Abouna Fadi Halasa
الجمعة في المغطس 17 / 1 / 2014 ستجتمع الكنيسة الأرثوذكسية غدا بأساقفتها وكهنتها وشعبها على شواطئ نهر الأردن .
سنقف ونصلي صوت الرب على المياه الكثيرة السيد يحني هامته أمام العبد والسيد سيقدس طبيعة المياه المعمدان
سينذهل ولكنه يطيع الأمر الإلهي أنا سأقف وأستشرف الماضي والماضي البعيد سأرى اليشع وهو متجه شرق الأردن
ليعاين ومن نفس الموقع صعود إيليا إلى السماء حيا وسأراه يعود غربا بعد أن فلق مياه الأردن برداء إيليا وسأمضي نحو
الماضي السحيق وأتذكر كيف شقت أقدام الكهنة حاملي تابوت العهد مياه الأردن ليعبر كل الشعب وهم ثابتون بأقدامهم
على اليبس وكيف برئ نعمان السرياني من برصه في هذا النهر الخالد سأعود للماضي وأنسى الحاضر فالحاضر مؤلم يا
ليتني أعود بالكلية إلى ذلك الماضي المقدس ولو أني ومن خلال العهد الجديد أرى عهود الرب تتحقق رغم ظلم البشر .
ورغم الظلم والمر الذي نعيشه سأغطس يداي في مياه الأردن وأرفعهما نحو السماء وأطلب عفو الرب على خطاياي
الكثيرة سأطلب المغفرة والصفح عن شعب الرب وسأصلي لأجل سوريا ومصر والعراق ولبنان سأصلي لأجل كل من يطلب
الصلاة عسى المياه المقدسة تشفع لأنها استقبلت السيد بخوف ورعدة صوت الرب على المياه الكثيرة سينادي بالخلاص
والغفران والبركة والنعم من سيسمع صوت الرب ممتزجا مع خرير الماء وهو ليس ماءً عاديا بل ماء مقدسا أحسدك يا نهر
الأردن على ما تم فيك من معجزات لقد لمست جسد الرب وداست أرضك أرجل الأنبياء فصرت مقدسا رغم أنك أصغر الأنهار
في العالم أنا نازل وآت إليك ومصمم على أخذ البركة من أرضك ومياهك بل وسماء عالية فوقك بل وأنقل تلك البركة لكل
من طلب مني الصلاة لأجله يا رب أنا آت إليك على ضفاف الأردن فاقبل مجيئي بركة لمن يطلب ويصلي امنحنا سلامك فأنت
رئيس السلام وامنحنا هدوء في هيجان بحر العالم هدئ نفوسنا واجعلها تتجه صوب صوتك فوق المياه أركع على ركبتي
قلبي طالبا بركة لشعبك فاقبل مجيئي إليك ولا تسمح بعودتي دون تحقيق هدفي وهدفي ليس لي بل لشعبك وأرسل
المعمدان غدا ليرأس احتفالنا فقد شهدت انت له بالعظمة بين مواليد النساء ولا نخرج من أرض الأردن إلا محملين بالعتق
والشفاء والبركة الدائمة لتتقدس نفوسنا بمياه الظهور الإلهي وليعد الماضي المقدس لنا بركة مضاعفة خلص شعبك وبارك
ميراثك قدس وارحم إلى التمام
آمين