اضطهاد الكنيسة وتبدد أبناؤها
أول الشهداء:
أخذ عدد التلاميذ يزداد وكلمة الله تنمو في أورشليم. حتى أن كثير من كهنة اليهود كانوا يؤمنون. وكان من اسطفانوس الشماس نشيطاً جداً مملوءاً بالنعمة والقوة. فبدأ قوم من اليهود الغرباء يباحثونه، وما كانوا يستطيعون أن يقاوموا الحكمة والروح. وليس بعبد أفضل من سيّده، فدس اليهود قوماً يقولون أنهم سمعوه يجدف على موسى والله. فهيجوا الشعب ورؤساء الكهنة عليه فاختطفوه وأتوا به إلى محفل اليهود وأقاموا شهود زور عليه يقولون: فإنا سمعناه يقول أن يسوع الناصري سينقض هذا المكان ويبدّل السنن التي سلمها إلينا موسى. فسأله رئيس الكهنة عن هذا الأمر. فوعظ بهم الشماس اسطفانوس وتكلم عن تاريخ اسرائيل واختتم كلامه: "يا قساة الرقاب... هآنذا أرى السماوت مفتوحة وابن البشر قائماً عن يمين الله". فصرخوا وهجموا عليه وطرحوه خارج المدينة ورجموه. وهو يقول أيها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا وصره يارب لا تقم عليهم هذه الخطيئة. ثم رقد بالرب (36-37).
اضطهاد شاول -بولس الرسول- لكنيسة اورشليم:
حدث بعد هذا اضطهاد شديد من اليهود لأم الكنائس كنيسة أورشليم. ومن بين قوّاد هذه الإضطهادات كان شاول الطرسوسي. وكان شاول فريسيّاً درس الشريعة على يد غملائيل المعلم الكبير. دفعته عاطفته الشديدة إلى الاشتراك بهذه الاضطهادات، فكان من الذين طالبوا برجم اسطفانوس، وشهده. فعاد بعدها يذهب إلى بيوت المؤمنين ويجرّهم ويسلمهم للسجن. فلم يكتفِ بهذا وطلب إلى رئيس الكهنة أن يعطيه رسائل إلى مجمع اليهود في دمشق حتى إذا وجد أناساً مسيحيين يسوقهم موثقين إلى أورشليم. فتبدد المؤمنن في اليهودية والسامرة -ماعدا الرسل- .
ثاني الشهداء:
في سنة 37 عطف الأمبراطور كاليكيولا على نديمه هيرودوس أغريبة فجعله ملكاً وولاه على تترارخيتين في أقصى الشمال في فلسطين. ومن ثم الجليلة وبلة في شرقي الأردن وتوابعها وفي سنة 41. وسع الأمبراطور صلاحيات هيرودس وولاه على السامرة واليهودية. فأحب هذا الأخير أن تودد ويتقرب إلى رجال الدين، فكان المسيحيون هم أفضل وسيلة لهذا التقرّب فشدد عليهم الخناق وسجن كثيرون منهم وقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف. فرضيَ اليهود عنه فحاول أن يتقرّب أكثر منهم وأمسك بطرس وأودعه السجن، وكانت أيام الفطير. فانتظر إلى ما بعد عيد الفصح ليقدمه للشعب. ولما قرب وقت تقديمه للشعب جاء ملاك الرب في الليل وأيقظ بطرس وأخرجه من السجن وذهب إلى بيت أم يوحنا-مرقس الإنجيلي- ثم خرج إلى موضع آخر.