( بسلامة أضطجع بل أيضًا أنام........ كيف كان النبي داود يستطيع أن ينام، وأن يستيقظ، وأن يقوم
وهو في سلام كامل بدون خوف، بدون قلق وبدون عذاب الأرق ))
أنا اضطجعت ونمت. استيقظت لأن الرب يعضدني ( مز 3: 5 )
بسلامة أضطجع بل أيضًا أنام، لأنك أنت يا رب منفردًا في طمأنينة تُسكنني ( مز 4: 8 )
من أجمل ما نتعلمه من الكتاب هو أن الله يعطي حبيبه نومًا ( مز 127: 2 ).
لقد وجد داود نفسه ذات يوم في شرٍ عظيم. لقد أشار إلى ربوات من الشعوب المُصطفة حوله لإهلاكه،
ومع ذلك نجده في وسط هذه الظروف العصيبة يتمتع بنوم هادئ مطمئن.
شرح داود سبب هذا النوم الهادئ المُلِّذ، فعزاه إلى حقيقتين هامتين:
أولاً: لأن الرب يعضدني، وثانيًا: لأنك أنت يا رب منفردًا في طمأنينة تُسكنني.
وهنا نرى أن داود وضع أساس اطمئنانه وسلامه في الرب وحده.
ليس على الظروف ولا على إمكانياته ولا على الموارد البشرية ولا على أي شيء منظور مهما كان، وإنما
على الرب وعلى الرب وحده.
على الرب وعلى قدرته وعلى حكمته وعلى وعوده الثابتة الأمينة. كل ليلة، كان داود يودع نفسه بالتمام
بين يدي الرب، وهكذا ينام هادئًا واثقًا مطمئنًا بين يدي القدير.
كان يعلم علم اليقين أن نفسه في أمان وضمان كامل في حراسة الرب.
كان يستطيع أن ينام، وأن يستيقظ، وأن يقوم وهو في سلام كامل بدون خوف، بدون قلق وبدون عذاب
الأرق.
وبطرس في السجن (أع12)، في الصباح كان سيُقدَّم ليموت أمام الشعب، فكيف صرف ليلته الأخيرة؟
لم يكن في حالة أرق أو قلق أو حزن، بل كان نائمًا في حالة سلام وثقة هادئة في إلهه.
إن هيرودس في قصره الملكي وعلى فراشه الليّنة الناعمة، مع ما هو فيه من تَرَف وحرية، لم يَنَم تلك
الليلة نومًا هادئًا عذبًا كما نام بطرس في سجنه.
واليوم .. ماذا أقول؟ فما أكثر الذين لا يتمتعون بهذه البركة الثمينة. فعندما يحل الليل نجدهم مُحبطين،
خائفين، حائرين، وكل متاعب النهار ومشاكله وهمومه تتبعهم بصورة قوية إلى فراشهم لتحول بينهم
وبين الراحة المنشودة.
عزيزي المؤمن: إذا كنت واحدًا من هؤلاء التعساء، فلتتعلم هذا الدرس من داود ومن بطرس. انظر إلى الله
كمَن فيه كل مصادر السلام والضمان والاطمئنان،
فترى أنه يُحيطك ويسيِّج من حولك بسور منيع، وحينئذٍ تقبل منه بسرور هذه النعمة والعطية الرائعة
”نعمة النوم“.