"نشتم فنبارك. نضطهد فنحتمل. يفترى علينا فنعظ"
(1كو 4: 12)
****************
كثيرا ما نقف أمام مكايد الأشرار موقف الحملان الوديعة من الذئاب المفترسة،
إذ بحكم بنويتنا لله، "نشتم فنبارك. نضطهد فنحتمل. يفترى علينا فنعظ"،
كحمل الله الوديع " الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا،
وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل."
آه، كم من المرات ننسى أننا حملان فنرتدي ثياب الذئاب،
وإذا بنا نرد على الشر بشر وعلى الشتيمة بشتيمة، وندبر لكل مكيدة مكيدة،
وعندئذ نصير من حال سيئ إلى حال أسوأ،
لأننا أهملنا قول الكتاب:
لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكانا للغضب، لأنه مكتوب: "
لي النقمة أنا أجازي يقول الرب فإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه
لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه".
لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير (رومية 19:12-21).
والحقيقة أن السبيل الوحيد لنجاة الحمل من الذئاب الخاطفة هو اتباع الراعي الأمين.
إذ أن التخلف عنه خطوة واحدة يعرض الحمل للافتراس.
فالحمل في حماية الراعي طالما يتبعه خطوة بعد خطوة.
ولا شك أننا باتباع راعينا الصالح، وتمسكنا بصورة التعليم الصحيح،
نأمن مكايد الأشرار، فنرفع هتافات الانتصار قائلين: "ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته
في المسيح كل حين".
ولكي يتمكن الحمل من اتباع راعيه عليه أن يميز ملامح وجهه ونبرات صوته.
فعلينا إذا أن نربض في المراعي الخضراء لنتفرس في هيكل قدس الرب راعينا الحبيب
الذي شهدت له حملان كثيرة بأنه "أبرع جمالا من بني البشر"، و "حلقه حلاوة وكله مشتهيات".
كما نقرأ من تعاليمه: "خرافي تسمع صوتي فتتبعني."
***
يا أحبائي، إن الذئب لا يتجرأ أن يختطف فريسته من الحملان التي تكون بالقرب من الراعي.
فهل نتعلم من الحملان دروس الالتجاء إلى الراعي بالصلاة الدائمة والصراخ إلى الرب؟
فنصرخ إليه في الفرج كما في الضيق، في الفرح كما في الحزن، في الصحة كما في المرض!
لا تحاول أن تثأر لنفسك، فالحملان الوديعة لا تقوى على الدفاع عن نفسها أمام الذئاب المفترسة،
لكنها بالتأكيد تقوى على الصراخ إلى الراعي، وهذا ما نحن مطالبون للعمل به،
أن نصرخ إلى الرب الذي وعد بأن يحارب عنا ونحن صامتون.
أشكرك ربي يسوع المسيح وأحبك كثيرا لأنك دائما تدافع عنا نحن الضعفاء ألمحتمين بك.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †