افتتح البابا فرنسيس يوم الاثنين 16 حزيران في صالة بولس السادس في الفاتيكان المؤتمر الراعوي الأبرشي في روما تحت عنوان: "شعب يلد أبناءه... الجماعة والعائلة في مراحل التنشئة المسيحية الكبيرة" وسيختتم في 15 أيلول 2014 عند الساعة السابعة مساءً. وأشار البابا في حديثه إلى أنّه سيتم تطويب بولس السادس في 19 تشرين الأول القادم مشددًا على واقعية إرشاده الرسولي حول "تبشير العالم المعاصر" الذي نُشر في 8 كانون الأول 1975 وعن الاضطراب الذي يعيشه الأشخاص بالرغم من الجهد المبذول.
ودعا البابا إلى استدعاء الروح القدس الذي يجعل من الكنيسة مثمرة وأن تنجب الكثير من الأولاد: "إنّ التحدي الكبير الذي تعيشه الكنيسة اليوم هو أن تكون أمًا: أمًا! وليست منظمة غير حكومية، تقوم بالكثير من الخطط الرعوية... نحن بحاجة إلى هذا، فعليًا... ولكنه ليس الجوهر والأساس إنها مجرد مساعدة لأمومة الكنيسة... إن كانت الكنيسة ليست أمًا، فستصبح "فتاة عجوز"، ستصبح فعليًا "فتاة عجوز"! لا تعود مخصبة!"
وقال البابا بإنه يحلم بكنيسة تحافظ على "كنز نظرة يسوع" وتستقبل "الجميع بقلب رحب". "أن تملك قلب يسوع الذي عندما رأى الجموع، شعر بالعطف عليهم، أن تملك الكنيسة قلبًا من دون حدود ولطافة نظرة يسوع التي هي أفصح من كل الكلمات".
ووضع البابا هذه الأمومة ضمن إطار الحياة المعاصرة، التي غالبًا ما تكون "غير إنسانية"، حيث يخرج رب المنزل إلى عمله ويترك أولاده نيامًا عند الصباح ويجدهم نيامًا أيضًا عند المساء، فلم يعد الأهل يملكون وقتًا مجانيًا، وقتًا مجانيًا يلعبون في أثنائه مع أولادهم: "هؤلاء الأولاد يعيشون نوعًا من "التيتُّم": نحن أيتام المجانية! نحن بحاجة لاستعادة معنى المجانية في العائلات والرعايا والمجتمع بأسره. فإن لم يكن لدينا معنى المجانية في العائلة والمدرسة والرعية سيكون من الصعب علينا أن نفهم ماهيّة نعمة الله، تلك النعمة التي لا تُشترى ولا تباع، لأنها هبة وعطية من الله. ولذلك نحن أيتام المجانية".
أضاف الحبر الأعظم يقول: حتى نحب الحياة لا ينبغي أن نملأها بالكثير من الأشياء التي يمكن أن تصبح فيما بعد أصنامًا بالنسبة إلينا، وإنما نحن بحاجة فقط لأن ينظر يسوع إلينا، لأن نظرته تقول لنا: حياتك جميلة وليست بلا معنى لأنني أكل إليك رسالة كبيرة! هذا ما نحتاجه نظرة جديدة للحياة تولد من اللقاء بيسوع. نحن بحاجة لمسيرة ارتداد رسولي، وهذه المسيرة ستمنحنا هويّة شعب يعرف كيف يعطي الحياة لأبنائه".