القديس الشهيد نيقيطا نيسروس (1732)
هو ابن أحد أعيان نيسروس وهي جزيرة صغيرة بين كوس ورودوس. صار أبوه مسلماً هو وزوجته وأولاده لينقذ نفسه من الموت بعد قضية وُجد ذا علاقة بها. كان نيقيطا يومذاك صغيراً ولم يع ما حدث للعائلة. كبر باسم محمد وأبدى غيرة دينية كبيرة. ذات يوم تضارب وأحد الأولاد الأتراك. فما كان من أم الولد سوى أن أمطرته إهانات عادة ما يوجهها الأتراك للمسيحيين. جرحته كلمات المرأة. أصر على أمه أن تكشف له حقيقة أصله. علم أن اسمه في الحقيقة هو نيقيطا.
تحرك ضميره فترك العائلة وأتى إلى دير نياموني في خيوس. أسلمه رئيس الدير، بعدما سأله النصح بشأن خلاص نفسه، إلى القديس مكاريوس الكورنثي (17 نيسان) الذي كان مقيماً هناك. سمع الأسقف اعتراف الشاب ومسحه بالميرون المقدس ليعيده إلى حضن الكنيسة. عاش نيقيطا، بعد ذلك، في الدير. وقد أبدى تقوى عظيمة حتى ظُن أنه مختل. وإذ كان مشتاقاً إلى حياة التقشف اعتزل في مغارة القديسين الذين أسسوا الدير كما أسر للناسك أنثيموس أنه راغب في تقديم حياته للشهادة. وبالعودة إلى الدير طلب من الآباء الإذن بتحقيق هذا المشروع. هؤلاء بعدما أقاموا خدمة البراكليسي لوالدة الإله أعطوه البركة.
توجه نيقيطا إلى كورا عاصمة خيوس. للحال أوقف ليسدد الضريبة الموضوعة على المسيحيين المتنقلين. فيما كان ينتظر بقرب مقهى أن يُجمع المزيد من المسيحيين ممن هم في مثل حاله ليساقوا إلى السجن معاً، مر به كاهن من معارفه اسمه دانيال وحياه باسمه المسلم محمد وتساءل لماذا يُوقف شاب مسلم ليدفع ضريبة فُرضت على المسيحيين. سمع الحراس الشاب يعلن عن نفسه أنه مسيحي فأسلموه للحال إلى الآغا فأعلن أمامه دون خوف أنه عاد من الإسلام إلى المسيحية. عذبوه ستة أيام. كانوا كلما أعادوه إلى السجن يرفض أن يأكل ويقول لرفاقه في الأسر أنه يتناول طعاماً آخر لا قبلة لهم به ويتمتع بفرح لا يعرفونه.
ألقوه في إسطبل لتدوسه الخيل لكن النعمة الإلهية حفظته. وعندما ألقوه في سجن مظلم كان المكان يستضيء بنور فائق.
بعد هذه العذابات سُلم نيقيطا لجمهور ساخط جرره حتى إلى حدود المدينة. وإذ كانوا يضغطون عليه ليعود إلى الإسلام قال لهم: "أنا مسيحي واسمي نيقيطا وكنيقيطا أريد أن أموت!" بضع مرات جعلوه على ركبتيه، في وضع الإعدام، ليخيفوه فلم يتزعزع. أخيراً ضربوا رأسه فقضى شهيداً للمسيح في 21 حزيران سنة 1732 عن عمر بلغ خمسة عشر عاماً. وإن عمياناً ادهنوا بدمه فاستردوا البصر.
وقد ألقاه الأتراك في البحر ليحولوا دون إكرام المسيحيين لرفاته.
شُهداؤكَ يا رَبُّ بِجِهادِهِم، نالوا مِنْكَ الأكاليْلَ غَيْرَ البالِيَة يا إِلَهَنا،
لأَنَّهُم أَحْرَزوا قُوَّتَك فَحَطَّموا الـمُغْتَصِبين وسَحَقوا بَأْسَ الشَّياطينِ التي لا قُوَّةَ لَها،
فَبِتَوسُّلاتِهِم أَيُّها الـمَسيحُ الإِلَهُ خَلِّصْ نُفُوسَنا.