الشهيدتان فالنتينا وزميلتها
حدث في فلسطين في عهد الوالي فرميليانوس الذي عُين بدلًا من أوريانوس، أن كانت هناك امرأة من غزة قوية الإرادة ثابتة العزيمة. ولما هُدّدت بالزنا معها هاجمت الوالي، فقُبض عليها وجلدت أولًا ثم رُفعت على خشبة ومزّق جنباها، وصار المعذبون يعذبونها بوحشية وبلا توقف كأمر القاضي.
كانت واقفة أثناء ذلك عن قرب فتاة عذراء تدعى فالنتينا من قيصرية فلسطين. فلما رأت ذلك كله صاحت قائلة: "إلى متى يستمر تعذيبكم لأختي؟" فما أن سمع القاضي صوتها حتى أمر بالقبض عليها، وأمرها أن تبخر للأوثان. رفضت ذلك فجروها عنوة ناحية المذبح، ولما رأت زميلتها الأولى ذلك رفست المذبح بقدميها بكل جرأة وشجاعة، فسقط بما عليه من نار. فزأر القاضي بجنون وصار يعذبها بشدة وعنف وخاصة في جنبيها حتى يُشبع رغبته في التطلع إلى جسدها المتسلخ. ثم أوثق الاثنتين معًا وأمر بحرقهما، فنُفذ فيهما الحكم، وصعدت رائحتهما كرائحة بخور ذكية أما العرش الإلهي.