توصيات غذائية لمنع تكلس الشرايين
طبقات متكدسة من الكولسترول، الدهون، والكلس هو ما تجده في جدران الشرايين المتصلّبة.
وتتقدّم عملية تصلّب الشرايين ببطىء وصمت على مدار السنين نتيجة عوامل خطر مختلفة من أهمها
السمنة في منطقة البطن، السكري غير المتوزن، ضغط الدم المرتفع، التدخين،
وأمراض الكلى. وتشير الدراسات أن تراكم طبقات الكلس على جدران الشرايين
يفاقم ويسارع من عملية تصلّب الشرايين. فما هي أهم التوصيات لمنع الشرايين من التكلّس؟
تجنّب أقراص الكالسيوم الا في حالة الضرورة
صنعت أقراص الكالسيوم لتعطي صلابة للعظام، وليس للشرايين،
فهل هي فعلا تترسب بالخطأ فوق جدران الشرايين في طريقها العظام وتكلّسها؟.
انتشر في العقود الأخيرة استخدام أقراص الكالسيوم في علاج مرض هشاشة
العظام وكذلك في الوقاية منه. وبينما يلعب معدن الكالسيوم دورا هاما في تقوية العظام،
الا أن الدراسات تشير الى أن استهلاك الكالسيوم عن طريق الأقراص يرفع بشكل ملحوظ من احتمالات
تكلّس الشرايين ويضاعف من خطر الإصابة بالجلطات.
دراسة ألمانية اشتملت على ما يقارب 24 ألف امرأة ورجل وجدت أن اولئك الذين يتناولون أقراص
الكالسيوم بشكل منتظم ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بالجلطة بمقدار 86%
مقارنة مع اولئك الذين لا يتناولون هذه الأقراص.
ومن جانب آخر، كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يعتمدون على الأقراص كمصدر رئيسي للكالسيوم
كانوا أكثر عرضة للإصابة بالجلطات بمقدار 2.7 مرات مقارنة مع الذين لا يتناولون أقراص الكالسيوم.
ويفسر العلماء أن السبب في ذلك يعود الى الارتفاع السريع والمفاجىء للكالسيوم في الدم جراء تناول
أقراص الكالسيوم، الأمر الذي يسبب مع الوقت ترسب الكالسيوم على جدران الشرايين.
وتوصي الجهات الصحيّة المختلفة بالاعتماد على الغذاء بدلا من الأقراص في الوقاية من وعلاج
مرض هشاشة العظام حسث أن عملية امتصاص الكالسيوم من الغذاء تتسبب
بارتفاع بطىء للكالسيوم في الدم، الأمر الذي لا يشكل على الاطلاق خطرا على العظام.
ويتواجد معدن الكالسيوم بوفرة في الأغذية حيث يعتبرالحليب ومنتجاته من أجبان ولبنة وألبان
من أهم مصادره الحيوانية. أما المصادر النباتية، فتشمل الزعتر،
الطحينة المصنوعة من سمسم غير مقشور، البروكلي، الشومر،
الفاصوليا البيضاء، البطاطا الحلوة، البرتقال، البقدونس، اللوز، البامية، الريحان، الأوريغان، والسردين.
ومن أجل ضمان استهلاك كمية وافرة من الكالسيوم عن طريق الغذاء،
ينصح باستشارة خبيرة تغذية لبناء برنامج غذائي غني بالكالسيوم
تناول أغذية غنية بفيتامين K2
ينتمي فيتامين K2 إلى نفس عائلة فيتامين K1 الذي يلعب دورا هاما في تخثّر الدم،
الا أنه يختلف عنه بشكل رئيسي في وظائفه في الجسم وفي مصادره الغذائية.
ولقد حظي فيتامن 2K في الآونة الأخيرة باهتمام كبير في الوسط العلمي حيث تبيّن أنه "يوجه"
الكالسيوم إلى العظام ويمنعه من الترسب على جدران الشرايين.
