الحكمــــــــــــــة الألهيـــــة
يقول معلمنا بولس الرسول "إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذى يعطى الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له (يع5:1).... ويقول أيضاً "إن كان لكم غيرة مرة وتحزب .. ليست هذ الحكمة نازلة من فوق فهى أرضية نفسانية شيطانية وأما الحكمة التى من فوق فهى أولاً طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة واثماراً صالحة "(يع14:3-17).د
فى هذه المرة نبدأ الحديث عن الحكمة الإلهية النازلة من فوق .. الحكمة كموهبة من مواهب الروح القدس كما نتحدث عن الفرق بينهما وبين الحكمة البشرية .. والفرق بينهما وبين الذكاء.
يعتقد البعض أن الذكاء هو الحكمة وأن السياسة والدبلوماسية هى الحكمة .. بينما يعتقد آخرون أن المكر والدهاء هو الحكمة ... لكن كل هذه الصور ليست هى الحكمة النازلة من فوق من عند الله .
فالحكمة أوسع واشمل من الذكاء ....قد يكون الإنسان ذكياً ولكنه يثور سريعاً فيفقد أعصابه ولا يتصرف بحكمة أو قدتسيطر عليه شهوة معينه فيأتى بتصرفات قبيحة لأن شهوته هى التى توجه عقله وتفكيره.. وقد يكون ذكياً ولكن تنقصه الخبرة فتكون تصرفاته غير حكيمة ،أو تنقصه دقة التعبير فيتكلم بحماقة دون
قصد ..
أما الأنسان الحكيم فيقصد ما يقول ويقول ما يقصد
إذاً فالحكمة أوسع كثيراً من الذكاء ....
وهى ليست مجرد المعرفــــــــــــة النظريـة
السليمة أو التفكير العقلى السليم فقط ، إنمـــا
الحكمة تدخل فى صحيم الحيـــــــــاة العملية
وتعبر عن نفسهـــــــــا بالسلـوك الحســـــن
وهذا ما يقصده القديس يعقوب الرسول بقول
"
هن هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن فى وداعة الحكمة "(يع 13:3) ..
فهى ليست شيئاً نظرياً بحتاً بل حياه عملية معاشة .
نيافة الأنبا / مكسيموس أسقف بنها وقويسنا