* التكلم بألسنة:
1- الهدف الإلهي من موهبة التكلم بالألسنة في يوم الخمسين هو دخول الأمم لحظيرة الإيمان، وقد كانت موهبة مرافِقة لحلول الروح القدس عند العماد ووضع اليد كبرهان على قبول هؤلاء المُعَمَّدين في الإيمان، مثل النار التي كانت تنزل من السماء في العهد القديم لتلتهِم الذبيحة، وكعلامة رضا إلهي وقبول لها.
2- وكانت هذه الموهبة عملًا تعبيريًا، ثم صارت عملًا تسبيحيًا، ثم أضحت أقل المواهب الروحية درجة، إذ صارت سببًا في التعالي إلى حد الكبرياء.
3- وقد اعتبر التكلم بالألسنة موهبة من مواهب الروح القدس ومرافقًا لحلوله عند العماد ووضع اليد، لكن بولس الرسول يطلب أن يَجِدّوا لما هو أفضل لخلاص النفس البشرية، ولم يكن التكلم بالألسنة هو الموهبة الوحيدة للروح القدس إن لم تكن أدنى المواهب.
4- وان ظاهرة التكلم بألسنة هي ظاهرة مشتركة بين الروح القدس والملائكة والناس والشياطين، وأنه ليس من السهل أن نميز بين كل هذه الأنواع إلا إذا كان هناك تجديف على الله.
5- أما عن فوائده فهو أمر لبنيان المؤمن الشخصي، إذا كان تكلمًا حقيقيًا بغير إدعاء أو اصطناع، أما إذا كان غير حقيقي أو غير مصحوب بترجمة فهو كلام في الهواء أو نوع من الهذيان وتشويش على العبادة والعابدين وقطع لخلواتهم مع الله وعثرة لغير المؤمنين.
6- إن هذه الموهبة ليست للجميع كما قال بولس الرسول (رسالة كورنثوس الأولى 30:12) بل هي آية لغير المؤمنين (1كو22:14) وأنه ليس من الضروري التكلم بألسنة لإثبات حلول الروح القدس على المؤمنين أو الخدام، فكم من خدام مباركين على مر العصور كانوا سبب بركة عظيمة للخدمة والمخدومين ولم يتكلموا بأية ألسنة.
7- وانه ليس هناك حاجة للتكلم بألسنة في الوقت الحاضر بعد أن انتشرت كلمة الخلاص لكل الشعوب، وتُرجِمَت كلمة الله بكل اللغات واللهجات، وقد انتهى عصر التكلم بالألسنة كما سبق أن تنبأ بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (1كو8:13).
أما ظاهرة الارتجاف أو الارتعاد التي تصاحب صلواتهم وينسبونها إلى حلول الروح القدس عليهم، إلى جانب ظاهرة التكلم بألسنة غير مفهومة لا تؤلِّف عبارات لا وجود لها في عالم اللغات الحية أو الميتة، فإنها مظاهر صبيانية يقع فريسة لها أصحاب الأعصاب الضعيفة المهزوزة التي لا تقوى على احتمال الانفعالات عندما تشتد بهم بعض الفورات العاطفية. أما الارتعاد فهو كارتعاد المصروعين ممن أصابتهم ضربة القمر من رءوس الأهلة (مزمور 6:120) أو أدركهم مسّ من الشيطان أو الجان أو الأرواح النجسة ممكن ذكرهم الإنجيل (إنجيل متى 24:4؛ 14:17؛ أنجيل مرقس 26:1؛ 20:9، 26؛ أنجيل لوقا 35:4؛ 39:9، 42). فتلك الهزات العصبية التي تصيب أولئك لا علاقة لها بالروح القدس، وإنما هي حالات متفاوتة من الصرع، وهو مرض يصيب من لهم استعداد جسمي أو عصبي أو نفسي لهذه اللمسة التي لا صلة لها بالروح القدس. فهو ارتعاب لا إرادي؛ فلا الكتب المقدسة ولا كتب آباء الكنيسة ولا كتب التاريخ حدَّثتنا هن هذا الارتعاد اللاإرادي كظاهرة روحية مقدسة.