هل تريدين أن تبدين جميلة؟
وأنا أيضًا أريد هذا، لكنني أريد الجمال الذي يريده الله،
الجمال الذي يشتهيه الملك (مز 45).
مَنْ ترغبين أن يكون حبيبًا لك، الله، أم الناس؟
فلو أنكِ ستكونين جميلة من ناحية ذلك الجمال (الداخلي)، فإن الله سيشتهي جمالك،
أما إن كنت جميلة من حيث الزينة الخارجية،
بدون هذا الجمال (الداخلي)،
فإن الله سُيحول وجهه عنكِ،
وسيكون عشاقك رجالا دنسين،
لأنه لا يوجد رجل صالح يشتهي امرأة متزوجة.
فلتفكرين في هذا من جهة زينتك الخارجية.
كذلك فإن هذه الزينة - أي زينه النفس - تجذب الله،
بينما الزينة الخارجية تجذب الرجال الدنسين.
أرأيتم كيف أنني أعتني بكنَّ، وأهتم بكنَّ، لكي تكن جميلات بالحق،
وتسعين للمجد الحقيقي، لكي يكون حبيبكن الله رب الجميع،
وليس الرجال الدنيسين؟
وهذه التي يكون الله حبيبها، هل لها من نظير؟
هذه تفرح مع الملائكة.
لأنه لو أن إنسانة ما صارت محبوبة من الملك، ستكون سعيدة الحظ أكثر من الجميع،
فمن يستطيع أن يتجاهل هذه التي صارت محبوبة
من الله بكل هذا الحب الكبير؟
فليس هناك شيء ذي قيمة،
أمام هذا الجمال (الداخلي) حتى لو كان يُضاهي كل المسكونة.
إذًا لنسعى نحو هذا الجمال، ولنتزين بهذه الزينة،
لكي نذهب إلي السموات إلي موضع عرس الروحيين،
إلي مكان العرس غير الدنس.
لأن الجمال الخارجي، يكتسبه الجميع.
وعندما يُحتفظ بالجمال الداخلي جيدًا،
فإنه لا يؤثر فيه المرض،
ولا القلق، الأمر الذي من المستحيل أن يحدث للجمال الخارجي
لأنه لن يستمر عشرين عامًا،
بينما ذلك الجمال، يزهر دومًا،
ويزدهر بإستمرار، وليس هناك خوفًا من التغيير،
فلا الشيخوخة بقدومها تستطيع أن تظهر فيها غَضَ (تجعيد)،
ولا المرض يجعله يَذبل،
ولا الحزن يُفسده، بل هو أسمي من كل هذا.
بينما الجمال الجسدي، يختفي بعد حين،
وعندما يوجد لا يكون له مُعجبين كثيرين.
لأن العقلاء لا يعجبوا به، والذين يُعجبون به،
يكون أعجابهم بدافع الفسق.
إذًا ينبغي ألا نسعى في أثر هذا الجمال الجسدي، بل نسعى في أثر جمال النفس،
ولنتمسك به، لكي نذهب إلي العرس بمصابيح مضاءة.
القديس يوحنا الذهبي الفم .