أمرأة ... نموذج
أن صفحات الإنجيل المقدس مليئة بإختبارات العديد من الأفراد رجالا ونساءً الذين لمسوا المسيح
وتلاقوا معه وعرفوا أنه أبن الله مخلِّص العالم، كاشفًا لهم نوره ،
ليس فقط عبر النبوات التي وردت على لسان الأنبياء أو في الناموس والشريعة،
بل عن طريق اَختبارهم الشخصي في لقائهم به، غافرًا خطاياهم وشافيًا أمراضهم النفسيّة والجسدية.
وكل من التقى به أكتشف محبته له بصفة شخصية،
وبعد اللقاء ذهبوا ليكرزوا بما رأوه وسمعوه وشاهدوه بعيونهم ولمسته أياديهم من جهة
كلمة الحياة ونبع الماء الحيّ الذي لا ينضب أبدًا فهو القائل "
من اّمن بي تجري من جوفه أنهار مياه حيّة".
أحبائي تعالوا معي لنتأمل بشخصية محورية تعرفت على يسوع بأنه يعطي ماءً من يشرب منه
لا يعطش أبدا - المرأة السامرية - فهي نموذج لكل شخص يريد اللقاء
بالمسيح ليجدِّد حياته وفكره وقلبه وتمسكه بعادات لا تشبع حياة الروح.
أن تواجد السامرية لم يكن صُدفةً في تلك الساعة بجانب البئر،
وإنما تدابير الله لخلاص الأنسان، فالله دائما المبادر والساعي لخلاص البشر.
وهذا ما تمحور في كلمة يسوع للمرأة "أعطني لأشرب" أن أبن الأنسان "جاء ليَخدم لا ليُخدم"،
وهو واقف على الباب "ها أنا واقف على الباب وأقرع"
والمسيح يطلب منك اليوم ماء ليشرب بالرغم من قوله "من يعطش فليأت".
هنا عطش المسيح يختلف عن عطشنا نحن،
فنحن نعطش الى الماء ولكنه هو عطش الى نفس المرأة السامرية أي نفس الإنسان كي يخلّصها.
ألم يصرخ على خشبة الصليب قائلا "أنا عطشان" عطشان الى كلّ النفوس ولا سيما الضائعة منها"،
كالأبن الضالّ والمرأة الخاطئة والزانية والى السامرية التي يفهم من حياتها أنها كانت ذات سمعة سيئة،
فاتخذت خمسة أزواج وتعيش مع الرجل السادس الذي هو ليس بزوجها.
وفجأة يظهر الرجل الذي سيغير حياتها وسيجعلها تدخل بعمق جديد في معنى الحياة الحقّة،
وتبحث عن الأهم في حياتها، لقد لمس يسوع روحها وحرّرها من فراغ حياتها.
بعمله هذا تحدّى الشرائع والتقاليد الإجتماعية، أذ جلس مع إمرأة غريبة مرفوضة من المجتمع.
المسيح يقترب الى الأنسان ،أي أنه يقترب منك ومني ولكن هل نحن نقترب منه؟!
أن كان هناك حواجز فأعلم أن المسيح اليوم جاء ليكسركل الحواجز التي تفصلك عن معرفته الحقيقية.
بلقاء يسوع مع السامرية كسر حواجز العنصرية، إذ تحدّث الى امرأة غريبة،
اليهودي لا يتحدث مع السامرية،
حيث يعتبر اليهود السامريين شعبًا نجسًا وثنيًا رجسًا محتقرًا لا يجوز التكلم معه.
وأيضا كسر حاجز الجنس، رجل وامرأة وقد أصبحت السامرية من النساء الفاضلات المبشرات
أذ ارتفت قيمتها الاجتماعية بعد لقاء يسوع ،وربحت بلد بأكمله للمسيح بالتبشير برسالته.
وكسر حاجز الخطية، هذا اللقاء كان نقطة تحوّل في حياة المرأة السامرية
ففتحت عينيها لترى إحتياجها من المسيح القائل "
لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول أعطيني لأشرب،
لطلبت انت منه فأعطاك ماءً حيًّا".
من هنا ومن أعماق حياتها بدأت تعرف المسيح وتعترف به الهًا ومخلِّصًا،
واعلنت ايمانها قائلة "يا سيّد أعطني هذا الماء" أني أرى أنك نبي.
أحبائي... أن لقاءنا بالمسيح لا تحدّه حواجز ولا ينحصر بمكان أو جنس أو لون أو دين،
فلقاؤنا لقاء الروح القدسـ الذي يهب الحياة الجديدة اّلمستنده على أيمان حقيقي ومحبة بنوية قلبية
روحيّة لله.
المرأة السامرية اسندت جرتها على الارض.
فهل أنت مستعد أن تترك جرتك لتمتلىء من يسوع ينبوع الماء الحيّ ؟!!!