ليس مِثل الله!!
يا ربي يسوع .. ليس مِثلك!!
أنت وحدك الخالق، المُبدع الجميل.
"قَد عَظُمتَ أيُّها الرَّبُّ الإلهُ، لأنَّهُ ليس مِثلُكَ،
وليس إلهٌ غَيرَكَ حَسَبَ كُل ما سمِعناهُ بآذانِنا"
(2صم 22:7).
"ما أعظَمَ أعمالكَ يارَبُّ! كُلَّها بحِكمَةٍ صَنَعتَ.
مَلآنةُ الأرضُ مِنْ غِناكَ" (مز 24:104).
ربى يسوع الحبيب ..
أَتلفَّت حولي، فأجد الحسن والجمال فيما صنعته يداك،
وإن وجدت عيبًا أعرف أن يد الإنسان قد تدخلت وأفسدت.
حقًا إن الرب الإله:
"صَنَعَ الكُلَّ حَسَنًا في وقتِهِ" (جا 11:3).
حقًا "ليس مِثلَ اللهِ يا يَشورونُ. يَركَبُ السماءَ في مَعونَتِكَ،
والغَمامَ في عَظَمَتِهِ" (تث 26:33).
إلهي الحنون ..
أنت عجيب في أعمالك، وتناسق خليقتك،
وجمال الطبيعة التي أتقنتها بحكمتك العالية.
وأيضًا يا سيدي ليس مِثلك في أعمال رعايتك.
أنت الراعي الصالح الوحيد،
الذي يهتم بأحوال رعيته بتدقيق وحب واهتمام.
فأنت "عَزيزِ يعقوبَ ... الرّاعي صَخرِ إسرائيلَ" (تك 24:49).
لذلك تهتف نفسي: "الرَّبُّ راعيَّ فلا يُعوِزُني شَيءٌ" (مز 1:23).
"فلَمّا خرجَ يَسوعُ رأَى جَمعًا كثيرًا، فتحَنَّنَ علَيهِمْ إذ كانوا كخِرافٍ
لا راعيَ لها، فابتَدأَ يُعَلِّمُهُمْ كثيرًا" (مر 34:6).
سيدي القدوس ..
حقًا قال إلهي: "أنا هو الرّاعي الصّالِحُ،
والرّاعي الصّالِحُ يَبذِلُ نَفسَهُ عن الخِرافِ"
(يو 11:10).
إنه يهتم بكل تفاصيل حياتنا، ويدبر أمورنا،
ويرعانا حتى لو كنا نحن غير مهتمين.
لقد وعدنا وقال:
"شَعرَةً مِنْ رؤوسِكُمْ لا تهلِكُ" (لو 18:21).
"لأني أنا الرَّبُّ إلهُكَ المُمسِكُ بيَمينِكَ، القائلُ لكَ:
لا تخَفْ. أنا أُعينُكَ" (إش 13:41).
"لا تخَفْ يا دودَةَ يعقوبَ، يا شِرذِمَةَ إسرائيلَ. أنا أُعينُكَ،
يقولُ الرَّبُّ، وفاديكَ قُدّوسُ إسرائيلَ" (إش 14:41).
ربي يسوع ..
مَنْ مِثلك خلقني من العدم، ويرعاني باهتمام أبوته الحانية.
وأيضًا مَنْ مِثلك في الغفران!! فقد يغفر الناس، لكنهم لا ينسون.
لكن إلهي الحنون يُخاطب نفسي المسكينة الخاطئة قائلاً:
"لكَيْ تتذَكَّري فتخزَيْ ولا تفتَحي فاكِ بَعدُ بسَبَبِ خِزيِكِ،
حينَ أغفِرُ لكِ كُلَّ ما فعَلتِ، يقولُ السَّيدُ الرَّبُّ" (حز 63:16).
إنه يغفر بحب، ويلتمس العذر ..
"يا أبَتاهُ، اغفِرْ لهُمْ، لأنَّهُمْ لا يَعلَمونَ ماذا يَفعَلونَ.
وإذ اقتَسَموا ثيابَهُ اقتَرَعوا علَيها" (لو 34:23).
إنه يغفر وينسى، ويُجدِّد العهد..
"أنا أنا هو الماحي ذُنوبَكَ لأجلِ نَفسي،
وخطاياكَ لا أذكُرُها" (إش 25:43).
العجيب يا ربي يسوع أن الناس يخطئون ولا يغفرون لبعضهم،
وأنت القدوس وحدك لكنك تسامح وتغفر وتنسى.
مَنْ مِثلك يا ربي تحتملني!!
ربما يستطيع إنسان أن يحتمل إنسانًا آخر أو مجموعة من الناس،
لكن مَنْ يستطيع أن يحمل ويحتمل الكل؟!
إني أتعجب لطول أناتك يا إلهي الصالح!
تحتمل الخطاة والأشرار والجاحدين والناكرين والكافرين،
وتحتمل مَنْ يهينك ويُجدِّف في وجهك!!
إن بعضَ العظماءِ من البشر لا يحتملون مَنْ يتكلّم ضدهم،
ويعتبرون الإهانة عظيمة جدًّا، لأنها موجهة إلى شخص عظيم.
كم أنت متضع يا إلهي، لأنك تحتمل الجميع بحب واتضاع،
على أمل أن يتبدَّل حالُهم ويرجعوا عن شرهم.
كم احتملت من إهانة الأشرار، فتحولوا بسبب أناتك إلى قديسين!!
حقًا قال مُعلِّمنا بطرس:
"واحسِبوا أناةَ رَبنا خَلاصًا، كما كتَبَ إلَيكُمْ
أخونا الحَبيبُ بولُسُ أيضًا بحَسَبِ الحِكمَةِ المُعطاةِ لهُ"
(2بط 15:3).
احتملت شاول الطرسوسي، وأريانوس والي أنصنا، وموسى الأسود،
وأوغسطينوس، ومريم المصرية.
كان لك رجاء فيهم، وتحقق الرجاء بسبب حبك.
حقًا.. إنك إله عظيم.
وآخرون احتملتهم وصبرت عليهم حتى النهاية
دون أن يستفيدوا من أناتك:
فرعون، ودقلديانوس، وأريوس، ونسطور، ومقدونيوس، وأوطاخي.
كم أنت حلو يا ربي يسوع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل