كانت تجتمع الاسرة كل مساء على العشاء
وكانت تتسامر وتقضى وقتها فى ضحك ومداعبات
غير انهم لم يجيدوا اختيار الموضوع الذى يتكلمون فيه
فكان الدكتور المجاور لشقتهم يأخذ نصيب الأسد فى أحاديثهم
وضحكهم حيثما كانوا يجعلون من ملامحه مادة للتسلية
فمنهم من كان يشبهه بالجزار ومنهم من كان يدعى بان من يعالجهم
كانوا يموتون بمجرد النظر فى وجهه !
ومنهم من قال ان صوته يطرش السامع،وكثير من هذا الكلام
الذى كان يسمعه طفل صغير
صدق كل شى ولم يكن يعرف ان اهله يمزحون
وحدث ان مرض هذا الطفل بمرض مفاجئ وكان يصرخ من شدة الالم
واذ كانت الساعة متأخرة من الليل ،لم يكن امامهم غير الدكتور الجار
فذهبوا اليه متوسلين لكى ما يفعل شى
واذ كان دمس الخلق طيب القلب خدوم
لم يتأخر بل على التو جهز كل ما يلزم لاسعافات
هذا الطفل ولكن بمجرد أن رآه الطفل وأذ به يتذكر كلام اسرته عنه
كجزار وقاتل فصرخ بشدة ادهشت الدكتور
وحالت من امكانية مد يد العون له
ولكن لم تندهش الاسرة من ذلك
لانها ادركت السبب وذهبوا فى اليوم التالى الى احد المستشفيات
التى عالجت الطفل ولكن لانه اتى متأخرا ترك به المرض
عاهة مستديمة كلما نظرها الاهل تذكروا انهم السبب
وانهم الذين فعلوا هكذا بأبنهم
فلولا الصورة الشريرة التى رسموها فى مخيلة الصبى
عن الدكتور لامكن انقاذه
وهكذا يفعل الكثيرون الذين يتكلمون عن رجال الله
دون خوف الله وحينما يفشلون فى رعاية اولادهم
يلتجئون الى رجل الله
ولكن بعد ان يكونوا قد سدوا أذان أبنائهم
وأعثروهم فى رجل الله
مما يجعله غير قادر على علاجهم