منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... ننتظر انضمامـكــم لأسرة منتدانا لنخدم معاً كلمة الرب ... منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات


 

 كتاب روحانية الصلاة بالأجبية

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:26 am

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس

منقول من .... الأنـــا تكــــــلا



    1- مقدمة حول الأجبية


      

    الأجبية هي كتاب السبع صلوات الليلية والنهارية.

    وكلمة "أجبية" مأخوذة من كلمة "أجب" القبطية ومعناها "ساعة". فالأجنبية هي ذلك الكتاب الصغير الهام الذي يحوى صلوات الساعات الليلية والنهارية المقررة كصلوات رسمية يصليها المؤمن كل يوم حسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

    وهذه الصلوات من حيث عددها فقد ذكرها مرنم المزامير نفسه بقوله "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك" (مز 119: 164).

    ومن حيث مواعيدها: باكر. الثالثة. السادسة.. الخ. فقد كانت تمارس في العهد القديم بهذا النظام بحيث لا تمر ثلاث ساعات إلا ويتذكر الإنسان فيها الله برفع قلبه إليه أثناء صلاة الساعة المقررة، وقد مارسها الرب يسوع بنفسه، وقد مارسها الآباء الرسل بتدقيق وأوصوا المؤمنين بممارستها، وقد أسهب الآباء القديسون في شرح سبب كل صلاة وتوقيتها على ضوء حوادث وتعاليم العهد الجديد، وشددوا على كافة المؤمنين بالالتزام بها، فقال أحدهم: "من هذه الأوقات لا ينبغي أن تهمل عند الذين اختاروا أو يعيشوا لمجد الله" وقال آخر: "إن كنتم أيها المؤمنون تنفذون هذه الصلوات تشجعون على ممارستها فلا يمكن أن تقعوا في تجربة أو تهلكوا لأنكم تضعون المسيح دائمًا أمامكم".

    أما عن الاثني عشر مزمورًا التي نصليها في كل صلاة، فيذكر التاريخ أن الآباء اجتمعوا لكي يضعوا النظام الذي ينبغي أن يختاروه للعبادة اليومية عند كافة المؤمنين، لكي يسلموه إلى من سيأتي بعدهم كميراث للتقوى مناسب لكل القامات الروحية، وكان بينهم اختلاف بخصوص تحديد عدد المزامير التي ينبغي أن تصلى في كل ساعة، إلى أن حان وقت صلاة الغروب قبل أن يصلوا إلى اتفاق، وبينما هم يستعدون لتكميل الصلاة قام ملاك في الوسط وابتدأ يسبح مرنمًا بالمزامير للرب وهم ينصتون بكل انتباه، وإذ به ينهى الصلاة بعد المزمور الثاني عشر ثم يختفي فجأة، وبذلك وضع حدا للمناقشة، وأصبح تسليما إلهيا أن يصلى المؤمن اثني عشر مزمورا في كل صلاة.

    وهذا ما حدث عندما زار القديس مكاريوس أب الاسقيط الراهبين الروميين مكسيموس ودوماديوس في قلايتهما وبات عندهما ليلة، فلما حان وقت الصباح الباكر قال مكسيموس لأبيه القديس مقاريوس "أتشاء أن تقول الاثني عشر مزمورًا، فقال نعم، فصلوا جميعهم، ولما انتهت الصلاة انصرف وهو يقول لهما "صليا من أجلى".

    ومازال نظام الاثني عشر مزمورًا في كل صلاة معمولًا به في صلوات الأجبية حتى وقتنا الحاضر مع اختلاف طفيف في بعض الصلوات.

    الصلاة بالمزامير تسليم رسولي وآبائي هام جدًا لا ينبغي التفريط فيه بسبب فوائده الكثيرة وبركاته التي لا تحصى، والتي ذكرنا بعض منها في هذا الكتاب.

    ينبغي أن تستخدم الأجبية في الصلوات الفردية والعائلية كما هي مستخدمة في الصلوات الجماعية في الكنيسة، فصلوات الأجبية ليست موضوعة للرهبان فقط بل هي موضوعة لكافة المؤمنين، حتى لا تمضى ثلاث ساعات إلا ويتذكر فيها الإنسان الله حينما يحين موعد إحدى هذه السواعي. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). بذلك يحتفظ بذكر دائم لله، حتى في وسط أعماله ومشاغله، وبذلك ينجو من خطايا كثيرة وسقطات خطيرة ومهلكة.

    الله الذي هو روح ويطلب الساجدين له بالروح والحق (يو 4: 23) يساعدنا لكي نقدم له صلوات نقية وعبادة طاهرة مقبولة وذبائح شفاه معترفة لاسمه وشاكرة لفضله يتنسم منها رائحة الرضا والسرور (تك 8: 21) ويبارك هذا الكتاب لكي يكون سبب بركة ونمو في حياة الصلاة لكل من يقرأ بشفاعة أمنا وفخر جنسنا العذراء القديسة مريم وكافة آبائنا الرسل الأطهار والشهداء الأبرار ورجال الصلاة القديسين، وبصلوات أبينا الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث. آمين..

 

    متاؤس

    الأسقف العام

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:28 am

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Ab10766
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:29 am



    2- الأجبية



كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   33666058929558099066
    

    بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

     

    الصلاة بالأجبية هي الصلاة التي وضعها آباء الكنيسة منذ القديم بإرشاد الروح القدس لكي يصليها المؤمنون بالروح والحق وبكل اهتمام ومواظبة سواء في صلواتهم الخاصة أو العامة لكي توطد علاقتهم بالله وتصبح صلواتهم روحانية وحياتهم الروحية قوية وثابتة في المسيح وحارة بالروح فالصلاة هي ترمومتر  الحياة الروحية.
 
    المادة الأساسية في صلاة الأجبية هي المزامير، والمزامير هي كلام الله الموحى به من الروح القدس لرجال الله القديسين مثل داود النبي وغيره، وما أجمل أن نكلم الله بكلامه، فتصبح صلواتنا قانونية ومقبولة، كما يكلم المحامى القاضي بنصوص القانون أثناء دفاعه، فيجد كلامه قبولًا لدى القاضي فيحصل على العفو والبراءة لموكله.

    وقد أوصى الآباء الرسل والآباء القديسون كثيرًا باستخدام المزامير في الصلاة لمنفعتها الجزيلة للنفس والروح. ونورد هنا بعض هذه الوصايا:

    * قال معلمنا بولس الرسول "متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم " (1كو 14: 26).

    * كما قال أيضا "مكملين بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب" (أف 5: 9).

    * وقد جاء في تعاليم الرسل "لتكن أكثر الصلوات كل يوم ليلًا ونهارًا من المزامير لما فيها من الشكر والتسبيح والتضرع والاعتراف بالذنوب".

    * قال القديس اثناسيوس الرسولي "التسبيح بالمزامير دواء لشفاء النفس"

    * وقال ماراسحاق " ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح".

    كما قال القديس نيلس السينائي "داوم على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين".

    وتوجد أقوال أخرى كثيرة تبين أهمية الصلاة بالمزامير أي الصلاة بالأجبية والاستفادة من روحانيتها وعمقها وما فيها من دسم وشبع روحي.

    نشكر نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب لاهتمامه بإخراج الطبعة الثانية من كتاب "روحانية الصلاة بالأجبية".

    راجين أن يكون هذا الكتاب في طبعته الثانية سبب بركة لكل من يقرأه وسبب محبة ونمو في الصلاة بالأجبية ومواظبة عليها للاستفادة ببركاتها وعمقها الروحي الآبائي الأصيل.

    بشفاعة سيدتنا القديسة الطاهرة مريم والآباء الرسل الأطهار. وبصلوات أبينا الطوباوي البابا المكرم الأنبا شنودة الثالث آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:31 am



    3- حكمة الكنيسة في ترتيب صلوات الأجبية


    
 
    أن مبدأ الصلوات المحفوظة قدمه لنا ربنا يسوع المسيح نفسه عندما علمنا صلاة محفوظة هي الصلاة الربانية، فعندما رأى التلاميذ معلمهم الأعظم يصلي بقوة وحرارة وعمق لكي يترك لنا مثالا نتبعه في الصلاة "تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 21)، أعجبتهم طريقته في الصلاة فتقدم إليه واحد منهم وطلب منه بلسانهم جميعًا قائلًا: "أبانا الذي في السموات..." (لو1:11، 2).

    وكانت الكنيسة منذ أيام الرسل تتلو المزامير في صلواتها كما يتضح من قول معلمنا بولس الرسول "بمزامير وتسابيح وأغاني روحية" (كو6:3) وقوله "متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور" (1كو26:14).
 
    ولا شك أن الكنيسة عندما وضعت لنا بإرشاد الروح القدس صلوات الأجبية السبع إنما كانت تهدف من وراء ذلك منفعتنا الروحية وتقدمنا في النعمة والقامة حتى نصل إلى قياس قامة ملء المسيح (أف13:4) ونتعمق في حياة الشركة معه والصلة القوية المقدسة به.
    وقد أخذت الكنيسة صلوات الأجبية من ثلاثة مصادر هي:

        1. المزامير.
        2. الأناجيل.
        3. طلبات وصلوات رجال الله القديسين.

    

    تحتل المزامير المقام الأول في هذه الصلوات إذ أن كل صلاة تحوي 12 مزمورًا في العادة بينما تحوي فصلا واحدًا من الإنجيل وثلاث أو ست قطع من صلوات الآباء ثم تحليل واحد مناسب للصلاة من صلوات الآباء القديسين أيضًا.

    وقد أمر الآباء الرسل باستعمال المزامير في الصلاة بدليل قول الرسول بولس "متى اجتمعتم، فكل واحد منكم له مزمور له تعليم" (1كو26:14)، وقد جاء في أوامر الرسل قولهم: لتكن أكثر الصلوات في كل يوم ليلًا ونهارًا من المزامير لما فيها من الشكر والتسبيح والتضرع والإقرار بوحدانية الباري والاعتراف له بالذنوب".

    وقد قال القديس أثناسيوس الرسولي "التسبيح بالمزامير دواء لشفاء النفس". (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وقال مار اسحق "ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح". وقال القديس نيلس السينائي "دوام على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين".

    ولما كانت المزامير موافقة لكل إنسان في كل زمان ومكان فقد اجتمعت الكنائس الرسولية شرقًا وغربًا على استعمالها في العبادة، لأن في المزامير كل احتياجات الإنسان في كل الظروف.

    وقد رتبت الكنيسة الصلوات السبع اليومية، كما هو مدون في الأجبية بإرشاد إلهي حسب قول المرنم "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك" (مز164:119).

    وضعتها الكنيسة لكي تجعل أولادها يعيشون في حياة الصلاة والالتصاق بالله والصلة الدائمة به، إلى جانب ما تحويه من تعاليم روحية نافعة وطلبات قوية رابحة.

    وقد رتبتها الكنيسة على أهم الحوادث الخاصة بالسيد المسيح مخلصنا الصالح حتى تجعل تدابير الخلاص والفداء ماثلة دائمًا ومعاشة في ذاكرة وحياة أولادها على الدوام.

    ونورد هنا فكرة موجزة عن كل صلاة من صلوات الأجبية السبعة:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:33 am



    4- صلاة باكر

     

   

    وهي مرتبه لتذكار قيامة رب المجد يسوع من بين الأموات، وفيها نشكر الرب الذي أجاز علينا الليل بسلام وحفظنا سالمين إلى الصبح وأتى بنا إلى يوم جديد، ونسأله أن يحفظنا في هذا اليوم بغير خطية وأن يجيزنا هذا النهار بسلام.

    وقد أمر بها الآباء الرسل في قوانينهم قائلين "كل مؤمن أو مؤمنه إذا قاموا باكرًا من النوم وقبل أن يمسوا شيئًا من العمل فليغسلوا أيديهم ووجوههم ويصلوا لله، وبعد ذلك فليتقدموا لأعمالهم".
 
    وفي صلاة باكر تعلمنا الكنيسة أن نصلي بلجاجة وإلحاح، فتبدأ الصلاة هكذا:

    - هلم نسجد هلم نسأل المسيح إلهنا. (درجة السؤال)

    - هلم نسجد هلم نطلب من المسيح ملكنا. (درجة الطلب وهي أقوى)

    - هلم نسجد هلم نتضرع إلى المسيح مخلصنا. (هنا درجة التضرع واللجاجة في السؤال وهي أقوى من سابقتها)

    وذلك حسبما علمنا مخلصنا الصالح قائلًا: "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له" (مت7:7)

    وكان أحد القديسين يقول "عندي عادة أن استجمع أفكاري واستحضرها عند بدء الصلاة قائلًا: "هيا بنا لنعبده. . هلمي إلى لنخر أمام المسيح إلهنا، تعالى إلى لنتضرع أمام المسيح مخلصنا".

    - وترسم لنا الكنيسة في هذه الصلاة أيضا خطة العمل والمعاملة خلال اليوم كله، فتوجه أنظارنا إلى ما جاء في الإصحاح الرابع من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كنيسة أفسس حتى نتأمل فيه ونطبقه في علاقاتنا ومعاملاتنا اليومية فيقول:

    - أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها (أي كمسيحيين).

    - بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة.

    - محتملين بعضكم بعضًا في المحبة.

    - مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل.

    - لكي تكونوا جسدًا واحدًا وروحا واحدًا كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد.

