مصادرة نسخ من الكتاب المقدس تستخدم لفظ الجلالة "الله" فى ماليزيا
كوالالمبور (د ب أ)
داهم مسئولو هيئة دينية إسلامية اليوم، الخميس، "جمعية الكتاب المقدس فى ماليزيا"، وصادروا عشرات من نسخ الكتاب المقدس المكتوبة بلغتى الملايو وإيبان، لأنها تحتوى على لفظ الجلالة "الله" الذى يرفض المسلمون أن يستخدمه غيرهم للإشارة إلى الرب، وأثارت الخطوة غضبا بين المسيحيين الذين يشكلون أقلية فى البلاد.
وقال مدير إدارة المعتقدات الإسلامية فى ولاية "سيلانجور" المعين حديثا أحمد زهارين محمد سعد، مؤخرا إنه يريد أن تلتزم الكنائس بقانون يحظر على غير المسلمين استخدام 35 كلمة وجملة عربية، من بينها لفظ الجلالة "الله" وكلمة "نبى" و"إنجيل". وتجرم ماليزيا محاولة دعوة أى مسلم إلى اعتناق دين آخر .
وقام فريق من موظفى الإدارة الدينية، بمساعدة من الشرطة، بمصادرة 320 نسخة من الكتاب المقدس والقبض على رئيس الجمعية لى تشون ومديرها سينكلير فونج. وأفرجت الشرطة عنهما فيما بعد بكفالة.
وفى حديث للصحفيين أمام مركز الشرطة، دعا لى إلى الهدوء وقال إنه سوف يجرى محادثات مع كبار مسئولى الإدارة الأسبوع المقبل.
كما أشار إلى أن الجمعية تلقت ضمانات قبل ذلك من الحكومة بأنه من الممكن استيراد نسخ الكتاب المقدس بلغة الملايو من إندونيسيا.،وقال "سمح لنا بتوزيع الكتاب المقدس بحرية بولايتى صباح وساراواك دون أى شروط".
وأضاف أنه بالنسبة لتوزيع الكتاب المقدس فى غرب ماليزيا، فإنه "طالما وضع على غلاف الكتاب المقدس صليب وعبارة /منشور مسيحي/، يمكن استيراده وتوزيعه بحرية على المسيحيين".،كما أعرب مجلس كنائس ماليزيا عن انزعاجه إزاء المداهمة.
وقال الأمين العام للمجلس هيرمان شاسترى فى بيان إن "المجلس يعتقد أن الهيئة الإسلامية لا تملك السلطة القانونية لدخول المبانى الخاصة بمؤسسات دينية غير إسلامية للبحث أو التفتيش أو المداهمة".
وحث شاسترى رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق ورئيس حكومة ولاية سيلانجور خالد إبراهيم على التدخل ومنع مزيد من المداهمات.،يشكل المسيحيون 10% تقريبا من سكان ماليزيا البالغ تعدادهم 29 مليون نسمة .
وكانت محكمة استئناف ماليزية قد قضت فى 14 أكتوبر الماضى بأن المسلمين فقط يمكنهم استخدام لفظ الجلالة "الله" للإشارة إلى الرب، مؤيدة حظرا فرضته الحكومة على استخدام لفظ الجلالة فى مطبوعة كاثوليكية.
وجاء قرار المحكمة مناقضا لحكم سابق لمحكمة أدنى فى الدرجة .،وقال القاضى محمد أباندى، الذى تلى ملخصا للحكم الذى كتب فى أكثر من 100 صفحة :"خلصنا بشكل مشترك إلى أن استخدام لفظ الجلالة الله ليس جزءا أساسيا فى الديانة المسيحية، ومن ثم خلصنا إلى أنه لا مبرر لإصرارهم على استخدام الاسم أو الكلمة فى مطبوعاتهم".
وأضاف أن هيئة محكمة الاستئناف المكونة من ثلاثة أعضاء أشارت أيضا إلى أن السماح لغير المسلمين باستخدام لفظ الجلالة يمكن أن يسبب التباسا ويهدد السلم العام.
بدأ الجدل عام 2008 عندما منعت الحكومة صحيفة "ذا هيرالد" الكاثوليكية من استخدام لفظ الجلالة "الله"، ورفعت الكنيسة دعوى بهذا الشأن.
وفى 31 ديسمبر 2009، رفعت محكمة كوالالمبور العليا الحظر، مشيرة إلى أن الكنيسة لها حق دستورى فى استخدام لفظ الجلالة فى مطبوعاتها على أساس أن ديانات أخرى غير الاسلام يمكن أن تمارس فى سلام وتناغم. وأثار الحكم احتجاجات من قبل المسلمين.