وتكمن أهمية فيتامين 2K في كونه عنصرا رئيسيا لصحة العظام بالإضافة إلى دوره الهام في حماية
الشرايين من التكلّس والتصلّب الناتج عن ترسب الكالسيوم على الجدران.
وقد كشفت الدراسات أيضا أن استهلاك كميات عالية من فيتامين K2
لا يقتصر على حماية الشرايين من التصلّب فحسب،
وإنما يعكسها أيضا ويحوّل الشرايين المتصلّبة إلى مرنة وطرية،
كما أن لفيتامين K2 نتائج إيجابية أيضا في بناء العظام الهشة وتحويلها إلى عظام صلبة.
وقد كشفت دراسة على الفئران نشرت عام 2007 أن استهلاك كمية عالية من فيتامين 2K
خفّض من تكلّس الشرايين بمقدار 40% في غضون ستة أسابيع.
وقد كشف العلماء عدد من الآليات المهمة المسؤولة عن التأثيرات الإيجابية لفيتامين K2
على العظام والشرايين، من أهمها أن فيتامين 2K يحث عمل هرمون osteocalcin
المسؤول عن ربط الكالسيوم بالنسيج العظمي فيمنعه من الترسب على جدران الشرايين.
إضافة إلى ذلك، يعتبر فيتامين 2K ضروري لعمل المركب البروتيني MGPالمسؤول بشكل رئيسي عن حماية الشرايين من التصلّب.
وتنتج البكتيريا في الأمعاء كميات كبيرة من فيتامين K2،
الا أنه لا يتم امتصاصه إلى مجرى الدم.
وبينما يمكن الحصول بسهولة على كميات وافرة من فيتامين K1 في الغذاء عن طريق استهلاك الزعتر
والخضروات الورقية مثل السبانخ والبقدونس والخس، الا أن نقص فيتامين K2
هو واسع الإنتشار لأنه يتواجد في أغذية محددة لا يستهلكها بالضرورة جميع الناس، من أهمها:
- الناتو: وهو غذاء ياباني يتكوّن من فول الصويا المخمّر
- صفار البيض
- لحمة الخروف أو البقر التي ترعى العشب والحشائش الخضراء (وليس الحبوب)
- الأجبان المتخمرة
- الأجبان الصلبة
- المخللات البيتية المخمّرة
امتنع عن الدهون المهدرجة
عندما تتناول السمك المشوي وزيت الزيتون البكر والمكسرات مثل الجوز واللوز،
فأنت توفر أفضل الأحماض الدهنية لصحة الشرايين. ومن جانب آخر،
تعتبر الدهون المهدرجة أخطرها على صحة القلب والشرايين حيث أن استهلاكها،
ولو بكميات بسيطة، يسرّع بشكل ملحوظ من عملية تصلّب وتضيّق الشرايين حيث أنها تغيّر من تركيب
جدران الشرايين لتصبح صلبة وعرضةً للتكلّس.
ويشار أن هذه الدهون الموجودة المنتجات الغذائية المصنّعة مثل المارجرين،
مبيّض القهوة، البسكوت، الكراكر، زبدة الفستق، الشوربات الجاهزة، البريكس،
النقرشات المالحة، الحمص المصنّع (غير المحضّر يدويا)، المايونيز، وغيرها.
وتشير الدراسات أن الدهون المهدرجة جزئيًا تبقى في مجرى الدم لفترات طويلة،
وتكون أكثر عرضة للترسب على الشرايين كما وأنها ترفع من مستوى الكولسترول السيء LDL.
وقد كشفت دراسة عام 1994 أن زيادة بسيطة جدا في استهلاك الدهون المهدرجة جزئيا
(دهون ترانس) بمعدّل 2% من السعرات الحرارية اليومية تضاعف من خطر الاصابة
بأمرض القلب والشرايينّ! ويقدّر العلماء في هذه الدراسة أن الدهون ترانس مسؤولة
عن وفاة 30-100 ألف حالة وفاة سنويا في الولايات المتحدة.