اغابى عضو مميز
عدد المساهمات : 291 تاريخ التسجيل : 14/06/2014 العمر : 47 الموقع : لبنان
| موضوع: مريم اخت ليعازر السبت يونيو 14, 2014 10:46 pm | |
| مريم اخت ليعازر.
" كان انسان مريضا وهو ليعازر من بيت عنيا من قرية مريم " يوحنا 11 : 1
قد يكون من الظلم أن نتعرّض للحديث عن مريم دون أن نذكر مرتا، وقد يكون ظلما أقسى، أن نذكر نواحي الجمال والعظمة في مريم، دون أن نشير الى الخصائص العليا الممتازة التي اختصّت بها مرتا الاخت الكبرى لمريم، فان مرتا هي صاحبة البيت التي تبرز في العادة في الاستقبال والضيافة. على أنه مما لا شك فيه فان كفّة ميزان مريم ترجح -- أثقل – من كفّة مرتا في الموازنة بين الاثنتين. وأيا كان الأمر فان هذا البيت كان أحب البيوت الى قلب المسيح أو أنه ربما كان البيت الذي يجوز القول فيه، أن المسيح كلما ذهب اليه كان وكأنه في بيته، بكل ما في هذا التعبير من معنى، فاذا كنا اليوم نضع الدراسة تحت اسم مريم وعنوانها، فلا يعني هذا أن مرتا سيُهضَم حقها، اننا سنرى في هذا البيت القديم ثلاثة مصابيح منيرة، أكبرها مصباح مريم، ويليه مصباح مرتا، ثم مصباح ليعازر أصغر الكل اشعاعا ونورا. ومع ذلك فالمصابيح جميعا ما تزال ترسل أنوارها الجميلة المبهرة عبر التاريخ والاجيال، ليتعلّم الذين يريدون أن تكون بيوتهم مسيحيّة، كيف يكون البيت الجميل المنير الساطع، مهما اختلفت الاحوال وتغيّرت الظروف.
مريم واختها الكبرى مرتا : تقع مريم في الوسط بين مرتا وليعازر سنا. فنحن امام عائلة كانت تسكن قرية بيت عنيا الواقعة الى الشرق من اورشليم عند منحدر جبل الزيتون، وان العائلة كانت غنيّة، ويقال ان حديقة جثسيماني التي كان يذهب اليها المسيح وتلاميذه كانت ملكا لها، كما انه لم يكن يملك مقبرة تُنحت في الصخر الا الاغنيا كمثل مقبرة ليعازر، او يوسف الرامي التي وُضع فيها جسد المسيح بعد الصلب.
ان مرتا كانت على الدوام الاكثر حركة ونشاطا، فهي تريد ان تقدّم افضل ماعندها، واكثرما تستطيع تقديمه للسيّد ضيفا عزيزا مرحّبة به، وهي خارج البيت لا تستطيع ان تهدأ وتسكن عندما تسمع عن مجيء المسيح بعد موت أخيها، فتخرج عن العادة الجارية عند اليهود، من البقاء في البيت لاستقبال المعزّين لتقول له باكية معاتبة : " لو كنت ههتا لم يمت أخي" يو11 : 21 . وهي اذ ترى مريم أختها تتأخر عن مد يد المساعدة أو المعونة اللازمة، لا تغضب منها فحسب بل تذهب الى السيّد، وتكاد تلومه على أنه يتركها دون مبالاة تخدم وحدها لو 10 :40 وهي وان كانت تكشف عن نفس امينة كل الامانة، تجاه افكارها ومشاعرها، فهي لا تعرف المداورة قط، بل هي صريحة يعبّر فيها الخارج عن الداخل أجمل تعبير، وأصدقه، فعندما تغضب من أختها تعلن هذا الغضب حتى ولو أمام ضيفها العظيم.
