| من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:05 pm | |
| من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس د خرافة إنجيل برنابا أ. حلمي القمص يعقوب
س ما هي قوة وتأثير الكتاب المقدس على الأشخاص والشعوب؟
1- كلام الله يغيّر الأشرار: لمسنا من القصص السابقة قوة تأثير الكتاب المقدس على الأشخاص والشعوب، ولا يمكن أن يُقبل خاطئ إلى الله إلاَّ عندما يعرف محبة الله له المُعلَنة في كتابه المقدس، فكلام الله هو الذي غيَّر موسى الأسود من إنسان لص قاتل إلى رئيس للآباء، وغيَّر مريم المصرية من إنسانة خاطئة مستهترة إلى سائحة، وغيَّر أغسطينوس الفاجر إلى قديس عظيم طالما أشبعنا بتأملاته الرائعة في كلمة الله.. حقًا إن الكتاب المقدس هو باب الرجاء لكل نفس تائهة في بحور هذا العالم، لأنه يقدم لها الله الخالق المحب العادل الراعي المعطي الملكوت بسرور، وعندما يُسلِط الكتاب أنواره الكاشفة على الشر والخطية والفساد فإنها تهرب مثل الثعابين والحيات التي لا تطيق النور الباهر.
2- الكتاب المقدس هو صانع القديسين، فلم يوجد قديس واحد لم يتتلمذ على الكتاب، وآية واحدة منه صنعت من أنطونيوس أبًا للرهبان وكوكبًا للبرية.. حقًا إن هناك مشاهير في التاريخ لم يتتلمذوا على الكتاب المقدس فكانت لهم أخطاءهم القاتلة، فأفلاطون مثلًا وافق على الإفراط في شرب الخمر ولاسيما في عيد باخوس وأوصى بإقامة بيوتًا للدعارة، كما أنه وافق أرسطو على قتل الأولاد ذوي العاهات الشديدة، أما زينو مؤسس الفلسفة الرواقية وكاتو كبيرها وسينكا فيلسوف روما أيام نيرون فقد ماتوا جميعهم منتحرين.
3- الكتاب المقدس هو الذي يُعرف الإنسان قيمة نفسه التي مات المسيح لأجلها، وهو الذي يكسب النفس قوتها وجمالها، وهو الذي يربي في الإنسان الضمير الصالح، فالطفل الذي يشعر أن عين الله عليه لا يمكن أن يستريح للشر..
4- الكتاب المقدس نار ومطرقة: "أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر" (ار 23: 29)
"جئت لأُلقى نارًا على الأرض. فماذا أريد لو اضطرمت "(لو12: 49)
" صوت الرب يقدح لُهُب نارٍ" (مز 29: 7).
5- الكتاب المقدس سيف:
"وسيف الروح الذي هو كلمة الله "(اف 6: 17)
"لان كلمة الله حيَّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين" (عب14: 12)
"وسيف ماض ذي حدين يخرج من فمه" (رؤ 1: 16)
"وأحاربهم بسيف فمى" (رؤ 2: 16)
"ومن فمه يخرج سيف ماض" (رؤ 19: 15)
6- الكتاب المقدس مرآة: "إن كان احد سامعًا للكلمة وليس عاملًا فذاك يشبه رجلًا ناظرًا وجه خلقته في مرآة" (يع 1: 23)
7- الكتاب المقدس رفع من شأن المرأة والطفولة.. الكتاب المقدس هو الذي يعطي للمرأة حقوقها كاملة فيساوي بينها وبين الرجل في الميراث والشهادة والزواج، والكتاب المقدس هو الذي يحمي الطفولة من التشرد ومن شبح الطلاق وهو الذي رفع من قدر الأطفال إذ دعاهم رب الكتاب إليه وأوصى تلاميذه قائلًا: "دعوا الأولاد يأتون إليَّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مت 14:19) وحذر من احتقارهم والتقليل من شأنهم " انظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار.." (مت 10:18)
8- الكتاب المقدس يزرع فينا مشاعر الأخوة والمشاركة، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. الكتاب المقدس هو الذي يزرع الرحمة في القلوب فتسعى لإقامة المؤسسات الخيرية لراحة الإنسان مثل الملاجئ ودور المسنين والمستشفيات.
9- الكتاب المقدس هو الصخرة الصلبة التي تقوم عليها الحياة الأسرية المسيحية فيُعلِم الزوجة تقديم الخضوع والمهابة لزوجها ويعلم الزوج أن يقدم نفسه فدية من أجل زوجته، ويعلم الأبناء طاعة الوالدين، ويعلم الوالدين أن لا يغيظوا أولادهم، وهو يمثل ميثاق العمل مع الآخرين " وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضًا بهم هكذا" (لو 31:6) ويعلمنا الصفح والتسامح عن المذنبين إلينا، واحتمال ضعفات
حقًا إن الكتاب المقدس ليس مجرد كتاب لكنه كتاب الكتب ففيه نجد التاريخ الدقيق وأصل خلقتنا وجذورنا، وبه نتطلع إلى الحياة الأبدية، منه نتعلم السلوك القويم والأدب الرفيع والحكمة السامية.. طلب " والتر سكوت " الشاعر والقصصي الإنجليزي وهو على فراش الموت من صديقه أن يقرأ له الكتاب، وإذ كان يمتلك مكتبة بها عشرين ألف كتابًا سأله: أيّ كتاب تقصد؟ فأجابه والتر سكوت قائلًا: "لا يوجد إلاَّ كتابًا واحدًا يجب أن ندعوه " الكتاب " وهو الكتاب المقدس.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:07 pm | |
| هل صمد الكتاب المقدس ضد هجمات الشيطان؟
نعم لقد صمد الكتاب المقدس أمام جميع الهجمات الشرسة التي وُجهت له، وصموده هذا يعلن لنا قوته.. لم يوجد كتاب في العالم كله تعرض لهجمات شرسة جدًا جدًا مثل الكتاب المقدس.. وما أكثر الهجمات الشرسة التي تعرَّض لها من الملوك والأباطرة والفلاسفة والمفكرين، وكان من الطبيعي أن ترتد جميع هذه الهجمات وتتحطم على الصخرة الخالدة.. صخرة الكتاب الخالد، وأيضًا كان من الطبيعي أن ينتهي أصحاب هذه الهجمات إلى الهلاك الأبدي. أما الكتاب المقدس فقد صمد أمام جميع تحديات الشيطان، فهو باق بدون تغيّير وبدون تبديل.. مساكين الذين يفترون على الكتاب.. يا ليتهم يعلمون أن الكتاب سيظل قائمًا، أما هم فبإصرارهم يسيرون إلى طريق الهلاك ويُذخّرون لأنفسهم غضب صاحب الكتاب. ومن الملوك الذين قادوا مثل هذه الهجمات القاسية أنطيوخس الرابع في القرن الثاني قبل الميلاد، حتى إن الكتاب يقول عن جنود الملك " وما وجدوه من أسفار مزَّقوه وأحرقوه بالنار.. وكل من وُجِد عنده سفر من العهد أو اتَّبع الشريعة فإنه مقتول بأمر الملك (1مك 1: 59، 60) وهذا جعل اليهود يخفون الكثير من الكتب المقدسة في الكهوف وبطون الأرض، وكأن اليد الإلهية تحفظها لكيما تسمح العناية الإلهية بظهورها بعد آلاف السنين ولكيما تعلن كذب وافتراء القائلين بالتحريف.
ومن الأباطرة الذين قادوا مثل هذه الهجمات الشرسة نيرون، ودومتيان، وتراجان، وفاليريان، ومرقس أوريليوس، ودقلديانوس الذي أصدر منشوره في 23 فبراير سنة 303م. بحرق الكتب المقدسة، وفي عهده صُلِب الشماس العريس تيموثاوس وعروسه مورا من أجل إصرارهما على عدم تسليم الكتب المقدسة، ومات دقلديانوس ومرت عصور الاضطهاد، وجاء الإمبراطور قسطنطين البار الذي أمر بنسخ خمسين نسخة من الكتاب المقدس على نفقة الإمبراطورية، باق منها للآن النسخة الفاتيكانية.
ومن الفلاسفة والعلماء الذين قادوا حملات التشكيك والهجوم ضد الكتاب المقدس رنان، ولينين، وبرتراند راسك، وفولتير، ويذكر التاريخ عن فولتير الفيلسوف الفرنسي أنه سأل أصدقاءه: كم شخص نشروا المسيحية في العالم؟ أجابوه: اثني عشر تلميذًا ليسوع الناصري، فقال لهم متهكمًا ومتحديًا: وأنا بمفردي سأمحو المسيحية من العالم.. بقبضة يد واحدة سأحرّر فرنسا من الكتاب المقدس، وبعد مائة عام سيوضع الكتاب في المتاحف.. هل استطاع فولتير الذي مات سنة 1778م ان يحقق وعوده ؟.. كلاَّ بل الأمر اللطيف أن منزله الذي قاد منه الهجوم على الكتاب المقدس بيع لهيئة دينية أقامت فيه مطبعة لطبع الكتاب الخالد.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:08 pm | |
| هل هناك دليل مادي ملموس على قوة وصحة الكتاب المقدس؟
وما أكثر الأدلة التي تدلنا على قوة وصحة الكتاب المقدس.. لقد وعد الله في كتابه أن المعجزات لا تفارق المؤمنين ووعده صادق وأمين نعيشه من جيل إلى جيل، وعندما يضعف الإيمان نري السماء تشهد للكتاب، وعندما يزداد الهجوم على الكتاب تتكلم الحجارة وتُثبِت لنا الآثار التي لا يقدر أحد أن يكذِّبها أبدًا صحة ما جاء بالكتاب، ونكتفي هنا بذكر بعض المعجزات القليلة من التي حدثت على الملأ:
1- زيادة مياه النيل في عهد أبي عون الوالي..
حدثت هذه المعجزة العظيمة في بداية قيام الدولة العباسية سنة 735م. إذ نقص ماء النيل وهذا ما يؤذن بحدوث مجاعة، فخرج البابا خائيل الأول رقم 46 ومعه الأنبا مينا أسقف منف وشعب غفير في الصباح الباكر إلى شاطئ النهر، وأخذوا يصلون بحرارة ويصرخون كيرياليسون لمدة نحو ثلاث ساعات، وفي هذا اليوم زاد ماء النيل بمقدار ذراع كامل، وفي اليوم التالي خرج غير المسيحيين وظلوا يصلون لمدة أربع ساعات ولكنهم فوجئوا بمياه النيل تعود وتنقص بمقدار ذراع كامل، فأمر الوالي أبي عون بأنه لا يخرج أحد إلى الشاطئ في اليوم الثالث فظلت مياه النيل كما هي، فطلب الوالي من البابا أن يخرج ويقيم الصلوات، فخرج البابا ميخائيل واصطحب معه الأنبا موسيس أسقف أوسيم وصلوا من الصباح الباكر وحتى منتصف النهار فارتفعت مياه النيل بمقدار ثلاثة أذرع. 2- نقل جبل المقطم في عهد المعز لدين الله الفاطمي..
قال الرب يسوع في الإنجيل " الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا ويعمل أعظم منها" (يو 12:14) وحدث هذا فعلًا، فالرب يسوع أثناء فترة تجسده على الأرض لم ينقل جبلًا بينما المؤمنون باسمه نقلوا جبل المقطم، فعندما عرض المعز لدين الله على الكنيسة إثبات صحة الإنجيل الذي يقول "الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم" (مت20:17) وإلاَّ فالإنجيل محرَّف ويجب التخلي عنه ولو بالسيف، وفعلًا حقَّق الإنجيل قوله وانتقل الجبل بصلوات سمعان الخراز في وجود البابا إبرآم والأساقفة والكهنة والشمامسة، وكلما كان الشعب يصرخ " كيرياليسون " ويسجدون يرتفع الجبل ويتحرك أمامهم، ومن هذا التاريخ دُعي باسم المقطم لأنه في نقله تعرَّض للتشققات، ومازالت كنيستنا القبطية تذكر هذه المعجزة فكل عام نصوم ثلاثة أيام قبل صوم الميلاد تذكارًا لهذه المعجزة العظيمة. 3- فج النور من القبر المقدس في عهد إبراهيم باشا..
ظهور النور من القبر المقدس معجزة متجددة تحدث كل عام يوم سبت النور تنادي الملحدين والمتشككين لعبادة الإله المصلوب، وفي أيام البابا بطرس الجاولي رقم 109 (1802 - 1844) شك إبراهيم باشا في هذه المعجزة، فحضر إلى كنيسة القيامة مع البابا بطرس وفرقة من الجنود وبطريرك الروم الأرثوذكس وبعض من الشعب، وأغلقوا باب الكنيسة بينما احتشدت الجموع خارج الكنيسة وأثناء الصلاة فج النور من القبر المقدس بقوة حتى أنه شق العمود المجاور لباب الكنيسة وملأ المكان خارج الكنيسة وداخلها وهتفت الجموع "النور. النور" وارتعب إبراهيم باشا وهتف "آمنت آمنت". 4- الكتاب المقدس يطفو على ماء النيل..
ففي سنة 1976 وفي يوم جمعة جاء الكتاب المقدس طافيًا على وجه مياه النيل واستقر عند كنيسة السيدة العذراء بالمعادي، وكان مفتوحًا عند الإصحاح التاسع عشر من سفر أشعياء الذي فيه الوعد الإلهي " مبارك شعبي مصر" (إش 25:19)، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. من أين أتى؟! كيف لم يبتل ويغطس للقاع؟! كيف يسير تجاه الشط بينما التيار يندفع شمالًا؟! كيف يظل مفتوحًا على صفحة معينة تحمل معنى معين، والهواء لم يقلب هذه الصفحة؟! وهوذا الكتاب موجودًا في كنيسة السيدة العذراء بالمعادي يشهد بصحة وقوة الإنجيل. 5- تجلي السيدة العذراء على قباب كنيستها بالزيتون سنة 1968..
معجزة شاهدها الملايين من المصريين مسلمين ومسيحيين، وانطلق مع تجلي السيدة العذراء الحمام النوراني، والنور الذي لا يُعبر عن جماله، والبخور الذي كان يغطي المكان بمساحات شاسعة، ولك أن ترجع إلى الكتب العديدة التي دونت الأحداث مثل كتاب " عذراء الزيتون " لصاحبه حلمي أرمانيوس، وتكرَّر التجلي بكنيسة القديسة دميانة في شبرا سنة 1986 ويمكنك أن تعود للكتب التي سجلت الحدث ومنها كتاب "تجلي العذراء في شبرا" لصاحبه الكاتب الصحفي سعد صادق، وفي سنة 2000 كانت الظواهر الروحية من نور وحمام على كنيسة مارمرقس بأسيوط وشهد لهذه الظهورات المصريون والأجانب ولك أن ترجع إلى كتابنا "أوان الحقيقة.. من ينكر النور؟"
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:13 pm | |
| كيف شهد مشاهير التاريخ لقوة وصحة الكتاب المقدس؟
الكتاب المقدس لا يحتاج على الإطلاق لشهادة أي إنسان مهما بلغت عظمة هذا الإنسان، ولكن لأجل ضعاف النفوس نورد القليل من شهادات عظماء التاريخ، فقد شهد له القديسون، وكثير من العلماء والفلاسفة والمفكرين والمؤرخين ورؤساء الدول والقادة.. الخ
1- الشهيد الفيلسوف يوستين: "نحن الذين عشنا قبلًا في الفجور نتعلم الآن العفة ونحن الذين استخدمنا السحر كرسنا ذواتنا للإله المتجسد. نحن الذين أحببنا المال والمقتنيات أكثر من أي شيء آخر نقدم ما نملك عن رضى للخير العام ونعطى كل محتاج. نحن الذين حاربنا وقتلنا بعضنا بعضًا نصلى الآن لأجل أعدائنا أولئك الذين يضطهدوننا عن كراهية، ونحاول برفق أن نهدئهم على رجاء أن يشتركوا في نفس البركات التي نتمتع بها ".
2- أثناسيوس الرسولي: "حذار إضافة شيء أو حذف شيء من الأسفار المقدسة "
3- يوحنا فم الذهب: "قراءة الكتاب المقدس من أعظم الأمور، فهو بئر لا قعر لها".. " اتخذ الكتاب المقدس سفينة في لجة هذه الحياة، وأنشر عليها شراع الإيمان، فإنك تبلغ المرفأ الأمين بسلام "
4- أغسطينوس:.. " دع الذين يقولون بأن دين المسيح يخالف رفاهية الهيئة ونجاحها أن يأتوا لنا بجنود كالذين يهديهم الدين المسيحي للبلاد، أو يُقدّموا لنا وطنيين، وأزواجًا، وأمهاتًا، وبناتًا، وأبناء، وعبيدًا وملوكًا، وقضاة، وموظفين مثل الذين يربيهم الدين المسيحي، ويقدّمهم للهيئة الاجتماعية. فإن استطاعوا جاز لهم أن يجاهروا بأنه مخالف لرفاهية الأمم وتقدمها وإلاَّ عجزوا. فإن حوادث التاريخ تشهد بلا أشكال أنه حيث يكون الدين المسيحي على أتمه عاملًا في النفس بتأثيره المطلوب يخدم الأمة بأفرادها الذين يهذّبهم، ويقوّي مداركهم، ويُحسّن أخلاقهم، ويُطهر قلوبهم، ويصيّرهم رجالًا أمناءًا نافعين، فالكتاب المقدس هو الذي يكون للمجتمع البشري أعدل الحكام، وأخلص الوطنيين، وأشجع الجنود، وأعدل القضاة، وأصلح الأزواج "
5- إسحق نيوتن: (1642 - 1727 م): "إن البحث النزيه أثبت صدق الكتاب المقدس، وإن كل ما جاء به يحمل في طياته البراهين الكافية على صدقه".
6- نلسون جويك (عالِم آثار): "إن تاريخ الكتاب المقدس صحيح بدرجة
مذهلة كما تشهد بذلك الحفريات والآثار " 7- وليم أولبرايت (عالِم آثار): "لا شك إن علم الآثار قد أكد صحة تاريخ العهد القديم، فانهدمت الشكوك التي قامت خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بعد أن أثبتت الاكتشافات دقة التفاصيل الكثيرة التي تؤكد قيمة الكتاب المقدس " )
8- ميلر باروز (عالِم آثار): " لقد محقت الاكتشافات الأثرية نظريات النقد الحديث إذ أثبتت مرارًا كثيرة إن النظريات ترتكز على اقتراحات باطلة، ونظريات تاريخية مصطنعة وغير صحيحة " ( 9- فرادي (مكتشف المغناطيسية الكهربائية): "لماذا يضل الناس وعندهم الكتاب المقدس؟ "
10- د. نيقولا موري بتلر (1862 - 1947 م) مدير جامعة كولومبيا: "الكتاب المقدس هو أكبر كتاب أدبي ثقافي. وإنَّ كلَّ من يهمل قراءة الكتاب المقدس يهمل ثقافته الأدبية والروحية ".
11- روبرت بويل (1627 - 1691 م) العالِم الإنجليزي: "الكتاب المقدس بين الكتب مثل الماس بين الحجارة، أثمنها وأشدَّها لمعانًا، وأكثرها فعلًا في نشر النور، وأقواها وأصحها في التأثير " 12- فرنسيس بيكون (1561 - 1626 م): "إن خلائقك يا إلهي كانت كتابًا لي، ولكن كتابك فاقها جميعًا "
13- جان جاك روسو (1712 - 1778 م) الفيلسوف الفرنسي: " أتقولون أن ما يرويه الإنجيل اختراع متقن!.. كلاَّ إن الاختراع لا يكون على هذا النحو فإن درجة التحقيق من أعمال سقراط التي لا يرتاب أحد في صدقها أقل من درجة التحقيق من أعمال السيد المسيح الواردة في الإنجيل".. " إنني أعترف أن عظمة الكتاب المقدس تدهشني كثيرًا كما أن طهارة الكتاب المقدس تؤثر على نفسي " 14- كانْتْ (الفيلسوف الألماني): "إنك تفعل حسنًا إذا كنت تؤسس سلامك على الإنجيل وتستمد منه تقواك، لأن الإنجيل وحده منبع الحقائق الروحية العميقة، والذي لا تدرك نوره عقول البشر المجرَّدة " 15-تولستوي (الكاتب الروسي): "تربية الأولاد مستحيلة بدون الكتاب المقدس".
16- جوته (الشاعر الألماني): "ليتقدم العالم كما يشاء ولتنمو شتى الأبحاث البشرية إلى الذروة في كل شيء، ولكن لن يوجد على الإطلاق ما يمكن أن يأخذ مكانه الكتاب المقدس
17- هلن كلر: "أجد في الكتاب المقدس طمأنينة تفوق بقوتها أقصى الشرور".
18-هاسيتنغ (المفكر الهندي): "لا يوجد كتاب هُوجِم أكثر من غيره مثل الكتاب المقدس، ولكنه استطاع أن ينشر تأثيره أكثر من قبل في العالم ".
19- يوسيفوس (المؤرخ اليهودي) قال في كتابه ضد أبيون: "بالرغم من انقضاء زمن طويل على كتابة الأسفار المقدسة إلا أنه لم يجرؤ أحد على إضافة أو حذف أو تغيير أي كلمة فيها " (16
20- وليم جونر (من رجال القضاء والقانون): "إنني قرأت الكتاب المقدس قانونيًا وبانتباه، وأنا الآن بهذا الرأي. إنَّ هذا الكتاب بغض النظر عن أصله الإلهي يحوي بلاغة حقيقية، وجمالًا فائقًا، وأدبًا نقيًا، وتواريخ مهمة، وأرق أساليب الشعر، والفصاحة أكثر مما يمكن أن يجمع في باق الكتب جميعها
21-جوردان: "يجب أن يعلم المسيحيون أن فصول الكتاب المقدس يجب أن تكتب على صفحات الحياة لا على الجدران ولا على الأبواب "
22- أدولف ساقير (كان يهوديًا وآمن بالسيد المسيح): "إن الكتاب المقدس له هدف واحد فليس هناك تعارض بين العهدين القديم والجديد، إذ العلاقة بين الأول وبين الثاني مثل العلاقة بين المسألة وحلها أو أساس البيت وجدرانه، الأمر الذي يدل على أن كتبته جميعًا كانوا منقادين بروح الله نفسه".
23- فيليب مورو: "من يتتبع تاريخ الفكر البشري يتضح له عدم استقراره في حالة واحدة فأراء الناس تختلف باختلاف عقولهم كما تختلف باختلاف البلاد والعصور التي يعيشون فيها.
أما الكتاب المقدس فعلى الرغم من اختلاف الذين كتبوه من جهة ثقافتهم والبلاد والعصور التي عاشوا فيها ليس هناك أي اختلاف أو تعارض في ما كتبوه. الأمر الذي يدل على أنهم لم يكونوا إلاَّ آلات في يد الله نفسه "
24- باسكال (الفيلسوف): "لا يوجد إخلاص بين كل الأمم مثل إخلاص اليهودي في المحافظة على الأسفار الإلهية".
25- الملكة فيكتوريا: (1819 - 1901 م): سألها أحد سفراء الدول الأفريقية عن سر عظمة إنجلترا فقالت: "الكتاب المقدس هو سرّ عظمة إنجلترا وسرّ قوتها "
26- جورج واشنطن (1732 - 1799 م) رئيس الولايات المتحدة: " مستحيل حكم العالم حكمًا عادلًا بدون الله والكتاب المقدس".
