القمص تادرس يعقوب ملطي
قصة وجدتها
روى لي أحد الأحباء بأتوا عاصمة كندا قصة سيدة كندية جاءت تبكي بمرارة. تزوجت مصري، وبعد فترة حاول أن يقنعها أن تترك كندا وتستقر في مصر، وإذ رفضت تظاهر للأسف بأنه موافق على رأيها، وبعد أيام عادت إلى منزلها فلم تجده هو وابنهما وملابسهما وبعض اللوازم، أبلغت رجال الشرطة، واكتشف انه قد هرب إلى أمريكا ولا تعلم إن كان قد اختفى في إحدى الولايات أم عاد إلى مصر.
إذ شعرت بمرارة السيدة التي حُرمت من ابنها ومرارة نفس الطفل الذي يعاني يومًا ما بالحرمان الشديد من أمه، تذكرت قصة واقعية حدثت في فرجينيا.
كانت Tausmy Harris من Roanoke بفرجينيا تعاني بمرارة نفس من حرمانها من أمها حسب الجسد. فقد قدمتها أمها لعائلة لكي تتبناها منذ كانت رضيعة. حُرمت الطفلة من الأمومة، ومع أن والدتها هي التي تركتها لكن شعورها بالعطش إلى حضن أمها كان يتزايد، ولم يكن ممكنًا لعامل الزمن أن يعالج المشكلة.
كانتMiss Harris تعمل في إحدى المحلات الكبرى لسنوات. وفي أحد الأيام جاءتها سيدة مسئولة عن شئون الموظفين تقول لها:
- أتسمحين أن أسألك سؤلًا شخصيًا؟
- اسألي!
- علمت انكِ في مرارة من أجل حرمانك من التعرف على والدتك حسب الجسد Biological mother والتمتع بها.
- هذا الشعور لم يفارقني قط. إني غير سعيدة، أعاني من الحرمان.
- ألا تعرفين أين هي؟
- لا.
- ألا تذكرين شكلها؟
- لا.
- ماذا تقدمين لمن يستطيع أن يخبرك عن مكانها؟
-أقدم له هدية ثمينة!
- أود أن أخبرك انك تقابلينها إلى سنوات وتتعاملين معها، وهي لا تعرفك وأنتِ لا تعرفينها.
- كيف هذا؟
- إذ كنت أفحص أوراق الموظفين اكتشفت أن زميلتك في العمل Joyce Schultz هي أمك بالجسد. وها هي الأوراق.
هنا يصعب على قلم أن يسجل كيف تقابلت الابنة مع أمها والدموع تنهمر من أعينهما.
نزلت إلى أرضنا واقتربت إلينا.
صرت في داخلنا.
وفي غباوة لا نراك ولا نلتقي معك.
اكشف عن عيوننا فنراك.
أنت الأب وأنت الأخ.
أنت الصديق الأعظم.
أنت الكل لي!
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... 
الأحد مايو 25, 2014 2:16 am