وعندما تبكي أمامه قائلة: " لو كنت ههنا لم يمت أخي " وكأنما تريد أن تذكر محتجّة ومتألمة أنه لم يسرع في الوقت المناسب لانقاذ الأخ المريض المحبوب، وعندما يقول لها المسيح : " سيقوم أخوك"يو11: 23 – 24 . ولم تكن قد فهمت ما يقصد، أجابت بما تؤمن به أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير. وعندما يطلب الميسح ان يُرفع الحجر، تحتج بما يختلج في صدرها بأنه: " قد أنتن لأن له أربعة أيام في القبر يو 11 : 39 . هذه الشخصيّة في حيويّتها، وحركتها، وكرمها، وأمانتها، وصدقها، وجدت من المسيح كل محبّة، وتشجيع، وتقدير، وقد يخطيء الناس في التصوّر أن المسيح وبّخها عندما قال لها: " مرتا مرتا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة لو 10 : 41 وفي الواقع ان السيد هنا، كان مُصححا دون أن يكون موبّخا، لأن المسيح لا يمكن أن يكون موبخا من يهتم باكرامه. وما أكثر الذين يفعلون الى اليوم ما فعلته هذه المرأة القديمة، ومع أن باعثهم الاول هو المحبة لسيدهم، كما كانت تفعل بالضبط، الا انه مع الايام، نمت الحركة في حياتهم على حساب الحياة الروحيّة، والخدمة فوق التعبّد، فانتهوا الى ما كانوالا يحلمون او يتصوّرون ان يصلوا اليه من جفاف الشركة والرابطة مع من أحبوه وخدموه.
مريم والتعبّد الاسمى: على اننا ونحن نذكر مرتا من طباع وخصائص، نعود الى السؤال الجوهري، وهل يمكن ان تكون مريم أعظم وأجلّ، وأن كفّتها راجحة، فما هو السر يا ترى لرجحان هذه الكفّة؟ ان السر واضح ولا شك في عمق التعبير، وامتداده بكيفيّة لم تصل اليه أختها بحال من الاحوال، وقد ظهر باجمل بيان في أوضاع ثلاثة من الحياة، اختلف فيها التصرّف عند الاختين، وكان الاول يوم دخول المسيح بيتهما، واستقبلته الاختان باجمل ما يكون الاستقبال،غير ان مريم احسنت التنسيق والترتيب، فبدأت ولا شك مع اختها تحضّر ما ينبغي ان يُقدّم من طعاما للسيّد الى أن أتى، غير انها لم تصل بذلك الى نقطة الضياع او الارتباك، الذي وصلت اليه الاخرى، أما مريم فقد اختارت فاحسنت الاختيار.واذا كان المطلوب منا ان نخدم، فلا يحسن ان تكون خدمتنا عائقا لنا عن الجلوس او التعبّد عند قدميّ السيّد، الم تغضب مرتا، وتتحّوّل في حركتها الى نقد لاذع لاختها، كاد يصل في الوقت عينه الى السيّد نفسه، مع انها تبذل أقصى الجهد في اكرامه واحترامه.
أما الوضع الثاني كان اثرموت ليعازر اذ سمعت مرتا ان المسيح آت، تركت البيت والقرية، مسرعة اليه ، عاتبة باكية وهي تقول نفس العبارة التي قالتها اختها أيضا : " لو كنت ههنا لم يمت أخي " يو 11 : 32 لكن الاختين تفترقان من هذه اللحظة افتراقا واضحا. فبينما تنطقها مرتا مسترسلة في الكلام بعد ذلك، نجد ان مريم نطقتها بعد ان خرّت عند رجليه، حيث كان مكانها دائما، وقد رد المسيح على كلام مرتا باروع ما قال عن القيامة والحياة، غير أنه رد على دموع مريم الراكعة والباكية عند قدميه، بنفس الشيء واللغة إذ، بكى يسوع يو11 : 35 . ومع أن مريم لم تقل أكثر مما قالت من عبارة، لكن دموعها كانت أبلغ لغة يمكن أن يتغلّب بها المتعبّد في الصمت أمامه." فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون إنزعج يسوع بالروح واضطرب" 11 :33 .