27- إبراهام لنكولن (1809 - 1865 م) رئيس الولايات المتحدة: " أؤمن أن الكتاب المقدس هو أفضل عطايا الله للإنسان".. " لولا الكتاب المقدس ما عرفنا الخطأ من الصواب، وكل ما يختص بمصلحة البشر هنا وهناك مدَّون فيه، وفوق هذا فإنه قد كان لنور الوحي الرائع تأثير أخلاقي على الجنس البشري".
28- نابليون بونابرت: "هذا هو كتاب الكتب. إني لا أملُّ من قراءته كل يوم، بل أقرأه بلذة وشغف عظيمين، ولا أرى في غيره ما أراه فيه، ولا أجد تعاليم أدبية خارقة كتعاليمه، والنفس لا تضل مادام هذا الكتاب مرشدًا وقائدًا لها".. " إن الناس يعجبون بفتوحات الإسكندر ولكن هناك فاتحًا يجتذب إليه الناس لمحض خيرهم، فإنما يدعو إلى شركته والاتحاد به "
29- غاندي (الزعيم الهندي): "الكتاب المقدس تاج الكتب والموعظة على الجبل درة في هذا التاج".
30- صن يات صن:" نهضت الصين عندما تُرجم إليها الكتاب المقدس " (19)
31- الأنبا غريغوريوس: أسقف الدراسات اللاهوتية والبحث العلمي: "لقد قرأنا كتبًا في العلوم والفلسفة والتاريخ والأدب، ولكننا قرأنا الكتاب المقدس فشعرنا إنه يتميز عنها جميعًا.. فيه جمال وروعة وتأثير وقوة، فيه حلاوة نادرة وعذوبة لا توصف، له سلطان لا يُغلب، ورهبة لا توصف، نقرأه كل يوم بلذة جديدة، لذلك لا نملَّه، ولا نستثقله، . كل كتاب آخر يُفيد قومًا دون قوم، ويكلم بعضًا دون بعض. أما الكتاب المقدس فلجميع الخلق قاطبة، مهما اختلفت جنسياتهم وبيئاتهم.. كل كتاب آخر يلاءم عصرًا بعينه. أما الكتاب المقدس فيلاءم جميع العصور كل كتاب نال اهتمام فريق من الناس مدة محدَّدة من الزمن.. أما الكتاب الإلهي فكتاب قديم بل أقدم الكتب جميعًا، ومع ذلك فهو حديث في كل يوم.. هو كتاب غريب وعجيب، هادئ العبارة، ولكنه قوى الإثارة. لقد أحدث ويحدث في كل يوم تغييرًا وانقلابًا في الأفراد والجماعات " ت أما عن أوصاف الكتاب المقدس كلمة الله فهي عديدة نذكر منها: 1- ذهب وإبريز:
" أحكام الرب حق وعادلة كلها. أشهى من الذهب والإبريز" (مز 19: 9، 10)
" شريعة فمك خير لي من ألوف ذهب وفضة" (مز 119: 72)
" أحببت وصاياك أكثر من الذهب والإبريز" (مز 119: 122)
2- عسل وقطر الشهاد:
" أحكام الرب حق وعادلة كلها..أحلى من العسل وقطر الشهاد" (مز9:19، 10)
" ما أحلى قولك لحنكي أحلى من العسل لفمي" (مز 119: 103)
3- نور:
" سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز 119: 105)
" لأن الوصية مصباح والشريعة نور" (ام 6: 23)
4- نار ومطرقة:
نار تحرق كل الشوائب والأشواك الخانقة لنفسي، ومطرقة تحطم القلوب الصخرية وتحولها إلى تربة صالحة "أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر" (ار23: 29).
" صوت الرب يقدح لُهًب نارٍ" (مز29: 7).
" جئت لأًلقى نارًا على الأرض. فماذا أريد لو اضطربت" (لو12: 49)
5- سيف:
" سيف الروح الذي هو كلمة الله" (أف6: 17).
" لأن كلمة الله حيَّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين" (عب14: 12).
" وسيف ماضٍ ذي حدين يخرج من فمه" (رؤ1: 16).
" وأحاربهم بسيف فمي" (رؤ2: 16).
" ومن فمه يخرج سيف ماضٍ" (رؤ19: 15).
6- مرآة:
" إن كان أحد سامعًا للكلمة وليس عاملًا فذاك يشبه رجلًا ناظرًا وجه خلقته في مرآة" (يع1: 23).
7- شفاء:
" أرسل كلمته فشفاهم" (مز107: 20).
8- حياة:
" متمسكين بكلمة الحياة" (في2: 16).
" من جهة كلمة الحياة" (1يو1:1).
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:15 pm | |
| مخطوطات الكتاب المقدس
قصة: في مارس سنة 1947م. كان الغلام محمد الديب من قبيلة التعميرة يرعى بعض الأغنام في منطقة قمران على الجانب الغربي من البحر الميت على بعد 8 أميال جنوب مدينة أريحا، ففُقدت إحدى الماعز وبدأ يبحث عنها حتى تسلق المرتفعات، ولما تعب من حرارة الشمس استلقى على ظهره ووضع رأسه في ظل حجر مُعلَّق، فوقع بصره على فتحة كهف، فألقى حجرًا صغيرًا داخل الكهف، واندهش عندما سمع صوت رنين لأواني فخارية، فظن أن الكهف يحوي في أحشائه كنزًا ثمينًا، وحاول جاهدًا دخول الكهف حتى تمزَّقت يداه دون جدوى، وفي اليوم التالي اصطحب معه أحد أصدقائه، ونجح في دخول الكهف، فوجدا سبعة جرار بعضها فارغ ، ومن الثالثة أخرج عدة لفائف من الجلد وهما لا يدركا قيمتها.
ذهب الصديقان إلى بيت لحم يُعرضان هذه اللفائف على إسكافي يدعى "خليل إسكندر جاهين" والشهير بكاندو لعله يشتري هذه اللفائف من الجلود ليستخدمها في تصنيع بعض الأحذية، فاشتراها خليل إسكندر، وقام ببيع ثلاث مخطوطات منها للأستاذ سكتك بالجامعة الأمريكية وخمس منها لرئيس دير القديس مرقس السرياني، فاهتم رئيس الدير بجمع مخطوطات أخرى من نفس المنطقة، وفي فبراير 1948م. سلمها إلى د. جون تريفر بالجامعة الأمريكية للأبحاث الشرقية بالقدس، وكان تريفر يهوى التصوير جدًا، فقام بمجهود خارق حتى تمكن من تصوير مخطوطة لسفر إشعياء بطول 24 قدم وعرض 10 بوصة، وأرسل الصور إلى د. أولبرايت من جامعة جون هوبكنز بأمريكا الذي يعتبر عميد الحفريات الكتابية، فأرسل أولبرايت رده السريع إلى تريفر " تهانينا القلبية على اكتشاف أعظم مخطوطة في عصرنا الحديث. يا له من اكتشاف مذهل، ولا يمكن أن يوجد ظل شك في العالم كله في صحة هذه المخطوطة" (برهان يتطلب قرار ص77) إنها مخطوطة كاملة لسفر إشعياء ترجع إلى سنة 125 ق.م، ومخطوطة أخرى غير كاملة لسفر إشعياء أيضًا، ومخطوطة ثالثة لسفر حزقيال.
وعندما تم التنقيب في منطقة قمران تم اكتشاف المزيد من الكهوف التي احتفظت في جوفها بهذه الكنوز العظيمة، حتى إنه في سنة 1957م. تم اكتشاف أكثر من مائتي كهف منها 11 كهفًا تحوي مئات المخطوطات وبلغت هذه المخطوطات نحو 500 مخطوطة وعشرة آلاف قصاصة تحوى معظم أسفار العهد القديم وبعض التفسيرات، ومعلومات عن الجماعة التي عاشت في هذه المنطقة، وبعض العملات التي يرجع تاريخها إلى سنة 125 ق.م. كما تم اكتشاف دَرْج نحاس مدوَّن عليه قائمة بستين مكانًا تحتوي على كنوز مخفية، ولكن للآن لم يستطع أحد التوصل لأحد هذه الأماكن، أما الكتان الذي كان يغلف بعض المخطوطات فقد أُرسل إلى معهد الدراسات النووية بشيكاغو حيث أُجريت عليه الأبحاث وتم تحديد عمره نحو 167 ق.م. وحتى عام 1965م. وصل عدد المخطوطات إلى 15 مخطوطة لسفر التكوين، و5 للخروج، و8 للاويين، و6 للعدد، و25 للتثنية، و2 ليشوع، و3 للقضاة، و4 لراعوث، و4 لصموئيل الأول والثاني، و4 لملوك الأول والثاني، وواحد لأخبار اليوم الأول والثاني، وواحد لسفر عزرا ونحميا، و4 لأيوب، و27 للمزامير، و2 للأمثال، و2 للجامعة، و4 لنشيد الأنشاد، و18 لإشعياء، و4 لأرميا، و4 للمراثي، و6 لحزقيال، و8 لدانيال، و8 للأنبياء الصغار، وقد بيع عدد كبير من هذه المخطوطات للجامعة العبرية في إسرائيل بمائتين وخمسين ألف دولار أمريكي فحُفظت في معرض بُني خصيصا لها على شكل أحد الجرار التي وُجِدت بها اللفائف، وترجع أهمية كنوز قمران إلى إنها قربتنا للأصل بنحو ألف سنة... كيف؟
لقد كانت أٌقدم نسخ لدينا من العهد القديم ترجع إلى نحو القرن التاسع، أما مخطوطات قمران فيرجع تاريخ مخطوطة سفر الخروج إلى نحو 250 ق.م.، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ورأى البعض إن مخطوطة صموئيل الأول والثاني إلى 280 ق.م، واللاويين إلى نحو 400 ق.م. حتى إن الفارق الزمني كاد يتلاشى بين مخطوطات قمران والأنبياء المتأخرين من بني إسرائيل مثل ملاخي وحجي وزكريا ونحميا الذي أنشأ مكتبة كاملة لأسفار العهد القديم وعزرا الكاهن والكاتب الماهر في سفر الشريعة، ومن أجل هذا فرح علماء الآثار وسعدوا جدًا بأعظم اكتشافات العصر الحديث ولاسيما عندما طابقوا جميع المخطوطات بالنسخ التي بين أيدينا اليوم فشكروا النسَّاخ العظماء على دقتهم، وذهبوا يبحثون في تاريخ هذه المنطقة.. فماذا اكتشفوا؟
لقد اكتشفوا بنايات ديرية في منطقة قمران التي كانت عامرة بالسكان من القرن الثامن قبل الميلاد وحتى 68 م. حيث حطمها الرومان، واكتشفوا المبنى الكبير الذي يتكون من دورين ومحاط بحصن ارتفاعه ثلاثة أدوار، واكتشفوا داخل المبنى القاعة الكبيرة التي كانت تستخدم لنسخ الأسفار المقدسة، ووجدوا بهذه القاعة مواد كتابة مكلَّسة ومحبرتين كبيرتين، واكتشفوا حجرات أخرى كانت معدّة إما للدراسة أو لحفظ المخطوطات، واكتشفوا المطبخ الضخم والمخازن وأحواض الغسيل، وأماكن للصباغة وفناءًا كبيرًا ، واكتشفوا مبنى آخر مجاورًا به قاعة للاجتماعات وبها مكان في الصدارة لرئيس الجماعة، ولقارئ الأسفار المقدسة, وحجرة مجاورة وجدوا بها 1100 من الأطباق والصحون والأكواب وقوارير الخمر ومستلزمات الطعام الفخارية، واكتشفوا مخازن إضافية، ومحلات وإسطبلات وصهاريج ومجاري المياه، أما أماكن النوم فتكاد تكون غير ظاهرة علامة على إنهم كانوا ينامون في الكهوف أو الأكواخ القريبة من هذا المجمع، كما اكتشفوا خارج الأسوار مقبرة بها رفات 1100 شخص لقد عاش في هذه الكهوف اليهود الأسينيين الذين قال عنهم معلمنا بولس الرسول "وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عب 38:11).
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:17 pm | |
| | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:19 pm | |
| يقول البعض مادامت النسخ الأصلية للأسفار المقدسة قد فُقدت، من يدري أن النسخ الحالية مطابقة للنسخ الأصلية؟
لماذا سمح الله باختفاء النسخ الأصلية للأسفار المقدَّسة؟
لقد عاش الشعب اليهودي وسط الشعوب الوثنية التي كانت تعبد الأشياء المادية، وكثيرًا ما سقط اليهود في عبادة الأصنام التي تعبدها هذه الشعوب بل أن الشعب اليهودي تعبَّد للحية النحاسية التي رفعها موسى رمزًا لصليب مسياس، فماذا فعل الملك حزقيا الصالح؟ لقد " أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطَّع السواري وسحق حيَّة النحاس التي عملها موسى لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها ودعوها نَحُشْتان" (2مل 4:18) ولهذا سمح الله باختفاء النسخ الأصلية كما أخفى جسد موسى حتى لا يتعبَّد له الشعب.
2- نحن لا نقدّس الجلود والرقوق وأوراق البردي التي كُتِبت عليها الأسفار، لكننا نقدس كلمة الله المكتوبة على هذه المواد.
3- النسخ الأصلية نُقلت منها عدة نسخ بطريقة في منتهى الدقة وهذه النسخ تمثل الجيل الثاني، وهذه بدورها نُقِل منها عدد أكبر من النسخ تمثل الجيل الثالث وهلم جرا، .. فمثلًا لو إن النسخ الأصلية نُسخ منها عشرين نسخة (الجيل الثاني)، وهذه النسخ العشرين نُسخ منها مائة نسخة (الجيل الثالث) وبما أن النسخ المائة متطابقة تمامًا فهذا دليل ثابت على أن النسخ العشرين (الجيل الثاني) مطابقة تمامًا للأصول مائة في المائة، فكم وكم عندما نجد آلاف المخطوطات التي يتم اكتشافها في مناطق جغرافية مختلفة وجميعها متطابقة تمامًا.. أليس هذا دليلًا على تطابق الكتاب المقدس الذي بين أيدينا مع النسخ الأصلية؟! 4- هل يتصور البعض أننا يجب أن نرفض الكتاب المقدس أنفاس الله للبشرية بحجة عدم وجود النسخة الأصلية؟! وهل نتعامل مع التراث الفكري بهذا المنطق المريض؟! ولو تعاملنا بهذا المنطق ألاّ نصبح شعبًا بلا تاريخ ولا تراث ولا قيَّم؟!
5- إن كنا نقبل كتابات الفلاسفة والمفكرين والمؤرخين مثل هيروديت وأفلاطون وأريسطو وتاسيتوس رغم أن النسخ التي نمتلكها لكتاباتهم كُتِبت بعد موتهم بمئات السنين، فمثلًا أقدم نسخة لدينا من عدد مائة نسخة لكتابات سوفوكليس (496 - 406 ق.م) ترجع إلى سنة 1000م. أي بفارق زمني 1400 سنة، وأقدم نسخة لدينا من عدد ثمان نسخ لكتابات هيروديت (480- 425 ق.م) ترجع إلى 900م. بفارق أكثر من 1200 سنة، وأقدم نسخة لدينا من عدد خمس نسخ لكتابات أريسطو (384 - 322 ق.م) ترجع إلى سنة 1100م أي بفارق زمني 1400 سنة، وأقدم نسخة لدينا من عدد عشرين نسخة لكتاب تاسيتوس الروماني الحوليات (سنة 100 م) ترجع 1100م. بفارق زمني 1000 سنة (راجع الجدول المدوَّن في كتاب برهان يتطلب قرارًا لصاحبه جوش مكدويل ص 60) فإن كنا نثق في كتابات وأفكار هؤلاء، فكيف لا نثق في النسخ التاريخية التي لا يفصلها عن النسخ الأصلية سوى مدى زمني قليل، فلدينا المئات من مخطوطات العهد الجديد التي ترجع إلى القرن الثاني الميلادي بينما اكتمل العهد الجديد مع نهاية القرن الأول الميلادي وهذا ما دعي العلامة ف. هورت الذي أمضى 28 عامًا في دراسة فصول العهد الجديد للقول "إن هذه الكثرة من مخطوطات العهد الجديد والتي يعود الكثير منها إلى العصور الأولى التي تكاد تتصل بتاريخ كتابة النص الأصلي، تجعل نص العهد الجديد يقف فريدًا بين الكتابات الكلاسيكية القديمة ولا تدانيه في ذلك أي كتابات أخرى " (21)، ولدينا عددًا كبيرًا من نسخ العهد القديم التي ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد بينما عاش ملاخي النبي في القرن الرابع قبل الميلاد.
6- الكتاب المقدس هو كلام الله الذي حفظه وقادر أن يحفظه من التغيِيّر، فالكتاب المقدس هو موضع اهتمام الله، فمثلًا عندما كلف الله أرميا النبي بالكتابة قائلًا " خذ لنفسك دَرْج سفر واكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به" (أر 2:36) وعندما وصل السفر ليهوياقيم ملك يهوذا استاء جدًا من نبوة أرميا عن مجيء ملك بابل إلى أورشليم فقام بإحراق السفر، فأمر الرب أرميا النبي ثانية بإعادة الكتابة (ار36: 27-28) وعاقب الله يهوياقيم بأن لا يقوم ملوك من نسله بل يكونوا عبيدًا، وأن تطرح جثته هو لحر النهار وبرد الليل (ار36: 30-31).
7- لو كانت النسخ الأصلية موجودة الآن بين أيدينا، فما أدراك أن النقاد لا يثيرون الشكوك حولها قائلين من يدرينا أن هذه النسخ هي النسخ الأصلية؟! وقد ضرب أحد الحكماء مثلًا لهؤلاء النقاد الذين يطالبون بالنسخة الأصلية، فقال لهم أن وثيقة تحرير العبيد التي حرَّرها أبراهام لينكولن في أول يناير سنة 1863م. التهمتها النيران في الحريق الكبير الذي شبَّ في شيكاغو بعد تحريرها بثمان سنوات أي سنة 1871، فهل تجرأ أحد من ملاك العبيد وأعاد عبيده بحجة أن أصل الوثيقة قد التهمتها النيران؟!
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:22 pm | |
| كيف كانت تتم نساخة الأسفار المقدسة؟
أولًا: كان يقوم بعملية النسخ فئة الكتبة، وكانوا حتى القرن الثاني قبل الميلاد جميعهم من الكهنة، وبعد هذا بدأ يحل محلهم الكتبة من غير الكهنة، وقد قاموا في الفترة التي صمت فيها الوحي بتفسير الأسفار المقدَّسة، وأشار إليهم الرب يسوع على إنهم مُرسَلين من الله عندما قال "ها أنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون وفي مجامعكم وتطردون من مدينة إلى مدينة" (مت 23: 34) وتعيّد كنيستنا القبطية باستشهاد العازر في عصر المكابيين مع زوجته سالومي وأولادهما السبعة، وكان العازر هذا يفسر الشريعة وهو ابن أحد الشيوخ الذين شاركوا في الترجمة السبعينية.
وكما أُطلق على النساخ أيضًا لقب " سُفِريم " وهي مشتقة من الفعل العبري "سُفِر " بمعنى يحسب، لأنهم اعتادوا أن يحسبوا حروف الأسفار المختلفة، وكان غالبًا ما يتم تسجيل إحصائية في نهاية كل سفر بعدد الحروف، وتحديد الحرف المتوسط والكلمة المتوسطة والآية المتوسطة حتى يمكن ضبط النسخ الجديدة، فإن اتفقت إحصائيتها مع هذه الإحصائية كانت مؤشرًا لصحة النسخة الجديدة، فمثلًا حدَّدوا الحرف الأوسط في كل سفر، وحدَّدوا الحرف الأوسط في أسفار موسى الخمسة بل أنهم أحصوا تكرار كل حرف في العهد القديم، فمثلًا حرف الألف في العبرية بلغ 42377، وحرف الباء بلغ 38218، وحرف الجيم 41517، وبعد قرون عديدة تسلَّم مسئولية النساخة طائفة المازوريين (500 - 900 م) وسميت النسخ التي قاموا بنسخها بالنسخ المازورية. ثانيًا: من التعليمات التي كان يلتزم بها النسَّاخ ما يلي:
1- أن يكون الناسخ رجلًا حكيمًا يقدّر ما يكتبه.
2- يغسل الناسخ جسده بالماء جيدًا.
3- يلبس الملابس اليهودية، ويجهز قلبه بالأفكار الخشوعية.
4- يستخدم درجًا مجهزًا من جلد حيوان طاهر، وأن يكون الشخص الذي جهز هذا الدرج شخص يهودي.
5- يستخدم الناسخ حبرًا مصنوعًا من كربون الفحم وعسل النحل النقي، وكانوا يحصلون على الكربون من الهباب الناتج من اشتعال مصابيح الزيت أو من أسفل القدور.
6- قبل أن يبدأ الناسخ في كتابة صفحة يعد كل حرف في هذه الصفحة ويدونه في الهامش، وبعد أن ينتهي من كتابة الصفحة يحصي كل حرف فيها ويطابقه بمثيله من النسخة المنقول منها.
7- لا يعتمد الناسخ على ذهنه في كتابة ولو كلمة واحدة.
8- ينطق الناسخ الكلمات بصوت عال وهو يكتبها حتى يشغل حاستي النظر والسمع.
9- لو تكلم ملك مع الناسخ أثناء عمله لا يلتفت إليه.
10-عندما يرد اسم الجلالة " الله " يسجد قبل كتابة الاسم، ويكتبه بقلم خاص.
11-يترك الناسخ مسافة شعرة بين كل حرف وحرف، وتسعة حروف بين كل فقرتين، وثلاثة سطور بين كل سفرين.
12-كل عمود يكون عرضه بمقدار ثلاثون حرفًا، ويشمل ما بين 48 - 60 سطرًا.
13-يتولى مراجعة النسخة مجموعة تقوم بعملها بمنتهى الدقة، فلو وجدوا في النسخة أكثر من ثلاثة أخطاء مُصحَّحة تُعدم حرقًا بالنار.
ثالثاُ: لقد أودع الله أقواله لدى الشعب اليهودي المعروف بتمسكه الشديد ومحافظته على أقوال الله، فورد في كتاب التلمود أن المجمع الكبير وضع ثلاث وصايا مقدسة وإحدى هذه الوصايا " كن حصنًا منيعًا للتوراة " (22) وقال سمعان العادل أحد خلفاء المجمع الكبير " إن العالم قائم على ثلاثة أعمدة هي التوراة والعبادة والعمل الصالح " (23) وكان معلم الشريعة يوصي النساخ الشباب قائلًا: "احرصوا أشد الحرص في عملكم الذي تعملونه، فهو عمل السماء لئلا تُسقِطوا حرفًا، أو تضيعوا حرفًا من نسختكم فتتسببوا في هلاك العالم " (24).
وقال الفيلسوف باسكال " أنه لا يوجد إخلاص بين كل الأمم نظير الإخلاص الذي عند اليهود في المحافظة على الأسفار الإلهية. هذا الإخلاص نفسه ليس أصله من الطبيعة بل مصدر فائق الطبيعة " (25).
وقال فيلو اليهودي السكندري " إن اليهودي يفضل أن يموت عشرة آلاف مرة عن أن يسمح لكلمة واحدة أن تتبدل في التوراة " (26).
وكما تمسك اليهود بالعهد القديم تمسك المسيحيون أيضًا بالعهد القديم والجديد، فيقول أوريجانوس " أتمسك بأن كل حرف عجيب مكتوب في أقوال الله له مفاعيله.لا يوجد حرف يوضه واحد أو نقطة مكتوبة في الكتاب عند أولئك الذين يعرفون كيف يستخدمون قوة الكتاب لا تصنع عملها المناسب. لا شيء مكتوبًا يكون خاليًا من المعني" (27). | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:24 pm | |
| ما هي المواد التي دوَّنت عليها الأسفار القانونية؟
1-على ألواح الحجر مثل لوحي الحجر اللذان كتب عليهما الله الوصايا العشر (خر 34: 1) وكان الأنبياء يكتبون عليها بأقلام من حديد (أي 19: 24) وأحيانًا كان يصنع سنٌ من الماس لقلم الحديد (ار 17: 1).
