاكية... وبعد الحروب البيزنطية - الفارسية والفتح العربي، دخلت النسطورية في فتر تنظيمية جديدة اعادت معها ترتيب كل أمورها، بحيث تطورت طقوس عباداتها واتخذت اشكالها الأخيرة.
2- الليتورجيا الكلدانية:
وهو شكل ظهر منذ القرنين الخامس والسادس عشر في قبرص وفي بلاد ما بين النهرين عند النساطرة الذين اتحدوا مع روما. وقد حافظ الكلدان على ليتورجياتهم القديمة وتقاليدهم المحلية لكنهم مع ذلك انفتحوا على عناصر جديدة ذات مصدر لاتيني (خدمة الزيت المقدس وبعض الأعياد والآفاشين).