    - ولأننا نتلو صلاة باكر في بدء النهار نتلو فيها إنجيل "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله"...

    - وإذ تشرق الشمس في هذه الآونة تذكرنا بيسوع شمس البر والشفاء في أجنحتها وهو الله النور الحقيقي الذي يضئ لكل إنسان آت إلى العالم، وهذا ما نقوله في القطعة الأولى من قطع صلاة باكر" أيها النور الحقيقي...

    - أما القطعة الثانية فنطلب فيها من الرب أن ينير حواسنا وأفكارنا فنقول "عندما دخل إلينا وقت الصباح أيها المسيح إلهنا النور الحقيقي فلتشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانية ولا تغطينا ظلمة الآلام."

    - أما في القطعة الثالثة فنكرم العذراء والدة النور الحقيقي الآتي إلى العالم قائلين "أنت هي أم النور المكرمة. من مشارق الشمس إلى مغاربها يقدمون لك تمجيدات يا والدة الإله السماء الثانية."

    - ثم نتلو تسبحة الملائكة مشتركين معهم في تمجيد الخالق قائلين "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. نسبحك. نباركك. نخدمك".

    - يا حامل خطية العالم أرحمنا.

    - يا حامل خطية العالم أقبل طلباتنا إليك.

    - تحاليل صلاة باكر نتضرع بها إلى الرب قائلين "ليشرق لنا نور وجهك، وليضئ علينا نور علمك الإلهي.. لكي نجوز هذا اليوم ببر وطهارة وتدبير حسن لكي نكمل بقية أيام حياتنا بلا عثرة".

    كما نطلب إليه قائلين "هب لنا في هذا اليوم الحاضر أن نرضيك فيه (بعمل صالح وسلوك مسيحي إنجيلي حقيقي) واحرسنا من كل شيء رديء ومن كل خطية ومن كل قوة مضادة بالمسيح يسوع ربنا".

    وهكذا يحرسنا الرب ويرافقنا طيلة يومنا ويحفظنا في دخولنا وخروجنا وسفرنا وقعودنا حتى يأتي بنا إلى المساء سالمين نفسًا وجسدًا وروحًا.

    وأنت تصلي صلاة باكر أذكر أن الرب يحب من يبكر إليه في الصلاة كدليل على محبته له واهتمامه بالمثول في حضرته فيقول "أنا أحب الذين يحبونني، والذين يبكرون إلى يجدونني" (1م 17:8).

    واذكر أيضًا داود النبي الذي كان يداوم الصلاة في الصباح الباكر ويقول "يا الله إليك أبكر لأن نفسي عطشت إليك" (مز 1:63) وقوله: "يا رب بالغداة تسمع صوتي. بالغداة أقف أمامك وتراني" (مز3:5)

    وهذين المزمورين من مزامير صلاة باكر.

    أذكر أيضًا أن الرب يسوع نفسه كان يمارس هذه الصلاة كما هو مكتوب عنه "وفي الصبح باكر جدا قام وخرج إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك" (مر35:1).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:35 am



    5- صلاة الساعة الثالثة

     

    2. صلاة الساعة الثالثة

    رتبت الكنيسة هذه الصلاة لتذكارات ثلاثة للسيد المسيح ربنا:
 
    أ) محاكمة يسوع المسيح أمام بيلاطس البنطي وصدور الحكم عليه بالصلب رغم شهادة بيلاطس ببراءته، وحالا بدأت إجراءات وتجهيزات الصلب وفي كل ذلك كان يسوع محتملًا صامتا كشاة تساق إلى الذبح. (مر25:15 - أش7:53).

    ب) صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء، لذلك يقول المصلي في أحد مزامير هذه الساعة "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد. الرب العزيز القدير. الرب القوي في الحروب (مز23) وهذا المزمور هو مزمور قداس عيد الصعود المجيد. كما يقول المزمور الأخير: صعد الله بتهليل.. الله جلس على كرسيه المقدس.

    ج) حلول الروح القدس على التلاميذ (أع15:2) وفي هذا يقول المصلي في مزامير الساعة الثالثة "إله المجد أرْعَد.. في هيكله المقدس كل واحد ينطق بالمجد" (مز28).

    - كما أن أنجيل الساعة الثالثة يتكلم عن وعد الرب بإرسال الروح القدس على تلاميذه "ومتى جاء الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم".

    - وفي القطع نطلب من الرب ألا ينزع روح قدسه منا بل يجدده في داخلنا.

    - كذلك نطلب من الروح القدس المعزي بشفاعة أم النور والرسل الأطهار أن يطهرنا من كل دنس ويعطينا سلاحه الإلهي الحقيقي.

    - وفي التحليل نشكر الرب إله كل الرأفات ورب كل عزاء ونسأله أن يرسل علينا نعمة الروح القدس لكي يطهرنا من كل دنس الجسد والروح. آمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:37 am



    6- صلاة الساعة السادسة

      

    رتبت الكنيسة هذه الصلاة لكي تذكرنا بحادثة صلب السيد المسيح لأجل خلاصنا بعد عذابات الجلد والضرب والبصق التي أوقعوها عليه.

    لذلك نجد في مزاميرها الكثير من العبارات التي تكشف لنا بروح النبوة مدى ما لحق بسيدنا الصالح من الآلام الجسدية والنفسية مثل:

    - باسمك خلصني فإن الغرباء قد قاموا على الأقوياء طلبوا نفسي (مز52).

    - أسنان بني البشر سهام وسلاح وألسنتهم سيف مرهف (مز56).
 

    - أمل يا رب أذنك واستمعني. في يوم شدتي صرخت إليك فأجبني (مز58).

    - وكان الصليب هو كرسي المجد الذي ملك عليه مخلصنا، فيقول المرنم في آخر مزامير الساعة السادسة "الرب قد ملك ولبس الجلال" (مز92).

    - أما أنجيل الساعة السادسة الذي هو بداية العظة المشهورة على الجبل فيحدثنا فيه الرب عن البركات والتطويبات التي ينالها كل مؤمن يشاركه في آلام صليبه، فمثلًا:

    - كان المسيح على الصليب في عمق المسكنة بالروح والاتضاع لذلك يعلمنا أن نشاركه هذه الفضائل فيقول "طوبى (سعادة) للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات."

    - كان المسيح على الصليب في عمق الحزن حتى قال "نفسي حزينة جدًا حتى الموت" (مت31:26) لذلك يطوب الحزانى قائلا: "طوبى للحزانى لأنهم يتعزون".

    - كان المسيح على الصليب في منتهى الوداعة "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه" (أش7:53) وهو يريد أن يعلمنا هذه الوداعة فيقول: "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض".

    - المسيح على الصليب جاع وعطش لا إلى الخبز والماء لكن إلى خلاص نفوسنا حتى صرخ "أنا عطشان" (يو28:19) لذلك يطوب الجياع والعطاش قائلًا: "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون".

    - صلب المسيح هو قمة الرحمة الإلهية لجنسنا الساقط، فعلى الصليب "الرحمة والعدل تلاقيا، البر والسلام تلائما" (مز83 من مزامير الساعة السادسة) لذلك يطوب الرب الرحماء بقوله "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون".

    - الرب يسوع هو صاحب القلب النقي الخالي من أي شر، وقد تجلت هذه النقاوة على الصليب عندما طلب الغفران لجلاديه وصالبيه قائلًا: "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو34:22)، وهو يريد أن يشجعنا على حياة النقاوة لكي نكون على شبهه فيقول "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله".

    - على الصليب صنع الرب يسوع سلامًا عظيمًا ووحد بين السمائيين والأرضيين "الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعًا فينا كلمة المصالحة" (2كو19:5) وهو يريد أن نكون صانعي سلام مثله، لذلك يقول في إنجيل السادسة "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت9:5).

    - عاش الرب يسوع كل أيامه على الأرض مضطهدًا ومطاردًا من أجل الحق والبر الذي كان ينادي به، ووصلت قمة الاضطهاد على الصليب، وهو في محبته يريد أن نشاركه آلامه حتى نتمجد معه فيقول في إنجيل السادسة "طوبى للمطرودين (للمضطهدين) من أجل البر لأن لهم ملكوت السماوات، ثم يوجه لنا الكلام معزيًا "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم (اضطهدوكم) وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين.  . افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات.

    وإذا تركنا إنجيل الساعة السادسة بكل هذه التأملات الرائعة، ووصلنا إلى القطع نجدها كلها تنصب على حادثة صلب المسيح في الساعة السادسة، ونخاطب المصلوب قائلين:

    - مزق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا ونجنا.

    - أقتل أوجاعنا بآلامك الشافية المحيية، وبالمسامير التي سمرت بها أنقذ عقولنا من طياشة الأعمال الهيولية والشهوات العالمية إلى تذكار أحكامك السمائية كرأفتك.

    - وفي التحليل نشكر الله الذي أقامنا نصلي أمامه في وقت تذكار آلامه وصلبه من أجلنا. ونطلب منه أن يعطينا عمرًا بهيا بلا عيب وحياة هادئة مقدسة لنرضيه كل حين.

    - تذكر وأنت تصلي الساعة السادسة أن الرب صلى في مثل هذه الساعة وهو معلق على الصليب طالبًا الرحمة لجلاديه وصالبيه قائلًا: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو32:23) وتعلم منه التسامح والحب.

    - تذكر أيضًا وأنت تصلي هذه الصلاة أن الرب في الساعة السادسة قاد المرأة السامرية إلى التوبة بعد حياة حافلة بالشر والنجاسة (يو4) واطلب إليه أن يعطيك التوبة قائلًا "توبني يا رب فأتوب" (ار18:31).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:39 am



    7- صلاة الساعة التاسعة

     
 

    رتبتها الكنيسة لتذكار موت المسيح الكفاري على الصليب من أجل خلاصنا، وفيها انقشعت الظلمة التي سادت الأرض كلها منذ الساعة السادسة، وهذا دليل على انتهاء مملكة الشيطان المظلمة بعد انتصار المسيح عليه في المعركة الحاسمة على الصليب، ولذلك نقول في أحد مزامير هذه الساعة "قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك تحت قدميك".
 

    - إنجيل الساعة التاسعة يسمى إنجيل البركة لأنه يحدثنا عن مباركة الرب يسوع للخمس خبزات والسمكتين، ويسمى أيضًا إنجيل إشباع الجموع حيث أشبع الرب من هذا الطعام القليل خمسة آلاف رجل ماعدا النساء والأولاد.

    - اختارت الكنيسة هذا الإنجيل بالذات لصلاة الساعة التاسعة لأن غالبية أصوام الكنيسة تنتهي قانونا في الساعة التاسعة (الثالثة بعد الظهر) حتى إذا أكلنا طعامنا نتذكر بركة الرب التي تغني ولا يزيد معها تعب، فنطلب بركته على طعامنا وعلى كل ما تمتد إليه أيدينا.

    - طلبات الساعة التاسعة في منتهى القوة والروحانية نطلب فيها من الذي مات عنا وقام أن يميت شهواتنا الجسدية وأن يهدينا ويدخلنا إلى الفردوس كما أدخل اللص اليمين التائب، وأن يتعهدنا دائمًا برحمته التي بدونها لا نساوي شيئًا، كل هذا نطلبه.

    - في التحليل نطلب من الرب أن يحول عقولنا من الاهتمامات العالمية الضارة والشهوات الجسدية المهلكة إلى تذكار أحكامه ونواميسه السمائية المخلصة المحيية، وأن يقبل صلواتنا ويجعلنا أن نسلك حسب دعوتنا المسيحية وكما يحق لإنجيل المسيح.

    - حينما تصلي يا أخي صلاة الساعة التاسعة تذكر كرنيليوس قائد المائة الذي كان يصلي في مثل هذه الساعة التاسعة فظهر له ملاك الرب وكلمه قائلًا: "صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارًا أمام الرب، والآن أرسل إلى يافا رجالًا واستدع سمعان الملقب بطرس، أنه نازل عند سمعان رجل دباغ بيته عند البحر، هو يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل . وفعلا أرسل كرنيليوس أثنين من خدامه وعسكريا تقيا من الذين كانوا يلازمونه إلى بطرس الرسول، فحضر وكلمهم عن الخلاص الذي صنعه الرب على الصليب وعن قيامته المنتصرة، فحل الروح القدس على كرنيليوس وكل الحاضرين من أهل بيته وأنسبائه وأصدقائه وآمنوا بالرب يسوع، واعتمدوا جميعهم باسم الرب (أع10).







    8- صلاة الغروب

      
 

    رتبتها الكنيسة تذكارًا لإنزال جسد المسيح له المجد من على الصليب عند غروب الشمس لتكفينه ودفنه، وهي تعلمنا أيضًا أن شمس حياتنا لابد أن تغرب يومًا لكي تكون مع المسيح في الأبدية، فلابد أن نكون مستعدين لهذا اليوم بكل حرص ويقظة وتوبة.

    - يحكي لنا إنجيل الغروب كيف أقام السيد المسيح حماة بطرس من حمتها الصعبة، وكيف أخرج شياطين من مرضى كثيرين، فلننتهز هذه الفرصة ونطلب منه أن يشفينا من أمراضنا الجسدية والنفسية والروحية، وأن يبعد عنا شياطين الشهوات والرذائل التي تحاربنا وتحاول إسقاطنا في الخطايا والأمراض.

    - في تحليل الغروب نشكر الرب الذي قضى النهار بخير وأتى بنا إلى المساء شاكرين، ونسأله أن يقبل صلواتنا وينجينا من حيل وفخاخ الشيطان المضاد، وينعم علنيا بليلة سالمة هادئة بدون تعب ولا قلق ولا خيال فنجتازها بسلام وعفاف.

    - وأنت تصلي صلاة الغروب تذكر كلام المرنم:

    "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك. . ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية" (مز2:141) وقدم للرب صلاة طاهرة وأرفع أمامه يديك مبتهلًا متضرعًا ومع يديك أرفع قلبك وفكرك ومشاعرك وكيانك كله، وهكذا قدم له طيب صلواتك كما قدم له نيقوديموس الأطياب والحنوط في مثل هذه الساعة لوضعها على جسده قبل دفنه.





    9- صلاة النوم

      

    - رتبتها الكنيسة تذكارًا لدفن جسد الرب يسوع له المجد في القبر بعد موته وإنزاله من على الصليب وتكفينه بعد وضع الأطياب والحنوط على جسده الطاهر، وتسمى أيضًا صلاة الساعة الثانية عشر.

    - رتبتها الكنيسة أيضًا حسب قول المرنم "ذكرتك على فراش. في السهر ألهج بك لأنك كنت عونًا لي وبظل جناحيك أبتهج" (مز6:63) وقوله أيضًا "بالنهار يوصى الرب رحمته وبالليل تسبيحه عندي صلاة لإله حياتي" (مز8:42) أي في النهار يوصى الرب رحمته بي لتحفظني وترعاني في كل أعمالي وتحركاتي وأسفاري، وفي الليل قبل أن أنام أقدم له صلاة الشكر والتسبيح على هذه الرحمة والعناية والحفظ والاهتمام.

    - ولأنها آخر ساعة من ساعات الإنسان قبل نومه، وباعتبار أن النوم هو الموت الصغير كما يسمونه، لذلك يردد المصلي في إنجيل صلاة النوم نفس كلمات سمعان الشيخ الذي رجا فيها الرب أن يستلم فيها روحه لينطلق إلى الأبدية السعيدة بسلام قائلًا: "الآن يا سيد أطلق عبدك بسلام حسب قولك" (لو25:2)، وقد تم له ما أراد وانطلقت روحه بسلام وأنضم إلى قومه.

    - ولا يستطيع أحد أن يطلب هذا الطلب إلا إذا كان مستعدًا تمامًا مقدما توبة نقية لها أثمار صالحة.

    - إذن فصلاة النوم هي صلاة التوبة، فيها يقدم الإنسان للرب في آخر كل يوم توبة قلبية عن كل خطاياه وأخطائه التي صنعها خلال يومه، ويطلب من الرب الصفح والغفران كما يطلب من الرب أن يتفضل ويحفظه في ليلته بغير خطية.

    - يقدم الإنسان هذه التوبة لله قبل أن ينام حسب نصيحة المرنم "الذي تقولونه في قلوبكم أندموا عليه في مضاجعكم" (مز4:40) وقوله "في العشاء يكون البكاء (بكاء التوبة والندم على الخطية) وفي الصباح الترنم" (مز5:30).

    - لذلك نجد أن مزامير صلاة النوم تميل دائمًا إلى الصراخ واللجاجة والانسحاق والتوبة مثل:

    - من الأعماق صرخت إليك يا رب  إن كنت للآثام راصدا يا رب، يا رب من يثبت لأن المغفرة هي من عندك" (مز129).

    - "يا رب لم يرتفع قلبي ولم تستعل عيناي" (مز130). والاتضاع هو أبو التوبة وأساسها.

    - "بكينا عندما تذكرنا صهيون" (مز136) وصهيون هي أورشليم السمائية، والبكاء هو بكاء التوبة.

    - "الرب يشفي منكسري القلوب ويجبر جميع كسرهم" (مز146). ومنكسرو القلوب هم أصحاب القلوب التائبة النادمة على ما فرط منها من خطايا وزلات.

    - أما قطع النوم فتفيض كلها بمشاعر التوبة والانسحاق وتذكار الدينونة الرهيبة وحث النفس على القيام من رقاد الكسل والتلذذ بالخطية لتقديم توبة نقية قبل فوات الأوان ثم استمطار مراحم الله التي بدونها لن يخلص أحد ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض.

    - أما قطعة "تفضل يا رب" ففيها الكثير من مشاعر التوبة والانسحاق مثل:

    - تفضل يا رب أن تحفظنا في هذه الليلة بغير خطية.

    - لتكن رحمتك علينا يا رب كمثل اتكالنا عليك.

    - أنا طلبت الرب وقلت أرحمني وخلص نفسي فإني أخطأت إليك.

    - فلتأت رحمتك للذين يعرفونك وبرك لمستقيمي القلوب.

    - جيد هو الاعتراف للرب (أي تقديم توبة أمام الرب).

    أما تحليل صلاة النوم ففيه طلبات غاية في العمق إذا صلاها الإنسان بهدوء وتأمل فيقول:
 
    يا رب جميع ما أخطأنا به إليك في هذا اليوم:

    إن كان بالفعل: قف عندها وفكر في الخطايا التي صنعتها في هذا اليوم وقدم عنها توبة.

    أو بالقول: قف عندها وفكر في خطايا القول التي نطقت بها كالحلفان والكذب والشتيمة والإدانة والنميمة وعبارات التذمر وقدم عنها توبة لله.

    أو بالفكر: تذكر خطايا الفكر التي صنعتها كأن تكون قد فكرت فكرًا نجسا أو فكر غضب أو حسد أو إدانة على أحد وقدم عنها توبة لله تقول: أخطأت يا رب أغفر لي فكر الإدانة أو الحسد ضد فلان أو فلان. لأن الأفكار الردية خطايا يحاسبنا الله عليها حسب قوله "أنا أجازي أعمالهم وأفكارهم" (أش18:66).

    أو بجميع الحواس: فكر هل صنعت خطية بإحدى حواسك. العين أو الأذن أو اللسان أو اليد، أذكرها وقدم عنها توبة.

    ثم أكمل صلاة التحليل قائلًا فاصفح وأغفر لنا من أجل اسمك القدوس كصالح ومحب للبشر.. إلخ.

    وليكن في عِلْمَك أن تقديم التوبة اليومية بهذه الصورة لا يغني عن الاعتراف بهذه الخطايا أمام الأب الكاهن وكيل أسرار الله لسماع الحل من فمه حسب السلطان المعطى له "كل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت18:18).
 
    ملحوظة:

    توجد بالأجبية صلاة تسمى "صلاة السِتار" بكسر السين، وهي خاصة بالآباء الرهبان يصلونها بعد صلاة النوم عند انسدال ستار الظلمة في أول الليل، وهي صلاة طويلة وعميقة وممتعة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:42 am



    10- صلاة نصف الليل

     
    7. صلاة نصف الليل

    رتبتها الكنيسة في هذا الوقت حسب قول المرنم "في نصف الليل أقوم لأشكرك على أحكام عدلك" (مز62:199).

    والغرض من صلاة نصف الليل هو السهر للتأمل في الأقوال الإلهية، وهذا يقود الإنسان إلى حياة التوبة والاستعداد للمجيء الثاني المخوف المملوء مجدًا.

    وتتكون صلاة نصف الليل من ثلاث خدمات لأن الرب يسوع المسيح صلى في بستان جثسيماني ثلاث مرات متوالية (مت36:26-44) وهذه الخدمات الثلاثة مرتبة ترتيبًا بديعًا ومتدرجة تدرجا رائعا حتى تخدم الغرض المذكور سابقًا وهو السهر والتوبة والاستعداد لمجيء المسيح بكل دقة وكفاءة.

        أ- الخدمة الأولى

        ب- الخدمة الثانية

        ج- الخدمة الثالث





    11- الخدمة الأولى من صلاة نصف الليل

    
 

    يأتي المزمور الكبير (119) الذي هو مختص بكلمة الله بمرادفاتها المختلفة مثل وصايا وأقوال وناموس وحقوق أحكام وغير ذلك، ويوصى هذا المزمور في كل قطعة من قطعة الاثنتين والعشرين (حسب عدد حروف الأبجدية العبرية) على وجوب الاهتمام بحفظ وصايا الله ووضعها موضع التنفيذ في الحياة العملية المعاشة حتى نصلح طرقنا ونقوم سبلنا بحسب أحكام إلهنا.

    ثم يقابلنا إنجيل العشر عذارى، والغرض منه حث المؤمنين على السهر والاستعداد لاستقبال الختن الحقيقي ربنا يسوع المسيح حسب قوله:

    "فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان" (مت13:25). وهذا السهر في دراسة الوصية والاستعداد لمجيء الختن السماوي كالعذارى الحكيمات يقودنا إلى حياة التوبة والنقاوة. وهذا هو موضوع الخدمة الثانية:




    12- الخدمة الثانية من صلاة نصف الليل
 

    نجد مزامير صلاة الغروب ما عدا المزمورين الأولين،

    لأنهما جاءا ضمن مزامير الخاطئة التي أحبت يسوع كثيرًا،

    وجاهدت بدموع غزيرة حتى نالت غفران خطاياها (لو36:7 – 50).

    وتقودنا هذه المزامير مع أنجيلها إلى التوبة التي هي هدف كل مؤمن،

    وأن نتشبه بتلك المرأة في توبتها، ونقاوم حتى الدم مجاهدين ضد الخطية (عب4:12).

    وبالتوبة وثمارها الصالحة يتحول المؤمن إلى خادم أمين وعامل في كرم الرب ويصبح مستعدًا لملاقاة الرب يسوع في مجيئه الثاني حتى ينال الجعالة ويبلغ الهدف وهو أن يملك مع الرب في ملكوته الأبدي.

    وهذا هو هدف الخدمة الثالثة.



    13- الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل

     
    نجد مزامير صلاة النوم، وفيها الكثير من مزامير التسبيح والتهليل لقرب مجيء الرب ليكافئ عبيده الأمناء والساهرين العاملين.

    وفي الإنجيل يطمئننا الرب بقوله:

    "لا تخف أيها القطيع الصغير فإن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، ولكنه لا يعطي الملكوت إلا للعبيد الأمناء في مال سيدهم والمنفذين لوصاياه الساهرين على خلاص نفوسهم ونفوس العبيد رفقائهم، أما العبيد المتهاونون المهتمون بملذات هذا العالم فقط المهملون في واجباتهم الروحية فيأتي سيدهم فجأة فيقطعهم من خاصته وينفيهم من ملكوته ويجعل نصيبهم مع الشياطين والأشرار.

    ولذلك ينبه المؤمن نفسه في قطع الخدمة الثالثة قائلا: بما أن الديان العادل حاضر فاهتمي يا نفسي وتيقظي وتفهمي تلك الساعة المخوفة لأنه ليس رحمة في الدينونة لمن لم ينصع رحمة.

    وهكذا تنتهي صلوات اليوم بسلام.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:44 am



    14- إطالة الوجود في حضرة الله
 

    الذي اختبر جمال وعمق الصلاة بالأجبية يستطيع أن يتعرف على بركاتها وفوائدها الكثيرة، ونورد هنا بعض هذه البركات والفوائد.

    1- إطالة الوجود في حضرة الله

    كم من شخص جرب صلواته الخاصة (الارتجالية) فما كانت تستمر سوى دقائق معدودة ثم لا يجد شيئا يقوله فيختمها ولا يكون قد وقف في حضرة الله سوى لحظات بسيطة.

    أما صلوات الأجبية فتعطى للإنسان فرصة أطول للوجود في حضرة الله والتلذذ بالعشرة معه حسب قول المرنم, تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك (مز 37: 4) وتقدم له مادة غزيرة ليقولها في هذه العشرة المقدسة.





    15- تشمل كل أنواع الصلاة

      

    قد يقتصر الإنسان العادي في صلاته على عنصر الطلب, أما الذي يصلى بالأجبية فإن صلاته تشمل كل أنواع الصلاة من شكر وانسحاق وتسبيح وتمجيد وطلب وغيرها حسب قول الرسول " فأول كل شيء أطلب أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس" (1 تى 2:1).

        (أ) عنصر الشكر

        (ب) عنصر التوبة والانسحاق

        ( ج) عنصر التمجيد والتسبيح

        (د) عنصر الطلب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:46 am



    16- عنصر الشكر

     

    له صلاة خاصة في المقدمة الأجبية هي صلاة الشكر، نشكر فيها الله على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال على بركاته الكثيرة لأنه سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدنا وأتى بنا إلى هذه الساعة. ونكرر هذه الصلاة في بداية صلاة كل ساعة من صلوات الأجبية وغيرها من الصلوات، هذا إلى جانب عبارات شكر متعددة داخل المزامير والطلبات بالأجبية فيها الاعتراف لله بحسناته الكثيرة وبركاته الغزيرة علينا ومن أمثلتها:
    1- في صلاة باكر:

    + مقدمة مزمور الرب نورى وخلاصي ممن أخاف.

    St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
    2- في الساعة الثالثة:

    + مزمور الرب يرعاني فلا يعوزني شيء.

    + مزمور أعظمك يا رب لأنك احتضنتي.

    + مزمور فاض قلبي بكلام صالح.
 
    3- في الساعة السادسة:

    + مزمور رضيت يا رب.