أما الوضع الثالث فهو اذ كان يسوع يقترب من الصليب، وذهب الى بيت عنيا حيث كان ليعازر الميت الذي أقامه المسيح من الاموات فصنعوا له هناك عشاء، وكانت مرتا تخدم، وبعين العقل فان مريم شاركت في اعداد المائدة، الى أن أتى المسيح عادت لتأخذ مكانها عند قدميّ السيّد، وهنا فعلت هذه المرّة، ما يكشف عن الابعاد العميقة في تعبّدها القدسي، اذ كسرت قارورة طيب " مت 26 : 7 من ناردين خالص كثير الثمن، وسكبتها كاملة على رأس المسيح وثيابه وقدميه، ولم تكتفِ بهذا فحسب، بل سارعت بما يعتبر رمز الكرامة عندها، وهو شعرها ومسحت به قدميه المباركتين يو 11 : 2 وملأت رائحة الطيب البيت، بل خرجت منه لتملأ التاريخ كله. ولهذا ظفرت هذه المرأة بما هي أهل له من مركز عظيم على صفحات الانجيل.
مريم ومكافأة المسيح لها: ولعل هذا آخر ما نختم به الحديث عن الفتاة، وما أكثر ما أعطاها المسيح من بركات وخيرات ومكافآت، والمسيح على الدوام يعطي أكثر مما يأخذ. لقد أعطاها أن تدرك أنه في تأجيل مجيئه في وقت المحنة والالام لا يقصد إلا أن يكشف عن مجد الله، لا في شفاء أخيها، بل في إنهاضه من الموت. فاذا أضفنا الى هذا ما فعله المسيح يوم سكبت طيبها النادر على راأسه وثيابه وقدميه، وانتقد التلاميذ هذا العمل مت 26 : 8 و9 غير أن المسيح لم يكتفِ هنا في حمايتها والدفاع عنها بل سيفتح النوافذ كلها في بيت عنيا لتخرج رائحة هذه القارورة من الطيب وتبقى خلال الاجيال أثمن وأخلد رائحة عطرية، استنشقها الناس أو عرفوها على ظهر هذه الارض. أجل وحق له كل الحق أن يقول: " لماذا تزعجون المرأة فانها قد عملت بي عملا حسنا، مت 26 : 10 الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في العالم يُخبَر بما فعلته هذه تذكارا لها " مت 26 : 13. | |
|
نصيف خلف قديس خادم الكل
عدد المساهمات : 6708 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : الكويت
| موضوع: رد: مريم اخت ليعازر السبت يونيو 14, 2014 11:58 pm | |
| | |
|
بنت العذراء خادم الرب
عدد المساهمات : 3714 تاريخ التسجيل : 11/01/2014 الموقع : فلسطين
| موضوع: رد: مريم اخت ليعازر الأحد يونيو 15, 2014 2:01 am | |
| | |
|
اغابى عضو مميز
عدد المساهمات : 291 تاريخ التسجيل : 14/06/2014 العمر : 47 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: مريم اخت ليعازر الإثنين يونيو 16, 2014 8:05 pm | |
| شكرا لمروركم اخوتي
الرب يبارك حياتكم | |
|
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
| موضوع: رد: مريم اخت ليعازر الثلاثاء يونيو 17, 2014 1:41 am | |
| | |
|
ليزا المديرة العام
عدد المساهمات : 12357 تاريخ التسجيل : 11/01/2014
| موضوع: رد: مريم اخت ليعازر الخميس يونيو 19, 2014 1:02 pm | |
| | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: مريم اخت ليعازر الثلاثاء يوليو 01, 2014 12:11 am | |
| | |
|
اغابى عضو مميز
عدد المساهمات : 291 تاريخ التسجيل : 14/06/2014 العمر : 47 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: مريم اخت ليعازر الإثنين يوليو 07, 2014 10:40 am | |
| بارككم الرب , اسعدني تواجدكم الرائع | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: مريم اخت ليعازر الإثنين سبتمبر 29, 2014 8:28 am | |
| | |
|