دموعك تثبت وجود الله
عظمة الله ظاهرة حتى في أبسط الظواهر الطبيعيّة كالدموع البشريّة
فبعد خمس عشرة سنة من الأبحاث ,
وجد طاقم علمي برئاسة الكيميائي الحيوي وليم فراي أن للدموع
وظائف حيويّة عديدة للجسم البشري خلافا للإعتقاد السائد
أنها من مخلّفات التطور الغير مهمة للحياة.
والدموع العاطفية كالضحك والبكاء هي ظاهرة بشرية لأن الحيوانات
التي تستنشق الهواء تفرز دموعا لتشحيم أعينها فقط .
البشر وحدهم يمتلكون الإجهزة العجيبة التي تسبب البكاء .
فالدموع تفرزها غدد صغيرة شبه إسفنجيّة توجد فوق مُقلة العين .
والإنسان العادي يرمش مرة واحدة كل ثانيتين إلى عشرة ثوان وفي كل مّرة ينقل الجفن
ذلك السائل العجيب يغطي به سطح العين. ومن إحدى الوظائف الظاهرة للدموع
هي تشحيم المقلة والجفن بالإضافة الى حماية الأغشية المخاطيّة من الجفاف.
وظيفة أخرى للدموع هي غسل العين بمادة (الليسوزوم)
وهي من اكثر المضادات الحيوية والفيروسيّة المعروفة فعالية.
فهذه المادة عبارة عن انزيمات تحلل الجراثيم وتحمي العين من الإلتهاب .
ومن المدهش أنها تبطل عمل 90-95% من البكتيريا خلال فترة 5-10 دقائق فقط
فتمنع بذلك التهاب العين المؤدي الى فقدان البصـر بسرعة. ومن الإكتشافات المدهشة
حقا أن ذرف الدموع يساعد المرء على التخلّص من المشاكل العاطفيّة.
فالدراسات العلمية وجدت أن الإنسان يشعر بتحسن جسدي ونفساني بعد البكاء
مباشرة وبعكس ذلك فالذي يمسك نفسه عن البكاء تزداد حالته سؤاً. ومن غير المستغرب
أن الذين يعجزون عن ذرف الدموع بسبب بعض الأمراض
يجدون صعوبة في مواجهة الضغوط والأزمات العاطفيّة .
ففي مركز سانت بول رامْزي الطبي في مينِسوتا في الولايات المتحـدة أُجريت
دراسات للمقارنة بين الدموع الناتجة عن بعض المحر شات كالبصل
وتلك التي تسببها أمور عاطفيّة كمشاهدة شريط سينمائي مُحْزن
مثلاً فوجد الباحثون أن الدموع العاطفيّة تخلص الجسم من بعض المواد السامة الناتجة عن التوتر العاطفي .
فالبكاء يقلل نسبة المغنيزيوم في الجسم والذي يؤثر على المزاج.
والكميّة الموجودة من تلك المادة في الدموع تزيد اكثر من 30 مرّة عن تلك الموجودة في الدم .
واستنتج الباحثون أن الدموع تزيل المواد الكيماويّة المتراكمة في الجسم خلال التوتّر العصبي
وكبتها يزيد من التوتر العصبي ويؤدّي الى تفاحُل الأمراض الناتجة عنه كارتفاع الدم وأمراض
ا لقلب وقُرح المَعدة . والدموع لا تنتج عن أسباب عاطفيّة فحسب بل تُسبّبها بعض المحرّشات والإلتهابات والأمراض .
فالبكاء الناتج عن البصل مثلاً هو رد فعل وقائي للعين ويبطل مفعول أسيد حامض الكبريت الناتج عنه.
والدموع تغسل قرنيّة العين بإستمرار وتمنعها من الجفاف وتغسلها من المواد الغريبة كالغبار الموجود في الهواء.
إذا عملية ذرف الدموع ليست بسيطة كما تظهر لنا بل هي معقدة للغاية و تُكَو ن جزءا أساسيا ومهما من الجسم البشري العجيب فبدونها تكون الحياة صعبة للغاية. وهي إحدى العجائب التي نصادفها يومياً في حياتنا دون أن نكترث لها ولكنها من الدلائل التي تشير أن جسمنا العجيب هو خليقة من خلائق الله وليس نتيجة محاولات وأخطاء التطور الإرتقائي حسب نظرية داروين.