    + مزمور أساساته في الجبال المقدسة.
 
    4 – في الساعة التاسعة:

    + مزمور هللوا للرب يا كل الأرض.

    + مزمور اعترف لك يا رب من كل قلبي.

    + مزمور أحببت أن يسمع الرب صوت تضرعي.

    + مزمور آمنت لذلك تكلمت.
 
    5- في صلاة الغروب:

    + مزمور سبحوا الرب يا جميع الأمم.

    + مزمور اعترفوا للرب فإنه صالح.

    + مزمور لولا أن الرب كان معنا.

    + مزمور مرارا كثيرة حاربوني منذ صباي.
    6 - في صلاة النوم:

    + مزمور اعترف لك يا رب من كل قلبي.

    + مزمور سبحي الرب يا أورشليم.
 
    7 – في صلاة نصف الليل: عبارات لا تحصى من المزمور الكبير مثل:

    + في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك.

    + خيرا صنعت يا رب مع عبدك حسب قولك.

    + لو لم تكن شريعتك تلاوتي لهلكت حينئذ في مذلتي.

    + محبوب هو اسمك يا رب فهو طول النهار تلاوتي.

    + علمتني وصاياك أفضل من أعدائي.

    + أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة.

    + هذا إلى جانب عبارات الشكر والحمد في الطلبات والتحليل في جميع صلوات السواعي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:47 am



    17- عنصر التوبة والانسحاق

     

    له في مقدمة كل صلاة مزمور هو المزمور الخمسون "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك ومثل كثرة رأفتك", إلى جانب عدد كبير من مزامير التوبة والانسحاق في السواعي المختلفة:
 
    1- باكر:

    + يا رب لا تبكتني بغضبك ولا برجزك تؤدبني.

    + ارحمني يا رب فإني ضعيف.
 

    + خلصني يا رب فإن البار قد فني.

    + حتى متى تنساني يا رب إلى الانقضاء. حتى متى تصرف وجهك عنى.

    + ليتراءف الله علينا ويباركنا وليظهر وجهه علينا ويرحمنا.
 
    2- الثالثة :

    + نق قلبي وكليتي لأن رحمتك أمام عيني.
 
    3- السادسة :

    + ارحمني يا الله ارحمني فإنه عليك توكلت نفسي.
 
    4- التاسعة :

    + رحمة وحكما أسبحك يا رب.
 
    5- الغروب :

    + اعترفوا للرب فإنه صالح وأن إلى الأبد رحمته. إليك يا رب صرخت في حزني فاستجب لي.

    + رفعت عيني إليك يا رب ساكن السماء... كذلك أعيننا نحو الرب إلهنا.

    حتى يترأف علينا... ارحمنا يا الله ارحمنا.
 
    6- النوم :

    + من الأعماق صرخت إليك يا رب.

    + على أنهار بابل هناك جلسنا فبكينا عندما تذكرنا صهيون.

    + يا رب إليك صرخت فاستمع لي.
 
    7- نصف الليل :

    + لصقت بالتراب نفسي فأحيني ككلمتك.

    + لتأت على رحمتك يا رب وخلاصك كقولك.

    + تاقَت نفسي إلى خلاصك يا رب.

    + أنظر إلى تواضعي (مذلتي) وأنقذني.

    + إنجيل الخدمة الثانية عن المرأة التائبة التي بلت قدمي المخلص بدموعها.

    ومسحتهما بشعر رأسها فنالت غفران خطاياها. كذلك قطع الخدمة الثانية.

    كلها عن التوبة والدموع والغفران.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:50 am



    18- عنصر التمجيد والتسبيح

    

    هناك قطع في الأجبية مليئة بالتمجيد والتسبيح مثل الثلاث تقديسات وتسبحة الملائكة

    ومزامير كثيرة منها:
 
    1- في باكر :
 

    + أيها الرب ربنا ما أعجب اسمك في الأرض كلها لأنه قد ارتفع عظم جلالك فوق السماوات. من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سبحًا.

    + السماوات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه.

    + سبحوا الرب أيها الفتيان سبحوا اسم الرب.
 
    2- الثالثة :

    + يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم. هللوا لله بصوت الابتهاج.
 
    3- السادسة :

    + الساكن في عون العلى يستريح في ظل اله السماء.
 
    4- التاسعة :

    + سبحوا الرب تسبيحا جديدا. سبحي الرب يا كل الأرض.

    + الرب قد ملك فلتتهلَّل الأرض.

    + سبحوا الرب تسبيحا جديدا لأن الرب قد صنع أعمالا عجيبة.

    + الرب قد ملك فلترتعد الشعوب.

    + هللوا للرب يا كل الأرض. أعبدوا الرب بالفرح.
 
    5- الغروب:

    + سبحوا الرب يا جميع الأمم ولتباركه كافة الشعوب.
 
    6- النوم :

    + سبحي يا نفسي الرب. أسبح الرب في حياتي.

    + سبحي الرب فان المزمور جيد ولإلهنا يلذ التسبيح.

    + سبحي الرب يا أورشليم سبحي إلهك يا صهيون.
 
    7- نصف الليل:

    + صالح أنت يا رب فبصلاحك علمني حقوقك.

    + كل الأشياء متعبدة لك يا رب.

    + عادل أنت يا رب وقضاؤك مستقيم. أوصيت كثيرا بالعدل والحق.

    وهكذا نرى صلوات الأجبية مملوءة من عنصر التسبيح والتمجيد الذي هو لغة السمائيين. وهو الذي يندر أن يهتم به الإنسان في صلواته الخاصة الارتجالية، بينما التسبيح هو أعلى مراتب الصلاة وهو عمل الملائكة والروحانيين.



    19- عنصر الطلب

    

    تشمل صلوات الأجبية كل طلبات الإنسان واحتياجاته في كل الظروف، ولا تغفل منها شيئًا، كما تتميز بتفاصيل دقيقة لهذه الطلبات لا يمكن أن يذكرها إنسان يصلى صلاة خاصة ارتجالية ويتركز عنصر الطلب في الأجبية على شيئيين أساسيين هما طلب المغفرة وطلب المعونة.
    1- فمثلا في طلب المغفرة:

    نطلب من الله أن يغفر لنا خطايانا وآثامنا وزلاتنا، وأن يصفح عن سيئاتنا، التي صنعناها بإرادتنا والتي صنعناها بغير إرادتنا، التي فعلناها بمعرفة، والتي فعلناها بغير معرفة، الخفية والظاهرة، بالفعل أو بالقول أو بالفكر، أو بجميع الحواس.

    من ذا الذي يصلى في صلواته الخاصة من أجل الخطايا الخفية وغير الإرادية والتي فعلها بغير علم؟!
 
    2- في طلب المعونة:

    نطلب من الرب أن يرفع عنا وعن كل الناس كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان ومؤامرات الناس الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين. 
    وفى تحليل النوم نطلب من الله أن يحفظنا من كل قلق وكل شر وكل تجربة العدو.

    وفى طلبة "ارحمنا يا الله ثم ارحمنا" التي تقال في نهاية كل صلاة من صلوات الأجبية نجد مجموعة من الطلبات المتنوعة التي يندر أن يجمعها مصل واحد في صلاة واحدة، مثل:

    "يا رب اقبل منا في هذه الساعة وكل ساعة طلباتنا. سهل حياتنا. أرشدنا إلى العمل بوصاياك.

    قدس أرواحنا. طهر أجسادنا. قوم أفكارنا. نق نياتنا. اشف أمراضنا. اغفر خطايانا.

    نجنا من كل حزن رديء ووجع قلب. أحطنا بملائكتك القديسين لكي نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين".

    نذكر هذا كمجرد مثال نثبت به أن صلواتنا الخاصة جدا إذا قيست بصلوات الأجبية التي صلاها الآباء بعمق وفهم وبإرشاد إلهي سواء كانت مزامير أو أناجيل أو قطع وتحاليل.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:54 am



    20- حفظ تذكارات مقدسة

     
    1- في صلاة باكر :

    الذي يصلى بالأجبية يضع أمامه حياة السيد المسيح كل يوم يتأملها ويتغذى بها روحيا

    فيشبع ويرتوى وتنطبع فيه صورة الرب يسوع واضحة جلية:

    يتذكر ميلاد السيد المسيح الأزلي من الآب قبل كل الدهور، كما يتذكر تجسده من العذراء مريم وميلاده البتول وحلوله بيننا كنور حقيقي أشرق على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي ينير لهم السبيل إلى الحياة الأفضل كما تنير الشمس للناس.

    كما يتذكر قيامة الرب يسوع في فجر الأحد منتصرا على الموت وظلمة القبر. وقد قام بقوة وهدوء كشعاع الشمس الذي يمزق ظلمة الليل بقوة وهدوء.
 
    2- في الساعة الثالثة:
 
    يتذكر المحاكمة الظالمة التي أجريت للرب يسوع وانتهت بإصدار الحكم عليه بالصليب وسط لصين وهو البار المنزه عن كل شر لكي تتم النبوة "وأحصى مع أثمه" (مز 15: 28)". لكي يحتمل المؤمن كل ما يأتي عليه من تجارب أو ظلم ناظرًا إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه (فداء الإنسان) احتمل الصليب مستهينا بالخزي" (عب 12:2). كما يتذكر في هذه الساعة صعود المسيح الباهر إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب في الأعالي على عرش مجده متذكرا وعده الإلهي القائل "من يغلب فسيجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضا وجلست مع أبي في عرشه" (رؤ 3: 21). كما يتذكر في هذه الساعة أيضا حلول الروح القدس على التلاميذ في شبه ألسنة نارية، فطهرهم وشجعهم وأعطاهم المواهب الروحية اللازمة للكرازة والخدمة فيطلب لنفسه نصيبًا من مواهب الروح القدس لأن الله "يعطى حتى الروح القدس للذين يسألونه" (لو 11: 13).
 
    3- وفي الساعة السادسة:

    يتذكر الفداء العجيب الذي صنعه الرب على الصليب فيفيض قلبه بالشكر والامتنان والحب لذاك الذي أحبنا فضلا وبذل ذاته لأجلنا راضيا.
    4- وفي الساعة التاسعة :

    يتذكر موت الرب من فرط حبه لنا "لأنه ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13 ) "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).

    كما يتذكر وعد الرب يسوع للص اليمين التائب "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) في هذه الساعة صرخ الرب قائلا "الهي الهي لماذا تركتني؟"(مت 27:46)

    وفيها اشتد العطش فطلب أن يشرب فسقوه خلا (يو 19: 28، 29) ثم قال " قد أكمل " ونكس رأسه وأسلم الروح (يو 19: 30).

    يتذكر المصلى أيضا أن الرب في هذه الساعة قد طعن في جنبه بالحربة بعد موته فنزل منه دم وماء تكفير وتطهير لخطايا كل العالم (يو 19: 34).   وعندما مات الرب على الصليب في الساعة التاسعة "إذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل" (مت 27: 51).

    علامة على فتح الطريق بين الله والإنسان ونقض الحاجز المتوسط وإتمام الصلح بدم المسيح وموته الكفاري عن الإنسان. وفى هذه الساعة أيضا انقشعت الظلمة التي سادت الأرض كلها من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة (مت 27: 45) وهذا دليل على ابتعاد غضب الله عن الإنسان وعودة رضاه عليه بعد أن أوفى المسيح العدل الإلهي حقه وأتم فداء الإنسان بصلبه وموته المحيى على عود الصليب.

    أعلن الله غضبه بالظلمة كنبوة عاموس "ويكون في ذلك اليوم السيد الرب أنى أغيب الشمس في الظهر وأقتم الأرض في يوم نور (عا 8: 9). وعندما رفع الرب غضبه وأعلن رضاه انقشعت الظلمة وحل محلها النور حسب قول المرنم "رضيت يا رب عن أرضك. رددت سبى يعقوب.غفرت آثام شعبك. سترت جميع خطاياهم. حللت كل رجزك. رجعت عن سخط غضبك" (مز 85: 1 – 3) "قد أضاء علينا نور وجهك يا رب. أعطيت سرورا لقلبي" (مز 4: 6).

    لو تذكر المصلى كل هذه الحوادث أثناء صلاة الساعة التاسعة لامتلأ قلبه بالشكر لفادى ولتعمق في محبة الله كثيرًا جدًا.
 
    5 - أما في صلاة الغروب:

    فيتذكر المصلى إنزال الرب عن الصليب وتكفينه بواسطة يوسف ونيقوديموس بعد وضع الحنوط والأطياب على جسده الطاهر.

    ويحاول المصلى أن يقدم للرب عطر فضائله وطيب دموعه يسكبها عند قدميه في توبة وخشوع فيأخذ نصيب المرأة التي سكبت الطيب على قدميّ المخلص فمدحها قائلًا "قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين. الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكار لها" (مر 14: 8، 9).

    كذلك يتذكر أصحاب الساعة الحادية عشر الذين قبلهم الرب وعملوا بجد واجتهاد فأعطاهم أجرا كاملا كالذين عملوا من أول النهار (مت 20: 12) فلا يصيبه اليأس من مراحم الله ومحبته وحنانه.
    6- في صلاة النوم:

    يتذكر الموت والدفن في القبر، تلك الساعة الرهيبة المخوفة التي قال القديس أرسانيوس "إني منذ جئت إلى الرهبنة وذكر ساعة الموت لم يفارق عقلي"، وبذلك يكون الإنسان مستعدًا دائمًا لهذه الساعة بالتوبة والنقاوة، ويكون مثل مار اسحق الذي كان يخاطب فراشه كل ليلة عند النوم قائلًا: "أيها الفراش لعلك في هذه الليلة تصير قبرا لي".
 
