من المعروف أنّ أعظم مخاوف المرأة،
هي أن تستيقظ يوماً فترى التجاعيد تملأ وجهها والشِّيب يغزو شَعرها.
لكن، هل يفكر الرجل بالطريقة نفسها،
فيَخشَى علامات التقدُّم في السنّ، ويرى فيها تقليصاً لفرصه في الحياة؟
وما مظاهر القلق لدى الرجال من هذه المسألة؟
أظهر مسح أُجري في بريطانيا مُؤخراً،
أنّ مبيعات مستحضرات التجميل للرجال في المملكة المتحدة
زادت بمقدار الضعف في معدل المبيعات للنساء.
وكشف المَسح، الذي شارك فيه 1013 رجلاً،
أنّ رجلاً واحداً من بين كل 5 أشخاص يستخدم
"صبغ الشعر" لتغطية علامات الشيب.
وخلص المسح إلى أنّ الإهتمام بالمظهر بات مسألة رجولة
بالنسبة إلى ثلثي الرجال في أيامنا،
ذلك أن 56 في المئة من الرجال يستخدمون مستحضرات التجميل يومياً،
و82 في المئة يقولون إنّهم لا يشعرون
بالحَرَج عند شراء مستحضرات التجميل.
ويستخدم ربع الرجال بانتظام مُرطِّب الوجه يومياً للعناية ببشرتهم،
والوقاية من ضغط العمل والشيخوخة.
وفي هذا السِّياق، قال المدير الإداري
لـ"لوريال يوكي" و"لوريال أيرلندا" بيير إيف عزرائيل:
"تؤكِّد نتائج التقرير أنّ الشيخوخة لا تشكل فقط قلقاً أنثوياً،
وأنّ عدداً مُتزايداً من الرجال يُريد مستحضرات التجميل
لمساعدة في تقديم أنفسهم بصورة أفضل".
ربّما تكون هذه الدراسة، قد كشفت أنّ الخوف من مَظاهر الشيخوخة،
ليس سُلوكاً نسائياً بَحْتاً، فهو أيضاً ينطبق على كثير من الرجال،
بل إنّ رهاب التقدُّم في السن،
قد يَدفع بعضهم إلى شراء مستحضرات التجميل لإخفاء مظاهره.
ولكن هل تتفق آراء الناس حول هذه المسألة؟
- ثقة بالنفس:
"الرجل لا يَخاف أن يمضي "قطار العُمر"،
والشُّعيرات البيضاء التي تغزُو رأسه مُعلنة بدء موسم خريف العمر،
قد لا تشكل أي هاجس بالنسبة إليه"، هذا ما تُؤمن به سمر ماهر (ربة منزل)،
التي تذهب إلى أبعد من ذلك بقليل، حين تؤكد أنّ "الرجل الذي يُظهر مثل هذه الهواجس،
أو ذاك الذي يَعمَل على إخفاء عمره بأي صورة كانت، قد ينقص من رصيده الإجتماعي".
تقول: "لا يُعتبَر خوف الرجل من زحف الزمن عنصراً مُحبَّذاً في شخصيته،
الرجل الجذّاب في عين معظم الناس هو مَن يكون واثقاً بنفسه،
فلا يبدو ضعيفاً وخائفاً من عوامل الزمن،
وهو مَن يُظهر شخصيته على حقيقتها مهما كان عمره".