2-على الجلود leather وغالبًا كانت جلود الماعز والأغنام والغزلان والحيوانات الأخرى بعد نزع الشعر منها وتجفيفها.
3- الرقوق Parchment وهي عبارة عن جلود حيوانات بعد معالجتها بطريقة خاصة حتى صارت أكثر نعومة وأسهل في الكتابة، وأفضل هذه الرقوق نوع الـvelum المصنوع من جلود العجول.
وكانوا يكتبون على الجلود والرقوق بأقلام من البوص تُحدب بواسطة مبرأة (ار36: 23) ويضعون الحبر في دواة الكاتب (حز 9: 2) وعندما كانت تبهت الكتابة كانوا يمحونها ويعيدون الكتابة عليها نظرًا لارتفاع أسعارها كما حدث في النسخة الإفرامية إذ محي أحد الأشخاص كلمات الكتاب المقدس لأنها بهتت وسجل عليها عظات لمارإفرام السرياني، ولكن بوسائل العلم الحديث أمكن إزالة العظات والوصول إلى قراءة ما دوّن أولًا من الأسفار المقدَّسة، وهذه الرقوق التي يعاد الكتابة عليها تدعى Palimpsest
4- أوراق البردي حيث كانت تُصنَّع على شكل ألواح تشمل طبقتين من أوراق البردي بالطول والعرض وتعالج بطريقة معينة ثم يتم تنعيم سطحها حتى تسهل الكتابة عليها، وقد برع قدماء المصريين في تصنيع ورق البردي، وعرفوه قبل الميلاد بأكثر من ألفي وخمسمائة عامًا، وكانت تصدر هذه الأوراق خارج مصر.
وكان السفر كله يكتب على لفافة " Roll " طويلة تصل إلى 40 قدمًا (12019م) فتكفي لسفر اشعياء باللغة العبرية أو سفر أعمال الرسل باللغة اليونانية، ويثبت طرفا اللفافة بقضيب من خشب، وتوضع اللفافة في غلاف من جلد أو خشب لحفظها، ثم بدأ استخدام المجلد " Codex " المكوَّن من صفحات (مثل الكتاب الحالي) منذ منتصف القرن الأول.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:27 pm | |
| ما هي أهم النسخ التاريخية للأسفار المقدسة؟
أولا: أهم النسخ التاريخية للكتاب المقدس.
ثانيا: فكرة مبسطة عن مخطوطات الكتاب المقدس (خاص بالخدام)
ويرجع الفضل في اكتشافها لفردريك قسطنطين تشندروف الذي وُلِد في يناير سنة 1815م والتحق بكلية اللاهوت في مدينة " ليبزج" بألمانيا حيث حصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة، وصار أستاذًا محاضرًا في كلية اللاهوت، وقد نشر العهد الجديد باللغة اللاتينية سنة 1840م، وزار عدة دول مثل فرنسا وإنجلترا وهولندا وسويسرا وإيطاليا ومصر وسوريا وفلسطين بحثًا عن مخطوطات الكتاب المقدس.. كما أنه قام بفحص نصوص 23 مخطوطة، وتحقيق نصوص 17 مخطوطة أخرى. أما قصة هذا الاكتشاف العظيم فقد تمت خلال ثلاث زيارات قام بها تشندروف لدير سانت كاترين في سيناء، وكانت الزيارة الأولى سنة 1844م حيث أمضى عدة أسابيع في البحث والتنقيب دون جدوى، وفي النهاية وجد في سلة المهملات بعض الرقوق تمهيدًا لحرقها، ومغطاة بمخطوط أنيق مضبوط أكثر من أي مخطوط رآه من قبل، ويشمل نصوص قديمة للكتاب المقدس، فحصل على 43 ورقة فقط وهي المحفوظة الآن في جامعة ليبرج، وفي الزيارة الثانية للدير سنة 1853م لم يعثر إلاَّ على قصاصة تحتوي على 11 سطرًا من سفر التكوين، وفي الزيارة الثالثة والأخيرة للدير سنة 1859م. وكان مزودًا بتوصية من إمبراطور روسيا الأرثوذكسي، وقد أمضى وقتًا طويلًا ولم يعثر على ضالته المنشودة، فقرَّر أن يغادر الدير يوم 4 فبراير، وفي عصر ذلك اليوم تمشى مع أمين الدير وتبادلا الحديث، ودعاه أمين الدير لتناول مشروب معه في قلايته، وصرَّح له بأنه يقرأ من الترجمة السبعينية، وأطلعه على مجلد ملفوف بقماش أحمر، وما أن تصفَّحه تشندروف حتى كاد يرقص فرحًا، ولكنه أخفى مشاعره وتظاهر بعدم الاهتمام، وفي نهاية الجلسة طلب أن يأخذه إلى غرفته ليتصفحه فسمح له أمين الدير، وعندئذ تأكد أنه أمام كنز عظيم، وبعد مجهود كبير مع رئيس الدير استطاع أن يحمل المخطوط إلى روسيا، وقام بتحقيق المخطوطة وعرف من شكل الحروف المستخدمة في الكتابة إنها ترجع إلى نحو 350م. وطبع منه 1232 نسخة بتمويل من " إسكندر الثاني " قيصر روسيا، وأهدى القيصر إلى المكتبات العامة 223 نسخة مصوَّرة، منها النسخة المحفوظة الآن في دير سانت كاترين، أما النسخة الأصلية فقد أهداها تشندروف إلى إمبراطور روسيا الذي احتفظ بها في المكتبة الملكية بروسيا، وعندما قامت الثورة الشيوعية باعتها روسيا إلى بريطانيا بمبلغ مائة ألف جنيهًا إسترلينيًا، فوصلت النسخة إلى لندن في 27/12/1923 وهي الآن محفوظة في المتحف البريطاني بلندن تحت رقم 43725، ويشير إليها العلماء باسم مخطوطة ألف Aleph وتشمل 199 ورقة من العهد القديم، و147 ورقة ونصف من العهد الجديد، ويتبعها الـ43 ورقة المحفوظة في جامعة ليبرج والتي عثر عليها تشندروف في زيارته الأولى للدير وتشمل هذه المخطوطة العهد الجديد بالكامل بالإضافة إلى نحو نصف العهد القديم.
وتشمل الصفحة على أربع أعمدة وكل عمود يتكون من 48 سطرًا.
2- النسخة الفاتيكانية: (03) B-Codex Vaticanus
كُتبت غالبًا في الإسكندرية، ومن المعروف إن النص السكندري يتميز بالدقة، وقد كُتِبت باليونانية بأمر الملك قسطنطين سنة 328 م. على أفضل أنواع الرقوق المصنوعة من جلد الظباء وذلك عندما أصدر قسطنطين أمره بنسخ 50 نسخة من الكتاب المقدس على نفقة الدولة، ونقلت من مصر إلى الفاتيكان في زمن غير معروف، وذكرت ضمن محتويات مكتبة الفاتيكان سنة 1475م، وعندما تعرضت إيطاليا للغزو الفرنسي على يد نابليون بونابرت نقلت هذه المخطوطة إلى باريس ثم أعيدت إلى الفاتيكان، وتتكون من 759 ورقة تشمل العهد القديم بما فيه من الأسفار القانونية الثانية، وفقد منه سفر التكوين إصحاحات 1 - 46، والمزامير من 105 - 1370 كما شملت العهد الجديد باستثناء الرسائل الرعوية الثلاث وسفر الرؤيا، وتتكون الصفحات المدَّون عليها الأسفار الشعرية من عمودين، وباقي المخطوطة من ثلاثة أعمدة، وعدد السطور يتراوح بين 40، 44 سطرًا في كل عامود، وهي محفوظة للآن في مكتبة الفاتيكان تحت رقم " يوناني 1209".
3- النسخة الإسكندرية: (02) A- Codex Alexandrinus
عُثِر عليها في الإسكندرية، وهي مكتوبة باللغة اليونانية في أربع مجلدات ضخمة من الرقوق، وتشمل 773 ورقة من إجمالي نحو 822 ورقة وتشمل العهد القديم بما فيه من أسفار المكابيين وطوبيت ويهوديت وحكمة يشوع بن سيراخ وحكمة سليمان، والصفحة بها عمودان وتتراوح السطور من 46 - 52 سطرًا، ويرجع تاريخها إلى سنة 450م.
وظلت المخطوطة محفوظة في الإسكندرية، وعندما تولى كيرلس لوكاريوس بطريرك الروم الأرثوذكس بالإسكندرية بطريركية القسطنطينية سنة 1620م أخذها معه، وفي سنة 1624م سلَّمها للسفير البريطاني في تركيا لإهدائها لجيمس الأول ملك بريطانيا الذي قام بأعظم ترجمة من اليونانية إلى الإنجليزية، ولكن قبل وصول المخطوطة لبريطانيا كان الملك جيمس قد فارق الحياة، فأهداها السفير لابنه الملك شارل الأول سنة 1628م، وظلت محفوظة في المكتبة إلى أن نقلت سنة 1853م للمتحف البريطاني.
4- النسخة الإفرامية: (04) Codex Ephraemi
وتشمل العهد الجديد كله ماعدا رسالة تسالونيكي الثانية ويوحنا الثانية، بالإضافة إلى أكثر من نصف العهد القديم، وسبب تسميتها بالإفرامية إن الكتابة عليها كانت قد بهتت في القرن الثاني عشر، ولندرة الرقوق قام أحد النساخ بمحو الكتابة القديمة على قدر ما استطاع، وسجل عليها عظات مارإفرام السرياني بالترجمة اليونانية، وقد استطاع العلماء بالطرق العلمية الحديثة إزالة عظات مارإفرام وقراءة الكتابة الأصلية، وهي الآن محفوظة في المكتبة الوطنية في باريس تحت " مجلد يوناني رقم 91 " ويرجع تاريخها إلى نحو 450م. ثانيًا: فكرة مبسطة عن مخطوطات الكتاب المقدس (خاصة بالخدام)
الكتاب المقدس أكثر كتاب في العالم نجد له مخطوطات بلغات مختلفة ، وفي أزمنة متفاوتة وقد تم اكتشاف هذه المخطوطات في أماكن منتشرة متباعدة ، ومن هذه المخطوطات:
1- المخطوطات العبرية:
وتشمل أسفار العهد القديم أو بعضها، ويوجد منها عشرات الألوف المنتشرة في متاحف العالم، ففي كامبردج يوجد نحو مائة ألف مخطوطة باللغة العبرية، وفي المتحف البريطاني يوجد 161 مخطوطة، وبالمكتبة البودليانية باكسفورد 146، وجامعة أكسفورد 615، وبالولايات المتحدة عشرات الألوف، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. يكفي أن تعرف أن مخطوطات الجنيزة التي تم اكتشافها في القاهرة سنة 1890 تشمل نحو مائتي الف مخطوطة منها عشرة آلاف تخص أسفار العهد القديم.
2- المخطوطات اليونانية:
ويوجد منها أكثر من 5000 مخطوطة تشمل العهد الجديد بالكامل أو أجزاء منه، وهذه المخطوطات كُتِبت على قطع الخزف والطلاسم Ostraca and - Talismans ويوجد منها 25 قطعة، وتسعة طلاسم تشمل أجزاء صغيرة من العهد الجديد، وكُتِبت على أوراق البردي Papyri وتشمل نحو مائة مخطوطة يُرمَز لها بالحرف P وهو الحرف الأول من كلمة Papyrus أي بردية، وكل بردية تحمل رقم صغير مرتفع بجوار الـP فمثلًا P64 تعني البردية الرابعة والستون، وهذه البرديات تغطي نحو 40% من أسفار العهد الجديد ويرجع تاريخها إلي المدة من القرن الأول وحتى القرن الثامن الميلادي، ومن دواعي فخرنا أن المُكتَشف منها حتى الآن وُجِد في مصر، وكُتِبت أيضًا هذه المخطوطات اليونانية على الرقوق “Uncials “ ويوجد منها نحو 269 مخطوطة مكتوبة بالحروف اليونانية الكبيرة، و2795 مكتوبة بالحروف الجرارة المتصلة “Minuscules “ ، و2207 تمثل القراءات الكنسية “ Lectionaries “، ويرجع تاريخ هذه المخطوطات اليونانية إلى القرن الثالث الميلادي.
3- المخطوطات السريانية:
ويوجد منها ثلاثة أنواع:
أ - المخطوطات السريانية القديمة:
واكتشفت منها مخطوطتان سنة 1842 في مصر تحتويان الأناجيل الأربعة، واكتشف المخطوطة الأولى مستر W. Curaton وتسمى Syr C نسبة إليه ونشرها سنة 1858 م، والثانية تدعي Syr S وحرف الـS يشير إلى سيناء مكان اكتشافها، ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع والخامس الميلادي. ب- المخطوطة السريانية " البشيطا " البسيطة:
وتُسمى Syr P وتحتوي على 22 سفرًا من العهد الجديد، وقد تم اكتشاف نحو 350 مخطوطة بهذه اللغة السريانية البسيطة، ويرجع تواريخها إلى القرنين الخامس والسادس الميلادي. ج- المخطوطة الفيلوكسينية:
وتحتوي على بقية أسفار العهد الجديد التي لا توجد في المخطوطات الأخرى.
4- المخطوطات القبطية:
وتشتمل على ثلاثة أنواع:
أ- المخطوطة الصعيدية:
ويوجد عدد كبير منها يحتوي على العهد الجديد، ويرجع تواريخها إلى القرن الثالث والرابع الميلادي. ب- المخطوطات البحيرية:
ويوجد منها نحو مائة مخطوطة، وأقدم مخطوطة كاملة ترجع إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ومنها مخطوطة لإنجيل يوحنا ترجع للقرن الرابع، وتوجد في مكتبة بودمير. ج- المخطوطات الوسطى:
وترجع تواريخها إلى القرن الرابع الميلادي، وجاء في جريدة الأهرام خلال أحد أيام شهر سبتمبر سنة 1992 في الصفحة الأولى عنوان "مزامير داود" أقدم كتاب في العالم تعرضه مصر بالمتحف القبطي، ومما جاء بالمقال "فبعد أبحاث ودراسات علمية استغرقت عدة سنوات أكد الدكتور جودت جبرة مدير المتحف على أن الكتاب يشكل إضافة وقيمة كبيرة للمتحف القبطي بالقاهرة.. عثرت هيئة الآثار على هذا الكتاب منذ سبعة سنوات في مقبرة " المضل " قرب مدينة بني سويف. بعد أبحاث استمرت طوال هذه السنوات مع متاحف العالم الكبرى في أوروبا وأمريكا تأكد لنا إن الكتاب هو أقدم كتاب في العالم حيث يرجع إلى حوالي 1600 سنة.. والكتاب عبارة عن 252 صفحة مكتوبة باللغة القبطية وباللهجة البهنساوية (لهجة مصر الوسطى) ومكتوب على الرق (جلد غزال) داخل غلاف خشبي، ومكتوب عليه بالحبر الحديدي، وحجم صفحاته 18 × 13 سم.. هذه المزامير هي أول وأقدم مزامير باللغة القبطية في العالم يتم العثور عليها وتوجد في المتحف في شكل كتاب كامل.. وقال الدكتور نصري إسكندر مدير عام الصيانة بهيئة الآثار.. واجهنا صعوبة كبيرة في فصل أوراق الكتاب، ولكن نجحنا -باستخدام وسائل ومواد كيميائية متقدمة جدًا- في إنقاذ هذا الكتاب وعرضه في "حضانة" خاصة. هي أحدث ما توصلت إليه أساليب الترميم حيث إن بداخلها أجهزة تضبط كمية الأكسجين لمنع تكوين الميكروبات التي يمكن أن تفسد الأوراق، وكذلك أجهزة لضبط الحرارة والرطوبة في درجات معينة..".
5- المخطوطات اللاتينية:
وتشمل ثلاثة أنواع:
أ- المخطوطة اللاتينية الأفريقية:
مثل المخطوطة " بلاتينوس " التي تحتوي على بعض أجزاء من الأناجيل الأربعة وترجع إلى القرن الخامس، ومخطوطة " فلوري " التي تحتوي على أجزاء من سفر الأعمال والرسائل الجامعة وسفر الرؤيا وترجع إلى القرن السادس، ومخطوطة " بوبيانسيس " وتشمل نصف إنجيل متى وإنجيل مرقس بالكامل وترجع إلى القرن الرابع الميلادي. ب- المخطوطات اللاتينية الأوروبية:
وهي التي استخدمها القديس جيروم في كتاباته، مثل المخطوطة " فرسللي " وتحتوي على الأناجيل الأربعة، ويقال إن الذي قام بنسخها القديس يوسابيوس أسقف فرسللي الذي استشهد سنة 340 م، ومخطوطة " فيرونشيز " وتحتوي الأناجيل الأربعة ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، ومخطوطة " بيزا " التي بها جانب باللغة اللاتينية يرجع إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي، ومخطوطة " جيجاس " التي تعتبر أضخم مخطوطة في العالم، وقد نُسخت في القرن الثالث عشر في دير بيوهميا ثم أحضرها الجيش السويسري إلى المكتبة الملكية باستوكهولم وتشمل الكتاب المقدس بالإضافة إلى كتابات أخرى. ج- الفولجاتا:
ويوجد منها اليوم 8000 مخطوطة أهمها مخطوطة " امانتيس " التي تشمل الكتاب المقدس بالكامل وقد أُهديت سنة 716 للبابا جريجوري، ومخطوطة " كافنسيس " التي تشمل الكتاب المقدس ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي وتشمل الكتاب المقدس، ومحفوظة " دوتنس " التي تشمل العهد الجديد ومحفوظة في المتحف الأيرندي.
6- المخطوطات العربية:
وأهمها مخطوطة ترجع إلى القرن الثامن الميلادي، ومحفوظة في المتحف البريطاني.
ورغم إن النسخ المكتشفة تعد بالآلاف، وقد تم اكتشافها في مناطق مختلفة وأزمنة متباعدة ولغات شتى، ولكنها جميعًا متطابقة بصورة مذهلة تأكيدًا لصحتها واستحالة تحريف بعض منها، ودعنا نذكر أمثلة قليلة جدًا من هذه المخطوطات:
1- مخطوطات وادي قمران:
وتشمل مئات المخطوطات التي تغطي العهد القديم بالكامل باستثناء سفر أستير. 2- مخطوطات جنيزة - القاهرة:
وكلمة جنيزة من الفعل العبراني أو الآرامي " جنيز " أي يخفي أو يخزن، فالجنيزة هي غرفة لتخزين الأسفار المقدَّسة التي لم تعد صالحة للاستخدام، وفي سنة 1890م. عند هدم وتجديد معبد ابن عزرا بمصر القديمة والذي يرجع تاريخه إلى سنة 882م. حيث كان يمثل أطلال كنيسة قديمة وقد اشترى اليهود المكان من الأقباط، وعند هدم المعبد تم اكتشاف نحو مائتي ألف مخطوطة منها عشرة آلاف لأسفار العهد القديم، ويرجع تاريخ هذه المخطوطات إلى الفترة من القرن السادس وحتى القرن التاسع وهذه المخطوطات كُتِبت معظمها باللغات العبرية والآرامية وبعضها بالعربية والسامرية واليونانية، وقد وصلت هذه المخطوطات إلى أماكن عديدة فيوجد منها في جامعة كامبردج، والمتحف البريطاني، ومكتبة البودليان باكسفورد، ومكتبة جون رايلاند بمنشستر. 3- المخطوطات الماسورية:
نسخها علماء التقليد خلال الفترة من 500 إلى 900م ومنها:
أ- مخطوطة القاهرة التي نُسخت سنة 895م. بواسطة موسى ابن أشير في طبرية بفلسطين وتشمل بعض أسفار العهد القديم وهي موجودة الآن لدى جماعة الكاريت بالقاهرة.
ب- مخطوطة المتحف البريطاني (شرقيات 4445) ويرجع تاريخها إلى 820 - 850م. وتشمل أسفار موسى الخمسة.
ج- مخطوطة اليبو ويرجع تاريخها إلى 900 - 925م وتشمل العهد القديم كاملًا وهي موجودة الآن بالقدس.
د- مخطوطة ليننجراد (بطرسبرج حاليًا) (ب 13) وتشمل بعض الأسفار ويرجع تاريخها إلى 916 م.
ه-مخطوطة ليننجراد (ب 19) (النسخة البابلية) وتشمل العهد القديم بالكامل ويرجع تاريخها إلى 1008 - 1009 م، ونُسِخت بواسطة صموئيل بن ياكوب بالقاهرة من مخطوطة للحاخام هارون بن موسى بن أشير سنة 1000 م. 4- مخطوطة إنجيل متى:
تم اكتشافها في صعيد مصر، وتُعد من أعظم الاكتشافات، وأشارت إليها جريدة الأهرام في 5/12/ 1994، وتشمل فقرات من الإصحاح 26 من إنجيل متى البشير، وأُرسلت إلى كلية المجدلية بأكسفورد وتحمل رقم P64 ، وقد حدَّد العالِم الألماني "كارستن" تاريخها بنحو سنة 66 م، وبذلك فقد تكون عاصرت القديس متى قبل استشهاده، ونشرت جريدة التايمز هذا الخبر في صفحتين 1، 3 بتاريخ 24/12/1994 وتناقلته وسائل الإعلام العالمية، وصدر كتاب The Jesus Papyrus " برديه يسوع " سنة 1997، ووُجِد جزء مكمل لها يشمل جزءان من الإصحاحين 3، 5 في مكتبة برشلونة، وكأن الرب يسوع يعود وينادينا من جديد ويدعو كل من يشك في إنجيله للبحث والدراسة وتفتيش الكتب. 5- مخطوطة تشستربيتى:
اكتشفها العلامة تشستربيتى سنة 1930 م، وهي من أهم مخطوطات العهد الجديد، ويرجع تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي، ويوجد منها 46 ورقة في مكتبة تشستربين في دبلن، و30 ورقة في جامعة متشجان، والمجموعتان تكونان مجلدًا يشمل عشر رسائل لمعلمنا بولس الرسول، ومعروفة ب Papyrus 45,46,47. 6- مخطوطة جون رايلاند:
وتشمل جُزء من إنجيل يوحنا، وتم اكتشافها سنة 1935م. وترجع إلى الفترة (117 - 135 م) وبذلك قضت على الاتهام القائل بأن إنجيل يوحنا كُتِب سنة 160 م، وهي محفوظة بمكتبة جون رايلاند بمنشستر بإنجلترا. 7- مخطوطة أرسينوي:
وتم اكتشافها في جنوب القاهرة سنة 1877م. وتضم جزءًا من إنجيل يوحنا على ورق البردي ويرجع تاريخها إلى سنة 125 م. 8- مخطوطة ناش:
حصل عليها ناش من مصر سنة 1902م. وهي مكتوبة على ورق البردي، وكانت تعتبر أقدم مخطوطة قبل اكتشافات وادي قمران. 9- بردية البهنسا:
تم اكتشافها في البهنسا وتشمل إنجيل متى، ويرجع
تاريخها إلى 250م والآن هي محفوظة في متحف بنسلفانيا بالولايات المتحدة. 10- نسخة واشنطن:
وتشمل الأناجيل الأربعة باللغة اليونانية، وبالترتيب الغربي (متى - يوحنا - لوقا - مرقس) وترجع إلى القرن الرابع والخامس الميلادي، ومحفوظة في واشنطن. 11- النسخة البيزية:
وترجع تسميتها إلى تبودور بيزا الذي أهدى المخطوطة إلى جامعة كامبردج، وتشمل الأناجيل الأربعة مع سفر الأعمال بلغتين فعلى الصفحات اليسرى باللغة اليونانية وعلى الصفحات اليمنى باللغة اللاتينية. 12- مخطوطة كلارومنت:
وترجع التسمية إلى مكان اكتشاف المخطوطة بدير كلارومنت بفرنسا، وتشمل جميع رسائل بولس الرسول باللغتين اليونانية على الصفحات اليسرى واللاتينية على الصفحات اليمنى، ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي.
حقًا ما أكثر مخطوطات الكتاب المقدس، فلا يوجد في الوجود كله كتاب يحظى بهذا الكم الهائل من النسخ مثل كتاب الله المقدس، ويكفي أن نعلم أنه مع نهاية القرن الأول الميلادي كان يوجد نحو 3000 نسخة من العهد الجديد، وبعد قليل وصل العدد إلى 30,000 نسخة، حتى إن الخطيب مونسابري يقول "ثلاثون ألفًا من النسخ تُحترم كأشياء إلهَّية تُقبَل كما يجب كما لو كانت تحمل آثار شفاه المسيح " (28)، ومع نهاية القرن الثالث وصلت أعداد النسخ من العهد الجديد إلى مائة ألف نسخة، والآن يوجد في متاحف العالم نحو 5300 مخطوطة للعهد الجديد باللغة اليونانية بالإضافة إلى 24000 مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد.
أما مخطوطات العهد القديم فتوجد في جامعة كامبردج نحو عشرة آلاف مخطوطة باللغة العبرية، وفي بطرسبرج توجد مجموعة فركوفتس التي تشمل 1582 مخطوطة للعهد القديم على الرقوق باللغة العبرية، و725 على ورق البردي بالإضافة إلى 1200 قصاصة من مخطوطات للعهد القديم بلغات أخرى غير العبرية، وفي المتحف البريطاني يوجد 161 مخطوطة للعهد القديم، وفي مكتبة بودلين يوجد 146 مخطوطة أخرى، وفي الولايات المتحدة يوجد نحو 500 مخطوطة للعهد القديم.. عجبًا ألا يكفي هذا القدر الهائل من آلاف المخطوطات وتطابقها معًا ليؤمن الجميع بصحة الإنجيل، حتى إذا آمنوا واعتمدوا وسلكوا في نور الإنجيل يخلصون ويكون لهم النصيب الصالح في ملكوت السموات إلى أبد الآبدين.
_____
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:28 pm | |
|
ترجمات الكتاب المقدس
قصة: تحركت القافلة تاركة خلفها أورشليم بعد أن حصلت على الكنوز.. إنها قافلة عجيبة تضم عشرين عربة مغطاة، والحراس الأقوياء يحيطون بها، فكل واحد من الحرس يمتطي جواده في عظمة وثقة.. يسير يقظًا وعيناه ترصدان كل حركة، وأذناه منتبهتان لسماع أي أمر يصدره القائد، ويده قريبة من سيفه.. إنهم يسيرون في تشكيل عسكري منتظم يحيطون بالقافلة من كل ناحية واتجاه، والقافلة تجدُّ في السير.. لكن ما بال الحراسة مشدَّدة هكذا؟! وأي كنوز هي تحمل..؟! هل تحمل كنوز الملك سليمان..؟! إنها تحمل كنوزًا أعظم من كل كنوز الأرض.. كنوز ليست من فضة ولا ذهب ولا زمرد ولا ياقوت.. إنها تحمل الكتب الإلهَّية بصحبة اثنين وسبعين شيخًا من علماء اليهود الضالعين في اللغات العبرية والآرامية واليونانية، وفي إحدى العربات دار الحديث الآتي:
زكا: ما يحدث الآن يذكرني بنزول أبينا يعقوب وذريته إلى مصر.
حنانئيل: كان عددهم مقاربًا لعددنا.. نحو سبعين نفسًا.
سمعان: عربات فرعون حاكم مصر حملتهم، وعربات بطليموس حاكم مصر تحملنا.
ألياب: كان في انتظارهم يوسف أخاهم وأسرته، ونحن في انتظارنا إخوتنا اليهود المقيمين في الإسكندرية. القافلة تسير لأيام متوالية.. تسير في ضوء النهار وتستريح في ظلام الليل، والعربات محمَّلة بكمية وافرة من الأطعمة، وكمية كافية من المياه لزوم التطهير والاغتسالات الكثيرة.. أخيرًا وصلت القافلة إلى الإسكندرية، وبعد استقبال حافل قاد ديمتريوس علماء اليهود إلى مقر إقامتهم في جزيرة فاروص، ووقف العلماء مندهشين أمام أحد عجائب الدنيا السبع أي فنار الإسكندرية بارتفاعه الشاهق والضوء المنبعث منه ليلًا ليهدي السفن للميناء.. زاروا مكتبة الإسكندرية التي حوت في أحشائها أكثر من نصف مليون كتاب، وكانت العادة المتبعة أن كل مؤلف يزور المكتبة يقدم نسخة من مؤلفاته هدية لها، والتقوا ببطليموس فلادلفيوس الذي رحب بهم كثيرًا وأمر بتوفير كل وسائل الراحة لهم، وطالبهم بترجمة الأسفار المقدسة من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية حتى يستضئ بتعاليمها العالم أجمع. عكف الآباء الشيوخ على عملهم في جزيرة فاروص، وكثيرًا ما كان يجلس سمعان صامتًا متأملًا ثم يعود إلى الترجمة في روح الصلاة والخشوع، وعندما كان يترجم سفر إشعياء وقف أمام الآية " ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل" (إش 7: 14) وأخذ يفكر كيف يقبل الإمبراطور والعالم كله أن عذراء تحبل وتلد بدون زرع بشر؟!! وفكر كثيرًا، وأراد أن يستبدل كلمة "عذراء" بكلمة "فتاة" ولكنه لا يستطيع أن يبدل ولا يستطيع أن يغير حرفًا واحدًا، وصار في حيرة.. وبينما هو هكذا راح في غفوة وسمع صوتًا يقول: سمعان سمعان.. اسمع يا سمعان.. هوذا العذراء تحبل وتلد، وأنت لن تَرى الموت حتى تعاين مسيح الرب، وتحمله على يديك..
آمن سمعان بالمكتوب وأكمل الترجمة وهو مستريح البال، حتى انتهى مع زملائه من أعظم عمل قاموا به، وقدموا للتاريخ وللعالم كله النور الإلهي الذي تسلمته الكنيسة وأكملت عليه أسفار العهد الجديد.. وعادت القافلة ومات شيوخ الترجمة السبعينية واحدًا تلو الآخر بينما عاش سمعان نحو ثلثمائة عام حتى أبصر الرب يسوع تحمله أمه العذراء الطاهرة في الهيكل، فحمله على ذراعيه مناجيًا إياه "الآن تُطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور تجلى للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل" (لو2: 29-32). والآن يا صديقي إلى الأسئلة التالية:
ألم يتعرض المترجمين إلى أخطاء بحكم ضعفهم البشري؟ وألا تعتبر الترجمات المختلفة واختلاف الألفاظ نوعًا من التحريف؟
قال البعض إن بعض الترجمات غيَّرت في العقائد المسيحية، فتغير الترجمة في (إش7:14) من الشابة إلى العذراء أوجدت عقيدة ولادة المسيح بدون زرع بشر، وتغيّر ترجمة (يو3: 16) خلقت عقيدة الابن الوحيد الجنس، وإضافة (1يو5: 7) خلق عقيدة التثليث والتوحيد في المسيحية، وإضافة (مر16: 19-20) خلق عقيدة الصعود.. فما رأيك في هذا؟ (خاص بالخدام)
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:30 pm | |
| ألم يتعرض المترجمين إلى أخطاء بحكم ضعفهم البشري؟ وألا تعتبر الترجمات المختلفة واختلاف الألفاظ نوعًا من التحريف؟
في الترجمة تظلل نعمة الله على القائمين بأعمال الترجمة حتى يعطوا المفهوم الإلهي كما يريده الله وليس المفهوم البشري كما يريده الإنسان، ولعل هذا المعنى واضح من قصة سمعان الشيخ أثناء الترجمة السبعينية، ومع هذا فإن الترجمات قابلة للتنقيح بلغة العصر، وذلك لأن هناك مفردات تختفي من الاستخدام، كما أن هناك مفردات تستجد دائمًا، وكل ما يهمنا هو الوصول للمعنى والقصد الإلهي أكثر بكثير من اهتمامنا بالألفاظ، فمعلمنا بولس يقول: "الحرف يقتل ولكن الروح يحيي" (2كو 3: 6) وقال الرب يسوع: "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يو 6: 63)، وكتابنا المقدس كتاب بسيط للغاية يدور حول قصة الله مع الإنسان، فالله خلقني من العدم بعد أن أعدَّ لي كل احتياجاتي، ولكن عدو الخير حسدني وأسقطني في المخالفة، فسرى عليَّ الحكم الإلهي بالموت الأبدي كما سبق الله وحذرني من قبل " يوم تأكل منها موتًا تموت" (تك 2: 17) ومع هذا فإن رحمة الله أدركتني، وتجسد الله وصُلب ومات عني، وحمل في جسده عقاب خطاياي، وقام وأقامني معه، وصعد إلى مجده ليعدَّ لي مكانًا ثم يأتي ويأخذني لأكون معه إلى الأبد.. فهل توجد ترجمة للكتاب في العالم كله لا تحمل هذه المعاني؟! كلاَّ.. وهذا ما سجلته الترجمة الإنجليزية (R.S.V) إذ تقول " يتضح للقارئ المدقق من ترجمتنا عام 1946م، وترجمتي سنة 1881م ،1901م إن تنقيح الترجمة لم يؤثر على أي عقيدة مسيحية، وذلك لسبب بسيط هو إن الألفاظ والقراءات المختلفة لم تغير في العقيدة المسيحية " (29)
ومع هذا فإنه نظرًا لأن كثير من لغات العالم ليس بها كل الألفاظ والمصطلحات التي تتوفر في اللغة اليونانية الغنية، فالمعول الأساسي هو على النص اليوناني الذي يفوق في الروعة والدقة الترجمات الأخرى، ولذلك يلجًا بعض من الدارسين إلى دراسة اللغة اليونانية لكيما يتمتعوا أكثر فأكثر بجمال الكتاب وروعته. وإمكانية ترجمة الكتاب المقدس أمر يُحسَب له وليس عليه، وذلك للأسباب الآتية:
1- إن إرادة الله أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، وكتابه المقدس.
هو رسالته للعالم كله ولجميع الشعوب، فلو كانت الأسفار المقدَّسة مدونة مثلًا باللغة العبرية ويحظر ترجمتها فمعنى هذا أن كل إنسان يريد أن يقبل إلى الله لن يأتي إليه إلاَّ عن طريق اللغة العبرية، وهذا يضع الله في موقف المتحيز للشعب العبراني، وحاشا لله ذلك، إنه يريد الإنسان وليس اللغة ولهذا سمح باستخدام أكثر من لغة في تدوّين الأسفار المقدسة فدّونت باللغات العبرية والآرامية واليونانية.
2- ترجمة الكتاب المقدس أدت إلى انتشاره في أركان الأرض وأرجاء المسكونة، وهذا جعل دعوى تحريفه دعوى باطلة لا تتفق مع العقل ولا المنطق إذ كيف يجمعون جميع الكتب المقدسة في كل مكان ويحرفونها؟!
_____
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:31 pm | |
| قال البعض إن بعض الترجمات غيَّرت في العقائد المسيحية، فتغير الترجمة في (إش7:14) من الشابة إلى العذراء أوجدت عقيدة ولادة المسيح بدون زرع بشر، وتغيّر ترجمة (يو3: 16) خلقت عقيدة الابن الوحيد الجنس، وإضافة (1يو5: 7) خلق عقيدة التثليث والتوحيد في المسيحية، وإضافة (مر16: 19-20) خلق عقيدة الصعود.. فما رأيك في هذا؟ (خاص بالخدام)
دعنا يا صديقي نعرض أفكارهم بل أقول افتراءاتهم هذه ونفندها، لعلهم يعرفون الحق والحق يحررهم:
1- في نبوة إشعياء " ها العذراء تحبل وتلد" (إش 7: 14) قالوا أن كلمة " عذراء " في الأصل العبري " عُلْماه " ومعناها الشابة، وتُرجمت خطأ في ترجمة الملك جيمس (K.J.V) إلى " بتولا " ثم تداركت الترجمة المنقحة (R.S.V) هذا الخطأ وترجمتها إلى الشابة “ young woman “.
الرد: كل من كلمتي " عُلْماه " أو " بتولا " تعني فتاة عذراء لم تعرف رجلًا، وكلمة " بتولا " هي الكلمة العامية لكلمة " عُلْماه "، فكلمة " عُلْماه " أكثر دقة من " بتولا " لأن الأخيرة أطلقت أيضًا على الأرملة العفيفة، فقال يوئيل النبي " نوحي يا أرضي كعروس (بتولا) مُؤتزرة بمسح من أجل بعل صباها "(يؤ1: 8) بينما كلمة " عُلْماه " أطلقت فقط على الشابة البكر التي لم تتزوج بعد (تك 24: 43 - نش1: 3). تلوين
والآية التي ذكرها إشعياء " يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد" (إش 7: 14) فلو كانت شابة متزوجة وتلد فما هو وجه الغرابة في هذا؟ وأين الآية هنا؟ وفي الترجمة السبعينية ترجم علماء اليهود الكلمة إلى بارثينوس PARTHENOS أي عذراء.
والمدهش في هذا الأمر حقًا أن عقيدة المعترض تقرُّ بولادة السيد المسيح من العذراء مريم بدون زرع بشر.. تُرى هل يشك في عقيدته أم أنه جرد نفسه من عقله فراح يغش من مدارس النقد دون أن يعلم ماذا يكتب؟!
2- في الآية: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 3: 16) قالوا في ترجمة الملك جيمس (K.J.V) جاءت عبارة " ابنه الوحيد " “ His only begotten son “ بينما في ترجمة (R.S.V) سنة 1952م جاءت “ His only son “ بدون كلمة “ begotten “ وتعني المولود، وبحذف هذه الكلمة تنهار عبارة " مولود غير مخلوق " وتنهار عقيدة بنوة الابن للآب.
الرد: أ- في الأصل اليوناني جاءت كلمة مونوجينيس “ monogenes " أي الوحيد الجنس أو المولود الوحيد، فكلمة monoتعني وحيد، وكلمة genes تعني الجنس،
ب- ترجمة R.S.V أضافت في الهامش "or his only begotten son " or".
ج- لم يترتب على هذه الترجمة أن خرج إنسان مسيحي واحد وأنكر بنوة السيد المسيح لله الآب بنوة فريدة، وما تزال عبارة " مولود غير مخلوق " نرددها كل يوم في قانون الإيمان ونفهمها وندركها.
3- الآية " إن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو 5: 7) قالوا أنها لم ترد في ترجمة R.S.V التي اعتمدت على إنها لم توجد في أي مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر، وإنها وردت فقط في إحدى الترجمات اللاتينية، ووضعت في الترجمة العربية بين قوسين دلالة على إنها عبارة هامشية ليست من متن النص، وبذلك تنهار عقيدة التثليث.
الرد: أ - لا تبني المسيحية أي عقيدة دينية على آية واحدة، فعقيدة التثليث واضحة وثابتة في الكتاب المقدس بعهديه، ومقبولة بالعقل والمنطق لأنه لابد أن يكون الله مثلث الأقانيم لكيما يمارس الحب منذ الأزل قبل أن توجد أي خلقة كانت. أما الأمر الغير مقبول هو أن يكون الله أقنومًا واحدًا فقط، فهذه بدعة سابليوس.
ب- هذه الترجمة (R.S.V) اعتمدت على مخطوط واحد من 4000 مخطوط، وهذا المخطوط لم يُسقِط الآية بل وضعها في الهامش وهذا ما فعلته ترجمة R.S.V..
4- قالوا إن الجزء الأخير من إنجيل مرقس (16: 9-20) أضيف إليه، ولذلك وضعته الترجمة المنقحة R.S.V سنة 1952م في الهامش، وتحت ضغط الطوائف أُعيد في طبعة سنة 1971م إلى متون الأصل، وبذلك تنهار عقيدة الصعود ولاسيما أن الأناجيل الأربعة لم تسجل كلمة واحدة عن صعود المسيح، بينما جميعها لم تغفل دخول السيد المسيح أورشليم على جحش، وسخر هذا الكاتب من هذا الاهتمام بذكر الجحش في كل الأناجيل ووضع عنوان جانبي في كتابه "كرنفال (مهرجان) الجحش".
الرد: أ - بالنسبة للكاتب الساخر نحن نصلي من أجله ليفتح الله بصيرته ليرى العار الذي هو فيه إذ من أبسط معاني الإنسانية هو احترام عقائد الغير.
ب- بالنسبة لعقيدة الصعود هي ثابتة بآيات كثيرة من العهد الجديد، وليس كما توهَّم الكاتب أن الأناجيل لم تُسجل كلمة واحدة عن الصعود، فالرب يسوع تحدث عن صعوده قبل حدوثه قائلًا " فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدًا إلى حيث كان أولًا.." (يو6: 62)، " خرجتُ من عند الآب وأتيت إلى العالم وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب "(يو16: 28)، " إني أصعد إلى أبي وأبيكم" (يو 20: 17) ومعلمنا لوقا الإنجيلي يحكي قصة الصعود في سفر الأعمال (أع 1: 9-11) وبولس الرسول يحدثنا عن الصعود (أف 4: 8-9، 1تي3: 16) ومعلمنا بطرس كذلك (1بط3: 12)، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. إذًا حقيقة الصعود ثابتة حتى ولو أراد الكاتب أن ينكرها ويتناسى أن عقيدته تقر صعود الرب يسوع للسماء.
ج- أما السبب في أن بعض المخطوطات لم يذكر فيها الجزء الأخير من إنجيل معلمنا مرقس (1: 9-20)؟.. فربما الاضطهاد العنيف في روما واستشهاد بطرس وبولس الرسولين في يوم واحد يكون قد أوقف مرقس الإنجيلي عن الكتابة إلى هذا الحد المفاجئ، وعندما جاء إلى الإسكندرية أكمل الجزء الباقي، وبذلك خرجت بعض النسخ من روما لا تشمل هذا الجزء الأخير بينما النسخ التي خرجت من الإسكندرية تحمل النص كاملًا، وفي هذا فإننا نُطمّئن الكاتب بأن هذا الجزء لو حُذِف تمامًا من الإنجيل ولم يذكر حتى في الهامش فإن عقيدة الصعود لن تتغير ويشهد لها القبر الفارغ الذي يفج منه النور كل عام شاهدًا للرب يسوع نور الحياة، وطوبى لمن له النور لأنه في النور يسلك وإلى مدينة النور يصل ويسكن في النور إلى الأبد بعيدًا عن الظلمة الخارجية وصرير الأسنان.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:34 pm | |
| [size=32]ما هي أهم ترجمات الكتاب المقدس؟
لقد تعرضنا للترجمات المختلفة بطريقة غير مباشرة أثناء حديثنا عن المخطوطات المختلفة، وترجمة الكتاب المقدس ليست بالأمر الهين إنما هي عملية في منتهى الصعوبة.. لماذا؟
1- الأصل العبري يُكتَب السطر كله على شكل حروف متراصة يفصل بين كل حرف وآخر مساحة شعرة.
2- الكلمة الأخيرة من السطر إذا انتهى السطر ولم تستكمل حروفها تستكمل في السطر التالي.
3- الكاتب ملتزم بأمرين أولهما الترجمة الحرفية، وثانيهما نقل المعنى المقصود ولذلك كان المترجمون يقضون أحيانًا شهرًا كاملًا يبحثون عن معنى كلمة معينة، وقد تستغرق ترجمة الكتاب بالكامل عشرات السنين. أمثلة لصعوبة الترجمة:
1- في قول فرعون ليوسف " أنت تكون على بيتي وعلى فمك يقبّل جميع شعبي" (تك 41: 40) فمعنى يقبّل هنا قد تكون بعيدة عن الذهن في عصرنا الحاضر، ويجد المترجم صعوبة بالغة في ربطها بالكلام، ولكن بعد الدراسة والتفكير والتأمل نجد أن القبلة علامة الحب والتوقير، فشعب مصر يقبّل فم يوسف أي يقدم له الحب والتوقير والاحترام والطاعة.
2- في عاموس " هل تركض الخيل على الصخر. أو يحُرَث عليه بالبقر" (عا 6: 12) ففي الأصل العبري كلمة "بالبقر" تُكتَب ب ب ق ر يم. فالمترجم نظر إلى الحرفين الأخيرين (ي م) على إنها علامة جمع، فأضطر أن يضيف كلمة "عليه" ليعطى المعنى " أو يُحرث عليه بالبقر " وهى الترجمة التي بين أيدينا. أما في الترجمة التفسيرية فالمترجم نظر إلى الحرفين الأخيرين (ي م) على إنهما يشكلان كلمة مستقلة " يم " أي بحر فجاءت الترجمة " أو يُحرَث البحر بالبقر " وكلا الترجمتين تفيد الصعوبة والاستحالة فلا الصخر ولا البحر يُحرث بالمحراث الذي يجرّه البقر، ولكننا في كل هذا نؤكد على حقيقة ثابتة أن جميع هذه الخلافات في الترجمات ولا واحدة منها تؤثر على الإطلاق في أي عقيدة إيمانية.. والآن نلقي قليلًا من الضوء على أهم هذه الترجمات:
أولًا: الترجمات الآرامية:
عندما كان الشعب اليهودي محافظًا على كيانه له وطنه وله لغته العبرانية لم يكن في حاجة إلى ترجمة الأسفار المقدسة، ولكن عندما سُبي هذا الشعب إلى بابل لمدة سبعين سنة، وعاد يتكلَّم الآرامية، وهى لغة خليطة بين العبرية والكلدانية. بل أن الشعب لم يعد يفهم اللغة العبرية، وأصبح في حاجة ماسة ليفهم أحكام الشريعة، فكان القارئ يقرأ الشريعة باللغة العبرية والمترجم يقوم بالترجمة الفورية للغة الآرامية ليفهم الشعب، وهذا ما حدث أيام نحميا " وقرأوا في السفر في شريعة الله ببيان وفسروا المعنى وأفهموهم القراءة" (نح 8: 8) ثم تمت الترجمة كتابةً ليتمكن الجميع من قراءة الشريعة، ودعى بنو إسرائيل المترجم بالميترجان، ودعوا الترجمة بالترجوم، وكان هناك عدة ترجمات " ترجومات " وأشهرها ترجوم أونكيلوس Onkelos لأسفار موسى الخمسة، وترجوم يوناثان بن أوزيل الذي يميل للتوضيح والتفسير. ثانيًا: الترجمة اليونانية:
هناك عدة ترجمات للعهد القديم من العبرية والآرامية إلى اللغة اليونانية وأشهرها ما يلي: 1- الترجمة السبعينية Sepuaginte:
وهي أشهر ترجمة للعهد القديم، وهناك وثيقة قديمة ترجع إلى سنة 110ق.م تدعى رسالة أريستياس Aristeas حيث يقول فيها " إنه بينما كان بطليموس فيلادلفوس مهتمًا بإنشاء مكتبة الإسكندرية تقدم إليه ديمتريوس فاليروس بنصيحة أن يحصل على ترجمة يونانية لكتاب اليهود المقدس. فأرسل بطليموس فيلادلفوس (285 - 247 ق.م) وفدًا (كان أرستياس عضوًا فيه) إلى العازر رئيس الكهنة في طلب نسخة من التوراة ومعها اثنان وسبعون مترجمًا -ستة من كل سبط- فاستجاب العازر لهذا الطلب، وجاء الوفد واستقبلهم الملك استقبالًا حارًا واصطحبهم ديمتريوس إلى جزيرة منعزلة (جزيرة فاروص) فأنجزوا العمل.. ونالوا من الملك هدايا ثمينة واستطاع اليهود المقيمين في الإسكندرية أن يحصلوا على نسخ من الترجمة لاستخدامها " (30) وقد مدح هذه الترجمة بعض المؤرخين اليهود مثل فيلو ويوسيفوس في القرن الأول الميلادي، وأقامت هذه الترجمة جسرًا مع العهد الجديد، فقد شاء التدبير الإلهي أن يضم العهدين القديم والجديد كتابًا واحدًا، وساعدت هذه الترجمة الكارزين في عملهم، ومهدت الطريق لترجمة العهد القديم للغات الأخرى، وأسكتت النقاد لأنها خرجت مطابقة تمامًا للأصل العبري لأن روح الله ظلَّل على المترجمين كما رأينا في قصة سمعان الشيخ، ولكن بعض الحاخامات لعنوا اليوم الذي تُرجِمت فيه الأسفار المقدسة لليونانية.. لماذا؟ لأن الكنيسة احتضنت هذه الترجمة وأكملت عليها العهد الجديد، واعتبرتها ميراثًا لها، واعتبرتها كنيستنا القبطية إنها النص المُعتَرف به للعهد القديم. وثار هناك تساؤل هام وهو إن كان عدد الأسفار في الأصل العبري كان 22 سفرًا فكيف نجد في الترجمة السبعينية 46 سفرًا؟
في الأصل العبري كان السفر يجمع داخله أكثر من سفر فجاءت الترجمة السبعينية وفصلت بين الأسفار، ففصلت بين سفري راعوث والقضاة ليكون كل منهما سفرًا قائمًا بذاته، وهكذا فعلت مع أرميا ومراثي أرميا، ونحميا وعزرا، وصموئيل الأول والثاني، وملوك الأول والثاني، وأخبار الأيام الأول والثاني، وفصلت بين الأنبياء الصغار الذين كان يجمعهم سفرًا واحدًا إلى 12 سفرًا، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كما ضمت الترجمة السبعينية أسفارًا لم تكون قد ضُمَت بعد للأصل العبري مثل يهوديت وطوبيت وباروخ ويشوع بن سيراخ وحكمة سليمان ومكابيين أول وثاني مع ملاحظة أن سفري الحكمة والمكابيين الثاني كانا قد كتبا أصلًا باليونانية فظهر العهد القديم يضم 46 سفرًا. 2- ترجمة أكويلا:
وقام بها يهودي دخيل من بنطس أي أنه كان شخصًا يهوديًا ودخل للديانة المسيحية، وكان حديث الإيمان، فجاءت ترجمته سنة 150م، من العبرية لليونانية حرفية كلمة كلمة بدون الاهتمام بقواعد اللغة اليونانية، وبدون النظر إلى سلامة التركيب اللغوي للجُمَل، ولذلك ظهرت الترجمة ضعيفة لا تخلو من الأخطاء اللغوية ومع هذا فإن يهود الشتات الذين آمنوا قد قبلوها. 3- ترجمة ثيؤدوثيون:
وهو يهودي من أفسس وقام بالترجمة (161-180) بدقة أفضل من أكويلا، واعتمد على الترجمة اليونانية في بعض الأجزاء. 4- ترجمة سيماخوس:
وهو يهودي من الأبيونيين وآمن بالمسيح في القرن الثاني الميلادي وقام بالترجمة من العبرية لليونانية مراعيًّا قواعد اللغة اليونانية. الهكسابلا Hexapla::
لم تكن الهكسابلا ترجمة جديدة لكنها كانت تجميع للترجمات السابقة، ومعنى الهكسابلا أي ذات الستة أعمدة، وقام بها أوريجانوس في القرن الثالث الميلادي إذ وضع ستة نصوص متقابلة، وعلق عليها بملاحظاته وهذه النصوص الستة هي:
1- النص العبري بحروف عبرية. 4- نص ترجمة أكويلا.
2- النص العبري بحروف يونانية. 5- نص ترجمة ثيؤدوثيون
3- نص الترجمة السبعينية. 6- نص ترجمة سيماخوس
وللأسف فإن هذا العمل الضخم الذي ضم عدة مجلدات وقام به أوريجانوس مع عدد من النساخ فإنه قد فُقِد ولم يتبقى منه إلاَّ أجزاءًا قليلة، وأيضًا ترجمات أكويلا وثيؤدوثيون وسيماخوس قد فُقِدت ولم يتبق منها إلاَّ ما تبقى في بقايا الهكسابلا. ثالثًا: الترجمات السريانية:
اللغة السريانية هي اللهجة الشرقية للآرامية، وهناك خمس ترجمات تمت من اللغة العبرية إلى اللغة السريانية، منها الترجمة القديمة، وترجمة " البشيتا " أي البسيطة أو العامة أو الدارجة التي تمت في القرن الأول الميلادي، وتوجد منها مخطوطة في المتحف البريطاني ترجع إلى سنة 464م، ومنها الترجمة الفيلوكسينية والتي تشمل بعض الأسفار التي لا توجد في البسيطة، وقام بترجمتها بوليكارب للأسقف مارفيليكسينوس سنة 508م، ومنها السريو هكسابلا التي قام بها بولس أسقف تيلا (615 - 617م) وقد اعتمد فيها على العمود الخامس من الهكسابلا التي دونها أوريجانوس، ومنها توجد مخطوطة ترجع إلى القرن الثامن الميلادي، أما ترجمات العهد الجديد للسريانية فقد تمت من اليونانية، ويبلغ عدد المخطوطات السريانية التاريخية التي تضمها متاحف العالم نحو 350 مخطوطة. رابعًا: الترجمات القبطية:
1- الترجمة القبطية باللهجة الصعيدية التي قام بها القديس بنتينوس مدير مدرسة الإسكندرية (181 - 190) فهو الذي قام بتطوير اللغة القبطية بإضافة 7 حروف في اللغة الديموطيقية (الأبجدية القديمة) إلى الحروف اليونانية فأصبحت اللغة القبطية كما هي عليه الآن، وقد قام القديس بنتينوس بترجمة العهد الجديد من اليونانية للقبطية باللهجة الصعيدية، ويوجد منها مخطوطة ترجع إلى سنة 300م.
2- ترجمات أخرى للعهد الجديد باللغة القبطية باللهجة الاخميمية والفيومية، ويوجد منها نسخة ترجع إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي.
3- ترجمة للعهد الجديد باللغة القبطية باللهجة البحيرية، ويوجد منها نسخة من القرن الرابع الميلادي. خامسًا: الترجمات اللاتينية:
1- الترجمة التي تمت في القرن الثاني للعهد الجديد من اليونانية للاتينية، ودعيت باسم " إيطالا "
2- الفولجاتا Volgata: وهي الترجمة التي قام بها القديس جيروم (366-384م) بتكليف من داماسوس بابا روما حيث ترجم العهد القديم من اللغة العبرية للغة اللاتينية، وقد نالت هذه الترجمة شهرة واسعة، وظل معمولًا بها نحو الألف سنة، وكانت هي الكتاب الأول الذي تم طباعته في العالم عند اختراع آلة الطباعة في القرن الخامس عشر الميلادي. سادسًا: الترجمة الحبشية:
قام بها فرومنتيوس التاجر الذي بشَّر أهل الحبشة ورسم أسقفًا بيد البابا أثناسيوس الرسولي باسم الأنبا سلامه، فقام بترجمة العهد الجديد من اليونانية للغة الحبشية. سابعًا: الترجمات الإنكليزية: 1- ترجمة الملك جيمس (K.J.V) King James version::
قام بها مجموعة من علماء اليونان واليهود في القرن السادس عشر تحت رعاية الملك جيمس ملك بريطانيا ونشرت سنة 1611م، ونالت شهرة كبيرة، ثم قام العلماء بتنقيحها سنة 1881م، والذين قاموا بالتنقيح أظهروا إعجابهم ببساطتها وقوتها، وفي الترجمة المنقحة سنة 1971م ذُكرت أسباب التنقيح ليس لإصلاح عيب ولكن بسبب تغير اللغة الإنكليزية خلال الفترة من سنة 1611 إلى سنة 1971م، فمثلًا هناك ضمائر ونهايات لأفعال كانت مستخدمة ولم يعد لها الآن استخدام، وكذلك هناك كلمات اُستخدمت أثناء الترجمة سنة 1611م وكانت عندئذ تؤدي المعني المطلوب أما الآن فقد تغير معناها، ولهذا كان لابد من التنقيح حتى نصل إلى روح النص الأصلي. 2- الترجمة الحديثة N.I.V:
بدأت سنة 1965م وانتهت سنة 1978، ونُقِحت سنة 1983م، وقام بها أكثر من مائة عالم من علماء الكتاب المقدس، واعتمدوا على أقدم المخطوطات بما فيها مخطوطات وادي قمران التي ظهرت للوجود سنة 1947م وترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وجاء في مقدمة هذه الترجمة قولهم "استخدمنا من كل من العهد القديم النص العبري القياسي، والنص الماسوري كما نُشر في طباعته الأخيرة من Billica Hebraica مع المراجعة على لفائف البحر الميت التي تحتوي على مادة تحمل نص عبري من مرحلة أقدم، وأيضًا بالمراجعة مع التوراة السامرية والتقاليد القديمة للكتبة التي تروي تنوع نصي. كما راجع المترجمون أيضًا على الترجمات القديمة الهامة: السبعينية وترجمات أكويلا وسيماخوس وثيؤدوثيون والفولجاتا والبشيتا السريانية والترجومات وترجمة جيروم للمزامير". (31) ثامنًا: الترجمات العربية:
كان العرب يقرأون الكتب المقدسة باللغة السريانية، ثم ظهرت عدة ترجمات منذ القرن الثامن الميلادي وحتى الآن وهي: 1- ترجمة يوحنا:
أسقف اشبيلية بأسبانيا سنة 750م من الفولجاتا اللاتينية للعربية، وكان ينقصها الدقة في الترجمة. 2- ترجمة بن العسال:
قام بها هبة الله العسال سنة 1250م، وهو إسكندري الجنس وقام بالترجمة من اللغة القبطية للغة العربية، ومازالت محفوظة في المتحف القبطي بالقاهرة. ثم قام البعض بتنقيحها ودُعيت بفولجاتا الإسكندرية. 3- ترجمة سركيس الرازي:
مطران دمشق سنة 1671م وقام بها مجموعة من العلماء، واستغرقت 46 عامًا. 4- الترجمة العربية الحالية:
ويرجع الفضل فيها إلى اثنين من المرسلين الأمريكان هما دكتور " عالي سميث "، و" دكتور كرنيليوس فان ديك " اللذان قاما بالترجمة من الأصل العبري، وتميزت الترجمة بدقتها والالتزام بحرفية النص.. وُلِد سميث سنة 1801م دراسته سنة 1826م، وعمل مرسلًا بمالطة، ثم ذهب إلى بيروت سنة 1827م حيث تعلم اللغة العربية، وفي سنة 1847م بدأ بترجمة الكتاب المقدس مع مجموعة من معاونيه ولاسيما المعلم بطرس البستاني اللبناني الجنسية، والذي كان ضليعًا في اللغتين العربية والعبرية، وقام الشيخ نصيف اليازجي بالضبط النحوي للغة العربية، وتمت ترجمة أسفار موسى الخمسة ثم العهد الجديد وبعض النبوات، وشرع سميث في طبع سفري التكوين والخروج وستة عشر إصحاحًا من إنجيل متى، ولكن أدركته المنية سنة 1854م قبل أن يرى ثمرة مجهوده، فأكمل المسيرة د. كرنيليوس فان ديك الذي وُلِد سنة 1818م في أمريكا وتعلم الطب ونبغ في اللغات حتى إنه أجاد التكلُّم بعشر لغات ما بين قديمة وحديثة، وفي سنة 1839م ذهب إلى بيروت ليتعلَّم اللغة العربية فأتقنها، وتولى المسئولية بعد موت د. سميث سنة 1854م، فقام بمراجعة ما تم ترجمته ثم ترجم بقية الأسفار بمساعدة الشيخ يوسف الأسير الأزهري الذي ضبط الترجمة لغويًا، وانتهت الترجمة الحديثة في 29 مارس سنة 1865م، ومع هذا فقد ظل فان ديك يُنقّح في الترجمة مع كل طبعة جديدة وحتى انتقاله في 13 نوفمبر 1895م. 5- الترجمة اليسوعية:
قام بها بعض الرهبان اليسوعيين سنة 1876م بمعاونة الشيخ إبراهيم اليازجي ابن الشيخ نصيف اليازجي الذي ساهم في الترجمة السابقة.. تميزت هذه الترجمة بجمال الأسلوب وفصاحة العبارة، ولم تتقيد بحرفيه النص. ثم ظهر منها طبعات جديدة بعد أن نقحها بعض الرهبان اليسوعيين. 6- ترجمة الكلية الإكليريكية بالقاهرة:
تُرجمت سنة 1935م البشائر الأربعة، وفي سنة 1939م قامت جمعية أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بترجمة سفري التكوين والخروج. ثم تشكلت لجنة في عهد البابا كيرلس السادس برئاسة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات اللاهوتية والبحث العلمي وانتهت من ترجمة البشائر الأربعة، وطُبِعت كل بشارة على حدة. 7- الترجمة الحديثة:
قام بنشرها اتحاد جمعيات الكتاب المقدس ببيروت. 8- الترجمة التفسيرية (كتاب الحياة):
وصدر منها في سنة 1982م العهد الجديد، وفي سنة 1988م صدر الكتاب المقدس بعهديه، ولجأت هذه الترجمة إلى تبسيط المعنى ليفهمها البسطاء من الناس الذين لم يحصلوا على نصيبهم الكافي من التعليم.
ختام: لقد تُرجِم الكتاب المقدس إلى الأسبانية سنة 1380م، وإلى اللغة النمساوية سنة 1460م، وفي سنة 1477م كان هناك ترجمتان للفرنسية، وعندما قام لوثر بترجمة الكتاب المقدس للألمانية كان قد سبقه نحو 14 ترجمة للألمانية الفصحى، وفي سنة 1661م تُرجِم إلى لغة الهنود الحمر الشماليين، وفي سنة 1744م تُرجم إلى لغة الإسكيمو، وبلغت مجموعة الترجمات حتى سنة 1800م 72 ترجمة، وفي سنة 1900 وصلت إلى 567 ترجمة، وفي سنة 1953م 1167 ترجمة، وفي سنة 1965م 1250 ترجمة، ومع حلول سنة 2000م كان الكتاب المقدس كله أو أجزاء منه قد تُرجم إلى 2112 لغة ولهجة من لغات ولهجات العالم البالغة نحو 6000 لغة ولهجة، بالإضافة إلى وجود نحو 600 مشروع لترجمات جديدة.. حقًا إن الكتاب المقدس انتشر في كل بقاع الأرض، وحتى الدول التي تمنع دخوله إلى أراضيها فقد وصل الكتاب المقدس إلى أعماقها عن طريق البث الإذاعي والتليفزيوني والإنترنت.
ألا ترى يا صديقي إن كلمات الرب يسوع تتحقق بالحرف الواحد عندما قال "ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة للأمم. ثم يأتي المنتهي" (مت 24: 14). وتحققت كلمات معلمنا بولس الرسول عندما قال إن " كلمة الله لا تُقيّد" (2تي 2: 9). أكبر كتاب مقدس:
حفره نجار في لوس أنجيلوس على ألواح من خشب، وارتفاع اللوح يبلغ أكثر من ثلاثة أقدام، ويشمل الكتاب 8048 صفحة ويزن 1206 رطلًا، وأستغرق النجار في عمله سنتين.
أصغر كتاب مقدس:
طُبِع في إنجلترا ويبلغ طوله ¾ 1 بوصة (مثل طول عود الثقاب) وعرضه ¼ 1 بوصة، ويشمل 878 صفحة ويمكن قراءته بعدسة مكبّرة. [/size] | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:36 pm | |
| شهادة الكتاب المقدس لنفسه
قصة: تأثر شاب مسيحي بأفكار الإلحاد فذهب إليه أحد الخدام فسأله عن كتاب يثبت حقيقة الوحي في الكتاب المقدس فأجابه الخادم بقوله "الكتاب المقدس" فظن هذا الشاب أن الخادم لم يفهم قصده، فأعاد عليه السؤال، فأعاد الخادم نفس الإجابة "الكتاب المقدس" وعندما لم يفهم الشاب قصد الخادم أوضح له الخادم أن الكتاب المقدس هو خير شاهد لنفسه.. حقًا أن الشمس خير شاهد لنفسها، وهل يعقل أن يستعين الإنسان بمصباح كهربائي مهما بلغت قوته ليعاين نور الشمس في رابعة النهار؟! وهكذا كل من يدرس الكتاب المقدس بروح الخشوع لابد أن روح الله يكشف له أعماقًا وأعماق فتحترق شكوكه بنار كلمة الله وتتحطم " أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر" (ار 23: 29). وتفصل كلمة الله بين الحق والباطل " لأن كلمة الله حيَّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين" (عب 4: 12) فتستنير حياة الإنسان "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز 119: 105) ويشعر الإنسان بحلاوة كلمة الله " ما أحلى قولك لحنكي أحلى من العسل لفمي" (مز 119: 104) ويصير غنيًا بكلمة الله التي هي " أشهى من الذهب والإبريز الكثير وأحلى من العسل وقطر الشهاد" (مز 19: 10)
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:38 pm | |
| هل يشهد الكتاب المقدس لنفسه؟ وهل شهادته هي حق؟
نعم شهد الكتاب المقدس لنفسه وشهادته هي حق، وتمثلت هذه الشهادة في أمرين:
أولا: شهادة العهد القديم
لقد حوى العهد القديم نبؤات تعد بالمئات وتزيد عن 1800 نبؤه، والنبؤة هي معرفة وتحديد ما سيحدث في المستقبل، وهذه المعرفة لا ترتبط على الإطلاق بالذكاء البشرى والاستدلال العقلي والشواهد والتوقعات والقوانين الطبيعية، بل أحيانًا تكون فوق مستوى العقل فلا يقدر العقل أن يستوعبها مثل ولادة العذراء التي لا تعرف رجلًا، فعندما وضع الروح القدس هذه الكلمات على لسان أشعياء النبي " ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعوا اسمه عمانوئيل" (اش 7: 14) تُرى هل كان يوجد عقل بشرى يستوعب هذه الحقيقة قبل حدوثها؟! هل أدرك اشعياء معناها وفحواها؟! ألم يشك فيها أحد شيوخ إسرائيل وهو سمعان الشيخ؟! ومثلها عندما تنبأ أشعياء عن إنسان مولود امرأة وفي نفس الوقت هو الله " لأنه يُولَد لنا ولد ونعطى ابنًا وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام" (اش 9: 6) من كان يصدق أن يرى شخصًا يجمع في ذاته الإنسان الكامل والله الكامل؟!
لقد هيأ العهد القديم البشرية لاستقبال المسيا المُخلّص، وحملت أسفار العهد القديم في أحشائها النبؤات والرموز والإشارات عنه حتى قال الملحد " أريل البروزويل " بعد إيمانه " ملاء السيد المسيح أسفار العهد القديم أيضا ملء الدم للعروق، إنه الحلقة الذهبية التي تصل ما بين أجزائها والنور الذي يكشف خفاياها، إنه مفتاح أسرارها العميقة، والنعمة التي ينسجم بها جميع ألحانها، إنه قلب كل نبؤه، وهدف كل سفر منها " (32)
فهناك أكثر من ثلاثمائة نبؤه حول شخص السيد المسيح وصفاته وأعماله وكل ما يتعلق به فقد تنبأ ميخا النبي عن ولادته في بيت لحم اليهودية (مي 5: 2) وحدَّد دانيال النبي زمن مجيئه وصلبه (دا 9: 24-27) وأخبر اشعياء عن يوحنا المعمدان السابق له (اش 40: 3-5) وتنبأ اشعياء عن هروبه إلى مصر(اش 19:1) وهوشع عن عودته من أرض مصر (هو 11:1) أما رحلة آلامه بالتفصيل فسيكون لنا لقاء معها إن أرادت نعمة الله وعشنا عند حديثنا عن سر الفداء.. لقد أخذ د. بيتر سونر (وهو عالم للرياضيات في إحدى جامعات أمريكا) 48 نبؤه فقط من الثلاثمائة وطبق عليها نظرية الاحتمالات، فوجد نسبة تحقق هذه النبؤات على شخص ما بمجرد الصدفة هي نسبة واحد صحيح إلى رقم مقداره واحد صحيح وعلى يمينه 18 صفرًا، فكم وكم لو اخذ هذا العالم الثلاثمائة نبؤه؟!
وأيضًا تنبأ الكتاب المقدس عن خراب مدن وهى في أوج قوتها وعظمتها مثل نينوى وبابل وصور، وهلاك جيش سنحاريب أمام مدينة ضعيفة مثل أورشليم وهروب جيش آرام أمام مدينة السامرة المحاصرة والتي تعانى من الجوع حتى أكلت الأمهات ثمرة بطونهن وتحقق هذه النبؤات هي شاهد صادق وأمين لصحة الكتاب المقدس وسلامته من التحريف. ثانيًا: شهادة العهد الجديد للعهد القديم
1- ختم الرب يسوع على أسفار العهد القديم وصدَّق عليها عندما قال "لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فأنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 5: 17-18).
2- عندما دخل مجمع الناصرة دُفِع إليه سفر اشعياء فقرأ منه ثم طوى السفر وقال "إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم" (لو 4: 21).
3- لفت الرب يسوع الأنظار لأسفار العهد القديم فقال "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التي تشهد لي" (يو 5: 39) وكان يقول "أما قرأتم قط في الكتب" (مت 21: 42) " أما قرأتم" (مت 19: 4) وجزم القول " أليس مكتوب في ناموسكم.. ولا يمكن أن ينقض المكتوب" (يو10: 34-35).
4- في التجربة على الجبل رد الرب يسوع على الشيطان بأقوال من سفر التثنية (تث 8: 3،6: 16) ومن سفر الخروج (خر 34: 14) وأيضا اقتبس الرب يسوع بعض الكلمات التي تفوه بها على الصليب من أسفار العهد القديم.
5- عندما سار الرب يسوع مع تلميذيّ عمواس "ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لو 24: 27) وهكذا فعل مع بقية التلاميذ " وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلَّمتكم به وأنا بعد معكم إنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:41 pm | |
| هل تحققت نبؤات الكتاب التي كان يصعب تصديقها؟
نعم تحققت بالتفصيل ولم يوجد كتاب آخر حوى مثل هذه النبؤات قط، ودعنا يا صديقي نأخذ باختصار ستة أمثلة على هذه النبؤات، ثلاثة منها تخص مدن والرابعة تخص ملك عظيم، وأثنين تخصان شعبي اليهود ومصر. أولًا: مدينة نينوى:
بعد أن تابت مدينة نينوى بمناداة يونان عادت إلى شرها فتنبأ عنها ناحوم النبي سنة 650 ق.م، وسقطت المدينة على يد الماديين والكلدانيين، وأعطى ناحوم وصفًا دقيقًا لهذا السقوط العظيم حيث تنبأ عن:-
1- خراب المدينة وشعبها في حالة سكر " فإنهم وهم مشتبكون مثل الشوك وسكرانون كمن خمرهم يُؤكلون كالقش اليابس بالكمال" (نا 1: 10)
2- خراب المدينة نتيجة طوفان غامر " وحى على نينوى بطوفان عابر يصنع (الرب) هلاكًا تامًا لموضعها (نا 1: 1، 8) " أبواب الأنهار انفتحت والقصر قد ذاب" (نا 2: 6).
3- احتراق المدينة " هاأنا عليك يقول رب الجنود فاحرق مركباتك دخانًا" (نا 2: 13) " تأكل النار مغاليقك.. هناك تأكلك النار" (نا 3: 13-15)
4- تنهب المدينة " أنهبوا فضة أنهبوا ذهبًا فلا نهاية للتحف للكثرة من متاعٍ مشتهى" (نا 2:9)
5- تُخرب للأبد ولا تعود تعمَّر وتختفي من الوجود " ليس جبر لانكسارك. جرحك عديم الشفاء" (نا 3:19) " وأقطع من الأرض فرائسك ولا يسمع أيضًا صوت رسلك" (نا 2: 13)
كانت مدينة نينوى عاصمة الملكة الآشورية مدينة عظيمة ومتسعة تقع على نهر دجلة، وبلغ ارتفاع أسوارها نحو 33 مترًا، وسمك السور 16 مترًا، وارتفاع أبراج المراقبة 66 مترًا، ويحيط بالسور من الخارج خندق مائي يبلغ عرضه 50 مترًا، فمن يريد أن يقتحم المدينة عليه عبور هذا المانع المائي والسور المنيع ليفاجئ بعد هذا بخندقين مائيين يعقبهما سورين آخرين بينهما مسافة 700م. (برهان يتطلب قرار ص 343) ورغم هذه التحصينات الهائلة والتي تجعل سقوط المدينة في يد الأعداء أمرًا مستحيلًا فإن ناحوم قد تنبأ بسقوطها وخرابها وشرح طريقة خرابها، وفعلًا تحقَّقت النبؤات عندما حاصر نابو بلاسر حاكم بابل سنة 612 ق.م. مدينة نينوى لمدة ثلاثة أشهر فقط وهى مدة قصيرة جدًا فبعض المدن كانت تحاصر سنوات طويلة وتظل صامدة، ولكن الذي حدث خلال هذه الفترة الصغيرة أن النهر فاض نتيجة الأمطار الغزيرة فأغرق جزءًا كبيرًا من المدينة، وكان الاعتقاد السائد أن نينوى لن تسقط أبدًا ما لم يصر النهر عدوًا لها، فما كان من ملكها إلا أنه جمع نسائه وممتلكاته في القصر وأحرق القصر بما وبمن فيه، بينما كان الشعب يلهو ويسكر، فأقتحم نابو بلاسر بجيشه الجرار المدينة ونهبها وخربها، ولم تعمر نينوى للآن، بل إنه كان هناك صعوبة بالغة في اكتشاف آثارها، وتحقَّقت نبوات الكتاب.
وفى سنة 1849 أكتشف " لابار " خرائب نينوى وقصر سنحاريب المتسع ومكتبة أشور نانبيال (حفيد سنحاريب) الملحقة بالقصر وبها 30000 لوحة منها سبع لوحات تحكى قصة الخلقة والطوفان، وفي سنة 1958 قام العالم " ملاون " بعمليات تنقيب كشفت عن مدى الحريق الهائل الذي حدث حتى أن الجدران قد اسودت وتخللها الهباب الأسود وتغير لون الطوب بفعل سعير النيران وقال "رأيت مدنًا كثيرة محترقة، ولكنى لم أرَ مثل هذا الحريق الانتقامي الذي لا يزال رماده باقيًا، ولقد ظلت أطلال القصر باقية كما هي تحت الأنقاض حتى كشفنا عنها سنة 1958(33). ومن الطريف إنه على أحد الأعمدة الآشورية التي وجدت في نينوى قصة هزيمة جيش سنحاريب الساحقة حيث قتل ملاك الرب 185 ألفا من جنوده (2مل 19: 135) (الكتاب المقدس ونظريات العلم الحديث - هنرى. م. موريس - ترجمة د. نظير عريان ص98). ثانيًا: مدينة بابل:
كانت مدينة بابل سيدة المدائن يقسمها نهر الفرات، وتعتبر حلقة الوصل والمركز التجاري الهام بين الشرق والغرب، بلغت مساحتها 196 ميلًا مربعًا ومحيطها 56 ميلًا، ويحيط بها سوران عظيمان يبلغ ارتفاع السور الخارجي مائة مترًا وعرضه نحو 24 مترًا يكفى لسير ست مركبات حربية متجاورة وعمق أساساته اثني عشر مترًا، وعلى السور 250 برجًا للمراقبة، وبه مائة بوابة من خشب الأرز المغشى بالنحاس اللامع، وسورها الداخلى مبنى بالقوالب الملَّونة التي تمثل مناظر لصيد النمور والأسود، واشتهرت بابل بحدائقها المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع، وتقدمت بابل في العلوم فاخترعت الألف باء للكتابة، وتقدمت في علوم الحساب والهندسة والفلك والفن والعمارة فشيدت أعظم المباني من الطين وأيضا من الحجارة ومن عظمتها خشى هيرودوت Herodotus أن يصفها لئلا يكذّبه الناس، ورغم هذه العظمة فقد تنبأ عنها إشعياء وإرميا بالخراب الأبدي في وصف تفصيلي للغاية ويمكن تتبع النبؤات كالآتي:
1- لم ينس الرب ما فعله نبوخذ نصر إذ خَّرب مدينة أورشليم وسلب الآنية المقدسة وخَّرب الهيكل بالإضافة إلى شرور بابل الأخرى، ولذلك جاءت النبؤة بمعاقبة بابل على شرها " وأكافئ بابل وكل سكان أرض الكلدانيين على شرهم الذي فعلوه في صهيون أمام عيونكم يقول الرب" (ار 51: 24) وتوعدها الله قائلًا "فلو صعدت بابل إلى السماوات ولو حصَّنت علياء عزها فمن عندي يأتي عليها الناهبون يقول الرب" (ار 51:53).
2- حدَّد أشعياء بأن الخراب سيحل ببابل على يد مملكة فارس ومادي فتنبأ قائلًا " قد أعلنت لي رؤيا قاسية الناهب ناهبًا والمُخرِب مخربًا. اصعدي يا عيلام. حاصري يا مادي" (اش 21: 2) فجاءت نبؤة إشعياء على بابل كضرب من الخيال.
3- حدَّد أشعياء اسم الملك "كورش" الذي سيكتسح بابل وسيٌصرِح ببناء أورشليم وتجديد الهيكل "القائل عن كورش راعى فكل مسَّرتي يتمم ويقول عن أورشليم ستٌبنى والهيكل ستؤسَّس" (اش 44: 28).
4- يصف هيرودتس حصار المدينة فيقول "وهكذا زحف الماديون والفارسيون على بابل بزعامة كورش وعندما طاف كورش وكبار قواده حول المدينة ورأوا استحالة خضوع هذه الأسوار لكل آلات الحرب المعروفة آنذاك، فضلًا عن الحاجز المائي المنيع، لم يغير رأيه. بل أمر بحصار دقيق حولها.. وأحاطوها لمدة سنتين " (34).
والأمر العجيب أن رجال بابل خشوا الخروج من المدينة لفك الحصار تمامًا كما تنبأ أرميا النبي قائلًا " كفَّ جبابرة بابل عن الحرب وجلسوا في الحصون. نضبت شجاعتهم صاروا نساء" (ار 51: 30) ويذكر زينوفون المؤرخ أن كورش دعا ملك بابل للمبارزة الفردية فأبى ملك بابل (النبؤات والآثار ج2 ص 62) وشجعهم على عدم الخروج من المدينة توفر المياه بها، والأرض الزراعية التي بداخلها، وسعة خزائنها، ولم تعلم أن آخرتها جاءت أمام الرب كما أخبر بذلك أرميا النبي " أيتها الساكنة على مياه كثيرة الوافرة الخزائن قد أتت آخرتك" (ار 51: 13).
5- كيف أقتحم كورش مدينة بابل؟ لقد هرب من مدينة بابل رجلان وانضما إلى جيش فارس، فاستعان بهما كورش ووضع خطة لاقتحام المدينة، فطلب كورش من جنوده حفر خندقًا ضخمًا جدًا، وفي الليلة السابقة من تشرين الأول سنة 539 ق.م. تم تحويل مجرى نهر الفرات وتحقَّقت نبؤة ارميا النبي " هكذا قال الرب.. أُنشّف بحرها وأُجفّف ينبوعها" (ار 51: 36) واقتحمت قوات فارس المدينة عبر مجرى النهر الأصلي.
6- كيف تم الهجوم على المدينة الحصينة..؟ في ليلة كان البابليون يقيمون حفلًا لآلهتهم يرقصون ويسكرون ويضحكون على أعدائهم الواقفين عاجزين خارج الأسوار الحصينة دون أن ينتبهوا إلى كورش الذي حوَّل مجرى النهر ويسرع بجيشه الجرار إلى داخل المدينة، وفوجئ أهل بابل بجنود كورش داخل المدينة وداخل البهو الملكي بحسبما صوَّر ارميا النبي من قبل " قد حلف رب الجنود بنفسه أنى لأملأنَّك أناسًا كالغوغاء فيرفعون عليك جلبة" (ار 51: 14) ويقول أشعياء على لسان بابل " امتلأت حقواي وجعًا وأخذني مخاض كمخاض الوالدة. تلَّويت حتى لا أسمع. اندهشت حتى لا أنظر. تاه قلبي بغتني رعب؟ (اش21: 3-4) ويقول هيرودوت بعد أن حفر كورش خندقًا عظيمًا " وإذ أنجز هذا العمل الهندسي العظيم في ليلة كان البابليون غارقين في سكرهم وبطرهم وأفراحهم وَهمًا منهم أن مدينتهم أمنع من عقاب الجو " (35)
7- تنبأ أرميا قائلًا " يركض عدَّاء للقاء عدَّاء. ومخبر للقاء مخبرٍ ليخبر ملك بابل أن مدينته قد أخذت عن أقصى" (ار 51: 31) وفعلًا تمت هذه النبؤة إذ اقتحم جيش كورش مجرى النهر من طرفيه في وقت واحد فركض المخبرون من الجانبين ليخبروا الملك، وكل عدَّاء يخبر عداءًا آخر لتصل الرسالة بأسرع ما يمكن للملك، وأمام قصر الملك التقى المخبران أحدهما جاء من طرف والآخر من الطرف الآخر لمجرى النهر.
8- لو أغلق البابليون أبواب النهر النحاسية قبل هجوم كورش لفشل الهجوم، ولكنها تُرِكت مفتوحة لأنه لم يتوقع أهل بابل أن كورش سيحول مجرى النهر، وبهذا تحققت نبؤة أشعياء النبي عندما قال "لأفتح أمامه (أمام كورش) المصراعين (أبواب القصر)، والأبواب لا تغلق (أبواب النهر النحاسية)" (اش 45:1)
9- قيل أن أهل بابل خشوا طول الحصار فقتلوا في يوم واحد 50000 من نسائهم وأولادهم، وأبقوا عددًا من النساء لعمل الخبز وحمل الماء أثناء الحصار، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ثم اقتحم كورش المدينة وقتل الكثيرين فتحققت نبؤة أشعياء النبي " فيأتي عليك هذان الاثنان بغتة في يوم واحد الثكل والترمل" (اش 47: 9) وحتى أن لم تكن الحادثة الأولى قد حدثت فان جيش فارس قتل الكثيرين من الشباب فتثكلت أمهاتهم، وقتل كثيرًا من الرجال فترملت نساؤهم.
10- حدَّد أشعياء النبي أن الهجوم سيحدث ليلًا وقت احتفال أهل المدينة فقال "ليلة لذتي جعلها لي رعدة. يرتبون المائدة يحرسون الحراسة يأكلون يشربون. قوموا أيها الرؤساء امسحوا المِجَنَّ" (اش 21: 4، 5).
11-وهكذا قتل كورش رؤساء بابل وتحققت النبؤة " سقطت سقطت بابل وجميع تماثيل آلهتها المنحوتة" (اش 21: 9) والأمر المدهش أن أرميا النبي قد أكد نبؤة أشعياء هذه، إذ كتب كل الشرور الآتية على بابل، وأرسل بها سرايا بن نيريا إلى بابل، وأمره أن يقرأ كل هذه الشرور، وأوصاه " ويكون إذا فرغت من قراءة هذا السفر إنك تربط به حجرًا وتطرحه إلى وسط الفرات. وتقول هكذا تغرق بابل ولا تقوم من الشر الذي أنا جالبهُ عليها" (ار 51: 63-64).
12-الأمر المدهش أن المدينة لم تقم لها قائمة بعد، فكم من المدن تخرَّبت وأعيد تجديدها مثل أورشليم وروما وغيرهما، أما بابل فلم تجدد رغم أن كورش سكن بها وأراد أن يحيها ولكن خلفائه اختاروا غيرها، ورغم أن الإسكندر الأكبر كان يتمنى إعادتها إلى مجدها ولكنه وجد أن التكلفة باهظة، كما تصارع خلفاء الإسكندر وجرت المعارك بينهم على أرض بابل، فنهبتها الجيوش المتحاربة وأكملت خرابها، وعندما صارت من نصيب السلوقيين بنوا مدينة سلوقية شمال بابل بنحو أربعين ميلا فتحولت التجارة إليها وتدهورت بابل إلى الحضيض، وكل هذا جاء تتميمًا للنبؤات، حتى أن أرميا النبي يصف محاولات التجديد هذه وفشلها فيقول "سقطت بابل بغتة وتحطمت ولولوا عليها. خذوا بلسانًا لجرحها لعلها تشفى. داوينا بابل فلم تشفى. دعوها ولنذهب كل واحد إلي أرضه لأن قضاءها وصل إلى السماء" (ار51: 8-9).. يا لروعة الوحي.
13- وتحققت النبؤات بأن بابل ستظل خرابًا إلى الأبد لا يسكنها إلاَّ بنات أوى ولا يقيم فيها إعرابي ولا راعى.. لماذا؟ لأنه نتج عن تحويل النهر البرك والمستنقعات، ولم تعد أرضها صالحة للزراعة فلا تنمو فيها حتى الأعشاب التي تجذب الرعاة إليها.. لقد حدث ما صوره أشعياء النبي تمامًا وتصير بابل بهاء الممالك وزينة الكلدانيين كتقليب الله سدوم وعمورة لا تعمَّر إلى الأبد ولا تسكن إلى دور فدور ولا يخيم إعرابي ولا يربض هناك رعاة. بل تربض هناك وحوش القفر.. وتصيح بنات آوى في قصورهم.." (اش13: 19-22) وبحسبما تنبأ أرميا النبي أيضًا " وتكون بابل كومًا ومأوى بنات آوى ودهشًا وصفيرًا بلا ساكن.. لا يسكن فيها إنسان ولا يعبر فيها ابن آدم" (اش 51: 37-43) وبعد أن تهدمت بابل ومع الزمن سقطت أسوارها العظيمة حتى إنه عندما زارها "استرابو " في حكم أوغسطس قيصر (27 ق.م. - 14م) قال "لقد صارت المدينة العظيمة صحراء " (36).. لقد تحققت النبوات تمامًا "هكذا قال رب الجنود أن أسوار بابل العريضة تُدمَّر تدميرًا وأبوابها الشامخة تُحرَق بالنار" (ار51: 58) وفي سنة 1956 كتب أندريه بارو في كتابه بابل والعهد القديم يقول "فبُعد المدينة قليلًا عن بغداد، ويتدفق إليها كثيرون من السياح كل يوم تقريبًا، وبصورة عامة يخيب ظنهم كثيرًا وبصوت واحد تقريبًا يقولون إنه لا يوجد شيء لرؤيته " (37) وآخر هذه المحاولات ما قام به صدام حسين في منتصف سنة 1980 إذ أراد أن يقيم المدينة ثانية ويجعلها منتجع سياحي، ووضع الخطة كاملة لإقامة الفنادق وإنشاء الشوارع والمتنزهات وكان المال متوفرًا لتنفيذ الخطة، ولكن في شهر سبتمبر من نفس العام اشتعلت الحرب بين العراق وإيران التي استمرت سنوات طويلة، وبعدها حدث غزو العراق للكويت. ثم استرداد الكويت منه، وضربه وفرض الحصار عليه فصارت الخطة في طيّ النسيان.
14- وجاءت أيضًا نبؤة غريبة تنبئ بان أحجار بابل لا تستخدم في مكان آخر للبناء " فلا يأخذون منك حجرًا لزاوية ولا حجرًا لأسُس" (ار 51: 6) وقد ذكر ستونر أن الحجارة التي كانت مستخدمة ضخمة، وبذلك تصبح تكلفة نقلها مكلفة جدًا، فلهذا لم تستخدم بينما أُعيد استخدام الطوب في أماكن أخرى (برهان يتطلب قرار ص 352)
* ختام: اخذ عالم الرياضيات بيتر ستونر 7 نبؤات فقط من النبوات السابقة وطبق عليها نظرية الاحتمالات ليعلم نسبة تحقق هذه النبوات السبع على مدينة بابل بمجرد الصدفة، فوجد النسبة واحد إلى 75 مليون.. حقًا انه مهما طعن النقاد في تاريخ هذه النبوات وقالوا أنها كُتِبت في وقت متأخر بعد خراب بابل فلن يصلوا إلى مبتغاهم ولن يستطيعوا لذلك فكاكا، وذلك لسببين:
أ- أن هذه النبوات التي وردت في سفري أشعياء وأرميا وُجِدت في مخطوطات قمران التي يرجع تاريخها إلى سنة 250 ق.م. كما أن سفري أشعياء وأرميا ترجما إلى اليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد ضمن الترجمة السبعينية. إذًا من الثابت أن هذه النبوات ترجع على أقل تقدير إلى ما قبل القرن الثالث قبل الميلاد.
ب- جزم النبوات بأن بابل لن تعمر إلى الأبد، وها قد مرَّ عشرات القرون، وتقف النبوات ضد تعمير بابل كالجبل الشامخ تعظ غير المؤمنين وتناديهم أن يصدقوا الكتاب وكل حرف فيه ويأتوا إلى رب الكتاب حتى ينالوا النهاية الصالحة. ثالثًا: مدينة صور:
تعظمت مدينة صور وازدهرت طيلة ألفى عام حتى أصبحت مستعمراتها في قرطاجة تنافس مدينة رومية، وإن كانت بابل تمثل سيدة الممالك في البر، فان صور مثلت سيدة البحار حيث صارت ملتقى الشعوب، وجذب ميناءها سفن الدول المختلفة، وأُقيمت فيها أسواق الذهب والفضة والأحجار الكريمة واللؤلؤ والعاج والأبنوس فأصبحت هي عروس آسيا بلا منافس، وبينما كانت صور تمثل سيدة البحار وأعظم المدن الساحلية تنبأ عنها أشعياء وحزقيال وعاموس وزكريا بالخراب، وجاءت النبؤات تصف الأحداث التي ستتم بالمدينة وصفًا تفصيليًا دقيقًا للغاية، وذلك قبل خرابها بمائة عام والمدينة كانت في أوج قوتها، ويمكن عرض هذه النبوات باختصار شديد كالآتي:
1- جاءت نبؤة أشعياء قبل خرابها بمائة عام فقال "عند وصول الخبر إلى مصر خبر صور. اعبروا إلى ترشيش. ولولوا بإسكان الساحل أهذه لكم المفتخرة التي منذ الأيام القديمة قِدَمها. تنقلها رجلاها بعيدًا للتغرُّب" (اش 23: 5-7) ثم حدّد حزقيال الملك الذي سيهدم مدينة صور قائلًا " لأنه هكذا قال السيد الرب هاأنذا أجلب على صور نبوخذ راصَّر ملك بابل من الشمال ملك الملوك بخيل وبمركبات وبفرسان وجماعة وشعب كثير.. " ويجعل مجانق على أسوارك ويهدم أبراجك بأدوات حربه" (حز 26: 7) وفعلًا حاصر نبوخذ راصَّر مدينة صور بعد نبؤة حزقيال النبي بثلاث سنوات، وحاصرها لمدة 13 سنة (585-573 ق.م) ولم يجلو عنها، بينما أخذ معظم أهلها أموالهم وهربوا إلى جزيرة قريبة تبعد نحو ميل من المدينة، وحصنوا هذه الجزيرة وبذلك تحققت نبؤة أشعياء النبي عندما قال عن المدينة "ينقلها رجلاها بعيدًا للتغرُّب" وعندما استولى نبوخذ راصَّر على المدينة سنة 573 ق.م. وجد معظم أهلها قد هجروها حاملين أموالهم وكنوزهم، وصوَّر حزقيال النبي هذا الموقف بأن نبوخذ نصر خدم هذه السنين بلا مقابل وبلا أجرة فقال "يا ابن آدم أن نبوخذ راصَّر ملك بابل استخدم جيشه خدمة شديدة على صور.. ولم تكن لهُ ولا لجيشِه أجرة من صور لأجل خدمته التي خدم بها عليها" (حز 29: 18)
2- عادت المدينة وبنيت على الجزيرة المنفصلة بعد سبعين سنة من خراب مدينة صور، وقد حدَّد أشعياء النبي هذه المدة صراحة وقال إنها تساوى عمر أحد الملوك وفعلًا تساوت مع عمر نبوخذ راصَّر الذي عاش سبعين سنة حكم منها 44 سنة " ويكون في ذلك اليوم أن صور تُنسى سبعين سنة كأيام ملك واحد. من بعد سبعين سنة يكون لصور كأغنية الزانية.. ويكون من بعد سبعين سنة أن الرب يتعهَّد صور فتعود إلى أجرتها" (اش 23:15-17) وفعلًا بعد سبعين سنة كانت أسوار صور الجديدة قد إرتفعت شاهقة حتى لا يقوى عليها عدو آخر.
3- بعد بناء المدينة الجديدة تنبأ زكريا عن خرابها أيضًا فقال "قد بَنَتْ صور حصنًا لنفسها وكوَّمت الفضة كالتراب والذهب كطين الأسواق. هوذا السيد يمتلكها ويضرب في البحر قوَّتها وهى تؤكل بالنار" (زك9: 3-4) وفي سنة 332 ق.م. وبينما كان الإسكندر الأكبر في طريقه إلى مصر حاصر المدينة لمدة سبعة أشهر، ولكيما يصل إلى المدينة ألقى بأنقاض المدينة القديمة في البحر ليصنع طريقًا لصور الجديدة، فعمل طريقًا بطول 800م. وعرضه ستون مترًا، كما طلب من البلاد التي أخضعها أن تُرسِل له بعض السفن، فقدمت له صيدا وارفاد نحو 80 سفينة، ورودس عشرة سفن، وسولي ومالوس ثلاث سفن، وليكيه عشرة سفن، وسفينة كبيرة من مكدونية، ومائة وعشرين سفينة من قبرص (برهان يتطلب قرار ص 318) فاستطاع أن يفتتح صور بعد أن تحقَّقت نبؤة حزقيال " هاأنذا عليك يا صور فأُصعِد عليك أممًا كثيرة كما يعلى البحر أمواجه" (حز 26:3) وفعلًا نجح الاسكندر الأكبر في اقتحام المدينة، وتحققت نبؤة حزقيال النبي التي تفوه بها منذ نحو مائتين وخمسين سنة خلت " وينهبون ثروتكِ ويغنمون تجارتكِ ويهدُّون أسوارك ويهدمون بيوتكِ البهيجة ويضعون حجارتكِ وخشبكِ وترابكِ في وسط المياه" (حز26:12) وبسبب ما تكبده الإسكندر الأكبر في فتح المدينة فقد نكل بأهلها فقتل منهم نحو 8000 نفس وصلب ألفين وباع منهم ثلاثين ألفًا عبيدًا، وخرَّب المدينة وأحرقها بالنار سنة 332 ق.م.
4-ظلت المدينة تُعمَّر وتُخرَّب عدة مرات خلال حكم اليونان والرومان والمسلمين والصليبيين، فيقول أحد المؤرخين " بعد أخذ بتولمايس وإخرابها، أرسل السلطان أحد الأمراء على فرقة من جيشه لأخذ صور، فملأ الرعب قلوب أهلها ففتحوا الأبواب بدون مقاومة، فذبح الأمير بعض سكانها وبيع الآخرون عبيدًا، وهدمت المعابد والأسواق، وأُبيد كل شيء بالسيف أو بالحريق (برهان يتطلب قرار ص 320) وعاد المسلمون للمدينة سنة 1291 فخرَّبوها تمامًا فتحققت فيها نبؤة حزقيال بالخراب الأبدي " وأُصيّرك كضخ الصخر فتكونين مبسطًا للشباك لا تُبنين بعد لأني أنا الرب تكلمت يقول السيد الرب" (حز26:14) ووضعت الكاتبة نينا جدجيان مدينة صور حديثًا فقالت " هناك سفن صغيرة للصيد، ولكن فحص الأساس يظهر أعمدة جرانيتية من العصر الروماني استعملها الصليبيون لتدعيم الأسوار، وصار البناء اليوم ملجأ لسفن الصيد الصغيرة، ومكانًا لتجفيف الشباك وهناك مدينة اليوم اسمها صور، لكنها ليست صور القديمة، لأنها مبنية على موقع آخر غير صور القديمة. أن صور سيدة البحار ومركز العالم التجاري لعدة قرون قد انتهت إلى غير رجعة!.. فان صور القديمة العظيمة قد سقطت تحت الركام، ولا يوجد منها فوق سطح الأرض سوى بعض الأعمدة المتناثرة وأنقاض برج الكاتدرائية المسيحية، وعندما يتطلع الواحد منا تحت الماء يرى أعمدة الجرانيت الضخمة والأحجار المُلقاة في قاع البحر، وحطام صور فوق الماء قليل.(38) وعندما " زار الدكتور الكساندر كيت تلك المواضع لم يجد محلًا ينصب فيه خيمته، ووجد أن ذلك السدد (الطريق الذي صنعه الاسكندر)، صار متحجرًا مثل الصخر، ورأى الصيادين في الوقت ذاته باسطين شباكهم عليه فأخذ صورتهم، بالآلة المصوّرة، ونشرها في مقالاته المستوفية عن النبوات". (39) والأمر المدهش أن الينابيع التي كانت تروى صور قديمًا ما زالت موجودة للآن تصب مياهها في البحر بمقدار عشرة ملايين جالون في اليوم، وهى كمية تكفى لقيام مدينة كبيرة، ومع هذا فان صور ستظل خرابًا إلى الأبد " لا تبنين بعد" (حز 26: 14).
5- ومن بين النبوات التي جاءت على صور قبول أبنائها الإيمان المسيحي " وتكون تجارتها وأجرتها قدس للرب" (اش 23: 18) وفعلًا حدث هذا وتحقَّقت هذه النبؤة.
وقام عالم الرياضيات بيتر سونر بتطبيق نظرية الاحتمالات على نبؤات حزقيال فقط دون أشعياء وزكريا فوجد نسبة إنطباق هذه النبوات على المدينة بمحض الصدفة كنسبة واحد إلى 75 مليون. وإن قال أحد النقاد ربما تكون هذه النبوات التي نسبت إلى أشعياء وحزقيال وزكريا قد كتبت بعد خراب مدينة صور ونسبت لهؤلاء الأنبياء، ولمثل هذا نقول وما رأيك في نبؤة حزقيال التي ما زالت قائمة حتى اليوم عندما تنبأ عن المدينة قائلًا " لا تبنين بعد"..؟! أن وجود هذه النبوات في مخطوطات وادي قمران منذ القرن الثالث قبل الميلاد كما حدَّد العلماء هذا لهو أمر ثابت، وأيضًا خراب صور للآن أمر ثابت، والأمران معًا يثبتان صحة الوحي في الكتاب المقدس وسلامة الكتاب أيضًا عن أي تحريف أو تغيير رابعًا: الإسكندر الأكبر:
تنبأ دانيال عن الإسكندر الأكبر (356-323 ق.م) قبل مجيئه بمئات السنين، وحدّد وظيفته بأنه "ملك اليونان" واسبغ عليه بعض الصفات مثل " العظيم"، " الجبار"، وتنبأ عن انتهاء حياته فجأة وقيام أربع ممالك خلفًا له، فقال "وبينما كنت متأملًا إذا بتيس من المعز جاء من الغرب على وجه كل الأرض ولم يمسَّ الأرض وللتيس قرن معتبر بين عينيه.. فتعظم المعز جدًا ولما اعتز انكسر القرن العظيم وطلع عوضًا عنه أربعة قرون معتبرة نحو رياح السماء الأربع.. والتيس العافي ملك اليونان والقرن العظيم الذي بين عينيه هو الملك الأول. وإذا انكسر وقام أربعة عوضًا عنه فستقوم أربع ممالك من الأمة ولكن ليس في قوته" (دا8: 5-22) وفعلًا تمت هذه النبؤات كالآتي:
1- اكتسح الإسكندر الأكبر جميع الدول وكوَّن الإمبراطورية العظيمة خلال عشر سنوات فقط فأمتد ملكه من الهند والخليج العربي إلى غرب أوربا، ومن آسيا الصغرى إلى مصر.
2- شهد المؤرخ اليهودي يوسيفوس بتحقق هذه النبؤات على الإسكندر الأكبر، فيقول عندما حاصر الإسكندر مدينة صور ورفض اليهود إمداده بالمؤونة اللازمة لجيشه اغتاظ منهم، وبعد أن اقتحم مدينة صور وفعل بها ما فعل توجه بغضبه إلى أورشليم ليفعل بها كما فعل بصور وأهلها، ولكن رئيس الكهنة لبس ملابسه الكهنوتية وخرج لاستقباله في موكب عظيم من الكهنة والشعب، وأراه نبؤة دانيال عنه ففرح وسر وتلاشى غضبه وسأل رئيس الكهنة عن أي طلب يطلبه، ويقول البعض أن الإسكندر عندما أبصر رئيس الكهنة سجد له، فأحتج عليه أتباعه، فقال لهم إنه عندما بدأ فتوحاته شاهد هذا المنظر في حلم فتشجع وأكمل طريقه
3- حددت النبؤة أن الملك سينقطع عن نسل الإسكندر الأكبر " ولا يعقبه (لنسله) ولا حسب سلطانه الذي تسلَّط به لأن مملكته تنقرض وتكون لآخرين غير أولئك" (دا 11:4) وفعلًا جميع الذين تملَّكوا بعده من نسله قتلوا، فقد ملك أخيه العاجز فيليب أريديوس نحو سبع سنوات وقتلته أمه سنة 317 ق.م، ثم ملك الإسكندر اللو ابن الإسكندر الشرعي من زوجته روكسانا نحو ست سنوات وقُتِل سنة 311 ق.م. على يد كاسندر الذي اغتصب حكم مكدونيا واليونان، ثم نادى هرقل ابن الإسكندر غير الشرعي بنفسه ملكًا ولكنه قُتِل سنة 309 ق.م، وبهذا انتهى الملك من نسل الإسكندر الأكبر.
4- صرَّحت النبؤة بموت الإسكندر فجأة وهو في ريعان شبابه " ويقوم ملك جبار ويتسلَّط تسلطًا عظيمًا ويفعل حسب إرادته. وكقيامه تنكسر مملكته وتنقسم إلى رياح السماء الأربع" (دا 11: 3-4) وفعلًا بعد موته انقسمت مملكته إلى أربع ممالك:
أ- مصر وليبيا والعربية وفلسطين، ومَلَكَ عليها بطليموس لاجوس.
ب- بابل وميديا وسوريا وفارس ومقاطعات شرق نهر الهندوس ومَلَكَ عليها سلوقس نيكاتور.
ج- آسيا الصغرى وتركية الأوربية وملك عليها ليسيماخوس.
د- مكدونية واليونان وملك عليها كاسندر.
وعندما تأكد بروفورس أحد نقاد الكتاب المقدس القدماء من تطابق نبؤات دانيال الخاصة بالإسكندر الأكبر والممالك الأربعة مع الواقع قال أن هذه النبؤات كُتِبت مؤخرًا بعد حدوث الأحداث المذكورة، فهى تأريخ لأحداث ماضية وليست نبؤات لأمور مستقبلية، فرد عليه القديس ايرونيموس بحكمة قائلًا هذا الكلام في حد ذاته شهادة للحق نفسه، لأنه من دقة وإعجاز النبؤة انه بدى له ما قاله، فهذه شهادة للنبي لا عليه. أما تواريخ الأنبياء ومتى وُجِدوا ومتى تنيحوا؟ فهى معروفة جيدًا لأصغر تلميذ، مهما حاول ذوو الأغراض والهوى والتضليل والخداع، وبذلك (أي بمعرفة تواريخ الأنبياء) يمكن معرفة ما إذا كانت هذه الأقوال سابقة أم لاحقة على تحقيقها " (40). خامسًا: اليهود:
سأل فردريك الكبير ملك روسيا أحد قواده المسيحيين إن كان يقدر أن يبرهن على وحى الكتاب المقدس بكلمتين فقط، فأجابه القائد المسيحي " اليهود يا مولاي" وفعلًا نبوات الكتاب المقدس عن الشعب اليهودي وتحقُّقها بدقة بالغة تدهش العقول، ويمكن في عرض موجز أن نقطع هذه الرحلة سريعا:
1- تنبأ الكتاب عن مجاعة إسرائيل وقت الحصار بسبب مخالفتهم لوصايا الرب " وتحاصركَ في جميع أبوابكَ.. فتأكل ثمرة بطنكُ لحم بنيكَ وبناتكَ الذين أعطاكَ الرب إلهكَ في الحصار والضيقة.. بأن يُعطى أحدهم من لحم بنيه الذي يأكله والمرأة المتنعمة.. وبأولادها الذين تلدهم لأنها تأكلهم سرًّا في عوز كل شيء في الحصار والضيقة" (تث 28: 52-57) وتحقّقت هذه النبؤات عندما حاصر بنهدد ملك آرام السامرة وحدثت مجاعة " حتى صار رأس الحمار بثمانين من الفضة وربع ألقاب من زبل الحمام بخمسٍ من الفضة" (2مل 6: 25) وأكلت النساء أبنائهن (2مل 6: 26-29).
2- تنبأ الكتاب سنة 1500 ق.م. عن هجوم نبوخذ نصر ملك بابل على أورشليم وسبى أبناءها قبل حدوث السبى بنحو تسعمائة عامًا فقال موسى النبي " يجلب الرب عليك أمةً من بعيدٍ من أقصاء الأرض كما يطير النسر أُمَّةً لا تفهم لسانها. أُمَّةً جافية الوجه لا تهاب الشيخ ولا تحن إلى الولد" (تث 28: 49-50) " يذهب بك الربُّ وبملكك الذي تقيمه عليك إلى أمَّة لم تعرفها أنت ولا آباؤك وتعبد هناك آلهة أخرى" (تث 28: 36) "ويبددك الربُّ في جميع الشعوب من أقصاء الأرض إلى أقصائها وتعبد هناك آلهة أخرى لا تعرفها أنت ولا آباؤك من خشب وحجر" (تث 28: 64).
3- حدَّدت النبؤات أيضًا المكان الذي سيُسبى إليه بنو يهوذا قبل حدوث السبي بأكثر من مائة سنة إذ قال أشعياء النبي لحزقيا الملك " هوذا يأتي أيام يُحمَل فيها كل ما في بيتك وما خزَّنه آباؤك إلى هذا اليوم إلى بابل. لا يترك شيء يقول الرب ومن بنيك الذين يخرجون منك الذين تلدهم يُأخذون فيكونون خصيانًا في قصر ملك بابل" (اش 38: 6-7)
4- وحدَّدت النبؤة مدة السبي بسبعين سنة " وتصير كل هذه الأرض خرابًا ودهشًا وتخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة" (ار 25: 11). وفعلًا تحقَّقت هذه النبؤات بالحرف الواحد " في ذلك الزمان صعد عبيد نبوخذ ناصَّر ملك بابل إلى أورشليم فدخلت المدينة تحت الحصار.. وجاء نبوخذ ناصَّر ملك بابل على المدينة وكان عبيده يحاصرونها.. واخرج من هناك خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وكسر كل آنية الذهب.. وسبى كل أورشليم وكل الرؤساء وجميع الجبابرة.. لم يبق إلا مساكين شعب الأرض.. جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم وأحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار. وجميع أسوار أورشليم مستديرًا هدمها.. وجميع آنية النحاس التي كانوا يخدمون بها أخذوها. والمجامر والمناضح. ما كان من ذهب فالذهب وما كان من فضة فالفضة أخذها رئيس الشرط" (2مل24: 10 - 25: 15).
5- أعلنت النبؤات عودة بني يهوذا إلى وطنهم ثانية وردهم من سبيهم " أمَّا أنت يا عبدي يعقوب فلا تخف يقول الرب ولا ترتعب يا إسرائيل لأني هاأنذا أخلصك من بعيد ونسلك من أرض سبيهِ فيرجع يعقوب ويطمئن ويستريح..(ار 30: 10-11، 46: 28).
6- وحدَّدت النبؤة اسم الملك "كورش " الذي سيأمر بإعادتهم لوطنهم والتصريح لهم ببناء أورشليم والهيكل قبل ولادته " القائل عن كورش راعى فكل مسَّرتي يتمم ويقول عن أورشليم ستُبنى وللهيكل ستؤسَّس" (اش 44: 28).
7- ذكر السيد المسيح ما سيحل بأورشليم نتيجة رفضها له وتمسكها بشرورها " وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها. قائلًا إنكِ لو علمتِ أنت أيضًا حتى في يومكِ هذا ما هو لسلامكِ. ولكن الآن قد أخفى عن عينيك. فإنه ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤك بمترسةٍ ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة. ويهدمونك وبنيكِ فيكِ ولا يتركون حجرًا على حجرٍ لأنك لم تعرفي زمان افتقادك " وتحققت هذه النبؤة على يد القائد الروماني تيطس فاسباسيان سنة 70م. عندما حاصر أورشليم العاصية، وعندما خفف الحصار لسبب غير معلوم هجرها المسيحيون لإحساسهم بأن كلام النبؤة على وشك التحقق. ثم عاد تيطس وأغلق الحصار عليها حتى اقتحمها وأمر الجنود أن يخربوا المدينة ولكن يحرصوا على بقاء الهيكل كتحفة معمارية، ولكن أحد الجنود اعتلى كتف آخر وألقى بقطعة نار مشتعلة في داخل الهيكل، وفي أثناء هذا هبت ريح عاصفة فانتشرت النيران في أرجاء الهيكل حتى انصهر الذهب الذي كان يغشى الهيكل، فأمر تيطس بهدمه حتى إنه لم يبق حجر على حجر لم ينقض، وكتب يوسيفوس الذي كان في قلب الأحداث يقول "وقد كان مجموع كل الأسرى الذين أُسروا خلال الحرب كلها 97 ألفا، كما كان مجموع الذين ماتوا مدة الحصار الطويل من مراحله الأولى إلى النهاية مليون ومائة ألف أغلبهم من اليهود بالجنس.. الذين اجتمعوا من الدولة كلها للاحتفال بعيد الفطر، وحاصرتهم الحرب فجأة، وكان الزحام هو السبب. أولًا بالطاعون وأخيرا بالجوع " (41)
8- تنبأ الكتاب المقدس عن عودتهم إلى مصر " ويردَّك الرب إلى مصر في سفن في الطريق التي قلت لك لا تعد تراها فتباعون هناك لأعدائك عبيدًا وإماءً وليس من يشترى" (تث 28: 68) وتحقَّق هذا على يد تيطس الروماني، فالذين نجوا من الذبح حمَّلهم تيطس في سفن إلى أرض مصر.
9- ومع أن اليهود تشتتوا في بابل وغيرها من بلاد العالم لكن الأمر العجيب أنهم لم يذوبوا في هذه الشعوب إنما حافظوا على كيانهم برغم ما تعرضوا له من أهوال وبهذا تحققت نبوات الكتاب " ولكن مع ذلك أيضًا متى كانوا في أرض أعدائهم ما أبيتهم ولا كرهتهم حتى أبيدهم وأنكث ميثاقي معهم" (لا 26: 44) وأينما ذهب اليهود يحافظون على كيانهم حتى إنه في البلاد التي فيها تواجد يهودي تجدهم يسكنون معًا في حي اليهود أو حارة اليهود، ويتزاوجون معًا. سادسًا: تحول مصر من الوثنية للمسيحية:
تنبأ أشعياء النبي عن دخول مصر للمسيحية، وبينما كان الشعب اليهودي يرفض رفضًا باتًا إقامة أي مذبح آخر غير مذبح أورشليم، حتى أنهم رغم عظمتهم الآن فإنهم لا يستطيعون أن يقدموا ذبيحة للرب لأنهم لا يملكون المذبح الذي يقدمون عليه الذبائح، ورغم هذا التشديد اليهودي ورفض الفكر اليهودي لوجود أي مذبح آخر خارج عن أورشليم فان أشعياء النبي يتنبأ عن:
1- ظهور مذبح للرب في وسط أرض مصر.
2- انتشار المسيحية في مصر على يد مارمرقس "عمود للرب عند تخومها "
3- يعرف المصريون الرب.
4- يقدمون ذبيحة وتقدمة ونذور، أي يمارسون العبادة الحقة للإله الحق.
وفعلًا تحققت نبوات أشعياء النبي التي قالها قبل الميلاد بنحو 700 سنة "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخومها. فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر.. فيُعرَف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرًا ويوفون به" (اش 19: 19-21)
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:42 pm | |
| شهادة العقل والمنطق
قصة: نحن الآن في قرية بيراب بجوار ملوى في صعيد مصر.. كنيسة القرية تتميز بالبساطة، فهي مبنية بالطوب اللبن خالية من المقاعد الخشبية ومفروشة بالحصر المصنوع من نبات البردي، وينتظر أمام البيعة جمهور كبير. ثم جاء جمل يتبعه آخر وعلى كل جمل هودج، فهبطت من الجمل الأول العروس الجميل مورا ترفل في ملابسها البيضاء، ومن الجمل الثاني هبط العريس الشماس تيموثاوس بجلبابه الجديد، وهو شاب جميل الطلعة.. تم الإكليل وسط فرحة وبهجة أبناء القرية البسطاء، ووقف تيموثاوس وعروسه بعد أن صارا جسدًا واحدًا يستقبلون التهانى، وعادت الجمال تحملهم إلى عش الزوجية السعيد. ولم تمضى إلاَّ أيام قلائل حتى هجم على الكنيسة مجموعة من الجنود الرومان الأقوياء.. يدوسون حرمة الكنيسة، ويبحثون بين مكان وآخر.. عما يبحث هؤلاء الجنود؟! إنهم يقبضون على القيّم الرجل البسيط صانع القربان ويشبعونه ضربًا.. لماذا يضربونه؟! أنهم يتجهون إلى بيت تيموثاوس الشماس، ويقبضون عليه يذيقونه العذاب أشكالًا وألوانًا حتى يقرَّ ويعترف دون جدوى.. لماذا كل هذا..؟! أنهم يبحثون بكل وسيلة ووسيلة عن الكتب المقدَّسة، ولماذا؟.. لكيما يحرقونها بالنار تنفيذًا للمرسوم الإمبراطوري الصادر من الإمبراطور دقلديانوس.. قادوا الشماس إلى اريانوس الوالي الذي حاول ملاطفته لكيما يسلّمه الكتب المقدسة.
الوالي: من أنت؟ وما هو عملك؟
الشماس: أنا مسيحي، واعمل قارئًا في الكنيسة.
الوالي: وما اسمك؟
الشماس: تيموثاوس
الوالي: فأنت الوحيد إذا في قريتك الذي يحتقر أوامر أباطرتنا العظام الذين يأمرون بموت من لا يضحى للآلهة الخالدة.
الشماس: ربما.. لكن على كل حال أنا في روح الله ولن أضحى أبدا.
الوالي: انظر جيدًا ها آلات التعذيب أمامك.
الشماس: ألا ترى الملائكة التي يرسلها الله لمعونتي؟
الوالي: سلّمنب كتبك المقدسة لأقف على ما فيها من منفعة.
الشماس: أيمكن أن يسلم أب أولاده بنفسه لعدو مهلك؟
ثم بدأت سلسلة العذابات الرهيبة، وحاول الوالي خداع مورا وإغرائها لتثنى زوجها عن عزيمته ووعدها بأنهما إذا سلّما الكتب المقدَّسة فإنه سيطلق سراحهما، تزينت مورا بملابسها الجميلة ووضعت الروائح العطرة على جسدها، ودخلت على تيموثاوس وهم يعذبونه وقد ربطوا رجليه وعلَّقوه مثل الذبيحة وأبونا باسيليوس يقف بجواره يشجعه، وعندما وصلت مورا لتيموثاوس أظهر اشمئزازه لأنه أدرك ما وراءها، فأدركت هي ما سقطت فيه من ضعف، وندمت في نفسها وصارت تشجعه على احتمال الآلام، وفشل الوالي اريانوس، وأعلن فشله عندما أصدر أمره بصلبهما على صليبين متقابلين. (42) والآن يا صديقي إلى الأسئلة الثلاث الآتية:
هل العقل والمنطق يشهدان لصحة الكتاب المقدس؟
لو افترضنا جدلًا ضياع العهد الجديد بالكامل فهل يمكن تجميعه من اقتباسات آباء الكنيسة؟ | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:46 pm | |
| هل العقل والمنطق يشهدان لصحة الكتاب المقدس؟
أولًا: أليست التوراة والإنجيل كلام الله؟!
بلا شك أن الجميع يعترفون بأن التوراة والإنجيل كلام الله حتى أن اليهود والمسيحيين يُدعَون بأهل الكتاب وبلا شك أن الجميع يعرفون أن الله يهتم بكلمته ولا يهملها حتى قال.." أنا ساهر على كلمتي لأجريها" (أر 1: 12). وهنا السؤال: كيف يسمح الله بتبديل وتحريف كلماته؟! وإن كان المثل يقول كلام الملوك ملوك الكلام.. وأيضًا كلام الملوك لا يرد. فما بالك بكلام ملك الملوك ورب الأرباب.. هل يُرَد؟! وهل يتغير؟! وهل يصيبه الضعف والتحريف؟! أليس الذين يدَّعون التحريف يتهمون الله بأنه غير قادر على الحفاظ على كلمته ليجريها؟! ثانيًا: الجميع يعلمون أن العهد القديم في أيدي اليهود
والجميع يعلمون كيف يغالى اليهود في الحفاظ على كتاب الله، بدرجة تفوق التصور حتى أنهم قد أحصوا عدد كلماته وحروفه، وعدد كلمات (الله) فيه، والحرف الأوسط في كل سفر.. نفس العهد القديم الموجود في أيدي اليهود كان أيضًا في حيازة المسيحيين منذ القرن الأول، يوقرونه ويجلُّونه تمامًا مثل العهد الجديد معترفين أنه كلام الله الذي لا يزول. إذًا العهد القديم كان في حيازة أمتين.. اليهود والمسيحّيين، ولا يُخفى على أحد العداء العقيدي المستحكم بين اليهود والمسيحيين ومدى اضطهاد اليهود للمسيحيين والسؤال الآن: تُرى لو قامت فئة من اليهود بتحريف جزء من العهد القديم، هل كان يصمت المسيحيون؟! ولو حدث العكس.. هل كان يصمت اليهود؟! إذًا العهد القديم صحيح تمامًا.. ويكفى أن نعرف أنه من خلال نبوات العهد القديم ورموزه نستطيع أن نصل إلى جميع حقائق العهد الجديد مثل التثليث والتوحيد، والتجسد الإلهي، وألوهية السيد المسيح، والفداء الإلهي على الصليب. والذي يدرس التاريخ يعرف أنه في القرن الثاني جرت مباحثات بين يوستينوس الشهيد الفيلسوف المسيحي وبين تريفو اليهودى، وكلاهما استند على آيات من العهد القديم، ولم يتهم إحداهما الآخر بالتحريف أو التبديل في كلام الله. إذًا من المستحيل أن يكون قد قام بالتحريف اليهود، ومن المستحيل أن يكون قد قام به المسيحيون، فهل يدلوننا دعاة التحريف عمن قام بالتحريف؟! أو لمصلحة من تم التحريف؟! ثالثًا: المسيحية منذ نشأتها والأعداء يتربصون بها من كل ناحية
أولًا: اليهود من ناحية، وثانيًا: الوثنيون من ناحية، وثالثًا: الهراطقة والمبتدعون من ناحية ، ورابعًا: الرؤساء والولاة والملوك والأباطرة من ناحية..ومن المعروف أن المسيحية لم تنشأ في ركن محدود من أركان العالم، ولكنها سريعًا ما نمت وترعرعت وانتشرت وملأت أركان العالم.. دخلت إلى جميع البلاد، ووصلت إلى جميع الطبقات حتى إلى القصر الإمبراطوري وأحدثت انقلابًا عظيمًا في العالم للأفضل.. إذًا العالم كله انشغل بالمسيحية منذ نشأتها، وكانت الكرازة وبشرى الخلاص تتم شفاهه لعشرات السنين ثم كتابةً بعد ذلك، والسؤال الآن: لو حدث تغيّير في كلام الرسل سواء الشفاهي أو الكتابي هل كان اليهود يصمتون وهم يرون أخوتهم وأولادهم من اليهود يتنصَّرون؟! وهل كان يصمت فلاسفة الوثنية وهم يرون ديانتهم وقد اهتزت؟! وهل يصمت علماء الوثنية وهم يرون أخوتهم يدخلون للمسيحية؟! ثم ألم يكن الهراطقة علماءًا درسوا الكتاب ولكنهم ضلوا؟ ألم يكن في حوزتهم نسخ من الكتاب المقدس؟! تُرى هل لو قام بعض المسيحيّين بتحريف أجزاء من الكتاب هل كان يصمت هؤلاء الهراطقة..؟! لقد عُقِد العديد من المجامع المكانية بالإضافة إلى ثلاث مجامع مسكونية لمناقشة البدع التي ظهرت في القرن الرابع والخامس.. حقًا كان لكل بدعة مؤيدون من شعب وقسوس وأساقفة وأحيانًا بطاركة، وحقًا كانت المناقشات والمجادلات حامية الوطيس، وحقًا سجل لنا التاريخ كل شيء حتى أدق التفاصيل، ومع هذا لم يحدث على الإطلاق أن المبتدعين اتهموا المؤمنين بالتحريف، ولم يحدث على الإطلاق أن المؤمنين اتهموا المبتدعين بالتحريف في الإنجيل. لقد اختلفوا في التفسير دون أن يختلفوا في الأصل المكتوب. رابعًا: انتصار المسيحية على أعظم فلسفة، وأعظم مدرسة وثنية، وأعظم قوة عسكرية
إن كانت المسيحية قد انتصرت على أعظم فلسفة في العالم حينذاك وهى الفلسفة اليونانية، وإن كانت المسيحية قد انتصرت على أعظم مدرسة وثنية في العالم حينذاك وهى مدرسة الإسكندرية، وإن كانت المسيحية قد انتصرت على أعظم قوة عسكرية في العالم حينذاك وهى الإمبراطورية الرومانية،
س1: كيف انتصرت المسيحية على كل هذا بكتاب محرَّف مزيَّف؟!
س2: هل يُعقل أنه خلال هذه القرون الأولى كانت المسيحية على حق ثم انتقلت بعد ذلك إلى الباطل؟!
س3: هل نتصوَّر إنه خلال هذه القرون الأولى نادت المسيحية بالمسيح النبي الذي لم يصلب ثم فجأة تغيَّرت وتبدَّلت وتحرَّفت ونادت بالمسيح الإله المتجسد الذي صلب وقام؟!
س4: ما الداعي لهذا بعد نجاح الدعوة؟!
س5: هل أراد المسيحيون تشويه صورة إلههم الذي هداهم فنادوا بصلبه؟! خامسًا: دماء الشهداء
دماء آلاف وملايين الشهداء تكذب دعوى التحريف.. فهل يُعقل أن يبذل الآلاف والملايين دمائهم من اجل عقيدة مزوَّرة؟! ومن أجل كتاب محرَّف؟! هل يتصوَّر العقل أن المسيحيين الذين ضحوا بحياتهم حتى لا ينكروا مسيحهم ولو في الظاهر يقبلون تحريف كتابهم المقدس وما هو المقابل الذي أغراهم فارتضوا بالتحريف في الوقت الذي ضحوا فيه بممتلكاتهم وحياتهم من أجل إيمانهم؟ ألم يستشهد جميع كتبة العهد الجديد باستثناء يوحنا ومن بعدهم الآلاف والآلاف؟! وكيف أيدهم الله بالمعجزات الباهرات أثناء الاستشهاد وبعده.. قال السيد المسيح " وهذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة يحملون حيات وإن شربوا شيئًا مميتًا لا يضرهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مر 16: 17- 18) ومازالت هذه الآيات والمعجزات في كنيسة الله تشهد بصحة الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين.. كيف يؤيد الله المحرّفين لكلامه؟ وهل يعُقل أنه بدلًا من تأديبهم وعقابهم يكافئهم الله بالمعجزات؟ سادسًا: التشهير بالمسيح وصلبه، وأخطاء الرسل والأنبياء
كانت كرازة الرسل في منتهى الصعوبة إذ هم ينادون بإله مصلوب.. كانت كرازتهم ضد العقل ومع ذلك كانوا يصرون عليها " ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1 كو 1: 3) لقد كرزوا بما رفضوه أولا.. ألم يرفض بطرس فكرة الصليب (مت 16: 21-22)؟! فلو افترضنا جدلًا حدوث تحريف وزيادة ونقصان ألم يكن من المنطقي حذف استهزاء اليهود بالسيد المسيح ووصفهم إياه بأنه إنسان أكول وشريب خمر، وانه ناقض للناموس وكاسر للسبت، وانه سامري وبه شيطان ؟! ألم يكن من المنطقي حذف ما تعرض له الإله المتجسد من إهانات وسخرية ولطم وضرب وبصاق وجلد وصلب؟ ألم يكن من المنطقي حذف خوف التلاميذ وهروبهم أثناء الصلب؟! ألم يكن من المنطقي حذف صورة الشك التي ظهر فيها التلاميذ إذ أنهم لم يصدقوا القيامة إلاَّ بعد ظهور المسيح لهم؟! أم أن هذه الأمور غير صحيحة وغير حقيقة ثم أضافوها؟! وبنفس المنطق.. ولو افترضنا جدلًا حدوث تحريف في العهد القديم، أما كان يحذف اليهود صور الضعف التي ظهر فيها أنبياؤهم؟! سكر وعرى نوح، وكذب إبراهيم، وخداع يعقوب، ومخالفة موسى، وزنى وقتل داود، وهروب إيليا، ومخالفة يونان.. إلخ. سابعًا: أسئلة بلا إجابات
مع نهاية القرن الأول كانت المسيحية قد انتشرت في قارات العالم.. في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وإيران والهند بآسيا.. في مصر والخمس مدن الغربية والحبشة بأفريقيا، واليونان ورومية وحتى أسبانيا بأوربا.. وفي نهاية القرن الرابع صارت المسيحية هي الديانة الرسمية في العالم كله، وصار الأباطرة من المسيحيين. وهنا تتوالى الأسئلة:
س1: في أي عصر من العصور حدث التحريف؟
س2: في عهد أي من الملوك أو الأباطرة تم التحريف؟
س3: كيف أمكن جمع كل النسخ من جميع بلاد العالم؟
س4: هل تم تحريف النسخ جميعًا وأعادتها إلى أصحابها؟ أو هل تم إعدامها ونشر الجديد عوضًا عنها؟
س5: ألم تنجو نسخة واحدة من هذه المذبحة الرهيبة للكتاب؟
س6: هل صمت التاريخ عن ذكر هذه الحادثة؟
س7: هل خرس جميع المؤرخين وأمسكت أيديهم عن الكتابة؟
س8: هل غيَّر ملايين المسيحيّين معتقداتهم في لحظة وغمضة عين؟
س9: هل صمت المسيحيون واستسلموا للتغيير دون أدنى مقاومة تذكر؟
س10: أين الشجعان الذين تحدوا العذابات والوحوش والنار؟ هل خافوا وارتعبوا واستسلموا للتحريف؟
س11: يا ترى من قام بتحريف النسخ التي تم اكتشافها في وادي قمران سنة 1947م. ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد؟ من حرفها وهى في بطن الأرض؟ هل حرفتها الشياطين؟ ثامنًا: على المدَّعى إقامة البينة
القانون ينادى بأنه على المدَّعى إقامة البينة.. فهل للمدَّعين التحريف إقامة البينة؟ وما هذه البينة؟ إنها النسخة الأصلية للكتاب المقدس التي لم يصبها التحريف. هل من المعقول أن أقابل صديقي مينا جرجس بطرس، فأقول له: اسمع يا مينا.. يجب أن تعلم إن اسم أبيك ليس هو جرجس بطرس.. وعندما يسألني: إن لم يكن اسم أبى جرجس بطرس.. فما اسمه؟ أقول له: أنا لا أعرف. لكنى أعرف شيئًا واحدًا وهو أنك يجب أن تثق فيَّ وتسمع كلامي. وقد أعذر من انذر.. هل هذا معقول؟ وهل إن لم يصدقني مينا يكون ملوم؟ أم أنني أصير في نظره مثل مجنون أو مخبول؟! تاسعًا: دعوى التحريف تنصب على صلب العقيدة
المسيحية في جوهرها هي أن الله الذي يحبنا تنازل وتجسد من أجلنا، وصلب ومات عنا، وقام وأقامنا معه، وصعد وأرسل روحه ليسكن فينا، ثم إنه سيأتي ويأخذنا إلى ملكوته.. هذه هي عقيدة المسيحية منذ نشأتها وحتى نهاية الأيام. هذا إيمان المسيحيّين منذ آباءنا الرسل وحتى المجيء الثاني.. ماذا يظن المنادون بالتحريف؟! هل يظنون أنهم ينادون بأمر سهل؟ كلًا.. إنهم يريدون هدم جوهر العقيدة! يريدون إنكار الفداء العجيب بدم الصليب، وهم لا يدركون انه لا توجد مسيحية بدون الصليب!.. يريدون تجريد إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح من ألوهيته وهم لا يفهمون انه بدون ألوهية السيد المسيح لا توجد مسيحية!.. يطلبون أن نصدقهم وإلا كنا من الكافرين! عجبًا.. ثم عجبًا.. ثم عجبًا!!. عاشرًا: الفن يجسم العقيدة
الذين ينادون بالتحريف هل يُكلِفون أنفسهم بعمل بسيط وهو دراسة فن الرسم منذ القرن الأول وحتى الآن، ولسوف يجدون العقيدة محفورة في ذهن الفنان المسيحي، الذي شرب الإيمان مع لبن الأم.. سوف يبصرون الإيمان الذي تسلمه في طفولته يتجلى في فنه.. سيجدون العقيدة كاملة ودقيقة وثابتة من جيل إلى جيل.. لم تتغير ولم تتبدل، والفنان لم يحد قيد أنمله عنها.
سيرون ألوهية السيد المسيح، وميلاده وحياته وعماده (التثليث والتوحيد) وصلبه وقيامته وصعوده.. الخ. ليرجعوا إلى النقود الأثرية التي يتم اكتشافها يومًا فيومًا، إنها تحمل العقيدة المسيحية وتتزين بالصليب. حادي عشر: أمانة المسيحيين
إن كان المسيحيون معروفين دائمًا وأبدًا بالأمانة في كل أمور حياتهم، فكم وكم تكون أمانتهم في كتاب الله؟! هذه الأمانة جعلت الأمهات يرضعن أطفالهن الإيمان القويم.. فعلًا لو سألتم طفلًا لم يتجاوز الرابعة من عمره: من هو السيد المسيح؟.. لعرفتم الكثير والكثير.. ثاني عشر: هل يجتمع الإيمان والكفر معًا:
من المستحيل أن يجتمع الإيمان والكفر في وقت واحد، فان كان المسيحيون قد آمنوا وصدقوا بالإنجيل فكيف يكفرون به ويغيرون فيه؟! ولو فعل ذلك قلة قليلة فلماذا لم تتصدى لهم الأغلبية الساحقة؟!
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:47 pm | |
| لو افترضنا جدلًا ضياع العهد الجديد بالكامل فهل يمكن تجميعه من اقتباسات آباء الكنيسة؟
انشغل "دافيد دابرميل" أحد علماء الكتاب المقدس بهذه الاقتباسات التي اقتبسها الآباء من النصوص المقدسة فوجد أن جميع آيات العهد الجديد قد اقتبسها الآباء ما عدا إحدى عشر آية فقط، وقال لو ضاع العهد الجديد أو أحرق في القرن الثالث الميلادي وقت الاضطهاد العنيف لأمكن إعادة جمعه من الاقتباسات الموجودة في كتابات آباء القرن الثاني والثالث (43)
وإذا استعرضنا بعض اقتباسات آباء القرن الثاني والثالث عن العهد الجديد نجد الآتى: 1- اكلمينضس الروماني: كان معاصرًا للرسل، وكان أحد معاوني بولس الرسول، فقال عنه القديس ايريناؤس " أن مواعظ الرسل لا تزال تدوي في أذنيه وعقائدهم أمام عينيه " (44) وكتب هذا القديس في نهاية القرن الأول رسالة لأهل كورنثوس مكونة من 59 فصلًا مؤسَّسة على فصول في الإنجيل، وقد أشار إلى هذه الرسالة القديس ايريناؤس سنة 170م. وما زالت الرسالة محفوظة في لندن تحوى كثير من آيات الأناجيل الأربعة.
2- اغناطيوس الأنطاكي: وُلِد سنة 35م. وقبل الإيمان على يد الآباء الرسل، وتتلمذ على يد بطرس الرسول، وفي طريقة للاستشهاد في روما كتب 7 رسائل اقتبس فيها آيات عن العهد الجديد، وما زالت رسائله هذه محفوظة في باريس.
3- ايريناؤس: تلميذ بوليكاربولس أسقف سميرنا (ازمير) الذي تتلمذ على يد يوحنا الحبيب، وكتب كتابه ضد الهرطقات اقتبس فيه 1819 اقتباسًا منها 1038 من الأناجيل الأربعة.
4- يوستينوس الفيلسوف الشهيد: وُلِد نحو سنة 105م. في نابلس بفلسطين ودرس الفلسفات المختلفة ثم اهتدى للمسيحية ودافع عن الأناجيل الأربعة، وسجل حواره مع تريفو اليهودى، وكتب رسائلًا للإمبراطور تيطس انطونيوس، والإمبراطور ماركوس انطونيوس، ولمجلس السناتو في روما، ووصلت عدد الاقتباسات التي اقتبسها من الكتاب المقدس 330 اقتباسًا منها 268 من الأناجيل.
5- طاطيانوس: هو تاتيان السوري الذي وٌلِد نحو سنة 110م في سوريا، وتتلمذ على يد يوستينوس الشهيد، وكتب كتابه عن " اتفاق البشائر الأربع " في مجلد واحد اسماه دياتسرون Diatessaron أي الرباعي، فأنتشر كتابه في سوريا حتى أن ثيؤدوريت يقول إنه كان في سوريا سنة 420م. نحو مائتي نسخة من هذا الكتاب الثمين.
6- بابياس: اجتمع مع بوليكاريوس وألف تفسير للكتاب المقدس في ستة مجلدات سنة 110م.
7- اكليمنضس الإسكندري: (150-215 م) وُلِد في أثينا وبحث عن العلم في إيطاليا وسوريا وفلسطين، واستقر في الإسكندرية حيث تولى مسئولية مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، واقتبس عن العهد الجديد 2406 اقتباسًا منها 1017 من الأناجيل الأربعة.
8- ترتليانوس: (160-220م) وُلِد في قرطاجة ودرس الحقوق في روما فأصبح محاميًا مشهورًا وأمن سنة 193م ودافع عن صحة الأناجيل وأقتبس من العهد الجديد 7258 اقتباسًا منها 3822 عن الأناجيل الأربعة
9- هيبولينوس: (170-235) كان كاهنًا في روما، وأقتبس أكثر من 1300 آية.
10- أوريجانوس: (185-254م): وُلِد في الإسكندرية نحو سنة 185م، واستشهد أبوه وهو أيضًا أراد أن يستشهد، وشغل منصب مدرسة الإسكندرية وأمضى نحو عشرين عامًا في كتابه الهيكسابلا Hexapela أي السداسي يعاونه في هذا سبعة من النساخ، فأنهوا العمل في خمسين مجلدًا، وقد وصلت اقتباساته من العهد الجديد 17922 اقتباسًا من العهد الجديد منها 9231 من الأناجيل الأربعة.
ويقول جوش مكدويل " ولقد أحصيت في كتابات الآباء السابقين لمجمع نيقية (325م) اقتباسات بلغ عددها 32 ألفًا من العهد الجديد، وهذا العدد الضخم لا يشمل كل الاقتباسات.. وبإضافة ما اقتبسه يوسابيوس الذي عاصر مجمع نيقية وعدده 5876 اقتباسًا، فيبلغ عدد الاقتباسات 36000 هذا بخلاف اقتباسات اغسطينوس وابياس ولشتاس وفم الذهب وجيروم وغايس الروماني، واثناسيوس وامبروسبوس أسقف ميلان، وكيرلس الإسكندري، وافرايم السرياني وهيلاريوس أسقف بواتييه، وجيريجورى الينس، وغيرهم وغيرهم.. " (45)
ومع نهاية القرن الخامس وصلت الاقتباسات في كتب الآباء نحو 2000000 اقتباسًا يمكن بواسطتها إعادة العهد الجديد بالكامل أكثر من مرة، وبأكثر من لغة.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الخميس يونيو 12, 2014 11:49 pm | |
| يقولون ألم ينزل على المسيح بن مريم إنجيل واحد، فلماذا يوجد أربعة أناجيل
1- أن الإنجيل لم ينزل ولم يهبط على السيد المسيح، ولم يقف أمامه ملاكًا يمليه الإنجيل آية آية وكلمة كلمة، وكيف يمكن أن ملاكًا يمليه وهو رب الملائكة جميعًا..؟! السيد المسيح هو موضوع الكتاب كله، فالعهد القديم بأكمله مذخَّر فيه النبوات والرموز عن المسيا، والعهد الجديد يتحدث عن عمل المسيا، والتلاميذ والرسل سجلوا القليل لكيما نعرف ونؤمن وننال الحياة الأبدية " وأما هذه فقد كُتِبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي يكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو 20: 31).
2- كتبة الإنجيل الأربعة يشبهون أربعة علماء قاموا بزيارة لمدينة عريقة مثل مدينة الإسكندرية، وكان كل منهم متخصص في علم معين، وكتب كل منهم انطباعه، فالأول المتخصص في التاريخ كتب عن تاريخ المدينة منذ أن أنشأها الإسكندر الأكبر وكانت من قبل قرية صغيرة تدعى " ماريا " ثم تعرض لتاريخها العريق والمعارك الحربية التي جرت على أرضها، والمعارك التي دارت في مياهها الإقليمية.. الخ، والعالم الثاني المتخصص في الآثار راح يصف لنا الآثار الرومانية في المدينة مثل المسرح الروماني وآثار كوم الشقافة وعمود السواري وقلعة قايتباي كامتداد لفنار الإسكندرية العظيم.. الخ، والعالم الثالث المتخصص في علم الاجتماع فراح يتكلم عن الإسكندريين وطباعهم وعوائدهم.. الخ، والعالم الأخير المتخصص في الفنون اخذ يكتب عن الفن السكندري وعلاقته بالبحر والصيد، والفلكلور الشعبي.. الخ. فهل معنى هذا أن هناك أكثر من مدينة يكتب عنها هؤلاء الأربعة؟.. كلا أن المدينة واحدة، ولكن كل منهم يتناول جانب معين من جوانب المدينة، والأربعة لا يناقضون بعضهم البعض إنما يكملون بعضهم البعض، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهكذا الإنجيل هو واحد، وكل واحد من كتبة الأناجيل تناول جانب معين، فمتى الإنجيلي كتب لليهود المتنصرين، ولذلك أهتم بإثبات أن يسوع هو المسيا المنتظر الذي تنبأ عنه الأنبياء، ولذلك أشار إلى نحو 45 شاهدًا من العهد القديم تشهد للسيد المسيح، وكتب مرقس الإنجيلي للرومان الذين يمجدون القوة، فقدم لهم يسوع ابن الله القوى الظافر الذي قهر الأمراض والموت وأخضع الطبيعة وطرد الشياطين، وكتب لوقا الإنجيلي لليونان المحبين للحكمة الذين اهتموا بالمُثل العليا بلغة سلسة نالت إعجاب اليونان المثقفين، وأظهر لهم الرب يسوع في كماله ورحمته ومحبته، وكتب يوحنا الإنجيلي للعالم اجمع وتبًّحر في اللاهوتيات مظهرًا ألوهية المسيح وأزليته قبل ظهوره بالجسد، وذكر ما لم تذكره الأناجيل الإزائية أي صاحبة النظرة المتشابهة وهى أناجيل متى ومرقس ولوقا.
3- عندما يشهد في قضية أكثر من شاهد يمنح القضية قوة ويؤكد الحقيقة، وفي قضية صحة الإنجيل نقف أمام أربعة شهود دونوا شهاداتهم في أماكن متفرقة وأزمنة متفاوتة، والشهود الأربعة يتفقون تمامًا لأن لهم الروح الواحد، وفي الأناجيل الأربعة تحقَّق قول الرب يسوع " ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا" (اع 1: 8).
وقد يتساءل البعض لماذا لم يكتب المسيح الإنجيل؟.. تصوَّر يا صديقي لو أن السيد المسيح كتب الإنجيل وأخذ يحكى معجزاته الواحدة تلو الأخرى.. ألم يكن بهذا قد فتح الأبواب لبعض المشككين في صدق هذه المعجزات، والبعض الآخر ليتهمه بحب الذات والتفاخر والكبرياء؟!
| |
|
| |
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الأحد يونيو 15, 2014 5:26 am | |
| | |
|
| |
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الأحد أغسطس 24, 2014 9:12 am | |
| | |
|
| |
ليزا المديرة العام
عدد المساهمات : 12357 تاريخ التسجيل : 11/01/2014
| موضوع: رد: من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس الأحد أغسطس 24, 2014 9:54 am | |
| | |
|
| |
| من كتاب أسئلة حول صحة الكتاب المقدس | |
|