كثيرون لا يفرقون بين الخطية وحرب الخطية! وهم لذلك يعيشون في قلق دائم بل عذاب مستمر، ولهذا
نجد علاقات كثيرة لا تدوم بل تنتهى قبل أن تبدأ! كما أن الشعور بالذنب يتملك كثيرين بسبب قلة التوعية
رغم جهادهم المرير ضد الخطية!
فقد تنظر لساعة زميلك، أو تنظرى لأسورة زميلتك.. فيأتيك فكر السرقة! فهل هذا الفكر خطية؟؟ وقد ترى
فتاة جميلة أو تتحدث مع إمرأة.. فتتحرك عواطفك ويمتليء فكرك بأفكار شهوانية.. فهل تحرّك الغريزة
خطية؟؟ وما أكثر الذين يشاهدون فيلماً أو يدخلون منتدى لأول مرة .. وفجأة يجدون منظراً خارجاً
فيشعرون أنهم أخطأوا رغم أنهم حوَّلوا أبصارهم ولم تكن لديهم معرفة بالمنظر من قبل!
للتوضيح والإجابة على هذه المواقف سنطرح سؤالاً " ماذا لو كنت صائماً وبينما كنت فى الطريق تحركت
أمعائك فرفضت أن تأكل وأكملت صيامك ؟ أعتقد أن الجهاد لا يمكن أن يكون رذيلة، وتحرك الغرائز شيء
طبيعي طالما نحيا في هذا الجسد وما علينا سوى الجهاد. إذن ما هى الخطية؟
باختصار شديد يمكن حصر الخطية في نقطتين:
1- السقوط الفعلى فى الخطية
2- الرغبة في السقوط
ولا تحتاج الأولى إلى توضيح، إنما الثانية تحتاج إلى توضيح، لأننا لا نعرف إن كانت الرغبة في السقوط
نابعة من داخلنا، أم هى مجرد حرب خطية؟ مثال بسيط : لو تملكك فكر سرقة ساعة زميلك فهل
ستسرقها؟ لو قلت نعم أريد سرقتها فهذه خطية حتى لو لم تستطع سرقتها، وإذا قلت لا فهذه مجرد حرب
فكرية.
وإذا تملكك فكر شهوانى وأنت تتحدث مع زميلتك، إسأل نفسك: كل الظروف مهيأة الآن لسقوطى، فإذا
رغبت السقوط فهذا خطية. وإذا رفضت فهذه مجرد حرب شهوانية. لأننا ولدنا نحمل الثنائية فى داخلنا:
الخير والشر، النور والظلمة.. في لحظة نتحرك من أقصى اليمين إلى اليسار دون أن نعرف السبب!
وتستطيع أن تتحقق من هذا وأنت تصلي، فقد تبدأ صلاتك بقوة روحية وتأملات غاية السمو وفجأة يتشتت
فكرك وتتذكر مواقف ومناظر أحزنتك.
وهكذا بسؤال بسيط تستطيع أن تعرف ما الفرق بين الخطية وحرب الخطية، أما السؤال فهو: الآن كل
الظروف متوفرة لتحقيق أفكاري هل أحققها أم لا؟ أو بمعنى لآخر: هل تريد أن تسقط أم لا؟