عصا القدّيس جيراسيموس
اعجوبة حصلت مع القديس بورفيريوس الرّائي
ذات مرة أثناء مغادرته لكوخه عَبَرَ الطريق الوعرة المنحدرة، فوقع وكسر ساقه.
أسرعوا به إلى المستشفى حيث جبّروا السّاق.
بعد خمسة عشر يومًا، بينما كان يصلّي مستلقيًا في السّرير ألقى نظرة عفوية على رجله،
فرأى من خلال الجبصين بنعمة الله أنّ الرّجل كانت معوجة.
طلب من الأطباء فتح الجبصين
لكنّ الطبيب الأستاذ ضحك منه ورفض عدة مرّات تصوير السّاق
رغم إصرار الأب بورفيريوس.
في نهاية المطاف أنزلوه إلى غرفة الأشعة واستبان أنّ الأب بورفيريوس على حق،
فٱضطرّ الطبيب إلى إعادة كسر السّاق وجبرها بالشكل الصّحيح،
مما سبب له آلامًا قاسية. بعدها، بقي مستلقيًا شهرين أو ثلاثة
ثم أعطوه عكّازين لكي يمشي، فخاف أن يعتاد عليهما،
فنصحه الطبيب بشراء عصا،
فأوصى أخته بشرائها رغم عدم توفّر المال لديها.
غادر الأب بورفيريوس المستشفى حوالي الساعة الحادية عشرة
واتجه بواسطة العكّازين إلى كنيسة المستشفى.
هناك دخلت سيّدة
وسألت إذا ما كانت هذه كنيسة القدّيس جيراسيموس وعن أيقونته
فدلّتها المشرفة على المكان إليها.
فذهبت السّيّدة وجثت أمام الأيقونة وقالت بدموع وصوت عال:
”يا قديس الله، أنا لا أعرفك، ولم أسمع عنك أبدًا،
ولم أسمع حتّى بٱسمك.
ولكنك أكرمتني وزرتني، وطلبت مني العصا الّتي ٱشتريتُها من أورشليم،
لكي آتي بها إلى بيتك وقد حدّدت لي اليوم والسّاعة... وها قد أتيت“.
ولما أنهت صلاتها ٱتجهت نحو الأب بورفيريوس وسألته عن سبب هذه الرؤيا؛
ففسّرت لها المشرفة أنّ الأب الجالس هنا هو كاهن هذه الرّعية
وأنه أراد شراء عصا، رغم فقره، وشفيع هذه الكنيسة دبّر الأمر بطريقته!!!.
أسمى الأب بورفيريوس هذه العصا عصا القدّيس جيراسيموس.
وكان كلّ من ضربه بها يُشفَى من دائه.