    7 - في الخدمة الأولى من صلاة نصف الليل:

    يتذكر مجيء المسيح الثاني وكيف يجب أن يستعد له بالسهر والجهاد ويستقبله فرحا مثل الخمس عذارى الحكيمات.
    وفى الخدمة الثانية:

    يتذكر المرأة التائبة التي بلت قدميّ المخلص بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها ويطلب إليه أن يعطيه ينابيع دموع كثيرة وغفران خطاياه مثلها.
    وفي الخدمة الثالثة:

    يتذكر العبد الحكيم والوكيل الأمين الذي جاء سيده فوجده يقوم بواجبه خير قيام فيقيمه على جميع ماله قائلا له "نعمًا أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينًا على القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك" (مت 25: 21) ويحذر لئلا يتوانى في حياته الروحية كالعبد الكسول غير الأمين فيحرم من الميراث الأبدي ويكون نصيبه مع عديمي الأيمان" (لو 12: 46). تضع الكنيسة كل هذه التذكارات المقدسة أمام أبنائها كل يوم عن طريق صلوات الأجبية حتى يتصور المسيح فيهم حسب قول معلمنا بولس الرسول "يا أولادي الذين أتمخض بكم إلى أن يتصور المسيح فيكم" ( غل 4: 19) وهكذا تصير صورة المسيح مرسومة في أذهانهم وحوادث وأقوال وأعمال مخلصنا الصالح حية دائما في ذاكرتهم فيصدق عليهم قول الرائي "لهم اسم الله مكتوب على جباههم" (رؤ 14: 1).

    "وهم سينظرون وجهه واسمه على جباههم" (رؤ 22: 4). أليس من الخطأ في حق أنفسنا أن نحرم ذواتنا من مثل هذه التذكارات المقدسة حينما نهمل الصلاة بالأجبية، ونظن أنه يمكن أن نقدم لله صلوات خاصة أعمق وأشمل مما وضعه الآباء القديسون بإرشاد الروح القدس، ناسين تواضع معلمينا الرسل الذين على الرغم من معرفتهم وروحانيتهم صرخوا قائلين "يا رب علمنا أن نصلى" (لو 11: 1) .





    21- طلب الرحمة بلجاجة

     

    في نهاية كل صلاة من صلوات السواعي يكرر المصلى صلاة كيراليصون 41 مرة، وهى مثل رائع للصلاة بلجاجة, وصلاة اللجاجة لا ترجع فارغة كما علمنا رب المجد يسوع في مثل قاضى الظلم الذي قام وأنصف المرأة من أجل لجاجتها (لو 18: 1 – 7) ومثل صديق نصف الليل الذي قال الرب في نهايته "أقول لكم إن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فإنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج، وأنا أقول لكم اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، أقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له" (لو 11: 8 – 10)".

 

    وكيرياليصون كلمة يونانية معناها "يا رب ارحم" وتكرارها 41 مرة على عدد الجلدات التسعة والثلاثين التي ألهبت ظهر المخلص من أجلنا مضافا إليها إكليل الشوك الذي وضعوه على رأسه المقدس وطعنة الحربة في جنبه الطاهر

    هذه هي الآلام التي تريدنا الكنيسة أن نتذكرها ونحن نكرر هذه الصلاة القصيرة في مبناها القوية العظيمة في معناها. نكررها ونحن نقول للرب: بحق هذه الآلام التي تألمتها من أجلنا ارحمنا واغفر لنا خطايانا وباركنا.... الخ.

    كررها يا أخي وأنت تقول مرة يا من جلدت من أجلى ارحمني، ومرة يا من كللت بالشوك ارحمني... وهكذا. في هذه الصلاة القوية اطلب الرحمة لنفسك وللآخرين، وحدد في كل مرة أمرا ترجو فيه مراحم الرب مثل:

        + يا رب ارحمني من أفكاري الشريرة.

        + يا رب ارحم عبدك فلان وخلصه من ضيقته... اشفه من مرضه. نجحه في امتحانه

        + يا رب ارحم أولادك وأحفظهم من مغريات الخطية وشرور العالم.

        + يا رب ارحم كنيستك وأحفظها من كل شر... الخ.

        وهكذا يتصاعد بخور صلواتك واحد في منظره (بتكرار كيرياليصون) ولكنه متنوع فيما يحمله من طلبات الرحمة والمعونة والبركة.

        ومن الملاحظ أن صلاة كيرياليصون تشمل كل مطالب واحتياجات الإنسان:

        + فحياتنا من رحمة الله.

        + وصحتنا من رحمة الله.

        + ونجاحنا من رحمة الله.

        + كل البركات والنعم التي نعيش فيها من رحمة الله.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:58 am



    22- صلوات حسب مشيئة الله

      
    كثير من الناس حينما يصلون يطلبون طلبات لا توافق مشيئة الله، تلك التي قال عنها يعقوب الرسول "تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا" (يع 4: 3).

    أما صلوات الأجبية فكلها توافق مشيئة الله لأنها كلها أما مزامير وأناجيل كتبت بالروح القدس، وأما طلبات كتبها الآباء القديسون بإرشاد الروح القدس، فالذي يصلى بالأجبية يضمن أن كل صلواته مقبولة لأنها توافق مشيئة الله، والوعد الإلهي لنا صادق وأمين حينما يقول "إن طلبنا شيئًا حسب مشيئته يَسْمَع لنا" (1 يو 5: 14).

    إن كانت صلاتك وفق مشيئة الله حينئذ "يستجيب لك الرب في يوم شدتك. يرفعك اسم اله يعقوب. يرسل لك الرب عونا من قدسه ومن صهيون يعضدك



    23- درس في تعليم طريقة الصلاة

     
 
    من كثرة ممارستنا للصلاة بالأجبية نتعلم كيف نصلى،

    ماذا نقول،

    وكيف نطلب،

    وبأي أسلوب نخاطب الله،

    وما هي آداب الصلاة.

    فالمزمور الثاني يقول "اعبدوا الرب بخشية، وهللوا له برعدة، إلزموا الأدب لئلا يغضب الرب فتضلوا عن طريق الحق" (سفر المزامير 2: 12).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 1:59 am



    24- عنصر الوعظ

     

    تشتمل صلوات الأجبية على عنصر تعليمي وعظي إلى جانب العبادة والتأمل، ونحن في أشد الحاجة لهذا العنصر الوعظي لنتعلم منه كل يوم حينما نمارس صلواتنا اليومية بالأجبية حسب نصيحة الرسول "عظوا أنفسكم كل يوم مادام الوقت يدعى اليوم لكي لا يقسى أحد منكم بغرور الخطية" (عب 3: 13)

    وهذا العنصر الوعظي الموجود بالأجبية يضع أمام المؤمن إرشادًا روحيًا يوميًا يسلك في الحياة بمقتضاه، ومن أروع الأمثلة على ذلك صلاة باكر إذ تقدم لنا فيها الكنيسة خطة روحية لسلوكنا اليومي، فتبدأ صلاة باكر بقطعة من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل أفسس تقول "أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها بكل تواضع القلب وطول الأناة محتملين بعضكم بعضًا بالمحبة مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل" (أف 4: 1)
 
    هذه خطة روحية يلزمنا أن نعرفها قبل خروجنا من منازلنا لكي نعرف كيف نتعامل مع الناس بروح الاتضاع والمحبة والاحتمال.

    · يكملها المزمور الأول فيحذرنا من السلوك في مشورة المنافقين ومن الوقوف في طريق الأشرار والمشي معهم، ومن الجلوس في مجالس المستهزئين ومشاركتهم خطاياهم وشرورهم، هذا من الناحية السلبية، أما من الناحية الإيجابية فيدعونا أن نلهج ونتأمل في ناموس الرب نهارا وليلا ويكون هو موضوع مسرتنا وتعزيتنا واهتمامنا فنصير نافعين لأنفسنا ولغيرنا ومثمرين كشجرة مغروسة على مجارى المياه تعطى ثمرها في حينه وورقها لا ينتثر وكل ما نصنعه ننجح فيه (مز 1) لأن الرب يكون معنا كما كان مع يوسف فكان رجلا ناجحا (تك 39: 2) وكما كان مع داود "فكان مفلحا في جميع طرقه" (1 صم 18: 14)

    · يُضاف إلى هذا مزامير أخرى وعظية مثل مزمور "يا رب من يسكن في مسكنك أو من يحل في جبل قدسك. إلا السالك بلا عيب الفاعل البر المتكلم في قلبه بالحق الذي لا يغشى بلسانه ولا يصنع بقريبه سوءًا، ولا يتفوَّه شرًا على جيرانه.." (مز 15)

    · وعبارات أخرى مشابهه في مزمور 23 وهو من مزامير الساعة الثالثة "من يصعد إلى جبل الرب أو من يقوم في موضع قدسه. الطاهر اليدين النقي القلب الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل ولم يحلف بالغش. هذا ينال بركة من الرب ورحمة من الله مخلصه".

    · كذلك نجد عبارات وعظية مشابهة في مزمور 24 حيث يقول "لم أجلس في محفل باطل ومع مخالفي الناموس لم أدخل. . ابتعدت عن مجمع الأشرار ومع المنافقين لم أجلس... أحببت جمال بيتك وموضع مسكن مجدك.

    · أيضًا نجد عبارات نافعة عن كلمة الله الحية في مزمور 11 يقول فيها "شهادة الرب صادقة تعلم الأطفال. فرائض الرب مستقيمة تفرح القلب. وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد. خشية الرب ذكية دائمة إلى أبد الأبد. أحكام الرب حق وعدل معا. عبدك يحفظها وفي حفظها ثواب عظيم".

    · والمزمور 40 من مزامير الساعة الثالثة عظة قوية عن الرحمة وبركاتها حيث يقول المرنم "طوبى لمن يتعطف على المسكين، في يوم الشر ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه ويجعله في الأرض مغبوطًا، ولا يسلمه لأيدي أعدائه، الرب يعينه على سرير وجعه".

    · وباقي الصلوات الأخرى لا تخلو من العنصر الوعظي مثال ذلك إنجيل الساعة السادسة وما فيه من تطويبات للمساكين بالروح أي المتواضعين، وللتائبين الحزانى على خطاياهم وللودعاء وللجياع والعطاش إلى البر وللرحماء ولأنقياء القلب ولصانعي السلام وللمضطهدين من أجل البر والحق والفضيلة.

    · في الساعة التاسعة نتمتع بهذا الإرشاد الروحي الجميل في مزمور رحمة وحكمة حيث يقول "كنت أسلك بوداعة قلبي في وسط بيتي أي أن الوداعة عنده شيء طبيعي لا يتصنعه أمام الآخرين" لم أضع أمام عيني أمرًا يخالف الناموس. صانعوا المعصية ابتعدت عنهم، لم يلصق بي قلب معوج. الذي يغتاب قريبه سرا كنت أطرده. المستكبر بعينيه والمنتفخ القلب لم أؤاكله. عيناي على جميع أمناء الأرض لكي أجلسهم معي. السالك في الطريق بلا عيب هو كان يخدمني.

    · هذا من جهة المزامير المركزة في التعليم، ولكن كل قطع الأجبية وأناجيلها ومزاميرها مملوءة بالتعاليم والتأملات النافعة التي تبنى النفس وتنير لها الطريق الصالح القويم إذا صليناها بتأن وبتأمل.
 

    كان الآباء يستفيدون كثيرا من تلاوة صلوات المزامير لما فيها من عنصر الوعظ والتعليم، ويحاولون تنفيذ كل ما يتعلمونه من المزامير، ويوبخون أنفسهم بشدة إذا شعروا بتقصيرهم في تنفيذ التعاليم التي يتلونها في المزامير أثناء الصلاة، والقصة التالية من بستان الرهبان توضح ذلك.

    *زار أخ شيخا وسأله قائلا كيف حالك؟

    *فأجابه الشيخ: أسوأ الأحوال

    *فقال له الأخ: لم ذلك

    *فأجاب الشيخ قائلا: لأن لي 30 سنة أصلي وصلاتي خلالها عليَّ لا لي...!

    لأني أقف قدام الله وأقول ملاعين الذين حادوا عن وصاياك. وأحيد عن وصايا الرب.

    · أيضًا أفعل الآثام وأقول في الصلاة "لا تتراءف على فاعلي الآثام"

    · أكذب كل يوم وأقول "انك تهلك كل من يتكلم بالكذب"

    · أحقد وأقول "أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"

    · أخطئ وأقول "عندما يزهر الخطاة ويعلو جميع عاملي الإثم فهناك يستأصلون إلى الأبد"

    · اعمل الإثم وأقول "أبغضت جميع فاعلي الإثم"

    · همي كله في الأكل وأقول "نسيت أكل خبزي"

    · أنام إلى الصباح وأقول "في نصف الليل كنت أنهض لأسبحك على أحكام عدلك"

    فقال الأخ: "يا معلم على ما يلوح لي أن المرنم قال ذلك عن نفسه".

    فتنهد الشيخ وقال: صدقني يا أبنى إن لم نعمل نحن ما نصلى به قدام الله فإن صلاتنا تكون علينا لا لنا".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 2:00 am



    25- شغل النهار كله روحيًا

     
 

    غالبية الناس قد يذكرون الله في بدء اليوم ونهايته، أما طول اليوم أثناء فترة المشاغل والمحاربات فتبقى بدون صلاة واتصال بالله، وهذا خطأ، أما الكنيسة أمنا الرؤوم التي يهمها سعادتنا وخلاصنا فتدعونا للصلاة ورفع قلوبنا لله طول اليوم عن طريق صلوات الأجبية، فلا تكاد تمر ثلاث ساعات بدون صلاة، فنجد صلاة الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة... الخ.

    وكثرة الصلاة تحفظنا في مخافة الله اليوم كله، كما تحفظنا من التجارب التي هي أقوى منا.

    ألا يعطينا هذا تعليما بأن تبقى صلتنا بالله مستمرة لا تنقطع طول اليوم حتى نتمتع بمعونة الرب ورعايته.

    لو كنا مطيعين ونفذنا قانون الكنيسة على قدر طاقتنا لاحتفظت قلوبنا بالنقاوة والروحانية من دوام الصلة بالله عن طريق صلوات الأجبية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 2:03 am



    26- وجبة روحية دسمة

     

    شبه أحد الآباء صلوات السواعي في الأجبية بوجبة دسمة ووليمة عرس فاخرة فيقول:

    مقدمة الصلاة هي لباس العرس الذي يؤهلنا ويوجه أفكارنا وأحاسيسنا إلى التمتع بأطايب هذه الوليمة، وهذا اللباس مكون من ثوب ومنطقة وحذاء.

    · فالثوب هو الصلاة الربانية المهداة لنا من رب الوليمة نفسه الذي أوصانا وقال: "متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات" (لو 11: 2). ثوب يغطى كل احتياجاتنا من عند الرأس إلى القدمين، يغطى شئون ابتهالنا إلى الله وشئون أنفسنا ومن يحيطون بنا، ثوب كامل يطيب للنفس النقية أن ترتديه في هدوء (دون تعجل) وبعناية (دون إهمال) وببهجة (دون ملل)

    · والمنطقة هي صلاة الشكر التي ينبغي أن تحيط بالمسيحي إحاطة تامة في كل أموره وصلواته "شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح (أف 5: 20) إذ بها يعترف الإنسان بالفضل لله على كل شيء، ويخلي نفسه من كل شيء، ويربط كل حواسه بالإقرار القلبي أن كل المعونة والستر والنعمة والحفظ هي من عند ضابط الكل الرب إلهنا.
 

    · أما عن الحذاء فإنه مزمور التوبة "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك، ومثل كثرة رأفتك" هو انسحاق وندم واستغفار عما لحق الإنسان من أقذار العالم، وبذلك يمكننا أن نستعمله ليعيننا على المسير في برية هذا العالم دون أن تنجرح أقدامنا، فهو بمثابة الحذاء الروحي للمؤمن يلبسه علامة على رفضه زلات القدم إذ قد قدم مشاعر التوبة والحزن والندم.

    هذا هو لباس الوليمة السمائية، به يدخل المصلى إلى أطايبها الروحية فيجد فيها:

    1- طعامًا شهيًا             2- خبزًا سمائيًا             3- ماءً نقيًا
 
    1- طعامًا شهيًا:

    على المائدة الروحية أطعمة شهية كثيرة ومتنوعة يقدمها داود المرنم الحلو في مزاميره العميقة فهذا مزمور للتمجيد وذاك للتسبيح وثالث للشكر وآخر للتأمل وغيره لطلب المعونة... الخ

    وهكذا تمتلئ الوليمة الروحية بأعظم الأطعمة الشهية التي أوصى بها الله نفسه.   فلا تكتفي يا ولدى برؤيتها فقط، بل خذها لنفسك، كلها جيدا دون تسرع بل في اتقان ولذة تجدها في فمك فائقة الحلاوة، وستكون في داخلك جزيلة الفائدة.
 
    2- خبزًا سمائيًا:

    وبجانب هذه الأطعمة الروحية الشهية تجد خبزا سمائيًا تختم به تأملاتك الروحية في المزامير وهو عبارات الإنجيل التي تسند تأملاتك الروحية لأنها تناسب زمن الصلاة وتقوى عزيمتك المقدسة، فيا ليتك تصلى الإنجيل بتأن وفهم لكي تعمل عباراته بعمق في حياتك.

    فإذا طابت نفسك بشهيات العتيقة (المزامير) وتمتعت ببركات الحديثة تجد في الوليمة.
 
    3- ماءً نقيًا:

    تأملات مطابقة لزمن الصلاة في هيئة قطع من الصلوات الآبائية ترطب بها جوفك وتؤكد دخول كلمات الصلاة والتأمل داخل حياتك، فخذ من هذا الماء النقي في تؤده دون تسرع لكي تنال الفائدة العميقة والغذاء الروحي النافع.

    · إن لهذه الوليمة يا بنى جوًا روحانيًا بديعًا فائق الروعة.

    · ففيها عطور التقديس والإيمان: ترتل تقديسات وتردد قانون إيمان الآباء، وهذه عطور ثمينة ذات روائح جزيلة العظمة، يحس خلالها المسيحي أنه لا يصلى وحده بل مع الملائكة يقدس ومع الآباء القديسين يؤمن ويسبح ويمجد. والقداسة والإيمان روائح زكية طاهرة نقية جزيلة الفائدة والبركة.
 
    · بخور زكى الرائحة:

    وفى الوليمة بخور زكى الرائحة، صلوات متماثلة متصاعدة إلى فوق في ترتيب كنسي بديع.

    فتردد كثيرا صلاة "يا رب ارحم" ولن يكفينا العمر كله في ترديد وطلب الرحمة الحنونة من إلهنا المحب، فليكن تكرارها في صلاتك بخورًا روحيًا جميلًا، لا ترديد بدون فهم، أطلب الرحمة لنفسك في كل أمورك وللآخرين أيضًا، حدد في كل مرة أمرًا ترجو فيه مراحم الرب.

    + يا رب ارحم من أفكاري الشريرة.

    + يا رب ارحم فلان في ضيقته.

    + يا رب ارحم أولادك من تيار الشر والخطية.

    + يا رب ارحم كنيستك من كل شر.

    وهكذا يتصاعد بخور صلواتك واحدًا في منظره ولكنه متنوع فيما يحمله من طلبات الرحمة ليرتفع مقبولًا أمام الرب.
 
    · ضياء الوليمة:

    ها قد استنار عقلك وقلبك من حسن ما لبست وشهى ما تناولت وطيب ما تمتعت. فلنختم الوليمة، بالضياء هو الصلوات الأخيرة القلبية الخاصة (الارتجالية) تحدث الله حبيبك عن كل آمالك وآلامك، إنها همسات القلب من الأعماق، شكرا ومحبة وفرحا وتسبيحا وتوبة وطلبا وعزما صالحا على السير مع الله حتى النهاية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 2:05 am



    27- حديث مُتبادَل مع الله

     

    نلاحظ في الصلاة بالمزامير أن المزمور يبدأ بالطلب، ولما يحس المرنم بالاستجابة ينهى المزمور بالشكر، مما يدل على حديث متبادل  وشعور متبادل بين المرنم والله، والأمثلة على ذلك كثيرة منها:-
 
    مزمور 3:

    يبدأ المزمور بالقول "يا رب لماذا كثر الذين يحزنونني. كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه".
 

    ثم تنتهي بالقول "بصوتي إلى الرب صرخت فاستجاب لي من جبل قدسه... ضربت كل أعدائي على الفك. هشمت أسنان الأشرار. للرب الخلاص وعلى شعبه بركته. هلليلويا".
 
    مزمور 4:

    يبدأ بالقول "إذ دعوت استجب لي يا إله برى.. في الشدة فرج عنى" في آخره يقول "الرب يستجيب إلى إذا ما صرخت إليه... أعطيت سرورا لقلبي".
 
    مزمور 6:

    في أوله يقول "يا رب لا تبكتني بغضبك ولا تؤدبني بسخطك. تعبت في تنهدي أعوم كل ليلة سريري وبدموعي أبل فراشي".

    وعندما شعر المرنم بقبول صلاته واستجابتها في ختام المزمور قائلًا "ابعدوا عنى يا جميع فاعلي الإثم لأن الرب قد سمع صوت بكائي الرب يسمع صوت تضرعي الرب لصلاتي قبل".
 
    مزمور 12:

    يبدأ بالقول "حتى متى تنساني يا رب إلى الانقضاء. حتى متى تصرف وجهك عنى"ولكن حينما أحس المرنم بمساندة الرب له في ضيقاته أنهى المزمور بقوله "يبتهج قلبي بخلاصك. أسبح للرب المحسن إلى وأرتل لأسم الرب العالي".
 
    مزمور 29:

    يقول في أوله "إليك يا رب اصرخ وإلى إلهي أتضرع..  ولما أتته الإجابة من الرب قال: سمع الرب فرحمني. حولت نوحي إلى فرح. مزقت مسحي ومنطقتي سرورًا".
 
    مزمور 53:

    يقول في أوله:"اللهم باسمك خلصني وبقوتك احكم لي. استمع يا الله صلاتي وأنصت إلى كلام فمي". ولما جاءه الرد أنهى المزمور بقوله "اعترف لأسمك يا رب أشكرك لأنك صالح. لأنك من جميع الشدائد نجيتنا".
    مزمور 84:

    يقول في أوله "اصرف غضبك عنا فهل إلى الأبد تغضب علينا أو تواصل رجزك من جيل إلى جيل". وفجأة يقول "أنى أسمع ما يتكلم به الرب الإله لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولقديسيه وللذين رجعوا إليه بكل قلوبهم لأن خلاصه قريب من جميع خائفيه".

    وهكذا نجد الحوار المتبادل بين المرنم يبدأ مزموره بالضيق والألم والصراخ، وبين الله الذي يسمع له ويفرج ضيقته فينهى مزموره بالشكر والتهليل لله السامع المجيب لكل صلاة "يا سامع الصلاة إليك يأتي كل البشر" (مز 65: 2) وإلى جانب هذا نجد مزامير بأكملها يتحدث فيها الله للإنسان ويطمئنه ويعزيه وينصحه ويرشده مثل مزمور:

    "يستجيب لك الرب في يوم شدتك ينصرك اسم إله يعقوب. يرسل لك الرب عونا من قدسه ومن صهيون يعضدك. يذكر جميع ذبائحك ويستسمن محرقاتك يعطيك الرب حسب قلبك ويتمم كل مشيئتك" وغير ذلك أمثلة كثيرة من هذا النوع.





    28- شكر لله على خلاص المسيح على الصليب

     

    11- صلوات الأجبية تتحدث كثيرا عن الخلاص الذي صنعه المسيح على الصليب وتسبح الله وتشكره على ذلك:

    يظهر خلاص المسيح واضحا جليا في صلوات الساعة السادسة والتاسعة حيث تم الخلاص على الصليب في هذا الوقت بالذات، وتتكرر كلمة الخلاص كثيرا في هاتين الساعتين وإليك بعض الأمثلة:-
 
 سيح - صليب الألفية للفنان فريدريك هارت
    من الساعة السادسة:
    مزمور 53:

    "أرسل من السماء فخلصني. أرسل الله رحمته وحقه وخلص نفسي من بين الأشبال".
    مزمور 84:

    "الرحمة والحق تلاقيا. العدل والسلام تلاءما. الحق من العدل أشرق والعدل من السماء تطلع".

    وكل هذا طبعًا حدث على الصليب حينما أوفت رحمة الله للعدل الإلهي كل حقوقه بموت المسيح الكفاري عن الإنسان الخاطئ، وبذلك نال الإنسان الخلاص والصلح والسلام من الله.

    + كذلك قطع الساعة السادسة مفعمة بالكلام عن الخلاص والفداء وتقديم الشكر لله على ذلك "صنعت خلاصًا في وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب فلهذا كل الأمم تصرخ قائلة "المجد لك يا رب".. نسجد لشخصك غير الفاسد أيها المسيح إلهنا لأن بمشيئتك سررت أن تصعد على الصليب لتنجى الذين خلقتهم من عبودية العدو .  . نصرخ إليك ونشكرك لأنك ملأت الكل فرحًا أيها المخلص لما أتيت لتعين العالم يا رب المجد لك".
 
    صلاة الساعة التاسعة:

    تتكرر فيها مشاعر الفرح والشكر لله على خلاصه العجيب على الصليب، ويكثر المرنم من تقديم التمجيد والتسبيح اللائقين بالمخلص العظيم...
    مزمور 95:

    "سبحوا للرب تسبيحًا جديدا ... بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه، حدثوا في الأمم بمجده وفي جميع الشعوب بعجائبه... قدموا للرب مجدا وكرامة.. قولوا في الأمم أن الرب قد ملك على خشبة . فلتفرح السماوات وتبتهج الأرض".
    مزمور 96:

    "الرب قد ملك (على الصليب وعلى القلوب) فلتتهلل الأرض. لتفرح الجزائر الكثيرة. هللوا أمام الرب الملك " .

    "أعبدوا الرب بالفرح أدخلوا أمامه بالتهليل...".

    + أما قطع الساعة التاسعة فتفيض بمشاعر الشكر الحقيقي على الخلاص الذي صنعه الرب على الصليب: أيها القادر على كل شيء والمحتمل كل شيء. اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك.

    وفى التحليل يقول "يا الله الآب أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي بظهوره خلصتنا وأنقذتنا من عبودية العدو.

    وهكذا نرى الشكر والفرح الذي تفيض به صلوات الأجبية بهذا الخلاص العظيم الذي صنعه الرب على الصليب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 2:08 am



    29- للصلاة بالأجبية فوائد روحية عديدة

     
 

    نصلى بالأجبية ونهتم بها ونواظب عليها،

    لأنها تعلمنا حياة الإيمان،

    وتبث في قلوبنا السلام والطمأنينة بكثرة ما نردده أثناء الصلاة من مواعيد الله الغالية والثمينة، الصادقة والأمينة.

    وبالإجمال فصلاة الأجبية تعلمنا دروسا عديدة يعجز الإنسان عن حصرها كلها.

    فلنواظب يا أخوتي على الصلاة بالأجبية على قدر طاقتنا،

    حتى لا تفوتنا كل هذه البركات والفوائد التي ذكرناها والتي لم نذكرها،

    ولا نسمح للخداع القائل بأن الإنسان يستطيع أن يصلى صلوات شخصية أو ارتجالية أقوى وأعمق من صلوات الأجبية،

    فهذا محض خيال.

    وكما رأينا فإن صلوات الأجبية تهيئ الإنسان،

    وتعلمه كيف يقدم لله صلوات موضوعة بالروح القدس،

    وعلى ضوء ما فيها من وعود إلهية وطلبات روحية عميقة.





    30- التسبيح بالمزامير بداية حياتنا في السماء

      
    خدمة السواعي هي مدرسة المؤمن التي بواسطتها يصل إلى الهدف الذي يسعى إليه، لأن الكنيسة تمثل جماعة تسبيح كاملة لا يفوقها سوى السماء ذاتها. إن التسبيح يجعلنا نحيا حياة السماء ويعدنا لها، وكونه يعدنا لحياة السماء فما ذلك إلا لأن التسبيح بالمزامير هنا يحوى في جوهره التسبيح هناك.

    ومنذ البداية فجوهر التسبيح هو تلاوة وتراتيل المزامير، والأهمية التي أعطاها آباؤنا القديسون لهذا الأمر يمكن تجاهلها.

    + فيوحنا كاسيان عند زيارته لرهبان مصر كون فكرة بأن عمل الراهب هو الصلاة، وذلك بحفظ المزامير وتلاوتها مع التأمل فيها.

    وله تعبير يثير الإعجاب في وصفه لمعرفة الرهبان العقلية للمزامير وشدة تفاعلهم مع كلماتها فيقول "إنهم عندما يتلون المزامير يظهرون كما لو كانوا يرتجلون (أي كأنها من تأليفهم وصياغتهم)".
     





    31- قراءة الكتاب المقدس والصلاة هما شهيق وزفير

      
    قراءة الكتاب المقدس والصلاة هما شهيق وزفير.

    إن العلاقة بين قراءة الكتاب المقدس وتلاوة المزامير والصلاة بها بفهم واضحة، فإن كان التدريب الأساسي للمؤمن هو الإصغاء لكلمة الله في دراسة الكتاب المقدس فإن التدريب الذي يكلمه هو أن يتعلم الإجابة لله في صلوات المزامير.

    وهكذا نجد أن القراءة الروحية في الكتاب المقدس والصلاة بالمزامير هما عمليتا تنفس المؤمن، هما شهيق وزفير القلب الروحاني النقي وكما أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون عملية تنفس الهواء، وكذلك لا يستطيع أن يحيا روحيًا بدون الكتاب المقدس والصلاة.





    32- أهمية معرفة المؤمن لمعاني المزامير

     
 
    يجب أن يكرس المؤمن بعض وقته وجهده لكي يتعمق في معرفة المزامير من حرفها إلى روحها، أن المزامير لا يمكن أن تفهم أو تمارس كما يجب ما لم يبذل فيها جهد، وأي شخص يرفض بذل هذا الجهد لا يستطيع ممارسة الصلاة بالمزامير كما ينبغي.

    ولعل هذا هو السبب في شكوى الكثيرين من عدم قدرتهم على الصلاة بالمزامير، ولكن السبب الحقيقي أنهم غير جادين في ممارسة الصلاة بالمزامير أو الاقتراب منها.

    وللوصول إلى معرفة المزامير ومعانيها وأعماقها يلزم الإنسان معرفة تاريخية كاملة عن كل مزمور، من قاله ومتى قيل والمناسبة التي قيل فيها ولمعرفة كل هذا يجب قراءة تفاسير وتأملات الآباء في المزامير، أو على الأقل التفاسير الحديثة للمزامير ذات الطابع الأرثوذكسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 2:10 am



    33- تلاوة المزامير بروح العهد الجديد

      

    علينا أن نتفهم المعنى الساري في بعض المزامير وهو مفهوم القتال، ولعل هذا ما يتعلل به البعض في إحجامهم عن الصلاة بالمزامير قائلين أنها لا تناسب روح العهد الجديد روح المحبة والتسامح لما تحمله من رائحة الحرب والقتال وطلب الانتقام مثال:

    لأنك ضربت كل من يعاديني باطلا. أسنان الخطاة سحقت (مز2).

    دنهم يا الله وليسقطوا من جميع مؤامراتهم وككثرة نفاقهم استأصلهم لأنهم قد أغضبوك يا رب (مز5).

    خلصني يا رب فان البار قد فنى....

    شفاة غاشة في قلوبهم يستأصل الرب الشفاة الغاشة واللسان الناطق بالعظائم (مز11).

    ليخز ويخجل طالبو نفسي، وليرتد إلى الخف الذين يبتغون لي الشر وليرجع بالخزي سريعًا القائلون لي نعما نعما (مز69).

    العدو قد أضطهد نفسي وأذل في الأرض حياتي...

    أنقذني من أعدائي يا رب فإني لجأت إليك (مز 142) وغير ذلك الكثير.

    والعهد الجديد عهد النعمة والمحبة والتسامح يدعونا لإحلال الفكر الجديد محل القديم، فإذ لم يعد لنا أعداء منظورين يهاجموننا ويضايقوننا، فلا يزال أعداؤنا غير المنظورين أي الشياطين لا يتوانون عن مقاومتنا ملتمسين هلاكنا، ونحن نصرخ إلى الله أن يبيدهم بنسمة فيه وينقذنا من شرهم.

    وبهذا نصلي المزامير بروح العهد الجديد وليس لنا أعداء إلا الشياطين وشهوات الخطية وإغراءاتها، ونحن نلتمس من الرب النصرة على هؤلاء الأعداء المحيطين بنا جميعًا.





    34- يا لروعة الصلاة بالمزامير

      
    كيف ينتفع الإنسان بكنوز صلاة المزامير التي لا تنفَذ؟

    الشرط الأساسي لحدوث هذا هو أن يكتشف الجمال الذي لا نظير له الذي تحويه المزامير.

    أن كان الكتاب المقدس يشرح خطط الله الأزلية في خِلْقَة الكون وتدبيره فالمزامير هي بلورة وتكثيف لهذا العمل في كون صغير من التسابيح الشفافة.

    أن روعة المزامير ستنقل المؤمن تلقائيًا من الجمال المشتت المبعثر هنا وهناك إلى الجمال المصدر الجمال الفائق. الله.

    وجمال المزامير اللفظي لا ينفصل عن جمالها الروحي لأن الاثنين ممتزجان معًا كومضات الفجر مع أشعة النهار البيضاء.

    إن نور المزامير بتلاوتها وتنغيمها يُنير حياة المؤمن ويفرحنا، كما ملأت المزامير حياة أبائنا القديسين بالفرح إذ أشيعت نفوسهم بتدبير المسيح الخلاصي ونصرته على الشياطين عدوهم الأول وعلى الموت عدوهم الأخير.

    فعلى المؤمن أن يكسب حياته هو في المزامير حتى إذا رتلها يكون معبرا عن مشاعره الشخصية في الكلمات التي تنطق بها شفتاه.

    المزامير تقود المؤمن الذي يتعمق فيها حتى يتقابل قلبه مع القلب المطعون الذي للمخلص، تقوده إلى ذلك القلب الذي هو شمس ونور كل القلوب حيث يهمس له الروح بلا توقف:

    اذهب إلى الله....

    وهو يجيب من الأعماق: ها أنا ذاهب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 2:10 am



    35- الأسباب التي دعت الكنيسة إلى استخدام المزامير في الصلاة

     

    لقد اختارت الكنيسة سفر المزامير لتستعمله في كافة صلواتها، وعلى امتداد اليوم كله لأسباب كثيرة منها:
 
    1- لقد جمع داود في شخصه اختبارات عجيبة، فهو راعى الغنم الفقير، وهو الملك العظيم، وهو النبي الملهم وهو القديس الذي حلق في سماء الروحيات، وهو الإنسان الذي سمح الرب بسقوطه في خطيئتين شنيعتين أذلتاه، ولأجلهما ظل يبكى ويبل فراشه بدموعه.

    فنحن في المزامير نجد اختبارات كثيرة لابد أنها توافق نفسياتنا واحتياجاتنا.

    2 - المزامير خرجت من قلب إنسان تطهر فعلا بالتوبة، وجاهد من أجل حياة الروح جهادا عظيما يجدر بنا أن نتطلع إليه ونتعلم منه.

    3- المزامير ولو أن قائلها داود وإليه تنتسب، لكنها هي أيضا كلام الله قاله داود بالروح القدس حتى أن السيد المسيح قال:

    "قال داود بالروح" (مت 22: 43)،

    وحينما نصلى بالمزامير فنحن نكلم الله بكلامه، فهل يوجد أعظم من هذا؟!

    انه أضمن للمحامي حينما يترافع عن متهم أن يترك عنه كلامه الخاص ويكلم القاضي بنصوص القانون لأن القاضي ملتزم به، أليس هذا هو ما نلمسه في المزامير التي تتضمن عدل الله ومحبته للبشر ورحمته ووعوده الكثيرة الثمينة لبنى الإنسان.

    4- المزامير تحتوى على عنصر التسبيح واضحًا جدًا فيها والتسبيح هو لغة الملائكة والروحانيين، بينما صلواتنا الارتجالية التي نصليها غالبًا ما تكون صلوات نفعية فهي طلبات متراصة وغالبا ما تكون خالية من هذا العنصر الهام عنصر التسبيح والتمجيد لله.

    5- والمزامير فوق هذا كله مادة عجيبة للتأمل، فهي تتيح للذين يصلونها بالروح وبتأن تأملات رائعة حقا لا يمكن إلا أن يكون مصدرها روح الله.

    فهل بعد هذا تحتاج إلى برهان أو دليل على قوة المزامير وجزيل نفعها للذين يصلون بها.  . اسمع قول مار اسحق:

    "ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح" وقول القديس نيلس السينائي "دوام على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين".

    وقول العظيم في البطاركة أثناسيوس الرسولي:

    "التسبيح بالمزامير دواء لشفاء النفس".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 2:11 am



    36- فائدة الصلاة حسب نظام معين موضوع

     

    إذا لم يكن لنا نظام معين أو قانون منتظم في صلواتنا وتركنا لأنفسنا الحرية لنصلى متى أحسسنا بالرغبة في الصلاة، فإن هذا يمثل خطرًا كبيرًا على حياتنا الروحية وينتهي غالبا إلى الإهمال الكلى للصلاة, حيث أن الصلاة من أصعب الممارسات الروحية على الجسد الذي يميل دائما إلى الراحة أو الانشغال بالأمور المادية التي تناسب طبيعته، لذلك لما سئل القديس أغاثون "أي فضيلة أعظم في الجهاد؟" أجاب "ليس جهاد أعظم من أن نصلى دائما لله، لان الإنسان إذا أراد أن يصلى كل حين حاول الشياطين أن يمنعوه, لأنهم يعلمون بأن لا شيء يبطل قوتهم سوى الصلاة أمام الله. كل جهاد يبذله الإنسان في الحياة ويتعب فيه لابد أن يحصد منه الراحة أخيرًا إلا الصلاة، فإن من يصلى يحتاج دائمًا إلى جهاد حتى آخر نسمة" (عن بستان الرهبان).

    لذلك أجمع الآباء القديسون على وجوب الالتزام بقانون منظم لأنهم رأوا أن هذا الأمر يناسب الجميع ولاسيما المبتدئين في حياتهم الروحية حتى يتعودوا على النظام في صلواتهم مما يساعدهم في حياتهم الروحية عمومًا، ويقول القديس جيروم "يجب أن نعين أوقاتًا للصلاة حتى إذا حدث وانشغلنا بأي عمل فإن الوقت نفسه يذكرنا بواجبنا".

    ومن ذلك نستنتج أن ارتباطنا بقانون محدد للصلاة هو عون لنا، فأكثرنا يحتاج إلى نوع من الدافع أو المشجع للصلاة، وهذا ما يحققه هذا النظام ويجعلنا ننتظم في تأدية واجباتنا الروحية وإلا أصبحنا مهملين وكاسرين للقانون الروحي الموضوع لنا من آبائنا الروحيين وهذا يعتبر خطية يجب التوبة عنها والاعتراف بها "لأن مَنْ يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له" (يع 4:17)، والصلاة هي حسنة الحسنات التي يجب أن نهتم بها ونعملها بكل اجتهاد ونشاط.

    أن أكثر ما يهم الله هو أن تتحرك إرادتنا نحوه ونسعى للاقتراب إليه والالتصاق به باستمرار، واتخاذنا قاعدة محددة أو نظام معين للصلاة نرتبط به ونعمل جهدنا للالتزام به هو في حد ذاته تصميم على الصلاة والتحدث إلى الله بانتظام بغض النظر عن الحالة الروحية التي نكون عليها، وقانون الصلاة هو بمثابة عهد لاستمرار الإنسان في الصلاة وأن يكون أمينا إلى الموت رغم كل الظروف والمعوقات، وواضح أن ربط أنفسنا بهذا القانون هو بمثابة عمل من أعمال الإرادة البعيدة الأثر، وهو أفضل من ترك أنفسنا نصلى حينما نشعر بتأثير عارض، لأنه مهما يكن هذا التأثير قويا في حينه فإنه سيضعف ويزول بعد فترة دون أن يترك أثرا.

    أن الرب يسوع المسيح ركز كثيرًا في وصاياه على وجوب الصلاة والمواظبة عليها باستمرار مثل قوله "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مت 26: 41)

    ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل (لو 18: 10) كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه (مت 21: 22) ووصايا معلمنا بولس الرسول "حارين في الروح.  . عابدين الرب... مواظبين على الصلاة ( رو 12: 11، 12) فيها بالشكر" (كو 4 : 2). وغير هذا كثير.

    فإن أصابت الإنسان حالة فتور أو جفاف روحي وضاعت منه كل أهداف الصلاة يكفيه أن يحتفظ بهذا وهو أنه يصلى لأن الرب أوصى بالصلاة وكرر هذه الوصية كثيرًا وركز عليها، وهو يصلى كابن مطيع لوصية أبيه السماوي، وبذلك يحتفظ بقانونه في الصلاة ولا يتخلى عنه مهما كانت الظروف، والله الطيب المحب يعطيه ما يشاء من تعزيات وزيارات النعمة في الوقت الذي يريده وبالطريقة التي يختارها حينما يراه أمينا في صلواته وجهاده، دون أن يجعل المصلى هذه التعزيات وزيارات النعمة هي هدف صلواته ومركزها لأن ملكوت الله لا يأتي بمراقبة (لو 17: 20) "ولأنه ليس بكيل يعطى الله الروح" (يو 3: 34 ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 2:13 am



    37- الرب يسوع المسيح هو مثلنا الأعلى في الصلاة وترتيبها

     

    الرب يسوع المسيح هو معلم الصلاة العظيم الذي كان في أيام تجسده يكثر من الصلاة والتحدث مع الآب والشركة القوية معه. الذي يقضى الليل كله في الصلاة (لو 6: 12)

    وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون (لو 22: 39) وكان يخرج طبعًا إلى الجبل للصلاة والمناجاة.

    ومع ذلك فقد ذكرت عنه الأناجيل أنه صلى في أوقات معلومة وبطريقة مرتبة:
 

    + فقد كان يصلى في الصباح الباكر كما هو مكتوب "وفي الصباح باكر جدا قام وخرج إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك" (مر 1: 35).

    + صلى الرب يسوع في وقت الساعة السادسة وهو معلق على عود الصليب طالبا الغفران لصالبيه قائلًا: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34) .

    + كما صلى في وقت الساعة التاسعة مسلمًا روحه الطاهرة في يدي الآب قائلًا: "يا أبتاه في يديك استودع روحي" (لو 23: 46).

    + وكان يصلى في المساء بعد أن يقضى اليوم كله في التعليم وشفاء المرضى وعمل الخير، فقد كتب عنه " وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليصلى. ولما صار المساء كان هناك وحده " (مت 14: 23)

    + صلاة نصف الليل حددها في بستان جثسيماني بثلاث خدمات متتالية كما ذكر عنه الإنجيلي متى قائلًا: "حينئذ جاء معهم إلى ضيعة يقال لها جثسيماني... ثم تقدم قليل وخر على وجهه وكان يصلى... ثم مضى ثانية وصلى.. فتركهم ومضى أيضا وصلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه، ثم جاء إلى تلاميذه وقال لهم ناموا الآن واستريحوا" (مت 26: 36-45).

    وهكذا أمرهم بالنوم بعد أن صلى الثلاث خدمات التي لصلاة نصف الليل.

    وعن أهمية صلاة نصف الليل ذكر مثل العذارى الحكيمات الذي قال فيه "وفي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس قد أقبل فقمن والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأغلق الباب" (مت 25: 6-10) وفي نهاية المثل قال الرب ناصحا لنا "فاسهروا إذن لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان" (مت 25: 13).

    وأشار أيضًا إلى صلاة نصف الليل بخدماتها الثلاث في حديثه عن العبيد الأمناء بقوله " طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين، الحق أقول لكم انه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم، وإذا أتى في الهزيع الثاني أو الثالث ووجدهم يفعلون هكذا فطوبى لأولئك العبيد" (لو 12: 27)، وهذا الفصل من الإنجيل يقرأ دائما في الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل.

    وفي مكان آخر ينصحنا الرب بالسهر والصلاة قائلًا: "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مت 26: 41) لأن الصلاة تجعل الرب يسندنا وينجينا من التجارب التي هي فوق طاقتنا.

    + كما كان الرب يسوع متعودا على الذهاب إلى المجامع في السبوت للصلاة وسماع التعليم كما كتب عنه لوقا الإنجيلي "ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ" (لو 4: 16).

    + وفي مثل الفعلة ذكر الرب يسوع أن صاحب الكرم استأجر فعلة للعمل في كرمه في الصباح (باكر) وفى الساعة الثالثة وفي الساعة السادسة وفي الساعة التاسعة وفي الساعة الحادية عشرة (الغروب) وأعطى الجميع أجرتهم (مت 20: 1 - 16) وهكذا ذكر الرب معظم ساعات الصلاة الطقسية الرسمية اليومية كتنبيه لممارستها والقيام بهذا العمل المقدس. . والله الذي لا ينسى تعب المحبة وجهاد الفضيلة يعطى الأجر مضاعفًا لكل المجاهدين الأمناء.

    وهكذا وضع لنا الرب يسوع أساسًا متينًا للصلاة والعبادة في أوقات محددة وساعات معينة حتى يكون كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب (1 كو 14: 4) لأن "إلهنا إله سلام (ونظام) وليس إله تشويش" (1 كو 14: 33) وقد ترك لنا مثالا لكي نتبع خطواته (1 بط 2: 12).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النهيسى
الادارة العامة
الادارة العامة
النهيسى


عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 15/05/2014

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية    كتاب روحانية الصلاة بالأجبية   I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 2:14 am



    38- اهتمام الكنيسة الأولى بصلوات الساعات

     

    اهتمت الكنيسة المسيحية الأولى منذ نشأتها بالصلاة بالمزامير وصلوات الساعات في أوقاتها كما تعلموا من سيدهم ومعلمهم رب المجد يسوع، فقد كتب عن الرسل والتلاميذ وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة... مسبحين الله ولهم نعمة لدى جميع الشعب (أع 2: 46).

    ‏كذلك كان الرسل والتلاميذ في العلية، يواظبون على التسبيح وصلوات الساعات وحينما حل عليهم الروح القدس في يوم الخمسين كانوا يصلون صلاة الساعة الثالثة بدليل ما قاله معلمنا بطرس في عظته الأولى بعد حلول الروح القدس مباشرة "فوقف بطرس مع الأحد عشر ورفع صوته وقال لهم أيها الرجال اليهود الساكنون في أورشليم أجمعون، ليكن هذا معلوما عندكم وأصغوا إلى كلامي لأن هؤلاء ليسوا سكارى كما أنتم تظنون لأنها الساعة الثالثة من النهار..." (أع 3:14- 17).

    ‏كان الرسل أيضا يمارسون صلاة الساعة السادسة في وقتها، فمكتوب أنه عندما أرسل كرنيليوس خدامه ليستدعى بطرس الرسول كما أمره الملاك "وفيما هم يسافرون ويقتربون إلى المدينة صعد بطرس على السطح ليصلى نحو الساعة السادسة وبينما هو يصلي أظهر الرب رؤيا ذهب بعدها إلى بيت كرنيليوس وكلمهم عن الرب يسوع المسيح فحل عليهم الروح القدس فآمنوا واعتمدوا أجمعين (أع 10)".

    ‏كذلك مارس الرسل صلاة الساعة التاسعة كما هو مكتوب "وصعد بطرس ويوحنا إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة" (أع 3:1) وهناك شفيا الرجل الأعرج من بطن أمه.

    وكان كرنيليوس التقى يمارس هذه الصلاة كما ذكر سفر الأعمال "فقال كرنيليوس منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائما وفي الساعة التاسعة كنت أصلي في بيتي وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع وقال يا كرنيليوس سمعت صلاتك وذكرت صدقاتك أمام الله، والآن فأرسل إلى يافا واستدع الملقب بطرس" (أع 10: 3).

    كذلك مارس الرسل صلاة نصف الليل حتى في أشد ساعات الضيق والسجن والألم، فقد كتب عن الرسولين بولس وسيلا أنهما كانا يبشران في مدينة فيلبى "قام الجمع عليهما ومزق الولاة ثيابهما وأمروا أن يُضْرَبَا بالعصا فوضعوا عليهما ضربات كثيرة وألقوهما في السجن.. . ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما، فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن" (أع 16 :23 -26) ".

    St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

    أما عن صلوات باكر والنوم فقد أمرت الدسقولية الأسقف قائلة "أيها الأسقف علم شعبك أن يلازموا الكنيسة باكر وعشية للصلاة ولا يتخلفون عن ذلك".

    وقد جاء في القانون 47 ‏من قوانين الرسل ذكر مفصل لصلوات السواعي كالآتي:

    ‏كل مؤمن أو مؤمنة إذا قاموا في ‏الغداة من قبل أن يعملوا شيئا فليغسلوا أيديهم ويصلوا إلى الله ثم يلتفتون إلى أعمالهم.

    ‏وإذا كنت في بيتك فَصَلِّ الثالثة وسبح الله " وان كنت في موضع آخر وحضر ذلك الوقت فصل بقلبك إلى الله. لأن في تلك الساعة مضى المسيح لِيُسَمَّر على الخشبة، ولأن في العتيقة (العهد القديم) كان الناموس يأمر أن يرفع خبز التقدمة في الساعة الثالثة مثالا لجسد المسيح ودمه الأقدسين.

    ‏صلى الساعة السادسة, لأن لما علق المسيح على الخشبة. انقسم ذلك اليوم وكانت ظلمة ء فلنصل في هذه الساعة صلاة قوية متشبهين بالذي صلى (طالبًا الصفح والغفران لصالبيه).

    ليصنع المؤمنون صلاة عظيمة في الساعة التاسعة وتسبيحات لتعلم المثال كيف أن أنفس الأبرار تبارك الله الذي ذكر قديسيه وأرسل لهم ابنه الوحيد لينير عليهم (عند موت المسيح في الساعة التاسعة نزلت روحه إلى الجحيم، وخَلَّصَت الذين ماتوا على رجاء، واقتادتهم إلى الفردوس بعد فتحه)، ولأنه في تلك الساعة أيضًا طعن المسيح في جنبه وخرج منه دم وماء (دليل الحياة).

    ‏أيضا إذا انقضى النهار وبدأت في يوم آخر صل قبل أن تريّح جسدك على مضجعك.

    وحين تقوم في نصف الليل اغسل يديك بماء وصلِ، إن كانت لك زوجة فصليا معا، لأن الرب قال: وفي نصف الليل كان صوت ها قد جاء العريس فاخرجوا للقائه.

    ‏وحين تقوم وقت صياح الديك (وقت الفجر أو السحر) فصل لأن بني إسرائيل قد جحدوا المسيح عند صياح الديك.

    ‏وقد جاء ذكرها أيضا في القانون 67 ‏ من قوانين الرسل كما يأتي:

    ‏إذا قمتم باكرًا صلوا، وصلوا في الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة وصلوا في العشاء وفي الوقت الذي يصيح فيه الديك.

    ‏أما باكرًا فلأن الله أنار علينا وجرد الليل وأتى لنا بالنهار. والساعة الثالثة لأنها الساعة التي قضى فيها بيلاطس على الرب. والسادسة لصلب الرب في هذه الساعة. وفي التاسعة أسلم الرب الروح في يديّ الآب، وفي الليل تشكرون الرب لأنه دفع لكم الليل راحة من التعب الذي في النهار، وفي وقت صياح الديك (وقت السَّحَر) لأنكم قد بشرتم أن في تلك الساعة يبدأ ظهور النهار "ولكي تلتفتوا إلى أعمالكم وإلى أعمال النور فتصنعوها".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب روحانية الصلاة بالأجبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
»  الطريقة المُثلى للصلاة بالأجبية
» روحانية الصوم
» فكيف نعيش روحانية عيد الصعود؟
» أسبوع الآلام هو أقدس أيام السنة, وأكثرها روحانية….
» كتاب مثل الزارع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات  :: القسم الروحى :: قسم المواضيع المسيحية المتنوعة-
انتقل الى: