ما هو الفرق بين الأناجيل الأربعة؟ وهل يوجد تناقض بها؟
******************
الأناجيل كلها إنجيل واحد، ولا يوجد أي تناقض أو اختلاف فيما بينها. بل هي فقط أربعة بشاير كتبت بوحي الله إلى أربعة أشخاص هم متى - مرقس - لوقا - يوحنا. وكل شخص منهم كان يكتب لفئة معينة من الناس، وهذا هو سبب الاختلاف الظاهري بينهم. والمتعمق في دراسة الكتاب المقدس، لا يجد أي اختلاف في الأناجيل الأربعة، بل هي مكملة لبعضها البعض.
أما بالنسبة لتاريخ كتابة الأناجيل، فيصعب تحديد السنة بالضبط. لكن الشهادات الخارجية والأدلة والنظريات العلمية الحديثة تحدد أن الأناجيل الثلاثة الأولى - متى ومرقس ولوقا - كتبت قبل سنة 70م، أي قبل خراب أورشليم الذي حدث في تلك السنة. وتحددت التسعينات لإنجيل يوحنا. وهناك اجتماع عام بين العلماء على أن بشارة مرقس هي أقدم البشائر الأربعة، تليها بشارة متى، ثم لوقا.
*****
نظرة سريعة على الأناجيل الأربعة:
1 - الإنجيل كما دونه متى - مت:
تنبأ أنبياء العهد القديم وانتظروا بشوق مجيء المختار، الذي سيدخل التاريخ ليقوم بفداء الشعب وخلاصه، وجاءت أول آية في إنجيل متى تعلن تحقيق أمل إسرائيل في مجيء المسيا المنتظر "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود بن إبراهيم" لقد وضع رجال الكنيسة الأوائل إنجيل متى كأول كتاب في العهد الجديد لأنه حلقة وصل بين كتب العهد القديم والعهد الجديد ويصف إنجيل متى شخص وعمل المسيا الملك.
**
2 - الإنجيل كما دونه مرقس - مر:
إنجيل مرقس قصر الأناجيل الأربعة، ويعطى نظرة واضحة وسريعة عن حياة المسيح ويركز على معجزات المسيح، وينتهي هذا الإنجيل إلى الحديث عن نهاية الزمان وعن ما سيحدث عند رجوع المسيح، ثم يسرد الأحداث المتعلقة بآلام المسيح وموته وقيامته وصعوده إلى السماء، ويؤكد على مساندة المسيح لتلاميذه فيما هم ينشرون البشارة في العالم أجمع.
**
3 - الإنجيل كما دونه لوقا - لو:
يبنى لوقا إنجيله على الحقائق التاريخية، ونظرا لتدقيقه في تسلسل الأحداث الصحيحة، جاء إنجيله أشمل الأناجيل الأربعة من هذه الناحية، ويقدم السيد المسيح على أنه الإنسان المثالي الذي أتى ليبحث عن الخطاة ويخلصهم.
**
4 - الإنجيل كما دونه يوحنا - يو:
إنجيل يوحنا غير عادي في محتواه وفي أسلوبه، وهو إضافة جديدة للثلاثة أناجيل فهو أسهلها في القراءة، وأعمقها علما ودرسا ويقدم المسيح بكونه الكلمة الأزلي الذي أظهر محبة الله إذ صار بشرا سويا لكي يخلص من الهلاك من يؤمنون به ويهبهم الحياة الأبدية والغرض من هذا الإنجيل، كما هو واضح من المعجزات الواردة فيه هو التحريض على الإيمان بالمسيح لنوال الحياة.
*****
الزعم بوجود تناقض بين إنجيل يوحنا والأناجيل الثلاثة الأخرى!
نحن لا ننكر بأن إنجيل يوحنا ينفرد بمنهج خاص، لكن ذلك يرجع للأسباب الآتية:
1 - كتب يوحنا إنجيله بعد أن كتبت الأناجيل الثلاثة الأولى الأخرى. كتب في أواخر القرن الأول، حوالي سنة 95م، وكانت غايته تكملة ما جاء بهذه الأناجيل الأخرى، بمعنى تفصيل ما أجمل ذكره، أو ذكر ما أغفل كتابته. فلم يكن هناك داع لتكرار ما قد تم كتابته بالفعل.
2 - يوحنا كان له هدف أساسي هو إثبات إلوهية المسيح، وهذا ما يكشفه صراحة في خاتمة إنجيله: "وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح إبن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو 30:20، 31).\
3 - كتب يوحنا إنجيله أواخر القرن الأول، وكان في ذلك الوقت ظهرت هرطقات ضد لاهوت المسيح فكان من أغراضه أن يضع حد لهذه الهرطقات وإثبات خطأها. وهذا واضح من رسائله الثلاثة
(2 يو 10، 11).
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †